حروب البحار.. تمهد لعودة صراعات قديمة

 

شبكة النبأ: الخلافات المتواصلة والنزعات المستمرة بين العديد من دول العالم، حول الأحقية في السيادة على بعض البحار والجزر ولأسباب اقتصادية وسياسية، منها بحر الصين الذي اصبح اليوم مصدر قلق للكثير بسبب اتساع رقعة الخلافات والمشاكل، التي قد تكون سببا في اندلاع حرب كارثية يصعب التكهن بنتائجها، خصوصا بعد دخول اطراف ودول اخرى في هذا النزاع من خلال بناء تحالفات واقامة مواقع ومناورات عسكرية، وهو ما قد يسهم بتأجيج التوتر في هذه المنطقة التي تشهد اليوم توتر كبير بسبب العمليات الاستفزازية متبادلة التي تقوم بها اطراف النزاع كما يقول بعض المراقبين.

إذ يرى هؤلاء المراقبين ان تسوية هذا الخلاف ربما تكون قضية مستبعدة بسبب غياب التفاهم والاتفاق، هذا بالإضافة الى اتساع حدة المنافسة بين الصين والولايات المتحدة التي تسعى ومن خلال استغلال هذه الخلافات الى توسيع نفوذها في المنطقة وتحقيق مصالحها الخاصة.

بينما يتكهن بعض المحللين أن تصاعد التوترات الدبلوماسية والسياسية بين الصين واليابان مع حليف الأخير -أمريكا- بسبب النزاع على جزر الواقعة في بحر الصين الشرقي، قد تؤجج صراعا نشطنا في معظم الدول الإقليمية الأخرى، حيث باتت الخلافات بينها خطرا محتدما ربما يهدد استقرار القارة الصفراء برمتها.

في حين يرى الكثير من المحللين المتخصصين في القضايا الإستراتجية انه نتيجة لتزايد الحركة والعداوات السياسية يها بشكل كبير جدا خلال الآونة الأخيرة، وسط خلافات كثيرة بين القوى السياسية الإقليمية والدولية، وهذا الامر يشير الى أن تكون هناك صفقات سياسية بين الدول الكبرى المتصارعة والمهتمة بالهيمنة على بلدان الشرق اسيا، بهدف إعادة ترتيب الأوضاع بالمجال السياسي في بلدان تلك المنطقة، مما ينذر ببواعث خطر نشوب حرب مفترضة بين الأطراف المتخاصمة.

وعليه تضفي المعطيات آنفة الذكر مؤشرات قوية لحروب إستراتيجية بين البلدان هذه المنطقة، مما قد يخلق توترا أمنيا خطيرا يمهد لصراعات إستراتيجية عالمية في المستقبل القريب.

صدامات متجددة

وفيما يخص اخر التطورات في هذا الشأن فقد قالت فيتنام إن سفنا صينية اصطدمت عمدا بسفينتين تابعتين لها في جزء من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه نشرت فيه بكين منصة نفط عملاقة وهو ما زاد من حدة التوتر في المنطقة. وقالت وزارة الخارجية في هانوي إن الصدامات وقع وتسببت في أضرار بالغة بالسفينتين الفيتناميتين.

وأضافت أن ستة أشخاص لحقت بهم إصابات طفيفة. وقال تران دوي هاي المسؤول بوزارة الخارجية الفيتنامية ونائب رئيس لجنة الحدود الوطنية " اصطدمت سفن صينية عمدا بسفينتين فيتناميتين تابعتين لحرس البحار." وقال في مؤتمر صحفي في هانوي "سعت السفن الصينية بدعم جوي الى ترهيب السفن الفيتنامية. واستخدمت مدافع مياه." وقال مسؤولون آخرون إن ست سفن أخرى تضررت أيضا ولكن ليس بدرجة كبيرة.

وقال مسؤولون فيتناميون إن عشرات من سفن البحرية وخفر السواحل من البلدين موجودة في المنطقة التي نشرت فيها الصين منصة النفط العملاقة. وقال مسؤول بالبحرية الفيتنامية طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مسموح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام "لم تطلق أي أعيرة نارية بعد." وأضاف "لن تطلق فيتنام النار إلا إذا بادرت الصين بذلك." ويأتي التوتر بين الدولتين الشيوعيتين في الوقت الذي تحاولان فيه تجاوز النزاعات الحدودية وذكريات حرب حدودية قصيرة عام 1979.

