اعاجيب عالم الطيور... نادرة وذكية ومفترسة احيانا

 

 شبكة النبأ: على الرغم من الدراسات والبحوث الكثيرة التي خضعت لها العديد من أصناف الطيور، لا يزال هذا العالم الغريب والعجيب يحمل الكثير من الأسرار والخفايا والمهارات السرية والآيات العجيبة، التي وصفها القرآن والكريم والرسول العظيم وأهل بيته (ع) بصفات كثيرة ومتعددة حيث قال الإمام علي (ع) في (نهج البلاغة) في بيان عجائب خلق الله ومنها الطيور: ابتدعهم خلقاً عجيباً من حيوان وموات، وساكن وذى حركات. وأقام من شواهد البينات علي لطيف صنعته وعظيم قدرته ما انقادت له العقول معترفةً به ومسلّمةً له، ونعقت في أسماعنا دلائله علي وحدانيّته، وما ذرأ من مختلف صور الأطيار التي أسكنها أخاديد الأرض وخُروق فجاجها، ورواسي أعلامها، من ذات أجنحة مختلفة، وهيئات متباينة، مصرّفة في زمام التسخير، ومرفرفة بأجنحتها في مخارق الجوِّ المنفسح، والفضاء المُنفرج.

ويرى الكثير من المتخصصين ان عالم الطيور هو عالم فريد ومبهم مليء بالأسرار والعجائب وهذا ما تظهره لاكتشافات المتواصلة التي يقوم بها العلماء، والطيور وكما تشير بعض المصادر حيوانات فقارية، من ذوات الدم الحار، تضع البيض، وهي ثنائية الحركة، وذات أجنحة وريش. وهناك عشرة آلاف نوعٍ من الطيور تقريباً، وهذا يجعل صف الطيور أكثر الصفوف غَنَاءً بالأنواع بين صفوف الفقاريات رباعيات الأطراف كلها. وهناك تقريباً 120-130 نوعاً من الطيور تعرضت للانقراض نتيجة أنشطة البشر منذ القرن السابع عشر، ومئات غيرها قبل ذلك، وحالياً هناك 1200 نوعٍ تقريباً مهدد بالانقراض بسبب أنشطة البشر، وهناك محاولات عديدة لحمايتها.

والطيور الحية كلُّها تُدرج تحت طبقة الطيور الحديثة، وتنتشر في البيئات المختلفة حول الأرض، من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي. تتراوح أحجام الطيور الحية من خمسة سنتمترات كما في طنان النحل، إلى 2,75 متر كما في النعامة. يشير علم الأحياء القديمة إلى أن الطيور ظهرت خلال العصر الجو راسي، قبل 160 مليون سنة تقريباً، ويعتقد العلماء أن الطيور نجت من انقراض العصر الطباشيري - الثلاثي الذي وقع قبل 65,5 مليون سنة.

وتتميز الطيور الحديثة بالريش الذي يغطي جلدَها، والمناقير الخالية من الأسنان، ووضعها لبيض صلب القشرة، وامتلاكها لمعدل تمثيل غذائي مرتفع، وامتلاكها لقلب ذي أربع حجرات، وهيكل عظمي خفيف الوزن ولكنه قويّ. أنواع الطيور الحية كلها تملك أجنحة، والاستثناء الوحيد لذلك هو طائر الموا النيوزلندي عديم القدرة على الطيران، والأجنحة هي الأطراف الأمامية للطيور، ومعظم أنواع الطيور تستطيع الطيران، أما الطيور التي لا تستطيع الطيران فتشمل النعاميات والبطاريق وعدداً من الأنواع المختلفة التي تتوطن الجُزُر.

للطيور أيضاً أجهزة هضمية وتنفسية فريدة ملائمة للطيران. كما تُعدُّ بعضُ الطيور، لا سيِّما الغرابيات والببغاوات، من أذكى أنواع الحيوانات، فقد شوهدت بعضُ أنواع الطيور تصنع أشياءً وتستخدمها، وكثير من الأنواع الاجتماعية تنقل معرفتها الثقافية من جيل إلى جيل. والطيور حيوانات اجتماعية، تتواصل عبر الإشارات البصرية وعبر الأصوات، وتشارك في بعض السلوكيات الاجتماعية، التي تشمل التعاون في الاعتناء بالصغار والصيد وحماية الموطن من المفترسات.

