كورونا متلازمة الشرق الاوسط..  طفرة تثير الرعب

 

شبكة النبأ: تزايد القلق العالمي من معدلات انتشار فيروس كورونا متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، خاصة مع زيادة الحالات في المملكة العربية السعودية التي تعد المركز الاساسي لهذا المرض الخطير الذي رصد للمرة الأولى في 2012 وتسبب في موت العديد من الاشخاص، هذا بالإضافة الى ظهور حالات إصابة جديدة ومتفرقة تم الإبلاغ عنها في العديد من دول العالم، ومنها الأردن وقطر وتونس والإمارات ومصر والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية كما تقول بعض التقارير الصحية.

ويخشى الكثير من المراقبين من تزايد انتقال الفيروس بشكل كبير بعد اكتشاف إصابة العشرات من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وهو ما اعتبره الكثير تهديد خطير يمكن ان يساعد في انتشار المرض، خصوصا وان الكثير من العاملين في المنشآت الصحية السعودية هم من دول وجنسيات مختلفة. والى الآن لم يعرف مصدر هذه السلالة الفيروسية الجديدة لكن هناك العديد من الاحتمالات منها قد يكون أحد فيروسات كورونا التي تصيب الإنسان سابقة الذكر حدث له تطفير، وبالتالي أصبحت السلالة الجديدة المطفرة قادرة على إصابة الكلى وهي الخاصية غير الموجودة في فيروسات كورونا الأخرى.

او ان يكون الفيروس أحد فيروسات كورونا التي تصيب الحيوان في الأصل ونتيجة لإصابة الإنسان به أصبح الفيروس تحت ضغط مما أدى إلى تكيفه وأصبح الفيروس قادراً على إصابة الإنسان وبالتالي قدراته الإضافية تمثلت في القدرة على إصابة خلايا الكلى بدلاً من إصابة الجهاز التنفسي فقط، يعتقد أن الجمال والخفافيش هي مصدر الفيروس الأساسي ولكن لم يثبت بشكل قطعي.

وينتمي فيروس كورونا الشرق الأوسط وكما تشير بعض المصادر الى إلى إحدى العوائل الفيروسية الكبيرة المعروفة بتأثيرها على الإنسان والحيوان، وتسمى باسم كورونا فيريدي. وتم اكتشاف أول فيروس من هذه العائلة في عام 1960م. وتمتاز المادة الوراثية لهذا الفيروس بأنها عبارة عن خيط مفرد موجب القطبية يسمى حمض ريبي نووي. وكورونا كلمة لاتينية تعني التاج حيث أن شكل الفيروس يأخذ شكل التاج عند العرض بالمجهر الإلكتروني. ويتراوح طول قطر الفيروس بين 120-150 نانو ميتر، وحجم المادة الوراثية يتراوح بين 27-32 ألف قاعدة نيتروجينية.

وفيات جديدة

وفي هذا الشأن فقد أعلن وزير الصحة السعودي تسجيل ثلاث وفيات جديدة بفيروس كورونا مما يرفع الحصيلة الإجمالية لضحايا هذا الفيروس في المملكة إلى 163 وفاة، منذ اكتشاف أول حالة سنة 2012. وأورد الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة السعودية أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في المملكة العربية السعودية ارتفع إلى 520 منذ ظهور الفيروس في 2012، بينما ارتفع عدد ضحاياه إلى 163 من بين إجمالي المصابين.

وكانت السلطات السعودية أعلنت عن وفاة عشرة أشخاص بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "فيروس كورونا" ورصد 20 حالة إصابة جديدة بالفيروس مما يرفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد.. وأوضحت الوزارة أن ثلاث نساء توفين أحداهن في الرياض في ال48 والثانية في الطائف وعمرها 67 عاما. والمرأة الثالثة توفيت في جدة حيث أثار الإعلان عن عدة حالات مؤخرا هلعا بين السكان وأدى إلى إقالة مدير مستشفى الملك فهد. بحسب فرانس برس.

وعلاوة على السعودية، سجلت حالات إصابة في الأردن ومصر ولبنان والإمارات والولايات المتحدة وهولندا إلا أن غالبية المصابين سافروا إلى المملكة أو عملوا فيها. وليس هناك حاليا أي لقاح ضد هذا الفيروس. وطلبت وزارة الصحة السعودية تعاون خمس شركات لإنتاج الأدوية لإيجاد لقاح ضد الفيروس.

