مهاجرو أمريكا غير الشرعيين..

سلاح انتخابي يبحث عن الرفاهية في الحلم الامريكي

 

شبكة النبأ: مشكلة المهاجرين غير الشرعيين تعد من اهم مشكلات المجتمع الأمريكي، الذي يعاني اليوم من تزايد اعداد المهاجرين وغياب القوانين الخاصة بتنظيم حياتهم اليومية، والتي اصبحت مصدر صراع وجدل سياسي بين القادة في الولايات المتحدة الأمريكية.

حيث اعتبرها بعض المراقبين سلاح مهم واساسي يطرح بشكل دائم في الحملات الانتخابية، بهدف كسب دعم الناخبين وقد سعى الرئيس الامريكي الحالي الى اعتماد هذا السلاح في حملته الانتخابية من خلال مشروع إصلاح قانون الهجرة الذي يخدم اكثر من 11 مليون مهاجر مقيم بصفة غير شرعية في الولايات المتحدة الأمريكية والذي لايزال موضع جدل ونقاش.

ويرى الكثير من المراقبين ان أوباما الذي قدم بعض الوعود بهذا الشأن لم يتخذ اي اجراءات فعالة في هذا المجال بعد توليه منصب الرئيس الأمريكي وهو ما أثار غضب الناخبين من أصل اللاتينيين والمهاجرين الأخرين الامر الذي قد يلقي بظلاله على نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية، هذا بالإضافة الى التأثيرات والمشكلات الاقتصادية المهمة. وبحسب بعض الاحصاءات الجديدة فان عدد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة يبلغ 12 مليون مهاجر في الوقت الحاضر و%80 منهم من دول الأمريكا اللاتينية.

كما يحتل عدد المهاجرين غير الشرعيين حوالى %4.9 من اجمالي أيدي عاملة أمريكية حيث يبلغ عددهم 7.2 مليون عامل تقريبا. ويقوم معظمهم بالأعمال في مجالات التجهيز والبناء والزراعة والمطاعم والفنادق وغيرها من المجالات التي لديها طلب كبير على الأيدي العاملة. وفي الحقيقة ان هؤلاء المهاجرون يسدون نقص الأيدي العاملة في هذه المجالات. ويظن بعض الأمريكيين ان المهاجرين خاصة المهاجرين غير الشرعيين يصبحون أعباء شديدة للمجتمع الأمريكي كما يقلق البعض من تأثيرات المهاجرين في مجال الثقافة وتغيير الهوية الأمريكية في المستقبل.

عدد قياسي

وفي هذا الشأن يعكس اللاجئون الذين وجدوا ملاذاً آمناً في الولايات المتحدة، والبالغ عددهم هذا العام 69,930 فردًا، التزام حكومة الرئيس أوباما بإنشاء برنامج لقبول اللاجئين يُلبّي معايير التدقيق الأمني المهمة وكذلك الاحتياجات الإنسانية المتزايدة. إن عدد اللاجئين المقبولين هو أيضاً أقرب إلى السقف الذي حددته الحكومة – 70 ألف لاجئ للعام 2013 – وهو أعلى من أي سنة سابقة منذ العام 1980، وفقاً للأرقام التي أصدرتها وزارة الخارجية الأميركية.

وقالت آنّ ريتشارد، مساعدة وزير الخارجية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة، "إن آلاف الناس الموجودين في الخارج وفي داخل الولايات المتحدة يجعلون البرنامج الأميركي لقبول اللاجئين ممكناً في كل سنة"، مُضيفة، "إنهم يستحقون الثناء لجعلهم هذا البرنامج ناجحاً الى هذا الحدّ، وهو شهادة على الشراكة الفعلية بين القطاعين العام والخاص ويعكس أفضل القيم الأميركية."

