المَقَامَةُ الجِهَادِيَّةُ

مُحَمَّد جَواد سُنبَه

 

(1)

التَمَسَنِيْ شَرِيْكِيْ فِيْ الخُطُوبْ. ورَفِيْقِيْ فِي الدُّرُوبْ. صَدِيْقِيْ العِرَاقِيّ المَهْيُوبْ. (مَسْلُوبُ بْنُ مَنهُوبْ). التِمَاسَ شَخْصٍ مَكْرُوبْ. طَالِبَاً رَأْييْ بِأَمْرٍ مَنْدُوبْ(1). ذُو أَهَمِيَّةٍ تُدّْمِيْ القُلُوبْ.

قُلْتُ: يَا (مَسْلُوبَ) تَفَضَلّْ. فَأَنْتَ فِي عَيْنِنَا مُدَلَّلْ. وفِي نَفْسِنَا مُبَجَّلّْ. والتِمَاسُكَ عِنْدَنَا يُقْبَلّْ. هَاتِ مَا عِنْدَكْ وتَفَضَّلّْ.

قَالَ (مَسْلُوبٌ) بِخَجَلّْ: يَا ابْنَ (سُنْبَةَ) المُبَجَّلّْ. ابْنُ أَخِيْ، تَعْرِفُهُ اسْمُهُ(خَزْعَلّْ). وكَمَا تَعْلَمُ؛ فَهو عَاطِلٌ بِلا عَمَلّْ. مُلازِمٌ لِلْشَوَارِعِ يَتَنَقَّلّْ. لا شُغْلَ يُلْهِيْهِ وَلا أَمَلّْ.

فَأَغْرَاهُ مَنْ بِالإِرهَابِ يَعْمَلّْ. شَيْخٌ مَعْرُوفٌ بِالْدَّجَلّْ. أَقْنَعَهُ أَنَّ الحَيَاةَ طَريْقُهَا مُقْفَلّْ. والمَوّْتُ هُو الطَّريْقُ الأَفْضَلّْ. وقَتّْلُ النَّفْسِ جِهَادٌ أَكْمَلّْ. فَهُو طَرِيْقٌ لِلْجَنَّةِ أَمْثَلّْ. وسَبَيْلٌ لِرُؤْيَةِ نَبِيّنَا المُرْسَلّْ. والغَدَّاءُ فِي حَضْرَتِهِ لا يُهْمَلّْ.

وفِي المَنَامِ يَرَىَ أَحْلامَاً لا تُعْقَلّْ. فَالحُوْرُ والجِّنَانُ كُلُّهَا بِانْتِظَارِ(خَزْعَلّْ)!. وطُوْلُ اليَوْمِ بِأَنَاشِيْدِ القَتْلِ يَتَمَثَّلّْ. أَطْلَقَ لِحْيَتَهُ، ولِشَارِبَيّْهِ أَقْحَلّ. وتَرَكَ شَعْرَ رَأْسِهِ يَطْوَلّْ. وقَصَّرَ قَمِيْصَهُ بِشَكْلٍ لَا يُقْبَلّْ. وبِسِرْوَالٍ طَوَيْلٍ تَسَرْبَلّْ. تَشَبَّهَ بِالأَفْغَانِ، ولِعَيّْنَيّْهِ كَحَّلّْ.

فَيَا ابْنَ (سُنْبَةَ) مَا العَمَلّْ؟. أَخْبِرْنِي فَأَنْتَ سَاعِدِي الأَعْبَلّْ (2). ومِنْ شِدَّةِ ضَيّْمِي سَأُخْبَلّْ.

(2)

قُلْتُ: يَا (مَسْلُوْبُ) إِنَّهُ أَمْرٌ مُحَيّرْ. ومَا عَسَايَ أَنّْ أُدَبِّرْ؟. فَالجَهْلُ لِصَاحِبِهِ مُدَمِّرْ. أَمْهِلْنِي وَقْتَاً لأُفَكِّرْ. لَعَلّْيْ أَهْتَدِيْ لِطَرِيْقَةٍ تُثّْمِرْ. دَعّْ هَذَا الَّليْلَ يَنْسَلِخُ ويُدّْبِرْ. وكُنّْ هُنَا عِنْدَمَا الصُبْحُ يُسْفِرْ. ولَعَلِّيْ أَجِدُ كَلامَاً يُؤَثِّرْ. فِي (خَزْعَلَ) المُجَاهِدِ المُكَدِّرْ.

