لماذا..! لم ينجح العالم في معالجة معضلة السمنة؟

 

شبكة النبأ: مشكلة البدانة او السمنة أصبحت من اخطر المشكلات العالمية التي تهدد حياة الكثير من البشر في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء، خصوصا وان العديد من التقارير والبحوث العلمية تشير الى ارتفاع كبير في أعداد الأشخاص الذين يعانون من البدانة، والتي وصلت الى رقم مذهل يقارب لـ( 2.1 مليار شخص) كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا على ان السمنة من أبرز التهديدات الصحية التي تواجه العالم، إذ تقف وراء العديد من الأمراض منها أمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكر و سرطان القولون والثدي.... الخ،

وتسبب زيادة الوزن أيضا ضررا على وظائف الدماغ، خاصة بعد أن تحدث باحثون عن العلاقة بين البدانة وتدهور أداء المستوى الفكري. وذكر علماء بالفعل أن البدانة ربما تكون عاملا خطيرا في الإصابة بمرض الخرف (او تدهور الوظائف العقلية).

والسمنة هي تراكم الدهون الزائدة بالجسم إلى درجة تتسبب معها في وقوع آثار سلبية على الصحة، مؤدية بذلك إلى انخفاض متوسط عمر الفرد المأمول أو إلى وقوع مشاكل صحية متزايدة.

وبحسب بعض الخبراء فان من أهم أسباب هذه المشكلة هو تزايد الإقبال على نمط الحياة الحديث وتراجع النشاط البدني والاعتماد على التقنيات الحديثة التي أشغلت الناس عن الاهتمام بالجانب الصحي، و يقول هؤلاء الخبراء إن سبب عدم نجاح كل دول العالم في معالجة السمنة هو التحول الى انماط عصرية جديدة في حياتنا مما يؤدي الى قلة الحركة والنشاط في مختلف المجالات.

تزايد معدلات السمنة

وفي هذا الشأن يشير بحث منشور في مجلة لانست إلى أنه لم تنجح أي دولة على مستوى العالم في علاج مشكلة السمنة. وشملت الدراسة 180 دولة وأظهرت أن أعلى معدلات البدانة موجودة في الولايات المتحدة و الصين. واحتلت بريطانيا المركز الثالث في البدانة على مستوى اوروبا الغربية. وشارك باحثون حول العالم في دراسة نظمها معهد (مقاييس وتقييم الصحة) في واشنطن، تعد هي الأكثر شمولية حتى الآن.

وقام العلماء في هذه الدراسة بتحليل بيانات كثيرة كتلك المتوفرة في منظمة الصحة العالمية ومواقع الانترنت التابعة لبعض الحكومات، كما قاموا بمراجعة كل المقالات التي تتناول اعداد مفرطي السمنة في العالم. وتوصلت الدراسة إلى أن معدلات البدانة تزداد حول العالم، وتبلغ البدانة اعلى معدلاتها في الدول المتقدمة.

وتشير الدراسة إلى أن بريطانيا تحتل المركز الثالث في اوروبا الغربية وتصل  نسبة البدانة الى 67% بين الرجال و 57% بين النساء. ودعت  الدراسة الى "قيادة عالمية عاجلة" لمقاومة العوامل التي ترفع عنصر الخطورة مثل زيادة تناول السعرات الحرارية، وقلة الحركة، و"الدعاية النشطة لاستهلاك الاطعمة". ويقول البروفيسور على مقداد من معهد مقاييس الصحة في واشنطن، إنه لم تتمكن دولة حتى الآن من القضاء على البدانة نظرا لأنها مشكلة حديثة نسبيا. وقال "يتطلب الأمر بعض الوقت حتى نرى قصص نجاح".

واشارت الدراسة الى زيادة عدد النساء اللائي يعانين من البدانة عن الرجال في الدول المتقدمة. ويقول البروفيسور مقداد إن معدلات البدانة بين النساء تزداد عنها بين الرجال في الدول النامية بسبب قيامهن بمهام متعددة مثل رعاية الاسرة والعمل، مما يمنعهن من تخصيص الوقت اللازم للاهتمام بأوزانهن. أما في الدول المتقدمة فتزداد البدانة بين الرجال عنها بين النساء. ويقول البروفيسور مقداد إن زيادة معدلات البدانة بين الرجال في الدول المتقدمة تعود الى استخدام المواصلات لمسافات طويلة التي ساعد عليها الانتقال للسكن في الضواحي، بالإضافة إلى الجلوس لفترات طويلة، دون نشاط، أمام أجهزة الكمبيوتر.