وكان على رأس قائمة الجنسيات التي أُعيد توطينها في الولايات المتحدة سنة 2013 العراقية والبورمية والبوتانية والصومالية والكوبية. لدى وصولهم إلى الولايات المتحدة، تمَّ توزيع اللاجئين على 186 مجتمع في 49 ولاية. ومن خلال استخدام مراكز ترانزيت استضافتها حكومتا رومانيا وسلوفاكيا، استطاعت الولايات المتحدة إعادة توطين اللاجئين العراقيين الذين حوصروا بسبب الحرب في سوريا وكذلك نساء أفغانيات معرضات للخطر كنّ يقمن في إيران سابقا.

وفقاً لوزارة الخارجية، أدى العنف في سوريا إلى نزوح أكثر من 4,25 مليون سوري في داخل البلاد والى أكثر من 1,5 مليون لاجئ. وبالنسبة للسنة المالية 2014، سمح الرئيس أوباما أيضًا بقبول 70 ألف لاجئ آخرين يمثلون 60 جنسية من حول العالم. تتوقع الولايات المتحدة وصول أعداد كبيرة من العراق وبورما وبوتان. كما تبذل حالياً جهود لزيادة عدد اللاجئين الكونغوليين والسوريين الراغبين في الإقامة في الولايات المتحدة.

ويوصف اللاجئ من الناحية القانونية بأنه الإنسان الذي غادر بلده الأم ولا يستطيع العودة إليه بسبب الخوف المُبرر من الاضطهاد القائم على الدين أو العُرق أو الرأي السياسي أو الانتماء إلى مجموعة اجتماعية مُعينة. وتعتبر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR) أن هناك حوالى 15,4 مليون لاجئ في العالم. وتفيد بأن واحداً بالمئة من جميع اللاجئين يُعاد إسكانهم في بلدانهم الأم.

ومن أصل هؤلاء اللاجئين، تستقبل الولايات المتحدة حوالى النصف، أي أكثر من جميع البلدان الأخرى مجتمعة. فقد وصل إلى الولايات المتحدة أكثر من 3 ملايين لاجئ خلال الـ35 سنة الماضية، وذلك استنادًا الى مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية. والولايات المتحدة هي أيضاً أكبر مانح بمفرده لجهود الإغاثة الدولية المتعلقة باللاجئين. في تصريحات أدلى بها في وقت سابق، تحدث وزير الخارجية جون كيري عن "التقليد الذي تتفاخر به أميركا لاستقبالها أولئك الذين يفرّون من العنف والاضطهاد". وتابع، "إن وجودهم يجعل بلدنا أكبر تنوعاً، وثقافتنا أكثر ثراءً وطابعنا القومي أقوى".

تظاهرات كبيرة

على صعيد متصل تظاهر الالاف في نيويورك ولوس انجليس ومدن اميركية اخرى للمطالبة بإصلاح قانون الهجرة الذي صوت على تعديلاته مجلس الشيوخ في حين لا يزال مجلس النواب يدرس هذه التعديلات. وقال احد المتظاهرين وهو مهاجر غير شرعي من هندوراس يدعى دانيك مارتينيز (30 عاما) كان يشارك في احدى هذه التظاهرات في حديقة عامة في حي بروكلين النيويوركي "يجب علينا ان نتمكن من ان نقنع بشكل سلمي اولئك الذين يعارضون اصلاح قانون الهجرة. نحن بحاجة للتوصل الى اتفاق".

وجرت تظاهرة بروكلين تحت شعار "مسيرة الكرامة واحترام المهاجرين" وذلك في اطار يوم تحرك وطني لدعم المهاجرين غير الشرعيين يفترض ان تشارك في فعالياته 160 مدينة اميركية. ويطالب المتظاهرون الكونغرس بالموافقة في اسرع وقت ممكن على مشروع اصلاح قانون الهجرة، وهو اصلاح من شأنه ان يسمح لاحد عشر مليون مهاجر غير شرعي في الولايات المتحدة، بينهم سبعة ملايين مكسيكي، من قوننة اوضاعهم عبر منحهم اقامات موقتة. وكان مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون اقر في حزيران/يونيو هذا الاصلاح، غير ان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون لا يزال يدرس هذه التعديلات التي يعتبرها الكثير من اعضائه متساهلة الى حد كبير. بحسب فرانس برس.

