التلوث البيئي.. أخطر كارثة من صنع الانسان على اشكال الحياة

 

شبكة النبأ: يعد تلوث الهواء أحد أكثر المشاكل خطورة على أشكال الحياة كافة في كوكبنا الأخضر، بسبب اتساع النشاط البشري "التكنولوجي والصناعي" الذي شكل مركز أساسي ومستودع كبير للكثير من النفايات الصناعية والمواد الكيماوية المختلفة، استنزفت البيئة الطبيعية وتسببت بإحداث تغييرات مناخية خطيرة.

وعرف ملوث الهواء بأنه أي مادة في الهواء يمكن أن تسبب الضرر للإنسان والبيئة. ومن الممكن أن تكون هذه الملوثات في شكل جزيئات صلبة أو قطرات سائلة أو غازات. هذا، بالإضافة إلى أنها قد تكون طبيعية أو ناتجة عن نشاط الإنسان ويمكن تصنيف الملوثات إلى ملوثات أولية وملوثات ثانوية. وعادة، ما تكون الملوثات الأولية هي المواد التي تصدر بشكل مباشر من إحدى العمليات، مثل الرماد المتناثر من ثورة أحد البراكين أو غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من عوادم السيارات أو ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مداخن المصانع.

أما الملوثات الثانوية فهي التي لا تنبعث في الهواء بشكل مباشر، وإنما تتكون هذه الملوثات في الهواء عندما تنشط الملوثات الأولية أو تتفاعل مع بعضها البعض. ومن الأمثلة المهمة على الملوثات الثانوية اقتراب الأوزون من سطح الأرض والذي يمثل أحد الملوثات الثانوية العديدة التي تكون الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي. ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أيضًا أن بعض الملوثات قد تكون أولية وثانوية في الوقت نفسه، أي أنها تنبعث في الهواء بشكل مباشر وتكون ناتجة أيضًا عن بعض الملوثات الأولية الأخرى.

لذا يوصي بعض الخبراء في هذا الشأن القيام بما يلي:

- زيادة الوعي الذاتي لدى الشخص بمخاطر التلوّث.

- وقف تراخيص مزاولة النشاط الصناعي الذي يدمر البيئة.

- تهجير الصناعات الملوثة للبيئة بعيداً عن أماكن وجود السكان.

- تطور أساليب مكافحة تلوث الهواء.

- تطوير وسائل التخلص من القمامة والنفايات، وخاصة الحدّ من عمليات حرق النفايات في الهواء الطلق.

- القيام بعمليات التشجير على نطاق واسع للتخلص من ملوثات الهواء وامتصاصها.

وبحسب بعض التقارير السابقة التي كشفت عنها منظمة الصحة العالمية فقد تم تسجيل 7 ملايين حالة وفاة في عام 2012 بسبب تلوث الهواء( الخارجي والداخلي) أي ما يعادل 1 من كل 8 وفيات في العالم، وكشفت هذه البيانات على وجود علاقة وثيقة بين تلوث الهواء والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى السرطان، بالإضافة الى دور التلوث في تطوير أمراض الجهاز التنفسي بما فيها أمراض الانسداد الرئوي المزمن.

حيث وصل عدد الوفيات بسبب تلوث الهواء الخارجي في عام 2012 الى 3.7 مليون شخصا حسب معطيات منظمة الصحة العالمية. من جهة اخرى أشارت منظمة الصحة العالمية الى وفاة ما يقارب 4.3 مليون شخصا نتيجة تعرضهم لتلوث الهواء الداخلي، حيث يعد الطبخ على الفحم والحطب والتدفئة المنزلية المتعلقة بهم، من أسباب تلوث الهواء الداخلي.

وعادة تدفع النساء والأطفال ثمن هذا التلوث نظرا لتواجدهم اغلب الوقت في هذه الأماكن المغلقة. هذا بالإضافة الى الأضرار والخسائر الاقتصادية الكبيرة ، ولتخفيف حده هذا الخطر المتفاقم فقد اتبعت بعض الدول ومنها الصين التي تشكو ارتفاع نسبة التلوث، خطط وقائية وقوانين خاصة لمعالجة تلوث الهواء والحد من استخدام الملوثات الشديدة.