وعادة ما تتوخى فيتنام الحذر بخصوص التصريحات العلنية ضد الصين. وتجاوز التبادل التجاري بين البلدين 50 مليار دولار في العام 2013. لكن هانوي أدانت بقوة عملية التنقيب فيما تقول إنها مياهها الإقليمية في بحر الصين الجنوبي وطلبت من شركة النفط الصينية سينوك التي تديرها الدولة إزالتها. وانتقدت الولايات المتحدة أيضا الخطوة الصينية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي في واشنطن إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية من السلوك الخطير والترهيب الذي تقوم به سفن في المنطقة المتنازع عليها". وكررت ساكي موقف الولايات المتحدة بأن نشر الصين للمنصة النفطية هو سلوك "استفزازي وغير مفيد" للأمن في المنطقة. وأضافت في تصريحات صحفية "ندعو كل الأطراف إلى انتهاج سلوك آمن ومناسب والتحلي بضبط النفس ومعالجة المطالب المتعارضة المتعلقة بالسيادة بسلام ودبلوماسية ووفقا للقانون الدولي."

ولم ترد الصين بعد على اتهام فيتنام المتعلق بالتصادم لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ قالت في وقت سابق إن نشر المنصة النفطية لا علاقة له بالولايات المتحدة أو فيتنام. وأضافت "ليس من حق الولايات المتحدة أن تشكو من أنشطة الصين في نطاق سيادتها." وحذرت الصين فيتنام من عرقلة أنشطة شركات صينية تعمل بالقرب من جزر متنازع عليها في جزء آخر من بحر الصين الجنوبي. وتطالب الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بالكامل تقريبا وترفض مطالب مضادة من فيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي.

ويتكرر التوتر في بحر الصين الجنوبي بين الصين والدول التي تتنازع معها خاصة فيتنام والفلبين اللتين تقولان إن الصين تتعدى على سفنهما هناك. وتصاعد التوتر أيضا في جزء آخر من بحر الصين الجنوبي حيث تطالب بكين الفلبين بالإفراج عن سفينة صيد صينية وطاقمها بعد احتجازهم. بحسب رويترز.

وقال قائد القوة البحرية بالشرطة الوطنية الفلبينية نيل فارجاس إن دورية تابعة للشرطة البحرية احتجزت سفينة صيد صينية قبالة منطقة هاف مون. وقال إنه كان على متن السفينة طاقم من 11 فردا وعثرت الشرطة على نحو 350 سلحفاة بحرية في السفينة بعضها كان قد نفق بالفعل مضيفا أنه تم ضبط سفينة فلبينية وطاقمها وعثر فيها على 70 سلحفاة. ويحمي القانون الفلبيني عدة أنواع من السلاحف البحرية. وقالت وزارة الخارجية الصينية إنها طلبت من الفلبين تسليمها سفينة الصيد الصينية وطاقمها. وقالت المتحدثة باسم الوزارة هوا إن على الفلبين أن تكف عن التصرفات الاستفزازية.

اذكاء التوترات

في السياق ذاته ألقت وزارة الخارجية الصينية باللوم على الولايات المتحدة في اذكاء التوترات في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه من خلال تشجيع دول على ممارسة سلوكيات خطيرة بعد تصاعد التوترات بين الصين وكل من الفلبين وفيتنام. ووصفت الولايات المتحدة اقامة الصين للمنصة النفطية بأنه "استفزازي وغير مفيد" للامن في المنطقة وحثت كل الاطراف على ضبط النفس.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ مجددا ان المياه التي تعمل فيها المنصة النفطية حول جزر باراسيل هي اراض صينية وليس من حق أي بلد آخر التدخل. وقالت هوا في الافادة الصحفية اليومية "يتعين الاشارة الى ان السلسلة الاخيرة من التعليقات غير المسؤولة والخاطئة من جانب الولايات المتحدة التي تهمل الحقائق بشأن المياه المعنية هي التي شجعت على ممارسات خطيرة ومستفزة من جانب دول بعينها." بحسب رويترز.