وشارك في مسيرة بروكلين بيل دي بلازيو المرشح الديموقراطي لرئاسة بلدية نيويورك والذي يعتبر فوزه اكثر من مرجح في هذه الانتخابات المقررة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر لاختيار خلف لمايكل بلومبرغ. وقال دي بلازيو "نحن مدينة مهاجرين ونحن فخورون بذلك. علينا ان نفتح الطريق"، مذكرا بان مدينته تعد نصف مليون مهاجر غير شرعي. وجرت تظاهرة مماثلة في لوس انجليس في وسط هوليوود شارك فيها حوالى الف شخص. وقال احد المتظاهرين ويدعى فرانشيسكو كابريرا "لقد جئنا الى هنا لكي نعمل. كل ما نقوم به هو هذا: ان نعمل".

هذا وقد اعتقل عشرات الاشخاص بينهم ثمانية نواب اميركيين خلال مظاهرة واشنطن لمطالبة. وحملت هذه التطورات البيت الابيض على توجيه نداء الى النواب كي يتوصلوا الى تسوية باسرع وقت ممكن واعادة التركيز على "نظام الهجرة" في الولايات المتحدة ، وشدد المتحدث باسم البيت جاي كارني في بيان على كون القلق حيال موضوع الهجرة من شأنه ان يذكر بان الوقت قد حان "لمجلس النواب كي يسمح للحكومة بان تستأنف عملها وان تدفع ما يتوجب عليها وان يستأنف العمل من اجل اطلاق عجلة الاقتصاد". واضاف "حان الوقت كي يضع الجمهوريون في مجلس النواب قناعاتهم السياسية جانبا وان ينضموا الى الديموقراطيين من اجل اقرار قانون الهجرة وتعزيز الاقتصاد".

الحالمون يناضلون

على صعيد متصل اصبح ال"دريمرز" (الحالمون) وهم شباب قيمون بطريقة غير شرعية في الولايات المتحدة منذ طفولتهم، رأس حربة الحركة المؤيدة لإصلاح نظام الهجرة الاميركي، بفضل استفزازاتهم وانجازاتهم الاعلامية. و"الحالمون" هم "المحامون الأكثر فعالية" في حركة تأييد اصلاح النظام، وهو مشروع أطلقته ادارة الرئيس باراك اوباما لكنه معطل حاليا في الكونغرس، على حد قول العالم السياسي غاري سيغورا، مدير شركة "لاتينو ديسيجنز" لاستطلاعات الرأي. وأضاف سيغورا أن "الحالمين يتسمون بالعناد ومستعدون لتحدي النظام السياسي".

وترعرع هؤلاء "الحالمون" الشباب في الولايات المتحدة، واستمدوا اسمهم من "دريم أكت" (قانون الحلم) وهو مشروع قانون لاصلاح نظام الهجرة اقترحته ادارة أوباما لكنه لم ينل موافقة الكونغرس. لكنهم دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية مع أهلهم عندما كانوا صغارا. واليوم، لا يحق لهم الحصول على رخصة قيادة، ولا فتح حساب مصرفي، ولا الحصول على منحة أو العمل بطريقة شرعية.

ويتحدر معظم الحالمين من أميركا اللاتينية، وبعضهم لا يتكلم الاسبانية بطلاقة. وهم يعتبرون أن طردهم من ديارهم يعني اكتشاف بلد وثقافة جديدين يجهلانهما تماما. وسنة 2011، طالبوا الرئيس أوباما مباشرة بوضع حد لعمليات الطرد وتغيير نظام الهجرة الاميركي. وبعد سنة، اطلقت الادارة الديمقراطية برنامجا يسمح لمئات الاف الشبان الذين لا يمكلون اقامة قانونية بتحسين وضعهم من خلال الحصول على رخصة عمل لمدة سنتين.