الغالبية العظمى من الطيور تتزوج زواجاً أحادياً، أي يتخذ كل طائر زوجاً واحداً فقط، غالباً خلال موسم تزاوج واحد، وأحياناً لسنوات، ولكن نادراً أن يستمرا معاً طيلة حياتيهما. هناك أنواع أخرى تتزوج زواجاً متعدداً، أي يتزوج الذكرُ أكثر من زوجة واحدة، ونادراً تتزوج الأنثى أكثر من زوج واحد. يوضع البيض عادة في عش، ويقوم الأبوان باحتضانه، ومعظم الطيور تقوم بالاعتناء بصغارها بعد فقس البيض لمدة طويلة. وقد توصل العلماء ومن خلال دراساتهم المستمرة عن عالم الطيور الى بعض النتائج الجديدة والمهمة التي أسهمت بتغير الكثير من النتائج والنظريات السابقة.

ذكاء الغربان

وفي هذا الشأن يقول العلماء إن أنواعا من الغربان تتخذ من جزر في شرق استراليا موطنا لها حيرت العلماء منذ زمن بعيد بسبب ذكائها الشديد أثبتت نبوغها الآن من خلال قدرتها على حل لغز واحد على الأقل في مستوى طفل عمره سبع سنوات. ومثلها مثل غيرها من الأبحاث فإن هذه الدراسة التي تركز على المهارات الإدراكية لغير البشر تسلط الضوء على مفاهيم منها تطور القدرات المعرفية والذكاء وما اذا كان تباين القدرات المعرفية يتمخض عن إمكانات فذة أو بمعدلات تختلف تمام الاختلاف حسب الانواع. وتشير النتائج التي أعلنت إلى أن فهم الاسباب وتأثيراتها ربما يكون قد نشأ في مراحل مبكرة نوعا ما.

وقالت سارة جيلبرت عالمة الاحياء بجامعة أوكلاند التي أشرفت على هذا البحث إنه من خلال دراسة القدرات المعرفية للحيوانات الأخرى "سيكون بوسعنا تقييم العوامل التي يرجح ان تكون قد أدت الى نشوء الآليات الإدراكية المختلفة لاسيما الحل المرن للمشكلات أو ما يعرف باسم الذكاء الذي يمكن ان نلمسه في مجموعات معينة داخل المملكة الحيوانية." وأضافت "فهمنا لذلك قد يعيننا بدوره على ان نتعرف على نشوء الادراك وتطوره لدى الجنس البشري."

وفي سياق هذه الدراسة الجديدة التي نشرتها دورية (بلوس وان) العلمية نجح العلماء في اصطياد ستة من غربان منطقة كاليدونيا الجديدة وهي الطيور التي تعرف بالاسم العلمي (كورفوس مونيديولويدس) وعثر عليها تحديدا في منطقة جراند تير في أرخبيل كاليدونيا الجديدة. وهذه الأنواع من الغربان هي الكائنات الوحيدة خارج رتبة الرئيسيات التي يمكنها صنع أدوات في البرية إذ تتميز هذه الطيور بقدرتها الفريدة على كسر الأغصان وتهذيبها ونزع الأوراق المدببة أو ذات الأشواك لاستخدامها كخطاطيف تبحث بالاستعانة بها عن الحشرات.

وفي المعامل نجحت هذه الطيور الذكية في ثني الاسلاك لاستخدامها في الحصول على الغذاء البعيد عن متناولها. وتحدى العلماء الغربان في مهمة مستلهمة من الاسطورة الاغريقية القديمة المعروفة باسم (خرافات ايسوب) لاسيما رواية (الغراب والإبريق) التي تحكي قصة غراب ظمآن وجد إبريقا به قليل من الماء في قاعه يتعذر الوصول اليه ثم واتته فكرة ذكية بان ألقى بالاحجار داخل الإبريق حتي ارتفع منسوب الماء ليصل الى منقاره.

