مسلمو الغرب.. حقوق منتهكة بموجب القانون

 

شبكة النبأ: لا تزال الأقليات المسلمة في الدول الغربية تعاني الكثير من المضايقات والانتهاكات التي تمارس ضدهم من قبل بعض الحكومات او الجماعات اليمينية المتطرفة، التي تسعى الى تعميق العداء وإثارة الكراهية العنصرية، من خلال نشر الرؤى والأفكار والاتجاهات السلبية التي تسيء الإسلام الذي أصبح ينتشر بشكل كبير في تلك الدول، هذا بالإضافة الى الحرب المعلنة التي تشنها الكثير من وسائل الإعلام الغربية ضد الإسلام والمسلمين من خلال نشر التقارير المفبركة والتركيز على الصور السلبية التي تقوم بها بعض الجماعات التكفيرية المسلحة في سبيل التأثير على الرأي العام الغربي.

ويرى بعض المراقبين ان الأقليات المسلمة في الغرب تواجه العديد من التحديات المهمة، بسبب بعض القوانين الخاصة التي اعتبرها الكثير انتهاك لكل القوانين والأنظمة الدولية، التي تدعو إلى احترام حرية الإنسان، كما ان بعض هذه القوانين هي دعوة صريحة للتمييز، خصوصا وان العديد من التقارير الخاصة تشير الى ارتفاع نسبة الممارسات العنصرية والتمييزية ضد المسلمين بهدف إبعادهم عن المجتمع.

وفي هذا الشأن فقد قضت محكمة ألمانية بإلزام الفتيات المسلمات بالانضمام الي البنين في حصص تعليم السباحة بالمدارس وهو قرار مهم يمس العلاقة الحساسة بين الدين والدولة. ويشير الحكم الذي اصدرته أعلى محكمة مختصة بالنزاعات العامة والادارية في ألمانيا إلى ان التزام الدولة بمقتضى الدستور بتوفير التعليم للأطفال يمكن ان يكون له الأسبقية على العادات والممارسات المرتبطة بالمعتقدات الدينية للأشخاص.

وسعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وحكومتها التي تمثل يمين الوسط إلى الحوار مع المسلمين في ألمانيا الذي يبلغ عددهم حوالي اربعة ملايين. لكنهما قالا ايضا انه يجب على المسلمين بذل جهود للاندماج في المجتمع وتعلم اللغة الالمانية. وقالت المحكمة إنه لا يمكن استثناء الطالبات المسلمات من حصص السباحة شريطة ان يسمح لهن بارتداء "البوركيني" وهو لباس للسباحة يغطي كامل الجسد عدا الوجه واليدين والقدمين. واصدرت المحكمة الادارية الاتحادية حكمها في دعوى قضائية اقامتها فتاة مسلمة من اصول مغربية تتلقى تعليمها في مدرسة بولاية هسه في غرب ألمانيا. بحسب رويترز.

وحاول والداها لسنوات استثناءها من دورس السباحة مع البنين. وكان عمر البنت 11 عاما عندما بدأت القضية. وقالت المحكمة في حيثيات رفضها للدعوى "لم توضح المدعية بالشكل الكافي ان المشاركة في دورس السباحة التعليمية المشتركة مع ارتداء البوركيني يتعارض مع قواعد اللباس عند المسلمين."

النقاب في بريطانيا

الى جانب ذلك حكم قاض بريطاني بعدم جواز تقديم امرأة مسلمة ادلة أمام المحكمة اثناء اجراءات محاكمتها وهي ترتدي النقاب مما اثار جدلا بشأن حاجة بريطانيا الى حذو خطى دول أوروبية أخرى في حظر النقاب بالمدارس والأماكن العامة. وقلل ساسة كبار من احتمال فرض مثل هذا الحظر بعد ان قال أحد الوزراء ان على الائتلاف الحكومي التفكير في حظر النقاب في المدارس وهو مقترح يكتسب مزيدا من الدعم من بعض اعضاء البرلمان.

وقال نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب الديمقراطيون الاحرار "وجهة نظري الشخصية التي اتمسك بها بشدة انه لا يجب ان ينتهي الامر بنا مثل دول اخرى باصدار مراسيم او قوانين من البرلمان تملي على الناس ما عليهم ان يرتدوه وما لا يرتدوه." واضاف "هذا بلد حر والناس التي ترعى مصالحها يجب ان تكون حرة في ارتداء ما تشاء."