ويستهدف هذا البرنامج المهاجرين المتعلمين أو حاملي الشهادات الذين تراوح أعمارهم بين 15 و30 عاما والذين وصلوا الى الاراضي الاميركية قبل بلوغهم السادسة عشرة وليست لديهم سوابق قانونية. وتشير ارقام رسمية الى ان 365 الف شاب تقريبا تقدموا بطلب للحصول على رخصة عمل. ويقول سيغورا إن "الحالمين" هم المسؤولون الرئيسيون عن هذا التقدم.

واليوم، يكثف "الحالمون" تحركاتهم نظرا إلى تعطيل الكونغرس مشروع قانون آخر قد يمهد الطريق لتحسين وضع نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي في الولايات المتحدة. وردا على نائب جمهوري اتهم بعض المهاجرين غير الشرعيين بأن ربلاتهم بحجم البطيخ الاصفر لأنهم ينقلون المخدرات عبر الصحراء عند وصولهم الى الولايات المتحدة، أرسل "الحالمون" عددا كبيرا من البطيخ إلى النواب الأميركيين. بحسب فرانس برس.

وأمضى تسعة منهم مؤخرا أكثر من أسبوعين في السجن بعد تسللهم من المكسيك الى الولايات المتحدة بهدف تسليط الضوء على وضعهم. و تظاهر عدد كبير من "الحالمين" أمام الكونغرس. ونجح "الحالمون" المندمجون بشكل كامل في المجتمع الاميركي في تغيير نظرة الرأي العام الى المهاجرين غير الشرعيين.

ويقول غاري سيغورا "من السهل ان ينظر الناس الى الاجانب غير الشرعيين على انهم مختلفون تماما عن بقية الاميركيين، لكن كل ما يطلبه هؤلاء الشباب هو رخصة قيادة والحق في الذهاب الى الجامعة". ونال مشروع القانون الذي اقترحته ادارة اوباما موافقة مجلس الشيوخ الذي يضم أكثرية ديمقراطية، لكنه عالق حاليا في مجلس النواب ذي الأكثرية الجمهورية.

أوباما يدعو

من جانب اخر وجه الرئيس باراك اوباما تحذيرا مبطنا لخصومه الجمهوريين حول العواقب الانتخابية لرفض التصويت على اصلاح قانون الهجرة، وشجعهم على "الاطلاع على استطلاعات الراي عن كثب". وعاد الرئيس الاميركي الى وعده الانتخابي هذا، داعيا مجلس النواب الذي يهيمن عليه المحافظون، الى ان يحذو حذو مجلس الشيوخ الذي تبنى قانون اصلاح الهجرة في 27 حزيران/يونيو.

وينص هذا القانون وتحت شروط صارمة وفي نهاية فترة انتقالية من 13 عاما على الاقل، على منح الجنسية الاميركية لاشخاص يقيمون بصورة غير قانونية في الولايات المتحدة. لكن بعض اعضاء مجلس النواب يعارضون اي اجراء يبدو بمثابة "عفو" عن اشخاص غير شرعيين ويرفضون فكرة "السير في اتجاه منح الجنسية" لهؤلاء.

وقبل الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية والتي سيتم خلالها تجديد كل اعضاء مجلس النواب وثلث اعضاء مجلس الشيوخ، اشار اوباما الى العواقب الانتخابية لمثل هذا التعنت على الجمهوريين. ولفت الرئيس الذي اعيد انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 وخصوصا بفضل دعم ساحق لدينامية الاقلية من اصول اسبانية الحساسة جدا حيال ملف الهجرة، بان لا مصلحة شخصية له في هذا القانون، وقال "لن اكون مرشحا بعد الان".

