أمريكا وطالبان... وعاصفة الصفقة مع الارهابيين

 

شبكة النبأ: ما بين المماطلة السياسية والانقسامات الداخلية تأرجحت الصفقة الامريكية مع طالبان، "فأمريكا لا تتخلى عن أبنائها وبناتها من الجنود أبداً"، بدوره شكر والدا الجندي المحرر كل من ساهم في عودة ابنهما، بهذا المشهد العاطفي انتهت الصفقة الامريكية مع طالبان بتبادل المعتقلين الخمسة من قادة طالبان بالجندي الأمريكي "بوي برجدال"، والتي شهد خلافاً حاداً بين الإدارة الامريكية وأعضاء الكونغرس الأمريكي، فيما قال السيناتور ساكسبي تشامبلس، زعيم الجمهوريين في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن مسؤولاً "عالي المستوى" في البيت الأبيض "اعتذر لأنه لم يطلعنا" على الاتفاق، كما ان القضية ستكون في صلب الجلسة القادمة الكونغرس، والتي دعي اليها وزير الدفاع "تشاك هيغل" للإدلاء بشهادته حول ملابسات الصفقة.

وقد أكد معظم الخبراء والمحللين، ان الخلاف حول الصفقة مع طالبان بين البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي، ليس حول التوقيت او الإبلاغ، وانما حول طبيعة الصفقة التي تعاملت فيها إدارة أوباما مع "إرهابيين"، على حد وصف أعضاء الكونغرس.

كما تنوعت الردود الأخرى بين تفسير براغماتية أوباما التي تتيح له التعامل مع الحركات المسلحة والميليشيات المتطرفة من اجل تطبيق عملية سلام اشمل بالاعتماد على الدبلوماسية لإنهاء حرب طويل لم تثمر عن نتائج واقعية، على حد وصف الخبراء.

فيما أعرب بعض المسؤولين عن أملهم في أن تؤدي صفقة تبادل للأسرى بين الولايات المتحدة وطالبان إلى الوصول إلى انفراجة في جهود التسوية مع المقاتلين الأفغان، وأسفرت صفقة تبادل الأسرى عن إطلاق السارجنت في الجيش الأمريكي بوي برجدال (المحتجز منذ أكثر من خمس سنوات وهو آخر سجناء حرب أفغانستان التي تشارف على الانتهاء) وتسليمه للقوات الخاصة الأمريكية في أفغانستان في مقابل إطلاق خمسة معتقلين من طالبان من معتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا ونقلهم إلى قطر.

وعلى الرغم من ذلك تدور الشكوك حول فرص التوصل الى تسوية مع المقاتلين الأفغان، حيث يرى بعض المحللين انه كما يبدو لا تلوح في الافق تغييرات ملموسة لحدوث انفراجة في المستقبل القريب.

من جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل للصحفيين المسافرين معه في زيارة إلى أفغانستان "لا أعرف ما إذا كانت هذه العملية ستؤدي إلى انفراجات محتملة جديدة مع طالبان، آمل أن يتحقق هذا الأمر"، وتحارب الولايات المتحدة مقاتلي طالبان منذ الإطاحة بهم من الحكم عام 2001.

وردا على سؤال عما إذا كان الإفراج عن السجناء سيشجع طالبان على خطف المزيد من الجنود الأمريكيين قال هاجل "كان هذا تبادلا لأسرى الحرب، كان تركيزنا على عودة السارجنت برجدال وهذا قد يوفر جسرا جديدا محتملا لمفاوضات جديدة"، وقال هاجل إن حكومته استمرت في البحث عن فرص لاستعادة برجدال حتى بعد أن قطع المتمردون المفاوضات عام 2012، وقال "كنا نعمل على إيجاد طرق لفتح آفاق مع طالبان لنحاول استعادة السارجنت برجدال، هذه العملية لم تبدأ للتو، كانت نتاج جهود مستمرة وشاركت فيها حكومتنا على كل المستويات، وجدنا بعض المنافذ، التي جعلت الأمور تتضح بالنسبة لنا".