العلماء قلقون

في السياق ذاته يقول علماء يقودون الحرب ضد المرض المعروف باسم متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) إن الجبهة المهمة التالية في المعركة ستكون فهم الكيفية التي يعمل بها الفيروس المسبب للمرض بين أناس لا تظهر عليهم اعراض المرض بوضوح والذين قد ينشرونه دون أن يعلموا أنهم مصابون به. وتحديد ذلك قد يكون حاسما في وقف انتشار الفيروس الذي ظهر في منطقة الشرق الأوسط في عام 2012.

وقال الدكتور ديفيد سويردلو إنه أصبح من الواضح على نحو متزايد أنه يمكن أن يصاب أشخاص بفيروس كورونا دون أن يصابوا بمرض تنفسي حاد. ويرأس سويردلو فريق الاستجابة لمرض كورونا في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وقال "ليس من الضروري أن يكون المريض في وحدة للرعاية المركزة مصابا بالتهاب رئوي حاد لكي تكون لدينا حالة إصابة بفيروس كورونا." وأضاف "نفترض أنهم أقل عدوى (للآخرين) لكننا لا نعرف."

وللمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض فريق في السعودية لدراسة ما إذا كانت هذه الحالات المعتدلة لا تزال قادرة على نشر الفيروس. ويشرف سويردلو على عمل هذا الفريق من أتلانتا. ويعتزم الفريق اجراء تحاليل على عائلات أشخاص يشتبه في اصابتهم بالفيروس حتى وان كان الاقارب لا تظهر عليهم اي اعراض وذلك للمساعدة في تحديد ما اذا كان من الممكن انتشار الفيروس داخل الأسرة.

وارتفعت حالات الإصابة بالمرض الذي يسبب السعال والحمى ويسبب أحيانا الالتهاب الرئوي المميت إلى ثلاثة أمثال تقريبا خلال الشهر ونصف الشهر الماضي. وينتقل الفيروس خارج شبه الجزيرة العربية مع سفر مصابين به من المنطقة. ونظرا لأن فيروس كورونا فيروس جديد تماما فإنه لا توجد عقاقير للعلاج منه أو أمصال قادرة على الحد من انتشاره. وهو ينتمي لعائلة الفيروس المسبب للالتهاب الرئوي الحاد (سارس) الذي أودى بحياة حوالي 800 شخص في أنحاء العالم بعد أن ظهر لأول مرة في الصين في عام 2002 .

ونظرا لأن المرضى المصابين بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) تظهر عليهم "أعراضا بسيطة وغير مألوفة" فإن منظمة الصحة العالمية تنصح العاملين في مجال الرعاية الصحية بتطبيق الاحتياطيات القياسية لمكافحة العدوى على جميع المرضى في كل الأوقات بغض النظر عن تشخيص حالتهم. وقال الدكتور آميش ادالجا من المركز الطبي في جامعة بيتسبرج "حاملي المرض الذين لا تظهر عليهم أعراضه يمكن ان يمثلوا مسارا كبيرا لانتشار الفيروس."

ويشعر العلماء بالقلق بشكل خاص لأن كثيرا من الحالات التي اكتشفت في الآونة الأخيرة للإصابة بفيروس كورونا كانت بين أناس لم يكن لديهم اتصال بالإبل أو بالخفافيش التي يعتقد أنها مستودع الفيروس. وقال الدكتور مايكل أوسترهولم وهو خبير في الأمراض المعدية من جامعة مينيسوتا "إذا لم يكونوا على اتصال بحيوانات فمن أين اصيبوا بالفيروس؟ من المحتمل أنه انتقل من حالات لم تظهر عليها أعراض الإصابة."

من جانب اخر قالت منظمة الصحة العالمية إن القلق بشأن متلازمة الشرق الاوسط التنفسية (فيروس كورونا) "زاد بدرجة كبيرة" لكن المرض لا يقتضي حتى الان اعلان حالة طوارئ صحية عالميا. وقالت لجنة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية التي اجتمعت خمس ساعات في جنيف إنه استنادا الى المعلومات الحالية فان خطورة الموقف زادت من حيث الآثار على الصحة العامة لكن لا توجد أدلة مؤكدة على انتقال الفيروس بين البشر.