ويقول بروفيسور هرمان من جامعة جريز في النمسا "خلال العقود الأخيرة زادت اساليب الحياة العصرية والتكنولوجيا  من حولنا مما أدى إلى حالة من قلة الحركة البدنية على كافة المستويات". وقال إن الاطفال والبالغين  لا يتكون لديهم كتلة عضلية كافية في اجسامهم، كما أن "الأطعمة التقليدية" قد تراجعت ليحل محلها "تناول للأطعمة بشكل غير محسوب" طوال اليوم. ويقول البروفيسور جون نيوتن رئيس ادارة المعلومات في هيئة الصحة العامة في انجلترا إن سوء التغذية وقلة التدريب البدني يشكلان عنصرا خطرا على الصحة في المناطق الاكثر فقرا في انجلترا.

وقال إن الهيئة قامت بحملة لمساعدة الأسر على تحسين صحتها وجعلها أكثر نشاطا وعلى الاقلال من الدهون والسكريات. وقال إن "البدانة مسألة معقدة تحتاج إلى العمل على المستوى القومي والمحلي والاسري والفردي. كل شخص لديه دور للقيام به في مجال تحسين الصحة خاصة بالنسبة للأطفال".

الأغذية المشبعة بالدهون

على صعيد متصل كشفت دراسة جديدة عن أن المواد الغذائية المشبعة بالدهون ليست القوة الدافعة وراء السمنة فقط في الولايات المتحدة الأمريكية. وقال الفريق المشرف على الدراسة إن "الأمريكيين يصبحون أكثر سمنة، بسبب انخفاض كلفة الطعام مقارنة على ما كان عليه الوضع في السابق." ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة سي أي كانسر، أن الأشخاص في العام 1930 كانوا ينفقون نحو ربع دخلهم على الطعام، مقارنة بعشرة في المائة فقط من دخل الأشخاص في عصرنا الحالي.

وأشارت الدراسة إلى أن الأمريكيين لا يتناولون فقط الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، بل مجموعة متنوعة من الأطعمة. وبالتالي، يستهلك الأمريكيون، حوالي 20 في المائة أكثر من السعرات الحرارية منذ فترة السبعينيات. وزاد توفر المنتجات الطازجة أيضا على مدى السنوات الـ 40 الماضية، مع زيادة بنسبة 27 في المائة في توفر الفاكهة الطازجة وزيادة 21 في المائة في توفر الخضار الطازجة من نصيب الفرد بين العامين 1970 و2010. ولكن، بقي عدد الأشخاص الذين يتناولون الفاكهة والخضار على حاله.

وقال الباحث المشارك في إعداد الدراسة آن روبينغ إن "السياسة الزراعية لديها تأثير كبير على وجبات الطعام التي يتناولها الأشخاص"، مضيفاً: "بدلا من تعزيز زراعة السلع الغذائية مثل الذرة وفول الصويا، بالإمكان تحفيز المزارع الصغيرة لزراعة المزيد من الفاكهة والخضار." وأوضح الباحث المشارك في الدراسة وكبير الإقتصاديين في شركة "راند" رولاند ستورم: "نحن لا نريد أن تصبح المواد الغذائية أكثر كلفة.. هذا ليس الجواب الصحيح." بحسب CNN.

ويعتقد ستورم أن السياسة التي طبقتها متاجر بيع الأطعمة في بلدان جنوب أفريقيا قد تساعد في حل هذه المشكلة، إذ تم خفض نسبة 25 في المائة من أسعار الفاكهة والخضار في 800 متجر في البلد الأفريقي، ما دفع بالأشخاص إلى تناول وجبات طعام صحية بشكل أكبر. وتجدر الإشارة، إلى أن المكسيك فرضت ضريبة على الأطعمة السكرية والمشروبات الغازية في العام 2013، ولكن الخبراء ما زالوا ينتظرون لمعرفة أثر هذه السياسة على عادات تناول الطعام.

التحرر من القيود

في السياق ذاته قال باحثون ان بإمكان الحكومات الابطاء من التفشي المتزايد للبدانة او وقفه اذا طبقت مزيدا من الاجراءات في السوق العالمية للمأكولات السريعة مثل البرجر ورقائق البطاطس والمشروبات الغازية. واشارت دراسة نشرت في نشرة منظمة الصحة العالمية الى انه اذا اتخذت الحكومة اجراء اكثر حزما فبامكانها البدء في الحيلولة دون ان يصاب الناس بالوزن المفرط او البدانة وهي حالات لها عواقب خطيرة على المدى البعيد مثل الاصابة بالسكري وامراض القلب والسرطان.

