ايقاف الفساد المؤسساتي عبر عامل المنافسة

علي اسماعيل الجاف

 

تسعى الدول الكبرى الى ايجاد عناصر المنافسة وفق معايير دولية من اجل البروز وبسط النفوذ والتسلط وايقاف عنصر التنوع في المخرجات على حساب اقناع الزبائن ببضائعهم فيبقى الزبون حائرا امام بوابة الحداثة والتطوير ومواكبة النهج المبرمج على حساب جهده وماله.

 ولاشك ان تلك الشركات تسعى الى ايجاد عناصر تكون في الخط الاول لتمثل الشركات وتسعى لتقديم خبراتها لجعل المخرجات متنوعة ومقبولة وفق الجودة والاعتماد، لكن لا نرى فسادا في تلك الشركات رغم ان الاموال التي تملكها تفوق ميزانية دول!

لهذا السؤال اتجاهين: الاول يتمثل ان الشركات تأتي برجال اقوياء ضد المغريات وذوي خبرة طويلة في مجال العمل والتسويق وتكون رواتبهم كبيرة وتتوفر لهم مخرجات مالية كمنح او مخصصات لا تجعلهم ضحية الرشوة او المحاباة او السرقة لان عامل المنافسة عاليا ومتوفرا فعندما يكون هناك شخصا واحدا قد حاول، ليس السرقة، السرقة تقوم بعزلة مباشرة وجلب البديل بصورة دائمة. ثانيا يتطلب موضوع ايقاف الفساد الايمان والارادة والجرأة والمطالبة من اجل المصلحة العامة وتلعب قضية الخلفية والثقافة العامة والتاريخ الاسري والتوجه العام والتطور الذاتي دورا في الأشخاص المكلفين في اختيارهم ليتولوا مهمة ايقاف الفساد مؤسساتيا.

الفساد لا يحتاج الى بحث متواصل لإيقافه وانما مد اليد على مصادره وموارده وايقافه، فعندما يقوم الاشخاص المكلفين بمحاربة الفساد بناء على رأي او مقترح يكون النجاح شكليا او ترقيعيا؛ بينما لو وضعنا خطة وبرنامج برجال مهنيين وكفؤين واصحاب ضمائر لخدمة البلد سيكون المخرج معياريا وتتولى العملية كافة الجهات وان لا يكون محددا او مقتصرا على فئة او جماعة او مؤسسة وترك اخرى.

تكون المؤسسات الحكومية غالبا مركبة وفق نظام الهرم الاداري ولا يتمكن الشخص من الحركة او القيام بأعمال كاملة كونه تابعا وليس حرا في اعماله وادواره، ويتطلب منه اخذ الموافقات والتحرك بناء على رأي او اتفاق وهنا يكون العمل رمزيا او هامشيا.

يعمل العالم بالتحقيق الاني، والميداني والموقعي والتفتيش الدوري والعاجل والمفاجئ والمتزامن مع حدوث المشكلة او الازمة وهذا يسمى "التدقيق العاجل". نحن بعيدون عن المناهج وتجارب العالم ونعمل بالقلم والورقة ... نحتاج اعادة النظر في مخرجاتنا وتطوير ملاكاتنا وفصل قطاع الرقابة والتقييم لتكون المخرجات انتاجية وليس خدمية كون الخدمة واجب مفروض علينا وفق عامل الزمن والمال؛ بينما المنتوج يعتمد على الاعتماد والمثالية في الاداء والجودة في المحصلات والنتائج.

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 16/حزيران/2014 - 17/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م