وقالت منظمة الصحة في بيان "خلصت اللجنة الى ان شروط القلق الدولي لطوارئ صحية عامة لم تتوفر حتى الان." وتحدد لوائح الصحة العالمية مثل هذه الطوارئ بأنها حدث غير عادي يفرض مخاطر على الدول الاخرى الاعضاء في منظمة الصحة العالمية من خلال انتشار المرض على نطاق دولي وهو ما قد يحتاج الى رد دولي منسق.

وأكدت منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة الحاجة ضرورة أن تحاول الدول التي ينتشر فيها الفيروس اتخاذ اجراء فوري لتحسين وسائل الوقاية والسيطرة على العدوى من أجل محاولة وقف انتشاره. وقالت المنظمة "هذا (الاجراء) أكثر الحاحا للدول التي ينتشر بها الفيروس" مضيفة أن الفحوص العلمية يجب أن تبدأ في أٌقرب وقت ممكن لتفهم عوامل المخاطرة التي ينطوي عليها المرض بدرجة أفضل. بحسب رويترز.

وقال مساعد المدير العام للأمن الصحي بمنظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا إن السبب الرئيسي لعدم اعلان حالة الطوارئ بسبب فيروس كورونا هو أنه رغم الزيادة في عدد حالات الاصابة فان الادلة لا تشير الى انه ينتقل بسهولة أكبر من شخص لآخر. واضاف فوكودا "لا توجد أدلة مقنعة في الوقت الراهن على وجود زيادة في وتيرة انتقال هذا الفيروس."

اصابات جديدة

من جهة اخرى قال مسؤول صحي في هولندا إنه تم نقل رجل عائد من السعودية الى المستشفى لإصابته بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا). وقال متحدث باسم المعهد الوطني للصحة العامة إن الرجل نقل الى مستشفى في لاهاي. وهذه هي أول حالة إصابة معروفة لمواطن هولندي.

على صعيد متصل بدأت أعراض مشابهة لمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية في الظهور على عاملين اثنين بقطاع الصحة في مستشفى بولاية فلوريدا الأمريكية اختلطا بمريض مصاب بفيروس كورونا مما أثار مخاوف بشأن قدرة سلطات الصحة في العالم على احتواء الفيروس الغامض والقاتل.

وقال مسؤولون في فلوريدا إنهم يراقبون الحالة الصحية لعشرين عاملا بالقطاع الصحي خالطوا المريض بمن فيهم طبيب غادر بالفعل إلى كندا. كما يحاولون تعقب نحو 100 شخص ربما يكونون تعاملوا مع المريض في منشأتين طبيتين زارهما في اورلاندو. وقال الدكتور كيفن شرين مدير الادارة الصحية لمقاطعة اورانج "هذا ليس اخر ما سنراه. سنرى المزيد من الحالات تأتي إلى مجتمعنا .. للأمانة يجب على كافة وحدات الطوارئ في الولايات المتحدة أن تعتاد على متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وتعمل على التأكد من تطبيق الاجراءات اللازمة."

وحالة الإصابة بفيروس كورونا في فلوريدا هي الثانية التي تكتشف في الولايات المتحدة. والحالتان لشخصين يعملان بالقطاع الصحي قضيا بعض الوقت في السعودية قبل أن "يستقدما" العدوى الي الولايات المتحدة. ويقول خبراء في هذا المرض إنه أصبح من الضروري على المستشفيات أن تسأل أي شخص يذهب إليها وتظهر عليه أعراض الحمى أو مشكلات في التنفس عما اذا كان سافر مؤخرا إلى السعودية. وقال الدكتور أميش أدلجا من المركز الطبي لجامعة بيتسبرج "من المهم جدا السؤال عن سجل السفر." بحسب رويترز.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المراكز الأمريكية لمكافة الأمراض والوقاية منها "تتعامل مع الوضع الراهن بمنتهى الجدية وتنسق بشكل وثيق مع السلطات الصحية المحلية." وأضاف ان الرئيس باراك أوباما على علم بشأن حالات الإصابة المؤكدة.