قَالَ (مَسْلُوْبُ): جَزَاكَ اللهُ الجَزَاءَ الأَوْفَرْ. وأَبْقَاكَ (يَا ابْنَ سُنْبَةَ) لِلْحَقِّ مَذْخَرْ. ولِلْبَاطِلِ سَاعِدٌ يَدّْحَرْ. اسْتَوْدِعُكُمْ اللهَ؛ سَيِدُنَا المُوَقَّرْ. قُلْتُ: أَسْأَلَهُ أَنْ يَدّْفَعَ عَنْكُمْ كُلَّ مَا يُحْذَرْ.

(3)

وَفِي الصَّبَاحِ جَاءَنِيْ (مَسْلُوْبُ بْنُ مَنْهُوبّْ). وبَعْدَ السَّلامِ سَأَلَ كالمَرْعُوْبّْ.

قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكُمْ الذُّنُوبّْ. هَلّْ تَوَصَّلْتُمْ ِلمَا يُطَمّْئِنُ القُلُوْبّْ؟. ويَرْفَعُ عَنْ النَّفْسِ الكُرُوبّْ ؟. ويَجْعَلُ أَمْرَنَا بِلا عُيُوبّْ ؟.

قُلْتُ: إِنْ شَاءَ اللهُ يَا (ابْنَ مَنْهُوبّْ). فَكَّرْتُ بِالأَمْرِ بَعْدَ الغُرُوبّْ. واهتَدَيّْتُ لِلْحَلِّ المَطْلُوبّْ. فأَحْضِرْ إِليَّ ابنَ أَخِيْكَ المَجْذُوبّْ(3).

 قَالَ: سَمّْعَاً وطَاعَةً، سَيِّدُنَا المَحْبُوبّْ. فَاتَّصَلَ بِالنَّقَّالِ كَالمَلْهُوبّْ. أَنْ احْضِرُوا لَنَا (خَزْعَلَ) المَكْلُوبّْ.

(4)

وبَعْدَ هُنَيْهَةٍ مِنَ الزَّمَنّْ. وَصَلَ إِليّْنَا مُثِيْرُ الشَّجَنّْ. (خَزْعَلُ) صَاحِبُ المآسِي والمِحَنّْ. وعِنْدَ دُخُوْلِهِ لِدَارِي انْشَحَنّْ. وفِي الدَّارِ وَسْطَ الصَّحَنّْ. صَاحَ بِصَوّْتٍ يُصْعِقُ البَدَنّْ:

الجِهَادُ ... الجِهَادُ يَا أَهْلَ الوَطَنّْ. الإِسْلامُ فِي خَطَرٍ ... الإِسْلامُ فِي وَهَنّْ.

لمَّا سَمِعّْتُ صَوّْتَهُ الأَخَنّْ. كَادَ عَقْلِي أَنّْ يُجَنّْ. وجَفَّتْ عُرُوْقِي والبَدَنّْ. وأَثْوَابِي صَارَتْ عَلَيَّ كَفَنّْ. ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُفَجِرُنَا بِالعَلَنّْ. بِحِزَامٍ نَاسِفٍ مُتْقَنّْ. فَلِذْتُ بِظَهْرِ(مَسْلُوْبٍ) أَسْتَكِنّْ. مُتَّخِذاً إِيَّاهُ لِيْ مِجَنّْ(4).

قَالَ (مَسْلُوْبُ) بِصَوّْتٍ فِيْهِ شَجَنّْ: سَيِّدُنُا لا تَخَفْ وَلا تَهِنّْ(5). فَذَا رَدَّدَ شِعَارَ الفِتَنّْ. إِنَّهَا سُنَّتُهُمْ فِي هَذَا الزَّمَنّْ. فَأَشَّرّْتُ أَنّْ اسْقُوْنِي بِمَاءٍ أَولَبَنّْ. ولمَّا هَدَأَ رَوّْعِي وسَكَنّْ.

قُلْتُ: قَبَّحَكَّ اللهُ يَا(مَسْلُوْبُ) الفِطَنّْ. مَنْ صَاحَبَكَ صَاحَبَ المِحَنّْ. والأَحْزَانُ تَكُوْنُ لَهُ وَطَنّْ.

قَالَ (مَسْلُوْبُ): هَوِّنْ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الحَسَنّْ. تَرَوب ِالصَّبْرِ وحُسّْنِ الظَّنّْ. فَأَنّْتَ مُثَابٌ بِقَصّْدِكَ الحَسَنّْ.