تلوث الهواء والعواصف

وفي هذا الشأن يحدث تلوث الهواء آثارا بعيدة المدى على الأنماط المناخية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حسبما أشارت دراسة جديدة. وخلص الباحثون إلى أن الملوثات تزيد من شدة العواصف فوق المحيط الهادي، مما يؤثر على الأنماط المناخية في مناطق أخرى من العالم. وتم نشر الدراسة في دورية "نتائج الأكاديمية الوطنية للعلوم".

وقال يوان وانج من مختبر الدفع النفاث في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وهو المعد الرئيسي للدراسة، "الآثار دراماتيكية للغاية. يؤدي التلوث إلى سحب اكثر كثافة وطولا وإلى أمطار أغزر".

ويوجد في بعض المناطق في آسيا بعض أعلى معدلات التلوث في العالم. وكثيرا ما يصل التلوث في العاصمة الصينية بكين معدلات خطيرة، بينما ترتفع الانبعاثات في العاصمة الهندية دلهي بصورة منتظمة الى معدلات اعلى من التي تنصح بها منظمة الصحة العالمية.

ولهذا الامر تأثير بالغ على صحة المقيمين في هذه المناطق، ولكن توجد أدلة متزايدة على وجود مؤثرات أخرى من مناطق أخرى. ولتحليل هذه التأثير، استخدم باحثون من الولايات المتحدة والصين نماذج بالكمبيوتر لبحث تأثير التلوث في آسيا على أنظمة المناخ. وقال الفريق إن جسيمات دقيقة مسببة للتلوث قذفت صوب شمال المحيط الهادي حيث تفاعلت مع قطرات المياه في الهواء.

وقال العلماء إن ذلك أدى إلى تكاثف الغيوم، مما أدى إلى عواصف أكثر شدة فوق المحيط. وقال الدكتور يوان وانغ "نظرا لأن مسار العواصف على المحيط الهادي عنصر هام في المناخ العالمي، فإن تأثير التلوث في آسيا على مسار العواصف يؤثر على الانماط المناخية في مناطق أخرى من العالم في فصل الشتاء، خاصة في مناطق التيار السفلي مثل أمريكا الشمالية.

أراضي الصين الزراعية

الى جانب ذلك أظهرت دراسة للتربة في الصين، بأن نحو خمس أراضي البلاد تعرضت للتلوث، وأن هناك نحو مليون كيلو متر مربع من الأراضي الزراعية، تحتاج إلى نحو تريليون دولار لإصلاحها. وذكرت وكالة أنباء الصين الرسمية، أن أحدث استطلاع استمر لمدة 8 أعوام، أظهر أن 19.4% من الأراضي الصينية الزراعية تعرضت للتلوث ما يشكل "تهديداً كبيراً للأمن الغذائي الصيني. وبذلك ستصل نفقات إصلاح هذه الأراضي الملوثة إلى 6 تريليونات يوان، أي نحو تريليون دولار أمريكي على الأقل" بحسب الوكالة.

وحسب التقرير الذي صدر فإن 19.4% من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية الصينية تعرضت للتلوث مقابل 10% لتربة الغابات و10.4% لتربة المروج. وبدأت الصين في استطلاع ظروف تربتها منذ العام 2005، وأنهت هذه المهمة التي تعد الأول من نوعها بالبلاد في نهاية 2013. وجرى هذا الاستطلاع على مساحة 6.3 مليون كيلومتر مربع من أراضى البر الصيني باستثناء هونغ كونغ وماكاو وتايوان. وذلك يعني أن ما يزيد عن مليون كيلومتر مربع من التربة الصينية تعرضت للتلوث.

وأظهرت نتيجة الاستطلاع أن تربة المناطق الجنوبية في الصين تعاني من تلوث أكبر مقارنة بالمناطق الشمالية، واتسع نطاق التلوث الناتج عن الكدميوم، وهو أحد أنواع المعادن الثقيلة، على نحو شامل في البلاد. ويلاحظ أن المناطق المنتجة الرئيسية للحبوب تعرضت أيضا لتلوث التربة، ما يثيرا قلقا كبيرا على الصعيد الوطني، "حيث تجاوزت نسبة المعادن الثقيلة في الحبوب المزروعة في هذه المناطق المستوى المعقول." بحسب ما نقلت الوكالة عن التقرير الرسمي. بحسب CNN.