واضاف أوباما في كلمة في البيت الابيض "اعتقد بكل بساطة ان هذا ما يتعين القيام به. (الجمهوريون) يجب ان يطلعوا على الاستطلاعات عن كثب. الاميركيون يدعمون مثل هذا الاصلاح". واضاف "بات على الجمهوريين في مجلس النواب ان يقرروا ما اذا كان هذا الاصلاح سيصبح حقيقة ام لا"، مشجعا المحافظين على ابداء ارائهم حول الموضوع. وقال "ساكون مستمعا". بحسب فرانس برس.

وحاول اوباما بذلك ان يعيد الى المرتبة الاولى ملفا فشل فيه حتى الان كما حصل مع سلفه الجمهوري جورج بوش. واختفت المسالة طيلة الازمة الناجمة من رفض الجمهوريين اعتماد موازنة طيلة الايام الستة عشر الاولى من تشرين الاول/اكتوبر. واعلن المتحدث باسم رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر ان هذا الاخير موافق على ان اصلاحا ضروريا "سيعطي دفعا لاقتصادنا".

طوفان عبر الحدود

في السياق ذاته سعى جيه جونسون وزير الأمن الداخلي الأمريكي  لإثناء الآباء في أمريكا الوسطى عن إرسال ابنائهم كمهاجرين بمفردهم من المنطقة فيما يتدفقون كالطوفان عبر الحدود الأمريكية. الا ان المسؤولين يقولون إنهم يوفرون كامل موارد الحكومة الأمريكية بما في ذلك ثلاث قواعد عسكرية أمريكية لإيواء المهاجرين الشبان باسلوب إنساني في رد يضاهي كيفية تعامل الوكالات الاتحادية الأمريكية مع الكوارث الطبيعية.

وقال جونسون في مؤتمر صحفي بواشنطن إنه بين أكتوبر تشرين الأول ومايو آيار عبر أكثر من 47 ألفا من صغار السن -بمفردهم ودون آبائهم ومعظمهم من أمريكا الوسطى- إلى الولايات المتحدة بما يمثل نحو ضعف العدد خلال الاشهر الاثنى عشر السابقة. وفيما يعزو مسؤولون أمريكيون تصاعد موجات الهجرة إلى الفقر وتزايد أحداث عنف العصابات في أمريكا الوسطى سعى جونسون إلى تبديد أي أفكار لدى الوالدين بأن ابناءهم ربما يصبحون مؤهلين للإقامة في الولايات المتحدة في إطار جهود إصلاح منظومة الهجرة التي يعكف الكونجرس الأمريكي على دراستها. وقال "أولئك الذين يعبرون حدودنا اليوم -ومنهم أطفال- ليس من حقهم أن يكون هذا هو سبيلهم المستحق لاكتساب الجنسية بمقتضى هذا التشريع."

من جانب اخر اعلنت السلطات المكسيكية انها عثرت على 370 طفلا، غالبيتهم من دول اميركا الوسطى، متروكين على الطرقات في مناطق عدة بعدما تخلى عنهم مهربوهم الذين كانوا يحاولون تهريبهم الى الولايات المتحدة. وقال المعهد الوطني للمهاجرين ان القسم الاكبر من هؤلاء الاطفال اتوا من دول عدة في اميركا الوسطى وقد عثرت عليهم السلطات في مناطق مختلفة.

واوضح المعهد في بيان ان 163 من هؤلاء الاطفال تخلى عنهم مهربوهم لانهم كانوا يسافرون من دون مرافقين بالغين من ذويهم او اقاربهم. واضاف انه في حالات عديدة ترك المهربون هؤلاء الاطفال في معابر خطرة وصعبة بعدما قبضوا من كل منهم مبلغا تراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار.

وقال البيان ان "الاطفال بدت عليهم علامات الاصابة بارهاق شديد وجروح في القدمين وجفاف، وكانوا تائهين لا يعرفون المكان الذي تركوا فيه". واضاف ان السلطات نجحت في اعتقال تسعة اشخاص يعتقد انهم من مهربي هؤلاء الاطفال. ولفت المعهد الى ان عدد الاطفال الذين يحاولون الهجرة لوحدهم الى الولايات المتحدة عن طريق المكسيك "سجل زيادة كبيرة" خلال الاشهر الفائتة. بحسب رويترز.