وتأتي هذه القضية في وقت تبحث فيه الحكومة كيفية تحسين ادماج 2.7 مليون مسلم في بريطانيا بالمجتمع دون تقييد حق حرية التعبير الديني. لكن في حكم هام قيل لامرأة مسلمة جادلت بان كشف النقاب عن وجهها داخل المحكمة ينتهك حقوقها الانسانية إن عليها عدم ارتداء النقاب اثناء تقديم الادلة. بحسب رويترز.

وقال القاضي بيتر ميرفي "اصبح النقاب حاجزا كبيرا داخل قاعة المحكمة". وأوجد حلا وسطا بان المرأة تستطيع ارتداء النقاب خلال باقي اوقات المحاكمة التي تستمر في وقت لاحق من هذا العام والتي تواجه فيها اتهامات بترهيب شاهدة في قضية اخرى. وجادلت المرأة -التي لا يمكن كشف اسمها لاسباب قانونية والتي بدأت ارتداء النقاب في مايو ايار 2012- بان كشف وجهها أمام رجال ليسوا من عائلتها او اقاربها يخالف معتقداتها. لكن ميرفي قال ان القضاة يجب ان يرقبوا ردود فعلها حتى تتحقق العدالة.

الشعارات الدينية

على صعيد متصل تظاهر الآلاف في مونتريال تلبية لدعوة اطلقتها منظمة اسلامية مناهضة لمشروع تعتزم حكومة كيبيك تطبيقه لتشجيع العلمانية من خلال منع ارتداء الاشارات والرموز الدينية البارزة في الوظيفة العامة. وكانت الحكومة المحلية ذات التوجهات الاستقلالية طرحت "ميثاق قيم" مقاطعة كيبك وفيه شق يتضمن المشروع المثير للجدل بمنع موظفي القطاع العام من ارتداء الشارات والرموز الدينية البارزة، مثل الصليب والحجاب والقلنسوة والعمامة، لدى ادائهم مهامهم الوظيفية.

واطلق المتظاهرون هتافات منددة بالمشروع الحكومي، بينها "لا لا للميثاق" و"ماروا، ماروا، لا نريد ميثاقك"، في اشارة الى رئيسة حكومة المقاطعة بولين ماروا. وفي نهاية التظاهرة وعد عادل شرقاوي المتحدث باسم "الجمعية الكيبكية لمكافحة الاسلاموفوبيا" في كلمة القاها امام المتظاهرين بمحاربة المشروع الحكومي امام المحاكم لاسقاط مشروع قانون لن يناقشه مجلس النواب المحلي في كيبك قبل الخريف.

واعتذرت المنظمات اليهودية عن تلبية النداء الى التظاهر لمصادفة التظاهرة مع الاحتفال بيوم الغفران اليهودي. وينتظر ان يخوض وزير المؤسسات الديمقراطية برنار درينفيل معركة في مجلس النواب المحلي لتمرير مشروع القانون هذا حول "القيم الكيبيكية" في الخريف. ويحظر هذا المشروع على موظفي الدولة "حمل رموز دينية بارزة" مثل الصليب والحجاب والعمامة والقلنسوة. بحسب فرانس برس.

وتدافع رئيسة وزراء الحكومة المحلية بولين ماروا عن مشروع حكومتها العلماني وسبق لها ان قالت في هذا الصدد "ان افضل مثال في نظري هو فرنسا التي يوجد لديها عدد كبير جدا من الاشخاص من اصل مغاربي والتي وجدت فضاء للعيش بشكل جيد مع كل هؤلاء الرعايا من ديانات اخرى ودول اخرى".

ترجمة القران

في السياق ذاته حذر كبار علماء الدين الاسلامي في روسيا زعماء البلاد من احتمال اندلاع اضطرابات في المجتمعات الاسلامية في روسيا ومناطق اخرى اذا لم يتم الغاء قرار قضائي بحظر ترجمة تفسيرية للقران الكريم. وقضت محكمة في مدينة نوفوروسيسك بجنوب روسيا بحظر النص المترجم الذي يقرأه المسلمون على نطاق واسع بموجب قانون روسي مناهض للتطرف تقول جماعات حقوقية ان السلطات المحلية اساءت استغلاله انطلاقا من التحيز ضد جماعات لا تحظى بموافقة الكنيسة الارثوذكسية الروسية.