وفي هذا الصدد، قال خبراء "إن تلوث التربة سيؤثر سلباً في إنتاج المنتجات الزراعية وجودتها"، ويخلف أضراراً خطيرةً على صحة الإنسان. وتنشغل الصين حالياً من أجل التعامل مع هذا الوضع الخطير، في تحضير برنامج خاص لمعالجة تلوث التربة، فضلا عن الإسراع في سن قانون لحماية التربة.

غرامات مالية

على صعيد متصل فرضت السلطات في العاصمة الصينية غرامات مالية على 652 منشأة صناعية انتهكت الضوابط البيئية في الأشهر الأربعة الأولى من العام وذلك في إطار تكثيف جهودها لمكافحة التلوث. وخضعت جودة الهواء في بكين إلى التدقيق الشديد منذ يناير كانون الثاني العام الماضي عندما خيم ستار كثيف من الضباب والدخان فوق المدينة وأزعج سكانها.

ووعد رئيس الوزراء لي كه تشيانغ يانج "بحرب على التلوث" في إطار سعي الدولة لاحتواء غضب المواطنين بسبب حالات الوفاة المبكرة مع العمل على خفض الاعتماد الزائد للاقتصاد على الصناعات كثيفة الطاقة. وقال مكتب حماية البيئة في بكين لوسائل الإعلام الحكومية إنه سلم إخطارات بغرامات مالية مجموعها 14.5 مليون يوان (2.3 مليون دولار) خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام.

وقال زونج تشونج لي المسؤول عن إدارة المراقبة بالمكتب "قيمة (الغرامات) مثلي مستواها في الفترة ذاتها من العام الماضي." وقدمت الصين مجموعة من السياسات والخطط لحل المشكلات البيئية لكنها عانت طويلا في تطبيقها مع الصناعات التي تخلف تلوثا كبيرا والحكومات المحلية المتطلعة للنمو.

وفي مارس آذار تولت بكين لأول مرة مسؤولية الإشراف على مستويات التلوث. وتستطيع المدينة فرض غرامات مالية تصل إلى 500 ألف يوان وفرض غرامات يومية إضافية على المخالفين الذين لا يلتزمون بمواعيد السداد. وثلاثة أرباع الغرامات التي فرضت كانت بسبب تلويث الهواء. وكانت أكبر غرامة من نصيب شركة بكين يويا هيتنج وقيمتها 200 ألف يوان بسبب التلاعب في بيانات الانبعاثات من أحد المراجل التي تعمل بالفحم.

من جانب اخر أمرت الصين بنقل أكثر من 50 شركة من العاصمة بكين هذا العام في مسعى لخفض التلوث لكن هذا الإجراء قد يثير اعتراضات مناطق محيطة بالعاصمة وترفض استقبال مصادر تلوث بكين. لكن يرجح خبراء أن تضع الجهود التي تبذلها الحكومة لخفض استهلاك الفحم وتقليص الأنشطة الصناعية في المدن الكبرى مثل بكين ضغوطا على مناطق أخرى عليها تحمل المزيد من التلوث للحفاظ على نمو الاقتصاد. وتوقع الخبراء أن يرتفع المعدل الإجمالي لاستهلاك الفحم بواقع الربع خلال الفترة من 2011 وحتى 2015.

وقال يانغ فوكيانغ الباحث السابق في الحكومة ومستشار الطاقة والبيئة في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية وهو مركز أبحاث مقره امريكا "نقل مصانع بكين الى خبي ليس الحل الأمثل." ومضى قائلا "عليهم الانتقال أبعد الى غرب أو وسط الصين حيث الحاجة الى تطوير الصناعة والمشاكل الاقتصادية الأكثر إلحاحا."