وكل عام يحاول نحو 140 الف مهاجر غير شرعي، غالبيتهم من دول اميركا الوسطى، عبور المكسيك للوصول الى الولايات المتحدة. وغالبا ما يقع هؤلاء المهاجرون ضحايا للعصابات الاجرامية حيث يتعرضون للسرقة او الابتزاز او الاغتصاب او الخطف او حتى القتل.

مخالفات بسيطة

في السياق ذاته كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ثلثي المهاجرين المرحلين من الولايات المتحدة ارتكبوا مخالفات بسيطة بما فيها مخالفة قانون السير. وأكدت الصحيفة أن هذه الخلاصة كانت نتيجة دراسة أجرتها على ملفات 3,2 مليون شخص. وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أن وتيرة ترحيل المهاجرين من الولايات المتحدة زادت في عهد الرئيس باراك أوباما، وأنه خلافا لتأكيداته فإن السواد الأعظم من المهاجرين الذين تم ترحيلهم ارتكبوا مخالفات بسيطة وليس جرائم خطرة.

وبحسب الصحيفة، فإن 20% فقط من حوالى مليوني مهاجر طردوا من البلاد منذ وصول أوباما إلى السلطة في 2009 تمت إدانتهم بجرائم خطرة مثل الاتجار بالمخدرات. وأضافت أن ثلثي المهاجرين الذين طردوا "هم أشخاص ارتكبوا مخالفات بسيطة، بما فيها مخالفة قانون السير، أو لم تكن لهم أية سوابق جرمية".

وأكدت الصحيفة أن أرقامها هذه هي حصيلة دراسة أجرتها على ملفات 3,2 مليون شخص، تم ترحيلهم من البلاد خلال السنوات العشر الفائتة، مشيرة إلى أنها حصلت على الوثائق المتعلقة بهؤلاء الأشخاص بموجب قانون حرية الإعلام، الأمر الذي سمح لها بإجراء مقارنة بين السنوات الخمس الأخيرة من عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش والسنوات الخمس الأولى من عهد أوباما.

وكان أوباما وعد بإجراء إصلاح جذري لقانون الهجرة إلا أن مشروعه اصطدم بممانعة الكونغرس. ويؤكد الرئيس أوباما أن السلطات تطارد "المجرمين ومرتكبي جرائم الاغتصاب الجماعي وأولئك الذين يؤذون المجتمع وليس الطلاب أو الناس الموجودين هنا لأنهم يحاولون إيجاد حل لإطعام أسرتهم". ولكن الدراسة التي أجرتها الصحيفة النيويوركية أظهرت أن إدارة أوباما زادت وتيرة ترحيل المهاجرين الذين ضبطوا، وهم يقودون في حالات سكر أو خالفوا قانون السير. بحسب فرانس برس.

وأوضحت انه بالمقارنة مع إدارة بوش فإن إدارة أوباما زادت أعداد المرحلين لهذه الأسباب أربعة أضعاف، ففي حين رحلت إدارة بوش في سنواتها الخمس الأخيرة 43 ألف مهاجر لهذه الأسباب، رحلت إدارة أوباما في سنواتها الخمس الأولى 193 ألف مهاجر للأسباب نفسها. كذلك تضاعفت أعداد الذين رحلوا في عهد أوباما لأنهم عادوا بشكل غير شرعي إلى الولايات المتحدة، ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في عهد بوش، بحيث ارتفعت أعداد هؤلاء المرحلين في السنوات الخمس الأخيرة إلى 188 ألف شخص. وإزاء تزايد الانتقادات الموجهة إلى إدارته بسبب هذه الترحيل، أمر أوباما إدارته بالبحث عن وسيلة تجعل عمليات الترحيل تتم بطريقة "أكثر إنسانية"، ملقيا باللوم في الكثير من هذه الترحيلات على الكونغرس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16/حزيران/2014 - 17/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م