وقال روبرتو دي فوجلي من جامعة كاليفورنيا بدافيس بالولايات المتحدة والذي رأس هذه الدراسة "اذا لم تتخذ الحكومات خطوات لتنظيم اقتصادياتها ستواصل اليد الخفية للسوق تشجيع البدانة في شتى انحاء العالم بعواقبها المفجعة على صحة الناس وعلى القدرة على الانتاج الاقتصادي في المستقبل." وتحث منظمة الصحة العالمية الحكومات على بذل المزيد في محاولة لمنع حدوث البدانة في المقام الاول بدلا من المخاطرة بالتكلفة البشرية والاقتصادية المرتفعة لدى حدوثها. بحسب رويترز.

وتتضمن السياسات المقترحة توفير حوافز اقتصادية للمزارعين كي يبيعوا اغذية صحية وطازجة وعدم تقديم حوافز للصناعات لبيع اغذية مصنعة على نحو مفرط ومشروبات غازية وخفض الدعم للمزارعين والشركات التي تستخدم كميات كبيرة من الاسمدة والمبيدات والكيماويات والمضادات الحيوية وتشديد الاجراءات بالنسبة لاعلانات المأكولات السريعة ولاسيما للاطفال.

الركود الاقتصاد

من جانب اخر قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تضم 34 دولة إن معدل السمنة يواصل الإرتفاع في أكثر الدول تقدما وإن الأزمة الإقتصادية التي ظهرت في الآونة الأخيرة كانت أشد ضررا على دول معينة ومجموعات من الأشخاص مثل النساء والفقراء. وقالت المنظمة في تقرير إن المعدلات تزيد بما يصل إلى ثلاثة في المئة سنويا في دول مثل أستراليا وفرنسا والمكسيك وسويسرا لكنها كانت مستقرة إلى حد ما في دول أخرى مثل الولايات المتحدة وكندا وكوريا وإيطاليا.

وأظهرت مراجعة للبيانات المتاحة أن الركود العالمي الذي حدث عام 2008 أجبر عائلات كثيرة في الدول الأكثر تضررا على خفض الإنفاق على الغذاء وخاصة الأغذية ذات الفائدة الصحية الأكبر والتي غالبا ما تكون أغلى أيضا مثل الفواكه والخضروات والإقبال على الأغذية الأرخص وذات الفائدة الصحية الأقل. وتوصلت المنظمة إلى أنه حتى في الدول التي كانت أفضل حالا أثناء الركود الإقتصادي كانت مجموعات معينة من الناس أكثر احتمالا لإصابتهم بالسمنة وخاصة النساء وذوي التعليم الأقل والدخول الأقل. بحسب رويترز.

وكتب باحثو المنظمة أن "الأزمة الإقتصادية أسهمت على الأرجح في تزايد السمنة." وأضافوا أن المعدل العام للسمنة تراجع في الدول الأكثر تقدما من الناحية الإقتصادية على مدى الأعوام الخمسة الماضية لكن "وباء السمنة لم يكف عن الإنتشار." واعتمد التقرير على بيانات من عشر دول من أعضاء المنظمة.

اللعاب والبدانة

من جهة اخرى اظهرت دراسة تستند الى تحليل جيني ان افتقار اللعاب الى انزيم الاميلاز الذي يسمح بهضم السكريات المركبة الموجودة في المعجنات والارز، يزيد من الميل الى الاصابة بالبدانة. ويملك كل شخص نسخا من جينة الاميلاز اللعابية مع تفاوت في العدد يراوح بين نسخة وعشرين نسخة.

والاشخاص الذين يملكون اقل عدد من نسخ جينة الاميلاز اللعابية (وتاليا عدد قليل من هذا الانزيم في الدم) يواجهون احتمالا يزيد بعشر مرات بالاصابة بالبدانة على ما قال فريق دولي نسق اعماله البروفسور فيليب فروغيل (المركز الوطني للبحث العلمي ومعهد باستور في ليل وامبريال كوليدج لندن). واظهرت الاعمال التي نشرت في المجلة المتخصصة "نيتشر جينيتكس" انه كلما نقصت نسخة زاد احتمال الاصابة بالبدانة بنسبة 20%. وبينت الدراسة للمرة الاولى الرابط الجيني بين هضم السكريات المركبة والبدانة.