(5)

التَفَتُّ إلى (خَزْعَلَ) ذِيْ الوَجْهِ النَّحِسّْ. قُلْتُ: يَا (خَزْعَلُ) تَعَالَ واجْلِسّْ. وقُلّْ الحَقَّ وَلا تُبْلِسّْ(6). وأَجِبْنِيْ صَادِقَاً لا مُدَلِّسّْ(7).

قَالَ: سَلّْ فَواللهِ لا أُغْلِسّْ(8). ولِلْحَقِيْقَةِ لا أُطْمِسّْ.

قُلْتُ: مَا قِصَّةُ جِهَادُكُمُ المُقَدَّسّْ؟. ولِمَ المَوّْتُ عِنْدَكُمْ مُؤَنَّسّْ؟. وأَنْفُسُكُمْ رَخِيْصَةٌ تُرْمَسّْ.(9)؟. هَلّْ قَتْلُ الأَبْرِيَاءِ فَضْيْلَةٌ تُلْبَسّْ؟. أَمّْ إِنَّهُ رَذِيْلَةٌ تُدّْرَسّْ(10)؟.

قَالَ (خَزْعَلُ): سَأُخْبِرُكَ ولِحَقّْي لا تَبْخَسّْ.

قُلْتُ هَاتَ يَا (خَزْعَلَ) الأَحْمَسّْ(11).

قَالَ (خَزْعَلُ): أَنَا عَاطِلٌ مُفْلِسّْ. وَلا مُكْنَةَ عِنْدِي لأُعَرِّسّْ. واليَأْسُ فِي نَفْسِي صَارَ مُعَسّْعِسّْ(12). فَالجِّهَادُ بَاتَ لِي مُتَنَفَّسّْ. ومِنْهُ أَجّْنِي فَوَائِدَ خَمْسّْ.

(6)

قُلْتُ: مَا هَذِهِ الفَوَائِدُ يَا فَالِحْ.

قَالَ الأُوْلَى: بِالجِّهَادِ سَأَكُوْنُ مُنَاكِحْ.

الثَّانِيَةُ: بِعَطَايَا الأُمَرَاءِ سَأَكُوْنُ رَابِحْ.

الثَالِثَةُ: بِالاعْلامِ سَأَكُوْنُ مَشْهُوْراً لأَنّْي ذَابِحْ.

الرَّابِعَةُ: سَأُعِيْنُ أَهْلِي لأَنّْي سَأُكَادِحْ.

الخَامِسَةُ: إِنّْ لَمْ أَحْظ بِتِلْكُمُ المَصَالِحْ. فَالمَوّْتُ لِي سَيَكُوْنُ صَالِحْ.

قُلْتُ يَا (خَزْعَلُ): أَ تَظِنُّ أَنَّكَ مُجَاهِدٌ مُكَافِحْ؟.

فالجِّهَادُ فِي الشَّرْعِ طَرِيْقُهُ وَاضِحْ. ومَا بَيَّنْتَ فَشَرُّهُ فَاضِحْ. وإِذا كَانَتْ دُنْيَاكَ طَعّْمَها مَالِحْ، لا تَدَعْ أُخْرَاكَ تَكُوْنُ بَوّْراً كَالِحْ.

قَالَ (خَزْعَلُ): يَا عَمُّ دَعْكَ مِنَ النَّصَائِحْ. بِأَيِّ شَيءٍ أًكُوْنُ طَامِحْ؟.

الجِّهَادُ تِجَارَةٌ سُوْقُهَا رَاجِحْ. دُوَلٌ تُمَوِّلُهُ لِلْسَمَاءِ تُنَاطِحْ. فَي كُلِّ يَوْمٍ لَهَا تَدّْبِيْرٌ كِاسِحْ. ودَوْرُنَا مُسْتَمِرٌّ فَالصَّرَاعُ جَامِحْ. لا كَسَادَ نَخْشَى، فشُغْلُنَا رَابِحْ. وفَوّْقَ هَذَا، فَهُنَاكَ أَمْرٌ صَالِحْ.

نُتَاجِرُ بِأَعْضَاءِ القَتِيْلِ الطَّائِحْ(13). فَمَنْ نَقْتُلُهُ نُسَوِّيْهِ شَرَائِحْ. فَنَبِيْعُ قَلْبَهُ الصَّالِحْ. لِنُشْفِي بِهِ مَرِيْضَاً يُنَافِحْ (14). كَمَا نَقُوْمُ بِتَهْدِيْمِ الضَرَائِحْ(15). ونُسَاوِيْهَا بالأَرْضِ بَطَائِحْ(16). ونَبِيْعُ لُقَاهَا(17) بِغَلاءٍ فَادِحْ. وبملايّْينِ الدُّوْلارَاتِ نُرَابِحْ.