وأضافت "نحث الولايات المتحدة على التصرف على النحو الذي يحافظ على الصورة العامة للسلام والامن الاقليميين وعلى التصرف والتحدث بحرص بشأن القضايا المعنية والكف عن الادلاء بتصريحات غير مسؤولة وعمل المزيد للحفاظ على السلام والامن الاقليميين." وفي وقت سابق أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ الرئيس الامريكي باراك أوباما انه ينبغي للولايات المتحدة أن تتبنى موقفا "نزيها" من بحري الصين الشرقي والجنوبي حيث تخوض الصين سلسلة نزاعات اقليمية.

ونقلت وكالة أنباء شينخوا الصينية الرسمية عن شي قوله "فيما يتعلق بقضايا بحر الصين الشرقي والجنوبي فانه يجب على الجانب الامريكي أن يتبنى موقفا موضوعيا ونزيها يميز بين الصواب والخطأ وان يفعل المزيد للحث على حل مناسب وتحسين الوضع." وحثت الصين مرارا الولايات المتحدة على عدم الانحياز الي احد الاطراف في هذه النزاعات وتراقب في قلق تحركات واشنطن لتعزيز تحالفاتها العسكرية في المنطقة خصوصا مع طوكيو ومانيلا.

وقال شي انه يأمل بأن تعمق الصين والولايات المتحدة تعاونهما العسكري وأن تجريا المزيد من التدريبات المشتركة للمساعدة في "منع اوجه سوء الفهم والحسابات الخاطئة." ونقلت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية عن وزارة الخارجية الصينية قولها ان الزعيمين توصلا لعشر اتفاقات بما في ذلك اتفاق لوضع قواعد للاعمال العسكرية الامنة في المجالين البحري والجوي في المياه الدولية.

قلق امريكي

على صعيد متصل قال مسؤول أمريكي كبير إن الولايات المتحدة لديها مخاوف متزايدة من أن مطالبات الصين البحرية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه محاولة للسيطرة على المحيطات في منطقة آسيا والمحيط الهادي. وفي شهادته أمام الكونجرس قال داني راسل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي إن مطالب الصين الملتبسة في بحر الصين الجنوبي "خلقت حالة عدم اليقين وانعدام للأمن وعدم استقرار" بين جيرانها.

وفي حين تقول الولايات المتحدة انها لا تنحاز لطرف في المنازعات قال راسل إن مصلحة بلاده في أن ترى حل النزاعات البحرية سلميا. وكثفت الولايات المتحدة أيضا وجودها العسكري في المنطقة في اطار "محور" استراتيجي تجاه آسيا. وقال راسل للجنة فرعية لآسيا والمحيط الهادي في مجلس النواب "هناك قلق متزايد من أن هذا النمط السلوكي في بحر الصين الجنوبي يعكس جهودا إضافية للصين لفرض سيطرتها على المنطقة الواردة في نطاق ما يسمى خط التسعة قطاعات على الرغم من اعتراضات جيرانها وعلى الرغم من عدم وجود تفسير أو أساس واضح بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بنطاق المطالبة نفسها."

وأصدرت الصين وابلا من السجلات التاريخية والمعروفة باسم خط القطاعات التسعة لاثبات مزاعمها في المناطق البحرية في بحر الصين الجنوبي. ويشمل الخط حوالي 90 في المئة من 3.5 مليون كيلومتر مربع في بحر الصين الجنوبي على الخرائط الصينية. وتزعم الصين والفلبين وفيتنام وتايوان وماليزيا وبروناي حقها في أجزاء من الممر المائي الذي يوفر 10 في المئة من مصائد الأسماك في العالم ويحمل نصيبا من التجارة البحرية بقيمة خمسة تريليونات دولار.

وانتقدت وسائل الإعلام الرسمية الصينية رئيس الفلبين بنينو أكينو بسبب تصريحات قارنت مطالبات بكين في بحر الصين الجنوبي بمطالب ألمانيا إبان حكم النازي في أراض بتشيكوسلوفاكيا السابقة. وانتقدت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) تصريحات أكينو قائلة إن مطالبات بكين في بحر الصين الجنوبي تستند إلى "أساس تاريخي سليم" وإن بكين تسعى إلى حل القضية من خلال الحوار بدلا من المواجهة.