وتوضح السلطات في بكين أنها أمرت بنقل 53 مشروعا لإنتاج الصلب والمعدات الثقيلة والمواد الكيمياوية على أن تدفع لها تعويضات بقيمة 90.5 مليون يوان (14.55 مليون دولار). وكانت صحيفة الشعب اليومية ذكرت في وقت سابق نقلا عن رئيس اللجنة الاقتصادية ببكين أن عدد المصانع المغلقة قد يصل في نهاية العام الى 500. وذكرت وسائل اعلام حكومية أن بكين تعتزم نقل بعض المنشات الحكومية الى اقليم خبي. بحسب رويترز.

من جانب آخر قالت وسائل الإعلام المحلية ان سلطات العاصمة الصينية بكين القلقة من مستويات التلوث في الجو ستلاحق أكشاك الشواء التي ينبعث منها الدخان في خطوة ستضر بأكشاك بيع الكباب التي تلقى رواجا كبيرا. وقالت تشاينا نيوز سيرفيس المملوكة للدولة في موقعها على الانترنت ان الاحكام الجديدة تسري أيضا على المحال التي تقدم أطباق الاسماك الباردة وان الهدف منها هو الحفاظ على سلامة الغذاء.

وجاء في التقرير ان كل الاطباق الشعبية سواء كانت أطباق الشواء من اللحوم والدجاج أو أطباق الخضر الباردة يجب الا تطهي أو تعد في الهواء الطلق. وأدت سنوات من النمو الاقتصادي غير المنضبط الى مشاكل بيئية في الصين والتلوث هو سبب رئيسي لاستياء الرأي العام. وقالت حكومة بكين انها تعطي أولوية لمعالجة أسباب التلوث.

مدافعون عن البيئة

في السياق ذاته أظهر تقرير أن حوالي 64 بالمئة من الصينيين يعتبرون أنفسهم محافظين على البيئة وهي نسبة تزيد على ضعف مثيلتها في أوروبا والولايات المتحدة. وقال التقرير الذي أعدته وكالة (موتيف-اكشن) الهولندية للأبحاث ونشر إنه في الصين -التي زاد فيها الغضب الشعبي من المستويات الخطيرة للتلوث- يشعر المدافعون عن البيئة بضرورة التحرك بسرعة لمعالجة المشكلة مقارنة بنظرائهم في البلدان الغربية التي أثرت بها الأزمة المالية سلبا على الاهتمام بالبيئة.

ووجدت (موتيف-اكشن) التي استطلعت آراء أكثر من 48 ألف شخص عبر الانترنت إن المدافعين عن البيئة في الصين يميلون إلى أن يكونوا محافظين اجتماعيا متمسكين بالقيم الأسرية بالإضافة الى جماعات مؤيدة لقطاع الأعمال تؤمن بدور التكنولوجيا في حل المشاكل. وقال التقرير إنه في المقابل تحول الأمر في الولايات المتحدة وأوروبا الى حركة "بيئية عالمية" وهي حركة ساندتها الجماعات الليبرالية والقطاعات الحاصلة على تعليم عال والنشطة سياسيا. بحسب رويترز.

وذكر التقرير أن الشركات العالمية بحاجة لفهم المحافظين على البيئة في الصين ومعرفة كيفية شحذ امكاناتهم. والصين -التي ينحى عليها باللائمة في ثلث الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري العالمي- أكبر مستثمر في التكنولوجيا النظيفة التي قال التقرير إنها ستمنح بكين ميزة تنافسية في المستقبل. وتعهدت الصين بانفاق 1.65 مليار دولار لمحاربة تلوث الهواء و330 مليار دولار لسد نقص المياه.

أسوأ مدن العالم

من جانبها رفضت الهند نتائج دراسة لمنظمة الصحة العالمية خلصت إلى أن عاصمتها نيودلهي أسوأ مدن العالم من حيث تلوث الهواء وقال علماء مقربون من الحكومة الهندية إن المنظمة بالغت في تقدير معدلات التلوث في المدينة. وكانت دراسة شملت 1600 مدينة وذكرت أن تلوث الهواء تفاقم منذ أن أظهر مسح أصغر في 2011 أن سكان العاصمة الهندية أكثر عرضة للإصابة بالسرطان والجلطات وأمراض القلب.