وأشار هاجل إلى أن العامل الأساسي في نجاح العملية كان استعداد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لقيادة جهود التوصل إلى اتفاق، وأضاف "التوقيت كان مواتيا، وتضافرت العناصر لإتمام الأمر"، وجاء الإفراج عن برجدال بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخطوط العريضة لخطة سحب كافة الجنود الأمريكيين من أفغانستان مع نهاية العام والباقون بحلول العام 2016 منهيا بذلك أكثر من عقد من التورط العسكري الأمريكي في تلك البلاد.

وقال مسؤول أمريكي إنه لا يرى علاقة بين الاتفاق وإعلان أوباما، وأضاف "عملية التفاوض كانت سابقة لقرار سحب الجنود، إنها عملية تمت بمساعدة القطريين وبعد أن أدركت طالبان أننا جادون"، ووصف هاجل الذي خاض حرب فيتنام إطلاق سراح برجدال بأنه "يوم سعيد"، وأضاف "في عملية خطرة مثل هذه حيث لا شيء مؤكد نستعد لجميع الاحتمالات".

وأشار إلى أن القوات الخاصة التي نفذت العملية "اتخذت كل الإجراءات الوقائية الممكنة عبر المخابرات والمراقبة والاستطلاع" وعبر التأكد من وجود جميع الأشياء اللازمة في مكانها الصحيح ومن ضمنها طائرات الهليكوبتر. بحسب رويترز.

وأضاف "لحسن الحظ لم يحصل أي إطلاق نار ولم يحصل عنف، سارت الأمور بشكل جيد، ليس فقط كما توقعنا وخططنا ولكن كما يجب أن تكون باعتقادي"، وأشار هاجل إلى أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لم يتبلغ بالعملية قبل حصولها، وقال "كان على هذه العملية أن تنفذ بدقة شديدة، فقط القليل القليل من الاشخاص كانوا على علم بها، لم نكن لنتحمل حصول أي تسريبات في أي مكان لأسباب واضحة".

وأضاف هاجل أن أوباما قد أعلن نيته إقفال معتقل جوانتانامو وأنه، كوزير دفاع، ينظر في بقية الحالات الموجودة هناك، وقال "البعض أكثر تقدما في هذه العملية من غيرهم"، وأضاف "العوامل الأساسية لإطلاق سراحهم تكمن في وجود الدول الراغبة في استقبال السجناء وتقديم الضمانات بأنهم لن يعودوا بعد ذلك إلى القتال"، وأشار هاجل إلى أنه سيتوصل إلى قرار "قريب إلى حد ما" بشأن ستة معتقلين في جوانتانامو عرضت أوروجواي استقبالهم.

فيما قال مسؤولون أمريكيون إن أسير الحرب الأمريكي المطلق سراحه نقل جوا إلى مستشفى عسكري أمريكي في ألمانيا بعد الافراج عنه، ونفى هاجل اتهامات من بعض الجمهوريين بأن الصفقة تمت بعد مفاوضات للولايات المتحدة مع إرهابيين قائلا إن المفاوضات كانت تجريها حكومة قطر، وقال "لم نتفاوض مع إرهابيين، كما قلت وشرحت من قبل فإن السارجنت برجدال كان أسير حرب، هذه عملية عادية لاستعادة الأسرى"، وقالت حركة طالبان في وقت سابق إنها أفرجت عن برجدال قرب الحدود مع باكستان في شرق أفغانستان.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن برجدال بدا متأثرا بشدة وهو في طريقة للحرية بعد تسليمه لقوات خاصة أمريكية، وأضاف المسؤول انه "فور صعوده على متن الهليكوبتر كتب على طبق من الورق إس إف؟"، في إشارة إلى اختصار عبارة القوات الخاصة، وتابع المسؤول "رد الأفراد بصوت مرتفع: (نعم كنا نبحث عنك منذ وقت طويل)، وفي هذه اللحظة فقد السارجنت برجدال وعيه"، وأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعملية الافراج في ظهور له مع والدي برجدال بوب وجاني في حديقة البيت الأبيض قائلا "لم ننس قط بوي عندما اختفى".