(6)

فَكَرْتُ مَعَ نَفْسِي تَفْكِيْرَ حَكِيْمْ. وأَيْقَنْتُ أَنَّ كَلامِيْ مَعَهُ عَقِيْمْ. لا يُؤَثِّرُ فِي عَقْلِ بَهِيْمْ(18). وأَنْ أَصْرِفْهُ صَرْفَ حَلِيْمْ. لأَتَّقِي شَرَّهُ المُسْتَدِيْمْ. فَهَؤُلَاءِ قَوْمٌ تَحَجَّرَ فِيْهِمُ الصَّمِيْمْ (19). فَهُمْ أَمْرَاضٌ ومَرْتَعُهُمْ وَخِيْمْ. وشُعُورُهُمْ بِالكَرَامَةِ صَارَ عَدِيْمْ. فَهَلّْ يُرْتَجَى الخَيّْرُ مِنْ زَنِيْمْ(20).؟.

فَقُلْتُ لَهُ: يَا (خَزْعَلُ) يَا ابْنَ الكَرِيْمْ. ضَعْ أَمَامَكَ الذِكّْرِ الحَكِيْمْ. فَهُو كُلامُ رَبِّنَا العَظِيْمْ. ولْيَكُنْ لَكَ سِرَاطٌ قَوِيْمْ. مَنْ لا يَعْمَلُ بِهِ فَخُسْرَانُهُ جَسِيْمْ.

قَالَ: بالجِّهَادِ كُلُّ أَمْرٍ يَسْتَقِيْمْ. وإِذَا لَمْ نَنَلّْ ذَاكَ النَّعِيْمْ. يَكفِيْنَا مِنَ الدُّنْيَا الدُّوْلارِ الحَمِيْمْ.

قُلْتُ مَعَ نَفْسِي: إِمْضِ إِلى بِئْسَ الجَحِيْمْ. فَالحَقِيْرُ مَعَ الحَقِّ لَا يُقِيْمْ. والأَحْمَقُ أَبداً لَا يَكُوْنُ فَهِيْمْ.

(7)

التَّفَتُّ لـ(خَزْعَلَ) وأَنَا مُرْبَكّْ. قُلْتُ لَهُ: رَاجِعْ نَفْسَكّْ. وفَكِّرْ مَلِيَاً، قَبْلَ أَنْ تَهْلَكّْ. واسْتُرْ حُرْمَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُهْتَكّْ.

قَالَ: هَيّْهَاتَ الأَمْرُ مُسْبَكّْ. والعَقّْلُ قَانِعٌ مُحْبَكّْ.

قُلْتُ: امْضِ فَأَنْتَ ورَبُّكّْ.

نَهَضَ ورَدَّدَ الشِّعَارَ المُنْهِكّْ. حَيَا عَلى الجِّهَادِ المُفْتِكّْ. بِالعِدَى وبِكُلِّ مُشْرِكّْ. وأَنَا بِالجِهَادِ مُمْسِكّْ.

(8)

سَادَ عَلَيْنَا جَو حَزِيْنْ. قُلْتُ (لِمَسْلُوْبٍ) بِنَبْرَةِ الحَنِيْنْ. نَحْنُ عَمِلْنَا بِأَمْرِ الْدِّيْنْ. وابْنُ أَخِيْكَ اللَعِيْنْ. يَأَتَمِرُ بِأَمْرِ الشَيَاطِيْنْ.

قَالَ (مَسْلُوْبٌ): هُو ذَا حَظُّنَا كالطِّيْنْ. صَارَ ابْنُنَا أَسْفَلَ سَافِلِيْنْ. سَتَذُوْقُ أُمُّهُ أَسَفَ الآسِفِيْنْ. حَسْبُنَا اللهُ وَلِيُّ الأَوَّلِيْنَ والآخِرِيْنْ.