وبعد أن تم تدريب الغربان على التقاط الأحجار تحدت جيلبرت وزملاؤها الطيور بتجارب أخرى شبيهة بأساطير الحكيم الاغريقي ايسوب بان وضعوا مكعبات من اللحوم ملتصقة بالفلين داخل انابيب شفافة وعلى أعماق يتعذر على الغراب ان يصل اليها بمنقاره. هنا تألق ذكاء الغربان إذ وضع الباحثون انبوبتين أمامها احداها مملوءة جزئيا بالرمال والأخرى مملوءة جزئيا بالماء ولم يهدر معظم الغربان الوقت باسقاط الاحجار بلا طائل في انبوبة الرمال واختار 76 في المئة من الغربان خلال التجربة القاء الأحجار في الإنبوبة المملوءة جزئيا بالماء.

وتنوعت بعد ذلك تجارب مختلفة على الغربان منها إسقاط المطاط وهي مادة تغوص في الماء أو البوليستر وهي مادة تطفو فوق سطح الماء فضلا عن الاستعانة بمواد مجوفة أو صلبة في الانبوبة المليئة بالماء وكانت النتيجة ان قام نحو 90 في المئة من الغربان في التجارب باختيار المطاط الذي يغوص في الماء والمواد الصلبة التي تغوص ايضا.

كما وضع الباحثون أنابيب ضيقة وأخرى متسعة مملوءة بالماء وبمناسيب متساوية الا ان الطيور اتجهت معظمها الى وضع المواد التي ترفع مستوى الماء في الأنابيب الواسعة. وقال الباحثون إنه في معرض فهم هذه الطيور للمبادئ الطبيعية وكيف تحل الاجسام محل الماء وتزيحه من الحيز الموجود به أمكن مقارنة مستوى ذكاء الغربان بطفل عمره بين خمس وسبع سنوات إذ يبدو ان الطيور أدركت الفرق بين مختلف الاجسام المجوفة والصلبة وهي المرة الأولى التي تتوصل فيها الابحاث الى هذه النتائج. بحسب رويترز.

وقالت أماندا سيد من جامعة سان أندروز في اسكتلندا والخبيرة في مجال تعلم الحيوان إن التجارب المتعلقة بأساطير الحكيم الاغريقي ايسوب تمخضت عن "بعض النتائج المثيرة إذ ان توليفة النجاح في بعض الاحوال والفشل في ظروف أخرى مفيدة بدرجة كبيرة في فهم تطور آليات المعرفة." وفي هذا السياق أظهر نجاح الطيور فهما لعلاقة السببية بين مختلف الافعال وهو من الملامح الرئيسية في الادراك لدى البشر.

من جانب اخر وجدت دراسة جديدة أن لدى الطيور أيضاً حسّاً بالتراتبية حتى في المجموعات الأخرى التي لا تنتمي إليها. ووجد باحثون في جامعة فيينا في النمسا، أن الغربان تفهم الحالة الاجتماعية، وترد بقوة في حال خرقها، ولديها حسّ بالتراتبية. ويعرف الباحثون من قبل، أن لدى الطيور أنواعاً مختلفة من الروابط الاجتماعية، بينها الأقارب والأصدقاء والشركاء، وأن لديها بنية اجتماعية، حيث يسيطر البعض على الآخر، لكنهم لم يكونوا يعرفون أن الغربان تفهم بنية السيطرة بين الغربان الأخرى أيضاً. ووجد الباحثون أن الغراب يرد بقوة عندما يشاهد غراباً من مرتبة دنيا يستقوي على غراب آخر من مرتبة أعلى. وتبيّن أن الغربان، كما البشر، قادرة على حفظ التراتبية بين الغربان الأخرى.