وقالت شينخوا في تعليق بالانجليزية "هجومه الأخير على الصين الذي يقارن فيه عبثا جارته الشمالية بألمانيا النازية يكشف وجهه الحقيقي كسياسي هاو يجهل التاريخ والواقع." وأضافت "ينضم (أكينو) أيضا إلى صف رئيس الوزراء الياباني الموصوم شينزو ابي الذي أثار جدلا كبيرا بعد مقارنة العلاقات بين اليابان والصين بتلك التي كانت بين المملكة المتحدة وألمانيا قبيل الحرب العالمية الأولى." بحسب رويترز.

لكن متحدثا باسم أكينو تجاهل التعليقات وقال "الدرس لجميع الدول الحرة هو: هناك حاجة لأن يناصر الجميع الحق." وقال مساعد وزير الخارجية الامريكي انه بموجب القانون الدولي يجب أن تستند المطالبات البحرية في بحر الصين الجنوبي إلى طبيعة الأرض. وأضاف انه ينبغي على بكين "توضيح أو تعديل مطالبتها بخط التسعة قطاعات وفقا للقانون الدولي للبحار." ولمواجهة المخاوف الأمريكية قال راسل انه وغيره من كبار المسؤولين الأمريكيين سافروا إلى المنطقة لمناقشة القضية مع الصين.

مناورات حربية

من جانب اخر بدأ آلاف الجنود من الفلبين والولايات المتحدة مناورات حربية سنوية هي الاولى بموجب اتفاق أمني مع الولايات المتحدة يركز على الامن البحري في مواجهة الوجود البحري المتزايد للصين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وتختبر المناورات الجديدة الاستعداد القتالي للحليفين القديمين في هذا الجزء من العالم للرد على أي تهديدات بحرية بما في ذلك القرصنة وعمليات المساعدة الانسانية والتعامل مع الكوارث. وقال أوباما ان هذا الاتفاق دليل على الالتزام الامريكي "الحديدي" بالدفاع عن الفلبين الذي يجيء في اطار "محور" واشنطن الجديد في آسيا.

وللفلبين نزاعات اقليمية مع الصين بشأن بحر الصين الجنوبي الذي يقال انه غني بالثروات النفطية والغاز وتمر عبره تجارة قيمتها نحو خمسة مليارات دولار كل سنة. كما تطالب بجزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي كل من تايوان وفيتنام وماليزيا وبروناي. وقال وزير الخارجية الفلبيني البرت ديل روساريو في مراسم بدء المناورات في قاعدة الجيش الرئيسية في العاصمة مانيلا "التوترات في منطقة اسيا والمحيط الهادي زادت بسبب المطالبات التوسعية والاقليمية المبالغ فيها وعدم الالتزام بسيادة القانون."

وقال "أنماط السلوك العدائي التي تهدف الى تغيير الوضع القائم تهدد السلام والاستقرار في المنطقة. مناورات عام 2014 مع تركيزها على الامن البحري تعزز قدراتنا على التعامل مع هذه التحديات." وعندما سئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ عن المناورات قالت ان جميع الاطراف تحتاج الى العمل "بطريقة بناءة" للمحافظة على السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادي. وقالت "نأمل ان تعمل التدريبات الامريكية الفلبينية في هذا الاتجاه." بحسب رويترز.

وألقت طائرة تابعة للقوات البحرية امدادات من الغذاء والماء لجنود فلبينيين في سفينة نقل جنحت في الجزء الضحل من بحر الصين الجنوبي. وتضرب سفن حرس السواحل الصيني حصارا حول المنطقة. ويشارك نحو 5500 جندي أمريكي وفلبيني في التدريبات التي تستمر اسبوعين في أجزاء مختلفة من جزيرة لوزون الرئيسية. وتشارك في المناورات طائرات أمريكية من طراز إف-18 المقاتلة.