الطواقم الصحية في السعودية

في السياق ذاته يبدو أن الخطر الأكبر من أن تتحول متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) إلى وباء عالمي سيكون للمفارقة عبر العاملين في قطاع الرعاية الصحية أنفسهم الذين يجوبون العالم. ويتم توظيف الأطباء والممرضين من شتى أنحاء العالم من مانيلا بالفلبين شرقا وحتى هيوستن بالولايات المتحدة غربا في وظائف مغرية بالسعودية. ويقول خبراء في هذا المرض إنه بسبب زيادة وتيرة توظيف هؤلاء الأطباء والممرضين الأجانب في السعودية في السنوات القليلة الماضية هناك فرص كبيرة بأن ينتقل فيروس كورونا عبر هؤلاء الموظفين عندما يعودون إلى بلادهم.

وقال الخبير في الأمراض المعدية الدكتور آميش أدالجا من المركز الطبي لجامعة بيتسبرج "بهذه الطريقة قد ينتشر فيروس كورونا في أنحاء العالم". ويستغرق ظهور أعراض المرض على المصاب بفيروس كورونا من خمسة إلى 14 يوما وهي فترة زمنية كافية إلى حد كبير لشخص يحمل العدوى لينتقل إلى الطرف الآخر من العالم دون أن يتم إكتشاف إصابته بالمرض. وقال أدالجا إن العاملين في قطاع الرعاية الصحية هم "أكثر من يواجهون خطر العدوى بفيروس كورونا مقارنة بغيرهم من العامة".

وقالت منظمة الصحة العالمية إن ثلث حالات الإصابة بفيروس كورونا التي تم علاجها في مستشفيات مدينة جدة السعودية كانوا من بين العاملين في القطاع الصحي. وطبقا لما قاله ممرضون وأطباء وشركات توظيف فإن قليلا من العاملين في قطاع الرعاية الصحية سواء الموجودين في السعودية حاليا أو الذين يخططون للسفر إلى المملكة يعيدون التفكير بشأن العمل هناك على الرغم من كل هذه المخاطر.

وتتوجه ميشيل تاترو (28 عاما) إلى السعودية حيث ستعمل ممرضة في قسم جراحة القلب المفتوح. وقالت تاترو التي عملت في مستشفيات بالولايات المتحدة إن عائلتها أرسلت لها مقالات عن مرض كورونا ولكنها رغم ذلك لا تشعر بالقلق. وقالت "كنت مسرورة جدا لحصولي على هذا العمل. السفر هو شغفي الأول". وحتى الآن لم تعبر الهيئات الصحية الدولية علنا عن قلقها من سفر العاملين في مجال الرعاية الصحية الأجانب من السعودية وإليها.

وقال الخبير في الأمراض المعدية الدكتور مايكل أوسترهولم من جامعة مينيسوتا الأمريكية "لا يوجد الكثير الذي يمكن أن تفعله الهيئات الصحية العامة أو موظفو الحدود. بالطبع يمكنهم أن يسألوا الناس "هل عملتم في أي مرفق صحي في السعودية؟". لكن إذا كان الجواب بنعم ماذا ستكون الخطوة التالية؟".

وأضاف أوسترهولم إن العمال في قطاع الرعاية الصحية هم الأقدر على فهم مخاطر فيروس كورونا وأنه "يجب تزايد الوعي بينهم عن الأعراض المحتملة لفيروس كورونا." ولم تصدر أي إجابة من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أو وزارة الأمن الداخلي على تساؤلات عما إذا كانوا يبحثون متابعة العاملين في المجال الصحي العائدين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول سليمان عربي المدير العام لشركة إس إيه انترنشونال للتوظيف في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، إن عدد العاملين الأجانب في السعودية ارتفع خلال السنوات القليلة الماضية موضحا أن الآلاف يعملون في الوقت الحالي هناك. ووفقا لتقديرات شركات التوظيف والأشخاص الذين يعملون في مستشفيات بالسعودية فإن حوالي 15 في المئة من الأطباء العاملين في المملكة العربية السعودية هم أمريكيون أو أوروبيون وإن نحو 40 في المئة من الممرضات من الفلبين أو ماليزيا.

