عقل العاطفة

علي إسماعيل الجاف

 

تمثل القضايا الداخلية اهتمام الرجال والنساء بصورة كبيرة لأنها تشكل عاملا محفزا ومشجعا على التواصل والاتصال المباشر بين عنصران مهمان يشكلان المجتمع باتصالهم. وتعتبر العواطف والأحاسيس والمشاعر عناصر أساسية في الحب المتبادل بصورة ايجابية او سلبية؛ فقد نجد أنفسنا بحاجة الى اهتمام وحنان متبادل لأجل تغيير الوضع او الحال او المنزلة الراكدة والمهجورة والمتراكمة من خلال عنصر الفتاة والمرأة كونهن يملكن القدرة والأهمية في جعل الرجل والشاب ناضجا ومبتكرا ومبدعا ومنتجا ومتحركا وفعالا في حياته اذا استطعن ان يمنحن الحنان الكافي والتبادل الشعوري والعاطفي، وإيجاد منافذ للتواصل عبر لغة الإحساس الشعوري الهادف.

لكننا نجد أنفسنا في اغلب الأحيان في طريق مظلم وممرات متفرعة ومتنوعة ومساراتنا محددة بلغة التفاهم والتواصل؛ وتبدأ الفتاة او المرأة باستخدام نقاط ضعف الرجل او الشاب كوسيلة لتسلط وتبسط النفوذ والسيطرة والسعي الجدي لتغيير الأسلوب والطريقة والإهمال المتعمد والترك غير المبرر.

من تفعل ذلك هي فاقدة للحنان والعاطفة ومجردة من الإحساس والمشاعر الحقيقية وهي حقا بحاجة الى جلسات تدريبية وتمكين معرفي في "ثقافة الإحساس" ومحاضرات في "التمكين الشعوري والعاطفي" وندوة علمية تطبيقية عامة في "التمتين للحنان الداخلي المكبوت" فلا بد ان نعترف بان هناك حاجة وطلب والتماس داخلي يناشد العقل الباطن ويخاطب الذات كجسد وروح تحتاج الى غذاء دائم وليس عابر بلغة التطبيق العاجل.

فقد ننكر أننا بحاجة الى حنان امرأة او نقول ان مشاعرنا محافظة ومكبوتة ومتحفظين بلغة التقليد والعرف؛ لكن لا ننسى ان ثمة حاجة ونداء خفي داخلي يقول: "الى متى نكبت عواطفنا وأحاسيسنا ومشاعرنا ..." ؛ ولا نقدر البوح بالحاجة عبر نوافذ مقبولة ومنطقية ومعرفية معتمدة لنلبي دون تردد او خوف او حذر، فالعاطفة لابد ان تمزج بعامل وعنصر العقل لكي تكون ناضجة وايجابية بتبادل معرفي وفكري تطبيقي مثالي ونموذجي وفق عامل الزمن والعمر.

ترتكب الكثير من الفتيات والنساء، في البلدان العربية، أخطاء وتعتبرها مرحلة او فترة مرت بها دون تصحيح او سؤال ذاتي لماذا حدثت تلك الأخطاء كتقييم ذاتي او محاسبة داخلية بعلم المنطق وكسب خبرة إضافية مما ارتكب سابقا؛ ويحاول الرجال والشبان استخدام أبشع الطرق والحيل لكسب ود فتاة او امرأة او استمالتهن او إغرائهن بعوامل اجتماعية وحياتية هي بأمس الحاجة لها، من اجل تحقيق الأهداف والغايات المؤقتة المرسومة سابقا! فهنا نقول ان الأحاسيس والعواطف والمشاعر والحنان الذي تملكه النسوة لابد ان يوظف بصورة مقنعة للذات أولا وللطرف الأخر ثانيا.

 ولاشك ان التبادل المعرفي بلغة المنطق والتحليل والأسلوب المعرفي يعطي نتائج ملموسة ويهدئ عدم التوازن الداخلي والهيجان المفرط والعنفوان غير المسيطر عليه الذي يبرز بصورة مفاجئة غير مدروسة او محسوبة منطقيا. تحتاج الفتاة والمرأة ان تخوض المشوار وان تتباهى بما لديها من مميزات وخصائص وأفكار وطرق تفوق نظر الرجل او الشاب: فهي مبدعة ومبتكرة ومتحمسة وفعالة ومنتجة ومثمرة؛ لكن لابد ان يكون ذلك وفق عقل العاطفة والمنهج المنسق المثالي حتى تكون المشاعر والعواطف والحنان والإحساس متبادلة ومكتسبة حقها بالممارسة الفعلية المقبولة والمقنعة بدل ان تكون الطرق كلاسيكية وعشوائية لتلبية رغبة عابرة او نشوة مستعجلة او غزل بمصلحة او مهمة او شهوة ملتهبة بأداء طفولي وبريء.

 اذن، العاطفة تحتاج العقل مثلما نحتاج الغذاء والهواء من اجل رومانسية وحب واحترام أفضل وأروع للحقيقة المكبوتة المشبعة للطرفين دون تردد او خوف او حذر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/آيار/2014 - 2/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م