مزيدا من السفن

على صعيد متصل تحركت الولايات المتحدة لتهدئة مخاوف طوكيو الأمنية المتزايدة وأعلنت إرسال المزيد من سفن الدفاع الصاروخي لليابان كما استغلت زيارة رفيعة المستوى يقوم بها وزير دفاعها تشاك هاجل للمنطقة لتحذير الصين من إساءة استخدام "قوتها الكبيرة". وكانت طوكيو قد تابعت بقلق إجراء كوريا الشمالية سلسلة من تجارب اطلاق الصواريخ ومن بينها تجربتان لإطلاق صواريخ متوسطة المدى قادرة على ضرب اليابان.

وعبرت اليابان أيضا عن مخاوفها المتنامية بشأن تعزيز الجيش الصيني وسلوك بكين الصارم في نزاع معها بشأن السيادة على جزر في بحر الصين الشرقي. وأعلن هاجل أن الولايات المتحدة سترسل مدمرتين إضافيتين مزودتين بأنظمة دفاع صاروخي إلى اليابان بحلول عام 2017. وأضاف أن الخطوة تأتي ردا على استفزازات من كوريا الشمالية التي هددت أيضا بإجراء "شكل جديد" من التجارب النووية.

وجاء الإعلان عقب خطوات أخرى اتخذتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لتعزيز التمركز العسكري الأمريكي في اليابان من بينها قرار في أكتوبر تشرين الأول بإرسال جهاز رادار للدفاع الصاروخي لليابان. ويتوقع ان يبدأ تشغيل الرادار هذا العام. وقال هاجل للصحفيين في وزارة الدفاع اليابانية "ستعزز هذه الخطوات كثيرا من قدرتنا على الدفاع عن اليابان والولايات المتحدة من تهديدات الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية." بحسب رويترز.

وقال هاجل "القوى الكبيرة عليها مسؤوليات جمة. والصين قوة كبيرة." وأضاف إنه يريد إجراء محادثات مع الصين بشأن استخدام قوتها العسكرية وتشجيع الشفافية. وفي تصريحات استهدفت قطعا طمأنة اليابان الحليفة التي تعهدت الولايات المتحدة بالدفاع عنها أشار هاجل إلى ضم روسيا لمنطقة القرم كمثال على التصرفات التي لن تكون مقبولة.

وقال هاجل "لا يمكنك أن تعيد رسم الحدود وتنتهك سلامة أراضي وسيادة الدول بالقوة أو الإكراه أو التخويف.. سواء كان هذا في جزر صغيرة بالمحيط الهادي أو في دول كبيرة في أوروبا." وأضاف "شيء آخر سأتحدث بشأنه مع الصينيين وهو احترام جيرانهم. الإكراه والتخويف شيء قاتل جدا لا يؤدي إلا إلى الصراع.

عمليات حرية الملاحة

في السياق ذاته كشف تقرير لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان الجيش نفذ العام الماضي عمليات "حرية الملاحة" في تحد للمزاعم السيادية للصين وايران وعشر دول اخرى مؤكدا حقه في المرور ورفضه لجهود تقييد التحرك البحري. وأظهر تقرير وزارة الدفاع السنوي المقدم للكونجرس عن السنة المالية 2013 وحمل اسم "تقرير حرية الملاحة" ان الجيش الامريكي لم يستهدف فقط دولا مثل ايران التي لا تقيم معها واشنطن علاقات رسمية بل أيضا دولا حليفة مثل الفلبين.

ونفذ الجيش الأمريكي عمليات متعددة استهدفت الصين بسبب ما تعتبره واشنطن مزاعم "مغالى فيها" عن حدودها الملاحية ومحاولاتها لاجبار السفن الأجنبية على الحصول على تصريح قبل ان تعبر مياهها الاقليمية. اما العمليات التي استهدفت ايران فكان القصد منها تحدي محاولاتها لتقييد الدخول الى مضيق هرمز وقصره على سفن الدول التي وقعت معاهدة الامم المتحدة لقانون البحار وهي معاهدة لم تصدق عليها الولايات المتحدة رسميا. بحسب رويترز.

وغطى التقرير الانشطة في السنة المالية 2013 التي انتهت في 30 سبتمبر ايلول اي قبل نشوب أحدث توتر بعد المواجهة بين سفن حربية أمريكية وصينية في بحر الصين الجنوبي واعلان بكين منطقة دفاع جوي فوق بحر الصين الشرقي وهو ما رفضته واشنطن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 12/آيار/2014 - 11/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م