وقالت جماعات حقوقية ان هذا القرار الذي سيسري في كل انحاء روسيا اذا لم يتم الغاؤه في الاستئناف يكاد يعادل حظر القران. وابدى مجلس مفتي روسيا قلقه في رسالة مفتوحة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي دعا مرارا للوحدة بين الديانات الكبرى وحذر من ان التوتر العرقي يمكن ان يمزق روسيا. وقال روشان عباسوف نائب رئيس المجلس الذي له علاقات وثيقة بالكرملين ان "مسلمي روسيا يشعرون بسخط كبير على مثل هذا القرار المشين ." وحذر عباسوف من انه في حالة تطبيق هذا الحكم "ستقع اضطرابات.. ليس في روسيا فحسب وانما في كل انحاء العالم واننا نتكلم عن تدمير القران."

وشبه المجلس الموقف في رسالة لبوتين بالعنف الذي وقع في الشرق الاوسط وافغانستان بسبب تصرفات القس الامريكي تيري جونز الذي هدد بحرق القران في 11 سبتمبر ايلول عام 2010 . وقال" من الضروري مناقشة كيف تم استقبال تدمير الكتب ولاسيما الكتب المقدسة في روسيا في الماضي . "اننا نتذكر كيف اثار حرق مجرد بضع نسخ من القران الكريم من قبل قس امريكي مجنون احتجاجا قويا ليس فقط من جانب مسلمي روسيا ولكن من مجتمعنا بأكمله تضامنا مع الغضب العاصف والمستمر لمسلمي العالم وكل الاشخاص ذوي النية الطيبة."

وقال محام يمثل معد الترجمة المير كولييف عالم اللاهوت الاذربيجاني انه سيطعن في الحكم الذي يدعو الى حظر النص المترجم و"تدمير" نسخه. وقال المحامي مراد موساييف الذي يوجد امامه شهرا للطعن في الحكم "انها حماقة محضة. بعض المدعين المحليين بعثوا بهذه المادة لمحكمة محلية وقرروا معا حظر كتاب مقدس. "فمن ناحية توجد حرية عقيدة في روسيا ومن ناحية اخرى فانهم يحظرون نصوصا دينية اساسية."

ويقول خبراء ان ترجمة كولييف التي يزيد عمرها على عشر سنوات عمل اكاديمي يحظى باحترام وهي احدى اربع ترجمات للقران للغة الروسية. وقال احمد يارليكابوف وهو خبير في الاسلام في اكاديمية العلوم الروسية "هذه خطوة بعيدة عن حظر القران. "هذه ترجمة ذات نوعية جيدة جدا. وحظر ترجمة كولييف عمل غير مهني تماما فانت يمكنك حظر الكتاب المقدس بنفس السهولة لانه يتضمن فقرات تتحدث عن اراقة الدماء." بحسب رويترز.

ويؤيد بوتين الكنيسة الارثوذكسية الروسية بوصفها بوصلة معنوية ولكنه يدعو ايضا لهوية روسية متعددة الثقافات وشدد على ضرورة تجنب نشوب صراع ديني في بلد تقدر فيه نسبة الاقلية المسلمة بنحو 15 في المئة من عدد السكان. وتحارب الحكومة تمردا اسلاميا مستمرا في شمال القوقاز تفاقم بسبب حروب انفصالية في الشيشان وادى التوتر بين المنحدرين من اصل روسي والاقليات المسلمة الى تفجر اعمال عنف في شتى انحاء البلاد. ومنذ اجازة قانون مكافحة التطرف في روسيا في 2002 بهدف الحد من التهديدات المحتملة من قبل المتشددين وضع اكثر من الفي كتاب ضمن قائمة سوداء نشرت على موقع وزارة العدل على الانترنت.

مسجد في الدانمارك

الى جانب ذلك افتتح في الدانمارك بعد تسع سنوات على قضية الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد أول مسجد بمئذنة شيد بكلفة عشرين مليون يورو قدمتها قطر. ويعتبر افتتاح المجمع البالغة مساحته 6700 متر مربع والذي يضم المسجد ومركزا ثقافيا واستديو تلفزيونيا وقاعة رياضة، انتصارا بعد سنوات من الخلافات السياسية والاحتجاجات التي واكبت المشروع. غير إن المبنى ليس رمز الاندماج الذي كان يأمل به العديد من مسلمي هذا البلد البالغ عددهم الإجمالي مئتي ألف.