وذكرت الدراسة التي أجرتها المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن هواء نيودلهي هو الأكثر تلوثا بمتوسط سنوي يصل إلى 153 ميكروجرام من الجسيمات الصغيرة في المتر المكعب. وقال ايه.بي اكولكار من المجلس المركزي لمكافحة التلوث في الهند "دلهي ليست الأكثر تلوثا.. بكل تأكيد هي ليست خطيرة إلى الحد الذي عرضته (الدراسة)." ورحبت جماعة معنية بالدفاع عن الصحة بدراسة منظمة الصحة العالمية وقالت إنها يجب أن تحث الحكومة الهندية على تشديد المعايير الخاصة بالانبعاثات الناجمة عن احتراق الوقود. وزيادة حركة المرور على الطرق بالمدينة من العوامل الرئيسية لتلوث الهواء. بحسب رويترز.

وقالت المنظمة إن هناك 13 مدينة هندية بين المدن العشرين الأكثر تلوثا في العالم تتقدمها نيودلهي وباتنا وجواليور ورايبور. وجاءت العاصمة الصينية بكين -التي اكتسبت سمعة سيئة لارتفاع معدلات الضباب والدخان بها- في المركز 77 من بين المدن الأكثر تلوثا حيث بلغت النسبة 56 ميكروجرام من الجسيمات الصغيرة في المتر المكعب وهو أعلى قليلا من ثلث نسبته في نيودلهي. وكانت المنظمة قالت الشهر الماضي إن تلوث الهواء أودى بحياة نحو سبعة ملايين شخص عام 2012 مما يجعله أكبر خطر بيئي على الصحة في العالم.

زبل الأبقار

في السياق ذاته اظهرت نتائج دراسة حديثة ان زبل الابقار الذي يستخدم غالبا كنوع من الاسمدة في الولايات المتحدة، يحتوي على عدد كبير من الجينات الجرثومية الجديدة المقاومة للمضادات الحيوية المتأتية من امعاء هذه الحيوانات المجترة، ما يمثل خطرا محتملا على البشر. وتطرح هذه الدراسة احتمال ان تنتقل هذه الجينات الجديدة الى الجراثيم الموجودة على الارض التي تزرع فيها المحاصيل خصوصا الخضار منها، بحسب معدي هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "ام بيو" الالكترونية الصادرة عن الجمعية الاميركية لعلم الاحياء الدقيقة.

وتم تحديد الاف الجينات المقاومة للمضادات الحيوية الا ان الاكثرية الساحقة موجودة في الجراثيم غير المؤذية. وتكمن الخشية الاكبر في ان تظهر هذه الجينات على العوامل المسببة للامراض المسؤولة عن التسمم الغذائي او عدوى المستشفيات. واوضحت فابيين ويتشمان الباحثة في جامعة ييل بولاية كونكتيكت شمال شرق الولايات المتحدة والمشاركة في اعداد هذه الدراسة انه "بقدر ما يوجد رابط بين الجينات المقاومة للمضادات الحيوية، الجراثيم الموجودة في البيئة والجراثيم الموجودة في المستشفيات، سعينا الى معرفة انواع مسببات الامراض الموجودة في الطبيعة من خلال الزبل المستخدم كسماد".

ولهذه الغاية، قام هؤلاء الباحثون بالتتبع والترتيب التسلسلي للجينات الموجودة في خمس عينات لزبل ابقار حلوب. وحددوا 80 جينة فريدة مقاومة للمضادات الحيوية. وبعض هذه الجينات نفسها كانت موجودة في ذرية مختبر من جرثومة "الإشريكية القولونية" (اشيريشيا كوليا) المسؤولة عن حالات تسمم غذائي والتهاب في البول، وكانت في هذه الحالة مقاومة لاحد الانواع الاربعة من المضادات الحيوية: الببتا لاكتامين مثل البنسلين، الأمينوغليكوزيد، التتراسيكلين والكلورامفينيكول.

واظهرت النتائج ان حوالى 75% من اصل الجينات الـ80 المقاومة للمضادات الحيوية كانت لها صلة بعيدة مع احد الجينات المقاومة المعروفة سابقا. كما ان معدي الدراسة حددوا عائلة جديدة كاملة من الجينات التي توفر مقاومة للمضادات الحيوية من نوع الكلورامفينيكول المستخدمة في معالجة الالتهاب التنفسية لدى المواشي.