وقال مسؤولو الدفاع الأمريكيون إن برجدال وصل إلى مركز لاندستول الطبي في ألمانيا حيث سيتلقى الرعاية اللازمة وسينقل بعد ذلك إلى منشأة طبية عسكرية اخرى في سان انطونيو بولاية تكساس الأمريكية، وبرجدال من ايداهو وكان الجندي الأمريكي الوحيد المفقود في الحرب الأفغانية التي بدأت بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة للإطاحة بطالبان من السلطة بعد اتهامها بايواء متشددي القاعدة.

وأكد مصدر خليجي كبير وصول المعتقلين الخمسة إلى الدوحة عاصمة قطر التي أدت دور الوسيط في المفاوضات، وقال المصدر لانه لن يتم السماح لهم بمغادرة قطر لمدة عام مضيفا أن عائلاتهم وصلت جوا إلى قطر من أفغانستان، وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية إن بلاده شاركت في القضية بدافع انساني.

ووصف المسؤولون الأمريكيون عملية الافراج عن معتقلي طالبان بأنه نقل وقالوا إن قيودا فرضت عليهم منها مراقبة انشطتهم، وقال مسؤول كبير بالمخابرات الأفغانية طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع "سيعودون بكل تأكيد للقتال إذا كان بمقدورهم القيام بذلك"، وأضاف "سيكونون أشخاصا شديدي الخطورة لأن لهم صلات بمنظمات ارهابية إقليمية ودولية في أنحاء العالم".

خلاف حول الصفقة مع طالبان

الى ذلك اختلفت الأحزاب السياسية الرئيسة في أمريكا حول صفقة تبادل خمسة من المعتقلين الأفغان في غوانتانامو مقابل العسكري الأمريكي المحتجز لدى طالبان، إذ حذر الجمهوريون أن الأمر قد يضع حياة الأمريكيين في خطر، وقال السيناتور جون ماكين، إن بعض المحتجزين، الذين نقلوا إلى قطر، كانوا من بين "الأكثر خطورة"، كما اعترضت أفغانستان على الصفقة، قائلة إن تسليم المسجونين إلى دولة ثالثة غير الدولتين المعنيتين، مخالف للقانون الدولي.

وفي خطاب عاطفي قال والده، روبرت برغدال، إنه فخور بقدر استعداد ابنه لمساعدة أهل أفغانستان، ولكنه حذر أن شفاءه قد يتطلب وقتا، وقال إنه لم يتحدث لابنه الذي يعالج حاليا في مستشفى عسكري في ألمانيا، واعترض عدد من الجمهوريين على الصفقة محذرين أنها تضع سابقة مقلقة، وقد تعتبر تفاوضاً مع إرهابيين.

وقال ماكين في تعليقات إن عناصر طالبان المفرج عنهم"ربما كانوا مسؤولين عن موت الآلاف"، ولكن وزير الدفاع الأمريكي، الموجود حاليا في أفغانستان، رفض المزاعم بارتكاب أي أخطاء، قائلا إنه كان يجب على الجيش التصرف بسرعة "للحفاظ على حياة" الجندي الأمريكي، وقال "لم نتفاوض مع إرهابيين، وكما شرحت سابقا، كان الرقيب برغدال أسير حرب، إن هذه عملية عادية لاستعادة المعتقلين".

وكانت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس قالت إن تدهور حالة برغدال الصحية هي التي تسببت في "الاستعجال"، وعدم الالتزام بقاعدة مهلة الـ 30 يوم، أما الحكومة الأفغانية، التي لم تعلم بالصفقة إلا بعد تنفيذها، قالت إن الأمر "خرق القانون الدولي"، وناشدت الولايات المتحدة وقطر بـ"إطلاق سراح الرجال"، ويعتبر سجن غواتنامو في كوبا من أكثر السجون إثارة للجدل في العالم.

ويعتقد أن المحتجزين الخمسة كانوا من أقدم المعتقلين الأفغان في غوانتنامو في كوبا إذ قبض عليهم أثناء حملة أمريكا العسكرية في 2001، ومن ناحيته قال زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر، في بيان عام نادر له، إن الصفقة "نصر عظيم"، ولكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال إنه تلقى ضمانات أمنية من قطر، التي قامت بدور الوساطة في الصفقة، بأنها ستتخذ "إجراءات لضمان الأمن القومي الأمريكي"، ومنع معتقلو طالبان الذين أفرج عنهم من مغادرة قطر مدة عام على الأقل. بحسب بي بي سي.