ويقيم الدانماركيون علاقة معقدة مع الإسلام الذي يعتبر ثاني ديانة في بلادهم، متأثرين بسياسة الحزب الشعبي الدانماركي (يميني معاد للهجرة) الذي قضى عشر سنوات في الحكومة وبعنف ردود الفعل على الرسوم المنشورة في صحيفة يلاندس بوستن عام 2005. ولم يحضر أي مسؤول سياسي وطني حفل افتتاح المبنى الذي موله بلد حقق ثروته بفضل موارده من الغاز غير إن صورته تشوبها انتهاكات لحقوق الإنسان والفضائح المحيطة بكأس العالم لكرة القدم التي سيستضيفها عام 2022. واعتذر بعض المسؤولين بارتباطات أخرى فيما كان آخرون أكثر صراحة.

وقال رئيس التحالف الليبرالي (وسط يمين) اندرس ساميولسن متحدثا لصحيفة برلينغسكي "لن أجازف وأدعم شيئا يعتبر دعمه من الحماقة". ورأى رئيس الحزب الشعبي الدانماركي كريستيان توليسن دال أن قطر تأمل "على الأرجح في ممارسة تأثير سواء مباشر أو غير مباشر على المسجد" ما سيضر بنظره باندماج مسلمي الدانمارك. وإن كان هذا الحزب الذي تصدر الانتخابات الأوروبية في الدانمارك في أيار/مايو خفف من حدة لهجته حول الإسلام وقد تبدلت قيادته منذ العام 2012، إلا أن مسؤولي المسجد يرون أن خطابه لا يزال بعيدا عن الحقيقة.

وقال المتحدث باسم المجلس الإسلامي الدانماركي محمد الميموني "لسنا معنيين بسياسة قطر ولا صلة لنا على الإطلاق بما يجري هناك". وأكد أن المجلس لديه "كامل الصلاحيات" في المسجد موضحا أن الأموال التي قدمتها قطر هي "هبة سخية غير مرفقة بأي مطلب". وكان المجلس يعتزم في بادئ الأمر الحصول على هبات من ممولين كويتيين وسعوديين غير إن أمير دولة قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني أبدى اهتماما بالمسجد بعدما تحدثت عنه قناة "الجزيرة" القطرية.

وأوضح مسلمو الدانمارك للممولين الخليجيين أنهم يعتزمون تشجيع الحوار مع شرائح أخرى من المجتمع الدانماركي وقد دعا المجلس ممثلين عن الكنيسة الدانماركية ومجموعة اليهود في هذا البلد إلى حفل الافتتاح.

ورأى الميموني أنه "مع هذا المركز سيكون من الممكن تفادي الخلافات مثل الخلاف حول رسوم النبي، لأنه يشجع الحوار والتفاهم" موضحا أن المسلمين الدانماركيين يعتمدون "تفسيرا معتدلا للإسلام". وقال إن "الإسلام في قطر أو في المغرب ليس هو ذاته كما في الدانمارك. بالطبع هناك بعض المبادئ التي لا تتبدل بحسب الزمان والمكان، لكن أمورا أخرى يمكن أن تكون مختلفة". بحسب فرانس برس.

ويعتزم المجلس على سبيل المثال ثني الشباب المسلمين الدانمركيين عن التوجه إلى سوريا للقتال، في وقت يؤكد المركز الدولي للدراسات حول التطرف الذي يتخذ من لندن مركزا له أن الدانمارك هي ثاني دولة أوروبية بعد بلجيكا من حيث عدد الشبان الذين يقصدون سوريا للجهاد. وفي بلد تسوده الليبرالية في السلوك وتسمح فيه الكنيسة البروتستانتية بزواج مثليي الجنس، تبقى تساؤلات كثيرة مطروحة رغم تطمينات رئيس المجلس الإسلامي حول إمكانية تكيف المسجد السني مع المجتمع المحيط به.

حجر الاساس

من جانب اخر وضعت رئيسة حكومة سلوفينيا الينكا براتوسك حجر الاساس لاول مسجد في سلوفينيا في العاصمة ليوبليانا بعد 44 عاما على تقديم اول طلب لبناء مسجد. وقالت المسؤولة السلوفينية من يسار الوسط خلال الاحتفال بوضع حجر الاساس "انه انتصار رمزي على كل اشكال التعصب الديني" مضيفة ان اوروبا ما كانت لتكون بهذا الغنى الثقافي من دون الاسلام.

