الحروب الافتراضية.. حيث لا دماء في ارض المعركة

اعداد: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: عرف العالم عددا من التصنيفات للحروب التي تندلع بين فترة واخرى لأسباب سياسية او اقتصادية، او حتى كروية. وهي حروب كثيرا ما خلفت الاف القتلى بين المتحاربين اضافة الى تبعاتها الاقتصادية والاجتماعية.

الحروب الافتراضية هي نوع خامس من انواع الحروب، بعد الحروب البرية والحروب البحرية والحروب الجوية وحرب الفضاء.

ومصطلح الحرب الافتراضية او الالكترونية او الرقمية او السيبرانية، مفهوم يشير الى (أي نزاع يحدث في الفضاء الإلكتروني ويكون له طابع دولي). وهناك تعريف أكثر فائدة للحرب الإلكترونية: عمل عدائي في الفضاء الإلكتروني تؤدي التأثيرات المترتبة عليه إلى تضخيم العنف المادي أو تعادله.

وهو يتفرع الى عدة انواع واشكال هي:

القرصنة الإلكترونية  أو التخريب الإلكتروني.

الجريمة الإلكترونية والتجسس الإلكتروني.

الإرهاب الإلكتروني.

الحرب الإلكترونية.

كما يمكن تقسيم تلك التهديدات من خلال ارتباطها او عدم ارتباطها بالجهات الحكومية او غير الحكومية.

وعلى هذا يمكن ان تقسم الى أربعة فئات رئيسية ، كل منها في منطقة زمنية مختلفة: فالحرب السيبرانية والتجسس الاقتصادي يرتبطان إلى حد كبير بالدول، كما ترتبط الجريمة السيبرانية والإرهاب السيبراني بالجهات الفاعلة غير الحكومية.

في العام 2011 اندلعت فضيحة التجسس الامريكي على يد جوليان أسانغ، مؤسس موقع "ويكيليكس" والتي كشفت قدرة الاستخبارات الأميركية على الحصول على معلومات عن أي مستخدم لمواقع الإنترنت الكبيرة في أي وقت تريده.

قبلها بعام واحد تم إنشاء مؤسسة تابعة للبنتاغون، هي القيادة الإلكترونية. وبعدها بعام واحد أعلن أن وزارة الدفاع شرعت بالتحكم بالشبكات الاجتماعية من أجل تحسين الصورة، وللتأثير على الدول الأخرى.

كما وضعت وكالة البحوث الدفاعية المتطورة ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة الأميركية ضمن مؤسسات أخرى جزءاً مهماً من أسس الحروب عبر الشبكة العنكبوتية.

ومن المعتقد تبعا لتطورات التهديدات السيبرانية، ان تنفق الولايات المتحدة أكثر من 10 مليارات دولار على الأمن الإلكتروني بحلول عام 2015. ومن المفترض، أن يتكون فريق الحرب الإلكترونية من 10 آلاف موظف، ووفقاً لشركة "نورثروب كينت شنايدر"، ستصل قيمة سوق الأسلحة الإلكترونية والأمنية إلى مئة مليار دولار.

وقد دفع التهديد المتزايد إلكترونياً عمالقة صناعة الأسلحة الأميركيين مثل "لوكهيد مارتن" و"رايثون" و"نورثروب غرومان" و"بوينغ" إلى التحرك بكثافة في سوق أنظمة الحماية الإلكترونية. وهكذا مثلاً في سنة 2010 استحوذت شركة "بوينغ" لصناعة الطائرات على شركتي "ناروس" الإسرائيلية المنشأ و"آرغون أس تي" للحلول التقنية المتقدمة لمراقبة البرمجيات الإلكترونية مقابل 2400 مليون دولار.

ويمكن الاشارة ايضا الى ما تعرضت له شركة أرامكو في 15 أغسطس 2012 من هجوم إلكتروني أدي لشل الشبكة الداخلية للشركة، والذي أكدت وزارة الداخلية السعودية أنه كان يستهدف الاقتصاد الوطني للدولة، عبر تدمير نظام تصدير الزيت والغاز في الشركة، وأنه عمل إرهابي مصدره جهات منظمة خارجية، توزعت أعمالها على أراضي دول في أربع قارات حول العالم .

ويعتقد أن إيران طورت خلال السنوات الخمس الماضية قدرات هجومية سيبيرية، حين أنشأت إطارا مؤسسيا متقدما للتفكير في هذه المسائل، فيما يبدو تأسيا بالنموذج الصيني كنموذجها الاستراتيجي في بناء قدرات ومزايا دولية. ويعتقد بأن المجلس الإيراني الأعلى للفضاء السيبيري قد أسس "جيشا سيبيريا" من المدنيين، بإمكانه تنفيذ أعمال وأنشطة لمصلحة الدولة، من دون أن يحسب على القيادة الإيرانية.

واخيرا، يعتقد الكثير من الباحثين والمهتمين في السياسات الدولية، ان شكل الحروب والصراعات ستتغير في العالم عما كانت عليه حتى قبل عشر سنوات، وغير ما تعارف عليه البشر في ادارة صراعاتهم، وقد حصر هؤلاء الخبراء اليات الحروب القادمة بثلاثة فيروسات ستشكل مقتربات واليات لحروب وصراعات المستقبل، وهي:

الفيروس البيولوجي : أي مجموعة كبيرة من العوامل تحت المجهرية المعدية،التي تسبب العديد من الأمراض الخطيرة للإنسان أو الحيوانات أو النباتات.

فيروس الحاسوب: برنامج للحاسوب يمكن أن يعدي برامج حاسوب أخرى بتعديلها لتكون نسخة متطورة منه.

فيروس الإدراك: عامل ينتقل للناس عن طريق المحاكاة، أي وحدة معلومات في العقل يؤثر وجودها في إعادة هيكلية وقناعات العقول الأخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/نيسان/2014 - 27/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م