الطائر الطنان

في السياق ذاته قال العلماء إن طائر الطنان الذي يشتهر بانه أصغر الطيور حجما على الإطلاق بل إنه أصغر الحيوانات ذات الدم الحار على وجه الأرض ذو تاريخ معقد في عالم النشوء والإرتقاء. ومن بين الصفات الفريدة التي يتميز بها طائر الطنان أيضا أنه صاحب أسرع دقات قلب وأسرع عمليات تمثيل غذائي بين الفقاريات كما انه الطائر الوحيد الذي يمكنه الطيران الى الخلف.

ونجح الباحثون في رسم شجرة العائلة لهذا الطائر الذي يتغذى أساسا على رحيق الأزهار وذلك بالإستعانة بمعلومات وراثية مستقاة من معظم أنواع هذا الطائر -وعددها إجمالا في العالم 338 نوعا- ومن أقرب الاقارب للطائر. وأضاف العلماء ان بالامكان تقسيم أنواع الطائر الى تسع مجموعات تختلف حسب الحجم وأماكن المعيشة وطرق التغذية وشكل الجسم.

وعاش الجد المشترك لجميع أنواع الطائر الموجودة الآن قبل 22 مليون عام في أمريكا اللاتينية فيما كان أسلاف طائر الطنان يعيشون في اوروبا ايضا. ولا توجد أنواع الطائر في وقتنا هذا إلا في الامريكتين. وقال كريستوفر ويت خبير علم الطيور بجامعة نيو مكسيكو وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية (كارانت بيولوجي) إن طائر الطنان ينعم بقدرات فذة لا ينازعه فيها أي كائن.

وقال ويت "بوسعه أن يحلق بجناحيه وهو في وضع السكون كما يمكنه الحركة في أي اتجاه بدقة متناهية حتى في حالة هبوب الرياح الشديدة. ولديه أيضا أعلى معدل لاستهلاك الطاقة بالنسبة للجرام الواحد من وزنه إذا ما قورن بأي حيوان." ومضى يقول "يتميز بألوانه الزاهية البراقة التي تخطف الأبصار عند النظر اليها في إضاءة جيدة. إن هذه الخصائص مجتمعة من السرعة والرشاقة والابداع ليس لها أي نظير في الطبيعة."

وتتفاوت الألوان الخلابة لطائر الطنان إذ تبدو الذكور غنية بالألوان النابضة بالحيوية أكثر من الإناث. ويقول جيمي مكجواير عالم الأحياء بجامعة كاليفورنيا في بيركلي الذي أشرف على الدراسة إن غالبا ما تتميز الذكور باللون الاخضر للريش على الجسم في حين تختلف ألوان الرأس "على نحو يضم جميع الألوان التي يمكن تخيلها من الذهبي الى الأحمر والأزرق والأرجواني والأحمر الضارب للزرقة الى جانب جميع ألوان الطيف".

وقال ويت إن اسم الطائر اشتق من صوت الطنين الذي يحدثه جراء رفرفة الاجنحة بسرعة. وتبلغ أكبر سرعة لرفرفة الاجنحة للطائر 15 مرة تقريبا في الثانية الواحدة. ويتغذى طائر الطنان على رحيق الأزهار أساسا وله منقار طويل مدبب ولسان مستدق لجمع عصارة الزهور. ونظرا لخلو الرحيق من البروتين تقريبا فبوسع الطائر ان يتغذى على الحشرات أيضا.

وقال مكجواير "يتعين على الطائر ان يتغذى باستمرار حتي يتسنى له توفير احتياجاته من الطاقة اللازمة له. كثير من طيور الطنان تلجأ الى فترة الكمون ليلا حتى لا تجوع وتصل الى مرحلة النفوق ليلا وهو أمر طيب." وفي حين تعيش طيور الطنان الآن في العالم الجديد أي أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية ومنطقة الكاريبي إلا أن أقدم حفريات لها عثر عليها في أوروبا.