وقالت مواطنة سلوفينية مسلمة في الاربعين من العمر شاركت في الاحتفال "انا مسرورة جدا بوجودي هنا وانتظرت طوال حياتي ليحدث هذا الامر ولكي يكون لنا مسجدنا الخاص". وسيبدأ البناء الفعلي في تشرين الثاني/نوفمبر على ان ينجز في خريف 2016. ويضم المسجد ايضا مركزا ثقافيا ومكتبة وقاعات دراسة. وتبلغ كلفته 12 مليون يورو ستدفع دولة قطر 70% منها.

وشارك وزير الاوقاف القطري غيث بن مبارك الكواري في الاحتفال الى جانب العضو المسلم في الرئاسة البوسنية الجماعية بكر عزت بيغوفيتش. وتبلغ مساحة العقار الذي سيبنى عليه المسجد نحو 11 الف متر مربع، وسيضم المسجد الذي سيبلغ ارتفاع بنائه 12 مترا في حين ان ارتفاع المئذنة سيكون 40 مترا.

وقدم اول طلب لبناء مسجد في سلوفينيا عام 1969. وتم خلال الفترة الاخيرة تذليل مشكلة ايجاد عقار في العاصمة عندما باعت البلدية العقار الى المجموعة الاسلامية في البلاد. وحاول معارضو بناء المسجد عرقلة المشروع مرتين عامي 2004 و2009 عبر طلب اجراء استفتاء عليه، الا ان المحكمة العليا رفضت طلب اجراء الاستفتاء. بحسب فرانس برس.

ويبلغ عدد سكان سلوفينيا نحو مليوني نسمة منهم 47 الف مسلم ما يجعل الاسلام الديانة الثانية للبلاد بعد الكاثوليكية (1،1 مليون). الا ان الهيئة التمثيلية للمسلمين في سلوفينيا تعلن ان عدد المسلمين في البلاد يبلغ 80 الفا. وبني اول مسجد في شمال غرب سلوفينيا في لوغ بود مانغارتوم عام 1916 الا انه هجر ودمر بعد الحرب العالمية الاولى.

العمل بعد سنوات

من جهة اخرى بدأ العمل اخيرا على بناء اول مسجد في اثينا بعد 13 عاما من الاعلان عن خطط بنائه اول مرة، بحسب ما اعلنت الحكومة اليونانية. وقالت وزارة البنى التحتية انه تم اختيار مجموعة الشركات التي ستقوم ببناء المسجد بعد فشل خمس محاولات سابقة للعثور على شركة تتولى المشروع. وتعتبر اثينا واحدة من العواصم الاوروبية القليلة التي ليس فيها مسجد.

وستخصص لبناء المسجد ميزانية بقيمة 946 الف يورو (1.3 مليون دولار) وستبلغ مساحته 600 متر مربع، وسيقام على ارض كان الجيش يستخدمها في السابق، ولكن لن يكون له مئذنة. وقالت الوزارة انه من المقرر الانتهاء من عملية البناء بعد ستة اشهر من توقيع العقد. وكان قد اعلن عن المشروع اول مرة في العام 2000، الا ان الكنيسة الارثوذكسية عارضته بشدة. ويدين 90% من اليونانيين بالمسيحية. بحسب فرانس برس.

ورغم ان هذا اول مسجد رسمي، الا انه توجد العديد من الاماكن غير الرسمية التي يؤدي يها المسلمون صلواتهم في العاصمة اليونانية نظرا لتزايد اعداد المهاجرين من دول من بينها باكستان. وفي 2011 اجبرت الحكومة اليونانية على تبني قانون يضمن بناء المسجد، حيث تم طرح اول عطاء في صيف 2013. الا ان منح العطاء تم بعد خمس محاولات فاشلة بسبب خلاف حول موقع المسجد وبسبب احتجاجات من اليمين المتطرف مثل انصار الفجر الذهبي. وتواجد المساجد الرسمية في اليونان في منطقة ثراس الشمالية الشرقية حيث تعيش اقلية من المسلمين الاتراك.

اخبار اخرى

على صعيد متصل اعلنت مرشحة للحزب القومي الاسترالي وان نيشن (امة واحدة) للانتخابات العامة المقبلة التي ستجرى في ايلول/سبتمبر، انها تخلت عن ترشحها بعدما تحدثت في مقابلة عن الاسلام على انه بلد. وبدأت ستيفاني بانيستر (27 عاما) حملتها قبل يومين من مقابلة ارتكبت فيها هذه الهفوة مع شبكة التلفزيون الاسترالية سيفن.