ويتم توظيف أغلبية الطواقم الطبية المدربة في الولايات المتحدة الأمريكية وفق عقود تتراوح مدتها بين عام أو عامين الأمر الذي يؤدي إلى عملية تنقل واسعة مع تناوب العاملين على الدخول والخروج من المنشآت الصحية السعودية. وتبني الحكومة السعودية مئات المستشفيات وتمنح الشركات الخاصة قروضا بلا فوائد للمساعدة في بناء منشآت جديدة. وإرتفع معدل إنفاقها على قطاع الرعاية الصحة إلى 27 مليار دولار العام الماضي من 8 مليار دولار في عام 2008.

وتتولى الشركة التي يديرها عربي ملء الوظائف الشاغرة في حوالي 24 منشأة صحية في السعودية بأخصائيين في أمراض الجهاز التنفسي وكبير للممرضين ورئيس لقسم العلاج الطبيعي وعشرات الوظائف الأخرى. وتقول شركات التوظيف إن الأطباء في التخصصات التي يشتد الطلب عليها مثل أمراض القلب والأورام قد يحصلون على حوالي مليون دولار مقابل عقد مدته عامين.

وأضافت أن أجور الممرضين تعتمد على بلد منشأهم إذ يتقاضى القادمون من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا حوالي ستين ألف دولار في العام في حين يتقاضى القادمون من الفلبين حوالي 12 ألفا. ويتوافر هذا إلى جانب رحلات العودة بالمجان إلى بلادهم والمسكن وعطلة مدفوعة الأجر مدتها عشرة اسابيع كل عام. وبالنسبة للأمريكيين فإن إعفاء أي دخل يقل عن 100 ألف دولار في الخارج من الضريبة يزيد من الرغبة في الحصول على وظائف في السعودية.

وقالت ممرضة فلبينية طلبت عدم الكشف عن اسمها كي لا تتضرر فرص عملها المستقبلي إنها "مستعدة للذهاب إلى السعودية لأنني لا أحصل على أجر كاف هنا." وتعمل هذه الممرضة في مستشفى خاص في مانيلا ولا تتقاضى سوى 800 بيزو أي ما يعادل 18 دولارا في اليوم. وأضاف "أعرف حجم المخاطر في الخارج لكنني أفضل أن أخوضها بدلا من البقاء هنا. لست قلقة من فيروس كورونا وأعرف كيف أهتم بنفسي وتلقيت التدريب المناسب".

ولم يعبر أي من المرشحين المحتملين للوظائف في السعودية في شركة عربي "عن أي قلق" بخصوص فيروس كورونا. في حين أن واحدا من بين مئات المتخصصين الذين وظفتهم شركة هيلين زيجلر وشركاوها لتأمين الأطقم الطبية والتي تتخذ من مدينة تورونتو الكندية مقرا لها قرر العودة إلى الولايات المتحدة بسبب كورونا وقررت واحدة عدم قبول وظيفة عرضت عليها في جدة.

وقال مدير إدارة التوظيف في الخارج في الفيليبين هانز ليو كاكداك إن وكالات التوظيف في مانيلا إستمرت في إرسال الممرضات إلى السعودية منذ ظهور فيروس كورنا. وقالت وزيرة العمل والتوظيف روزاليندا بالدوز إن الحكومة تنصح بفحص العاملين العائدين إلى البلاد لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بالفيروس. ويشعر العاملون الأجانب في قطاع الرعاية الصحية في السعودية بالثقة في أن السلطات المحلية تتخذ الخطوات الضرورية لمحاربة تفشي فيروس كورونا في المستشفيات. بحسب رويترز.

وقال الدكتور طاهر كاجالوالا وهو طبيب أطفال من مومباي في الهند ويعمل في مستشفى المويه العامة التي تقع في بلدة تبعد حوالي 120 ميلا عن مدينة الطائف في غرب السعودية "اليوم فقط جاؤوا ووضعوا ملصقات عملاقة في مستشفانا عن فيروس كورونا". وأضاف "لم أسمع عن أو أرى أي موظفين في مجال الرعاية الصحية ينوون ترك عملهم أو العودة إلى بلادهم بسبب ذعرهم من فيروس كورونا. لو كان يحدث هذا لكان الحديث انتشر على الفور".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 24/آيار/2014 - 23/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م