(9)

خَيَّمَ عَلَيْنَا صَمْتٌ مُطْبَقّْ. ثُمَّ سَمِعْنَا أَصْوَاتَاً تَزْعَقّْ(21). لِضَجِيْجِهَا شَارِبُ المَاءِ يَشْرَقّْ. الرِّجَالُ يُنَادُوْنَ بِفَرَقّْ. ارفَعُوْا يَدَهُ مِنَ المِرْفَقّْ . فَدَمُهُ كالْسَيّْلِ يَدّْفَقّْ. أَنْ انْقُلُوْهُ إِلى المَشّْفَى لَهُ أَوْفَقّْ. ادْرُكُوْهُ فَوَجْهُهُ صَارَ أَزْرَقّْ.

قُلْتُ: يَا (مَسْلُوْبُ) أُخْرُجْ وتَحَقَّقّْ. إِسْرِعْ فَالْخَطّْبُ حَلَّقّْ.

بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مَرَّتْ بِوَجَعْ. عَادَ (مَسْلُوْبٌ) وعَينَاهُ تَدّْمَعْ. يَمْشِي مُتَرَنِّحَاً يَضْلَعْ.

قُلْتُ: مَا الخَطّْبُ هَيّْا اصْدَعْ.

قَالَ: مَاتَ (خَزْعَلُ) مِيْتَةً تَفْجَعْ. حَوْلَقْتُ حَتَّى لِلْوَسَاوِسِ أَدْفَعْ. وبِذِكْرِ اللهِ تَمْتَمْتُ أَسْجَعْ. ولمَّا هَدَأْنَا مِنْ رَوّْعِ المَفْزَعْ.

(10)

قُلْتُ: يَا ابْنَ (مَنْهُوْبٍ) اسْمَعْ. ولِقَوْلِي افْهَمْ وَلَا تَجْزَعْ. إِنَّ أَمْرَ اللهِ لا يُدْفَعْ. وبِأَمْرِهِ اقْبَلّْ وتَوَرَّعْ. ولْيَكُنْ صَبْرُكَ أَوْسَعْ. لِتَكُنْ نَفْسُكَ أَجْلَدُ وأَشْجَعْ. وَلَا تَكُنْ لِلْشَيْطَانِ مَخْدَعْ.

فَقَدّْ أَرَاحَنَا اللهُ مِنْ ذَاكَ الفَزَعْ. وخَلَّصَنَا مِنْ ذَاكَ الوَجَعْ. فَشَرُّ (خَزْعَلَ) لَا يُمْنَعْ. تَاللهِ لَكُنَّا بِأَوْخَمِ مَرْتَعْ. أَرَاحَنَا اللهُ مِنْهُ ونِعْمَ مَا صَنَعْ. سَلَّطَ عَلَيّْهِ (عِزْرَائِيْلَ) فَأَسْرَعْ. مَضَى عَنَّا ولِلْمَوّْتِ تَجَرَّعْ. كَانَ أَبْتَرَ الخَيْرِ أَجْدَعْ.

قَالَ (مَسْلُوْبُ): أَجَلْ إِنَّ حَظَنَا أَقْرَعْ. فَيَا ابْنَ (سُنْبَةَ) يَا ابْنَ خَيّْرِ مَنْبَعْ. لِنَقْرَأْ الفَاتِحَةَ ولِرَبِنَا نَتَضَرَّعْ. لِيَقِيْنَا مَعَاً السُّوْءَ أَجْمَعْ.

قُلْتُ: أَجَلّْ يَا ابْنَ الطَيِّبِ الأَضْوَعْ(22). ولنَتْلُو بعْضَ الْذِّكْرِ فَلَنَا أَنْفَعْ. ونَسْتَغْفِرُ اللهَ فَهُو بِالرَّحْمَةِ أَوْسَعْ.

* كاتِبٌ وبَاحِثٌ عِرَاقي

[email protected]

....................................

(1)(أمر مستجب فعله). (2)(القوي؛الشديد ). (3)(المجنون). (4)(درع). (5)(تَضعَف). (6)(سَكَتَ لحيرةٍ أوانقطاع حجّة). (7)(مُزيف). (8) (لا أجعل عليك الأمر كالظلام؛ غير واضح). (9)(الرمس: القبر). (10)(تُبلى). (11)(الشجاع). (12) (مُظلم). (13)(الذاهب). (14)(يَرفُسُ برجله). (15)(جمع ضريح). (16) (البطحاء الأرض المستوية). (17)(الأشياء الثمينة). (18)(مظلم). (19)(القلب). (20)(المعروف بلؤمِهِ وشرّه). (21)(تصيح). (22) (طيب العطر كالمسك).

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/حزيران/2014 - 12/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م