وانتشر المقطع بسرعة على الانترنت حيث اطلق عليها مستخدمو الشبكة "ساره بايلن الاسترالية" التي كانت مرشحة لمنصب نائب الرئيس مع جون ماكين في الولايات المتحدة في انتخابات 2008. وقالت بانيستر في المقابلة التي سجلت "ليس لدي شيء ضد الاسلام كبلد لكنني اعتقد فعلا ان قوانينهم يجب الا تقبل هنا في استراليا". واكدت الشابة ان 2 بالمئة فقط من الاستراليين يتبعون مبادئ "الحرام" -- ويبدو انها كانا تعني بذلك القرآن --، وزادت الامر سوءا بتأكيد تأييدها لطعام اليهود "الحلال" (كوشير). وقالت ان "اليهود لا يتبعون الحرام. لهم ديانتهم الخاصة التي تتبع يسوع المسيح".

واعلنت بانيستر انها تخلت عن ترشحها لمقعد نيابي في ولاية كوينزلاند عن الحزب القومي وان نيشن في الانتخابات العامة واكدت هذه الام لولدين التي اصبحت موضع سخرية وتهكم في وسائل الاعلام الاسترالية ولدى جزء من مواطنيها انها ضحية عملية مونتاج للمقابلة يهدف تقديمها على انها "بلهاء". وقال للصحافيين "اود ان اقدم اعتذاري الى وان نيشن واصدقائي وعائلتي على الازعاج الذي سببته".

من جهته، نفى زعيم الحزب جيم سافيج ان يكون دفع المرشحة الى الانسحاب. وقال ان "ستيفاني قررت بسبب التهديدات ضد عائلتها وضدها وضد اولادها وبسبب الشتائم، سحب ترشحها لمقعد رانكين". واضاف "قبلنا طلبها آسفين".

في السياق ذاته اعتبر النائب الهولندي المناهض للاسلام غيرت فيلدرز انه "لم يقل شيئا سيئا" بعد الضجة الكبيرة التي اثارتها تصريحات له قال فيها انه يفضل وجود "مغاربة اقل" في بلاده. وعقد فيلدرز مؤتمرا صحافيا في مقر البرلمان قال فيه "انا قلت الحقيقة ولن اقدم اعتذارات لاحد حول اي موضوع" مضيفا "انا لم اقل شيئا سيئا". وتابع هذا النائب اليميني المتطرف رافضا مقارنته بالنازيين "انا بقيت ضمن حدود القانون". وكان عدد من السياسيين قارن فيلدرز بـ"شخصيات مقززة من الماضي" مثل ادولف هتلر.

واشارت وسائل الاعلام الهولندية الى انسحاب عدد كبير من اعضاء حزب فيلدرز حزب الحرية منه احتجاجا على تصريحاته هذه. وخاطب فيلدرز انصاره في لاهاي وسألهم علنا "هل تريدون مغاربة اقل او اكثر في مدينتكم وفي هولندا؟". ورد انصاره بصوت واحد "اقل اقل اقل"، عندها استطرد فيلدرز قائلا "سنعمل على ذلك". وترشح حزب الحرية الذي يترأسه فيلدرز في مدينتين في هولندا، فجاء في الطليعة في الميري وثانيا في لاهاي حيث مقر الحكومة. بحسب فرانس برس.

وتلقت النيابة العامة اكثر من خمسين شكوى قبل ان تتوقف عن العد لان العدد اصبح كبيرا جدا. حتى ان الشرطة اعدت قسيمة خاصة بمن يريد ان يتقدم بشكوى ضد فيلدرز لاختصار الوقت. واعتبر فيلدرز انه اسيء فهمه. وقال "انا لم اقل ابدا ان على جميع المغاربة مغادرة هولندا، فقط الذي يريدون ذلك والمجرمون". ودانت الحكومة تصريحات فيلدرز فعبر نائب رئيس الحكومة لودويك اشير عن "قرفه" مشيرا الى "فصل حزين من تاريخنا السياسي". ولوحق فيلدرز قضائيا عام 2011 بتهمة الحض على الكراهية، الا ان القضاة برأوه بعد ان اعتبروا ان كلامه موجه ضد الاسلام اي ضد ديانة وليس ضد مجموعة عرقية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 25/حزيران/2014 - 26/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م