وقال الباحثون إن هذا يوضح ان الطائر كان يزدهر بأعداد كبيرة في العالم القديم ثم إندثر لاسباب غير معلومة. وأعلن عام 2004 عن اكتشاف حفريات في ألمانيا لأقدم أنواع من طائر الطنان ترجع الى 30 مليون عام. وقال ويت "السجل الحفري لطيور الطنان وطيور صغيرة مثله نادر للغاية على نحو يجعلنا لا نعرف متى انقرض الطائر في أوروبا. ربما منذ 30 مليون عام او قد يكون منذ بضعة آلاف عام." ويقول الباحثون إن سجل النشوء والارتقاء لطائر الطنان تشتت بين أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية. بحسب رويترز.

وأضافوا ان هذه الطيور قد تكون وجدت طريقها الى أمريكا الجنوبية بعد عبورها جسرا بريا كان يربط بين سيبيريا وآلاسكا ثم توسعت انواع الطائر الى مواقع بيئية ونشأت انواع أخرى في امريكا الشمالية والكاريبي. وأصغر أنواع طائر الطنان اليوم بل وأصغر طائر في الوجود هو طائر الطنان النحلة الموجود في كوبا وطوله نحو خمسة سنتيمترات ويزن نحو 1.9 جرام فيما يعيش أكبرها في أمريكا الجنوبية وطوله 20 سنتيمترا ويزن نحو 20 جراما.

الخفافيش

من جانب آخر فالصوت الذي يصدر عن خفاش بني كبير وهو ينقض على فريسته الحشرة التي يجد فيها وجبة لذيذة مجرد سقسقات متلاحقة قد لا تدركها الأذن البشرية لكنها تحمل رسالة لا تخطؤها أذن أي خفاش منافس تحذره من الاقتراب من الفريسة قائلة له "ممنوع الاقتراب". وقال علماء إنهم تعرفوا على صوت لم يكن معروفا من قبل تطلقه الخفافيش لتطلب من أقرانها الابتعاد عن فريستها المختارة ويختلف ذلك الصوت كثيرا عن الموجات الصوتية التي تحدث صدى للصوت لدى ارتطامها بجسم آخر والمستخدمة لتحديد المواقع أثناء التحليق والصيد.

هذه الصيحة قاصرة فقط على الذكور من هذا النوع لأسباب لم تتضح تماما بعد. ووجد الباحثون ان الخفافيش الأخرى المغيرة تمتثل لهذا الأمر. ويقول الباحثون ان هذا الكشف يشير الى ان وسيلة الاتصال الصوتي هذه لدى هذا الحيوان الثديي الطائر قد تكون أكثر تعقيدا مما كان معروفا من قبل ويبرز أهمية الاتصال الصوتي الاجتماعي لهذه الحيوانات الليلية الآكلة للحشرات. ونشرت الدراسة في دورية (كارنت بيولوجي). والاسم العلمي لهذا النوع من الخفافيش هو إبتيسيكوس فيوزكوس ويعيش في كندا والولايات المتحدة والمكسيك وأمريكا الوسطى وشمال أمريكا الجنوبية. وفراء هذا الخفاش بني أما أنفه وأذناه وجناحاه فلونها أسود ويصل الباع بين طرفي جناحيه الى 33 سنتيمترا.

الى جانب ذلك فإذا كنت تؤمن بأن الصدق هو خير خصلة يمكن التحلي بها فستجد صعوبة في إقناع طائر الدرونجو الأفريقي بذلك فهو الطائر المخادع في مملكة الحيوانات. وكشف علماء كيف ان هذا الطائر متوسط الحجم يخدع الحيوانات الاخرى بمحاكاة نداءات انذار تصدرها انواع كثيرة من الطيور لتحذيرهم من اقتراب حيوان مفترس في خدعة لتخويفهم ومن ثم سرقة الطعام الذي يتركونه خلفهم.

ورصد العلماء 64 من طيور الدرونجو على مدار 850 ساعة تقريبا في صحراء كالاهاري في جنوب أفريقيا قرب حدودها مع بوتسوانا لكشف هذا السلوك الفريد. وقال توم فلاور استاذ الأحياء بجامعة كيب تاون في جنوب أفريقيا "إنها طيور سوداء مخيفة المنظر لها عيون حمراء ومنقار معقوف وذيل متشعب."