واشارت جو هاندسلمان الاستاذة في علم الأحياء الجزيئي في معهد هاورد هيوز والمشرفة على هذه الدراسة الى ان "هذه الجينات مختلفة لناحية تطورها بالمقارنة مع تلك المعروفة سابقا والتي تحوي بجزء كبير جينات مقاومة لمضادات الميكروبات الموجودة في المستشفيات".

وقالت "هذا الامر قد يكون خبرا سارا بمعنى ان الجينات التي توفر مقاومة ضد المضادات الحيوية المتأتية من الجراثيم الموجودة في امعاء البقرة لا تشكل حتى اللحظة خطرا على البشر". لكن الاختصاصية في علم الاحياء اشارت الى ان الاحتمال الاخر سيكون ان "الجينات الجديدة المقاومة التي وجدت في زبل البقرة" ستصل يوما ما الى البشر.

واظهرت دراسات ان بعض الجراثيم تنقل مباشرة عن طريق الاتصال بالحيوانات في المزرعة الى البشر الذين يهتمون بها. ويحصل انتقال الجينات بين الكائنات الحية الدقيقة التي لا صلة بينها في اكثرية البيئات التي يوجد فيها جراثيم. واوضح الباحثون ان بعض الجراثيم في زبل البقر يمكن ان تكون مسببة للامراض بالنسبة للبشر، واذا ما اصبحت مقاومة للمضادات الحيوية فإن ذلك قد يطرح مشكلة صحية خطيرة. وذكر هؤلاء بأن 70% من المضادات الحيوية في الولايات المتحدة موجهة لرؤوس المواشي. بحسب رويترز.

وبعد عقود من التراخي، كشفت الولايات المتحدة نهاية 2013 عن خطة عمل للاستغناء عن استخدام بعض المضادات الحيوية في تربية المواشي حيث يتم استخدامها خصوصا لتحفيز انتاج اللحوم خشية تنامي المقاومة الجرثومية لهذه الادوية. ويصاب مليونا شخص سنويا بمرض مقاوم للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة ويموت 23 الفا منهم، بحسب السلطات الصحية.

بكتيريا ماصة للغازات

الى جانب ذلك قال تقرير علمي إن نوعا من البكتيريا يمتص الغازات الطبيعية يمكن ان يصبح خط دفاع ضد عمليات تسرب النفط او انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وعزلت الدراسة نوعا من الميكروب قادرا على البقاء وسط غاز البروبان وغاز الميثان وهو من الغازات القوية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري المعروفة ايضا بالبيوت الزجاجية. وقالت جامعة ايست انجليا البريطانية عن تقرير نشره عالمان من الجامعة في دورية نيتشر ان هذه البكتيريا باستهلاكها لغازي البروبان والميثان تمنعهما من الوصول الى الغلاف الجوي.

وقال التقرير ان هذا يعني ان الميكروبات "يمكنها ان تحتوي اثار انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الجو سواء كان ذلك من تسرب الغازات الطبيعية الى البيئة او كانت ناجمة عن انشطة الانسان مثل التسربات النفطية او استخراج الغازات من التربة." وتقوت هذا النوع من البكتيريا على الغازات قد يعني وجود حليف ميكروبي يمتص التلوث والغازات المسببة للاحتباس الحراري الذي تقول لجنة من علماء الامم المتحدة انها السبب الرئيسي في ظاهرة الاحتباس الحراري منذ عام 1950. بحسب رويترز.

وقالت الدراسة ان هذا النوع من البكتيريا رصد لأول مرة في شمال أوروبا وأيضا عقب البقعة النفطية التي تسببت فيها بريتيش بتروليوم في خليج المكسيك عام 2010 والتي كانت من أسوأ الكوارث البحرية قبالة سواحل الولايات المتحدة. وأدى الانفجار الذي وقع في المنصة البحرية دييبووتر هورايزون الى مقتل 11 عاملا وانتشار بقعة من النفط والغاز في خليج المكسيك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 12/آيار/2014 - 11/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م