وكان برغدال الجندي الأمريكي الوحيد المعتقل لدى طالبان في أفغانستان، وكان يعمل في كتيبة مشاة قرب الحدود مع باكستان عندما اختفى في يونيو/ حزيران 2009، وما تزال تفاصيل احتجاز برغدال غير واضحة، ولكن ثمة تكهنات بأنه ترك قاعدته بعد إصابته بخيبة أمل تجاه الحملة الأمريكية.

فيما احتجت حكومة أفغانستان على اتفاق أمريكي للإفراج عن خمسة معتقلين من قادة حركة طالبان مقابل إطلاق سراح جندي أمريكي قائلة إن نقل هؤلاء الرجال من سجن جوانتانامو إلى قطر انتهك القانون الدولي، وأثار تبادل السجناء غضبا في أفغانستان حيث يرى كثيرون أن الاتفاق علامة أخرى على رغبة الولايات المتحدة في الانسحاب من أفغانستان في أقرب وقت ممكن، وأعدت واشنطن خطة لسحب كل قواتها بحلول نهاية 2016.

وقالت وزارة الخارجية الأفغانية في بيان لها "لا يمكن لأي حكومة نقل مواطني بلد إلى بلد آخر كسجناء"، ولم يعلق الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي استبعد من الاتفاق لتجنب التسريبات حسبما ذكرت الحكومة الأمريكية وإن كان بيان وزارة الخارجية ارسل بالبريد الإلكتروني من مكتبه الإعلامي، وكان كرزاي الذي من المقرر ان يترك منصبه في وقت لاحق هذا العام من أشد منتقدي الإدارة الأمريكية في السنوات الأخيرة وسيعمق اتفاق الإفراج عن السجناء انعدام الثقة بين الجانبين.

ويقول مسؤولون كبار في جهاز المخابرات الأفغاني إنهم يعتقدون أن الرجال سيعودون إلى ميدان المعركة ويعززون التمرد فيما تستعد القوات القتالية الأجنبية للرحيل بنهاية العام الحالي، وصنفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) السجناء الخمسة على انهم "شديدو الخطورة" وتقول إنهم "يمثلون خطرا على الأرجح" وكانوا قد شغلوا مناصب رفيعة في نظام طالبان قبل ان تطيح به قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في عام 2001.

وكشفت رسائل عسكرية أمريكية مسربة أن اثنين منهم على الأقل ارتكبا جرائم حرب شملت قتل الاف الشيعة الأفغان، وقوبل الاتفاق بمعارضة مماثلة من سياسيين ينتمون للحزب الجمهوري الأمريكي وقالوا إنه تفاوض مع إرهابيين وحذروا من ان الرجال المفرج عنهم سيعودون على الارجح إلى القتال، وشكك السناتور جون مكين وجمهوريون آخرون فيما إذا كانت الإدارة الأمريكية تصرفت بطريقة صحيحة بالأفراج عن متشددين، وقال مكين وهو أسير حرب سابق ومن الذين شاركوا في حرب فيتنام "هؤلاء الناس على أعلى درجة من الخطورة، أخرون ممن أفرجنا عنهم عادوا الى القتال".

وقال "هذا موثق، لذلك يثير قلقي ان طالبان هي التي حددت اسماء من يفرج عنهم"، ونفى هاجل اتهامات بعض الجمهوريين بأن الاتفاق تم بعد مفاوضات أمريكية مع إرهابيين قائلا إن المفاوضات كانت تجريها حكومة قطر.

خصومة بين قيادات طالبان

على صعيد اخر قال مسؤولو أمن باكستانيون إن صراعا على السلطة بين قياديين في حركة طالبان الباكستانية تتباين مواقفهما بشأن الحوار مع الحكومة تحول إلى العنف مع مقتل عشرات المقاتلين على الحدود مع أفغانستان خلال الأسابيع الماضية، ولم يتضح إن كان القتال سيضعف الحركة التي تنشد الاطاحة بالحكومة الباكستانية لكن وكالات الأمن ستأمل أن تستفيد من اراقة الدماء لخدمة مصالحها.