وأضاف قوله في دراسته التي نشرت في دورية (ساينسScience) "وهي أيضا عدوانية بدرجة كبيرة ومعروفة بمهاجمة النسور والصقور فلا تخاف منها على ما يبدو." وعادة ما تحصل هذه الطيور على طعامها بطريقة شريفة مثل صيد الحشرات باستخدام مهاراتها المتميزة في الطيران. غير ان هذه الطيور في احيان اخرى كما في فترات الصباح عندما يكون الجو باردا ولا توجد حشرات حولها تتحول إلى حياة الجريمة. بحسب رويترز.

ولطيور الدرونجو قدرة على محاكاة الأصوات التي تصدرها انواع مختلفة من الحيوانات التي تعيش في بيئتها الصحراوية ومنها طيور مثل الثرثار والزرزور. ولاحظ العلماء إن الحيوانات الأخرى "تفطن" أحيانا لخدعة طائر الدرونجو وتتجاهل التحذيرات الكاذبة المتكررة. وقال فلاور إن طيور الدرونجو تحاكي اكثر من 50 صوتا.

نموذج عش غريزي

على صعيد متصل توصلت دراسة علمية إلى أن الطيور لديها قدرة تعلم طريقة اختيار أفضل المواد لبناء أعشاشها. وكان الاعتقاد السائد أن اختيار الطيور لمواد بناء الأعشاش يتحدد بناء على جيناتها نظرا لاحتواء كل نوع من الطيور على "نموذج عش غريزي". لكن التجربة العلمية أظهرت أن هذا النشاط يعتبر أكثر تعقيدا من الناحية المعرفية. ونشرت نتائج الدراسة في دورية (Royal Society journal Proceedings B).

واتيح خلال الدراسة للطيور فرصة الاختيار من بين مجموعة قش مرنة وصلبة لبناء أعشاشها. وقالت إيدا بايلي، من جامعة سانت أندروز والمشرفة على الدراسة :"وجدنا أن العصافير زيبرا تفضل القش الأكثر صلابة". وأضافت :"يعتبر (القش الصلب) أكثر كفاءة للبناء بالنسبة لهذه العصافير، إذ يمكنها بناء عشها بمواد أقل".

كما بحثت بايلي وزملاؤها قدرة الطيور على التعلم بهدف تحديد ما إذا كانت تلك الطيور بإمكانها التمييز بين المواد بالاعتماد على خصائصها. ولاجراء هذا الاختبار أعطى الباحثون مجموعة من العصافير قشا مرنا لبناء أعشاش، فيما أعطوا مجموعة أخرى قشا أكثر صلابة. بعد ذلك أتيح لمجموعتي العصافير الاختيار بين القش المرن والصلب.

واختارت العصافير التي دأبت على بناء أعشاشها بالقش المرن على الفور تلك المواد الأكثر صلابة. وقالت بايلي :"هناك تنوع هائل للأعشاش في العالم الطبيعي". وأضافت :"نظرا لأن الطيور ليست بنفس قدر الذكاء الذي يتمتع به الإنسان، الذي يمكنه بسهولة بالغة معرفة استخدام المواد المختلفة، راجت فرضية وجود نموذج جيني في دماغ الطيور". بحسب بي بي سي.

ويشير ذلك إلى أن التعلم بالفعل بالغ الأهمية بالنسبة لقرارات الطيور، بحسب بايلي. من جانبه قال مايك تومز، من مجلس الأمناء البريطاني لعلم الطيور، إن البحث أتاح الكثير من المعلومات. وقال قد يساعد (البحث) في شرح تنوع المواد التي يمكن أن تستخدم من جانب الطيور من نفس النوع التي تبني أعشاشها في نفس المنطقة". وأضاف :"هذه المعرفة الجديدة تزيد بالطبع احترامي لمهارات الطيور في البناء مثل العصفور طويل الذيل، الذي يستخدم آلاف الأنواع من المواد لبناء عشه المقبب المبني من الطحالب والأشنيات وخيوط العنكبوت والريش".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 5/آيار/2014 - 4/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م