وتحتوي الحبوب والخبز والمعكرونة والارز والبطاطا والخضار المجففة، على النشاء وهو من السكريات البطيئة. ومنذ اعتماد الزراعة قبل عشرة الاف سنة زاد عدد نسخ الجينة "امي 1" للانزيم اللعابي الواقع في الصبغية 1 لدى الانسان. ويعاني مليار شخص راهنا من الوزن الزائد في العالم. فالتمدن والتغذية غير المتوازنة هي من العناصر التي تساعد على الاصابة بالبدانة لكن ثمة عوامل جينية اخرى. فنحو 5 % من المصابين ببدانة مفرطة يحملون تحولا في احدى الجينات التي تتحكم بالشهية كافيا بان يجعلهم بدناء.

وحددت دراسات اخيرة 70 جينة مسؤولة عن البدانة الا ان تأثيرها طفيف ولا يفسر الا جزءا قليلا من الخطر الجيني (4%). وحدها منطقة الجينة "امي 1" في المجين مسؤولة على ما يبدو عن 10 % من المخاطر الجنية.وثمة فرضيتان لتفسير دور النقص في الاميلاز اللعابي في البدانة. فمضغ الاغذية وهضمها الجزئي في الفم قد يكون له تأثير هرموني يؤدي الى احساس اقل بالشبع لدى الاشخاص الذين يعانون نقصا في الاميلاز. بحسب فرانس برس.

اما الفرضية الثانية فان سوء هضم النشويات قد يؤدي الى تعديل في النبيت الجرثومي المعوي والمساهمة بشكل غير مباشر في البدانة وحتى السكري كما تشير دراسات اولى اجريت على اشخاص يحوي لعابهم كميات كبيرة او قليلة من الاميلاز. وبينت ان الاشخاص الذين لديهم نقص في الاميلاز اللعابي يعانون من ارتفاع غير طبيعي في مستوى السكر عند تناولهم النشويات. وتفتح هذه النتائج امكانات للوقاية ومعالج البدانة مع الاخذ في الاعتبار هضم الاغذية ومصيرها في الامعاء على ما قال الباحثون.

إضاءة غرف النوم

الى جانب ذلك أظهرت دراسة أن وجود الكثير من الضوء أثناء النوم له صلة بمخاطر اكتساب المزيد من الوزن. وتوصل فريق من معهد أبحاث السرطان في لندن إلى أن النساء اللائي لديهن محيط خصر أوسع كانت غرف نومهن "بها إضاءة كافية تسمح بالرؤية" خلال الليل. لكن الفريق حذر من أنه لا يوجد دليل كاف لإرشاد الناس إلى شراء ستائر أكثر سمكا، أو إطفاء المصابيح تماما.

ونشرت الدراسة التي أجريت على 113 ألف امرأة في دورية "علم الأوبئة" الأمريكية. وفي إطار هذه الدراسة، سُئل النساء عن كمية الضوء الموجودة في غرف نومهن كالتالي: هل هي كافية للقراءة؟ هل هي كافية لرؤية الغرفة دون القراءة؟ هل هي كافية لرؤية اليد أمام العين مباشرة، دون الأشياء الأخرى بأنحاء الغرفة؟ هل الغرفة مظلمة للغاية تحول دون رؤية اليد أو ارتداء قناع؟

وقورنت إجاباتهن بمقاييس عديدة للبدانة، وكانت قياسات مؤشر كتلة الجسم ونسبة الخصر إلى الفخذ ومحيط الخصر جميعها أعلى في السيدات اللائي لديهن كمية ضوء اقوى في غرفهن. وقال البروفيسور انتوني سويرلدلو من معهد أبحاث السرطان إنه "وسط هذه المجموعة الكبيرة جدا من الأشخاص، هناك علاقة بين ما أبلغوا عنه من تعرضهم للضوء في الليل وفرط الوزن والبدانة".

لكنه أوضح أنه "لا يوجد دليل كاف لمعرفة ما إذا كان تقليل الضوء في الغرفة سيحدث أي اختلاف بالنسبة للوزن". وأضاف "قد تكون هناك تفسيرات أخرى لهذه العلاقة، لكن هذه النتائج مثيرة للاهتمام بصورة كافية تدعو لإجراء المزيد من الدراسة العلمية". وأحد التفسيرات وراء هذه العلاقة هي أن الضوء يحدث خللا في الساعة البيولوجية، والتي تنجم عن الماضي المتعلق بعملية التطور التي تشهد نشاطا خلال الضوء بالنهار والخلود للراحة في الليل حينما تكون الأجواء مظلمة.