ونشب العنف بين خصمين في قبيلة محسود وهي من قبائل البشتون العديدة المنتشرة على الحدود الأفغانية الباكستانية والتي تقاتل أشخاصا من خارجها منذ وقت طويل للحفاظ على سلطتها وأحيانا ينشب القتال في داخلها بسبب الخلافات، وطالبان الباكستانية تحالف مهلهل لجماعات متشددين تنحدر إلى حد كبير من مجتمعات البشتون وتقاتل منذ سنوات للاطاحة بالحكومة الباكستانية وتطبيق الشريعة الإسلامية، ويدور القتال بين أبناء قبيلة محسود التي تسكن منطقة وزيرستان الجنوبية وتمد طالبان بمعظم تمويلها وبالكثير من مقاتليها.

وقال محلل له صلات واسعة في الحركة المتمردة إن الصراع يشمل قياديا يدعى خان سانجا سعيد وهو في منتصف الثلاثينيات ويقوم بدور الحكم في طالبان بمدينة كراتشي، وقال قادة في طالبان إن سانجا يؤيد محادثات السلام مع حكومة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، لكن خصمه شهريار محسود يعارض المحادثات الهشة التي بدأت في فبراير شباط.

وقال أحد قياديي محسود إن الهجمات على الحكومة ستستمر بغض النظر عن الحوار مع الحكومة، وقال القيادي إن رجاله قتلوا 20 من مقاتلي سانجا وحرقوا 12 معسكرا للتدريب في وزيرستان الجنوبية وأضاف "سنستمر في الهجمات حتى إذا وقعوا اتفاق سلام"، وكان محسود قد عاد في الآونة الأخيرة من أفغانستان حيث قضى سنوات في المنفى بعدما اشتبك مع قادة سابقين في طالبان، ويتحكم محسود في أموال واردة من الخارج ويعتقد أنه يملك الحق في القيادة لأنه ينحدر من أسرة معروفة، ولم يرد متحدثون باسم الحكومة والجيش في باكستان على اتصالات تطلب التعليق على الأمر، وقال شهيد الله شهيد المتحدث باسم طالبان إن قادة يحاولون إقناع الخصمين بالتحاور.

من جانبه اعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف ان شن هجوم عسكري على معاقل طالبان في شمال شرق باكستان مسألة مطروحة اذا ما فشلت المفاوضات مع طالبان، وقد استأنفت حركة طالبان الباكستانية التي تضم مجموعات اسلامية مسلحة والحكومة الباكستانية مفاوضات السلام التي توقفت في منتصف شباط/فبراير بعدما اعدم المتمردون 23 عنصرا من انصار الجيش وتعهدا بوقف لأطلاق النار.

وقررت الحكومة ايضا تعزيز فريقها من المفاوضين آملة في التوصل سريعا الى تسوية مع حركة طالبان الباكستانية، المسؤولة عن مئات الاعتداءات الدامية منذ تشكيلها في 2007، فيما يدعو معلقون الى شن هجوم على معاقل طالبان قرب الحدود الأفغانية، وقال الوزير اصف في تصريح لشبكة جيو التلفزيونية الخاصة ان "المفاوضات هي الاولوية لإعادة السلام الى البلاد، الادارة الحكومية برمتها تعمل من اجل انجاح الحوار ويضطلع الجيش بدور اساسي في هذا الصدد"، واضاف "لكن اذا راوحت المفاوضات مكانها وفشلت، يمكن ان نختار عندئذ شن عملية عسكرية".

واضاف ان "هدفنا هو السلام وليس حمام دم، لكن اذا ما تواصلت انشطة المتمردين لن يتوافر لدينا خيار آخر" غير شن عملية عسكرية، واذا كانت القيادة المركزية لطالبان تدعم، حتى الان على الاقل، عملية السلام مع الحكومة الباكستانية، فان بعض الفصائل المسلحة يعارضها، فقد اعلنت مجموعة احرار الهند المنشقة عن حركة طالبان الباكستانية، والتي تعارض المفاوضات مسؤوليتها عن العملية الانتحارية المزدوجة على محكمة في اسلام اباد اسفرت عن 11 قتيلا، وهو اعنف هجوم في العاصمة منذ الهجوم على فندق ماريوت في 2008.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/حزيران/2014 - 9/شعبان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م