ويسبب الضوء تغيرا في المزاج العام والقوة البدنية، بل حتى في الطريقة التي نتعامل بها مع الأطعمة على مدار الـ 24 ساعة. الدكتور ماثيو لام: من المبكر للغاية الإشارة إلى أن النوم في الظلام سيساعد في الوقاية من البدانة ويعرف أن الضوء الصناعي يسبب خللا في الساعة البيولوجية من خلال تأخير إنتاج هرمون "الميلاتونين" الذي يساعد على النوم.

وقال البروفيسور ديرك-جان ديك من مركز ساري لأبحاث النوم إنه لن يكون هناك ضرر في محاولة تقليل الضوء في غرف النوم. وأضاف إن "الناس بشكل عام لا يكونون على دراية بالضوء الموجود في غرف نومهم، وأعتقد أنه يجب عليهم تقييم غرفتهم ومعرفة إلى أي مدى يسهل تقليل الضوء فيها". واعتبر أن "هذه الدراسة بشكل عام تشير إلى أهمية تقليل الضوء" أثناء النوم. بحسب بي بي سي.

ومولت جمعية سرطان الثدي الخيرية "بريكثرو بريست كانسر" هذه الدراسة التي استغرقت فترة طويلة لفهم عوامل خطورة الإصابة بسرطان الثدي، ويعرف أن البدانة تزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض. وقال الدكتور ماثيو لام الباحث في هذه الجمعية إنه "من المبكر للغاية الإشارة إلى أن النوم في الظلام سيساعد في الوقاية من البدانة، وهو عامل خطورة معروف للإصابة بسرطان الثدي، لكن هذه العلاقة بالتأكيد مثيرة للاهتمام".

نوع من الإعاقة

على صعيد متصل تقوم المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي بدراسة احدى الحالات التي قد تفرض على اصحاب الأعمال اعتبار الافراط في الوزن نوعا من الاعاقة. فقد طلبت الدنمارك من المحكمة الأوروبية اصدار الحكم في قضية رجل مهنته رعاية الأطفال يقول إنه فصل من وظيفته بسبب سمنته الزائدة. ويزن كارستن كالتوفت نحو 160 كيلو جراما (350 رطلا). وقال كالتوفت إن "عادات سيئة" هي التي جعلته بدينا، الا أن وزنه "لا يمثل مشكلة" له في العمل. وسوف يكون حكم المحكمة ملزما لكل دول الاتحاد الأوروبي. وطلبت المحاكم الدانماركية من المحكمة الأوروبية في لكسمبورج توضيح موقف القانون الأوروبي من حالة كالتوفت.

ورفض كالتوفت التقارير التي تشير الى أنه لم يكن قادرا على الانحناء بالقدر الكافي لربط أحذية الأطفال. وقال واصفا عمله "أجلس مع الأطفال على الأرض والعب معهم. لا مشكلة عندي في ذلك." "لا اعتبر نفسي ذا احتياجات خاصة. ونأمل أن يقضي الحكم بالا يفصل شخص من عمله لمجرد انه زائد الوزن، طالما انه يؤدي عمله كما ينبغي."

وعند سؤاله عما اذا كان صاحب العمل وهو بلدية بلوند قد قدم له أي مساعدة، قال إنهم قدموا له رسوم الاشتراك في صالة العاب رياضية لمدة ثلاثة أشهر. وقال "حاولت أن امارس الرياضة بانتظام. بالطبع أنا لا اجري مسافات طويلة لكنني أتدرب لفقدان الوزن، والأمر جيد." وعمل كالتوفت لبلدية بلوند لمدة 15 عاما قبل أن يفصل. وتقول الادارة إن انخفاض عدد الأطفال هو السبب في فصله من العمل. لكنها لم تقدم سببا آخر لاختياره وفصله دون الآخرين. بحسب بي بي سي.

وتقول أودري ويليامز خبيرة التمييز في العمل، إن القضاة عليهم أن يقرروا "ما إذا كانت البدانة مبررا لحقوق تفضيلية، أم سيكون تأثير الحكم قاصرا على توفير حقوق طبية اخرى للفرد بسبب زيادة وزنه." واضافت ويليامز القول إنه إذا قرر القضاة أنها إعاقة، فان اصحاب العمل سيواجهون التزامات جديدة. وربما يكون من واجب اصحاب العمل في المستقبل توفير موقف سيارات خاص لزائدي الوزن أو تعديل الاثاث المكتبي ليناسبهم. وسوف يقرر القضاة ما اذا كانت البدانة تخضع للقانون الأوروبي للمساواة في العمل الذي يجرم التمييز في العمل بسبب الإعاقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/حزيران/2014 - 22/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م