إصدارات جديدة: العلاقة الجوهرية بين الامام الحسين (عليه السلام) وفروع الدين

 

 

 

 

الكتاب: الامام الحسين عليه السلام وفروع الدين

المؤلف: السيد مرتضى الحسيني الشيرازي

الناشر: منشورات مؤسسة أم أبيها

عدد الصفحات: 216

عرض: شبكة النبأ المعلوماتية

 

 

 

 

شبكة النبأ: يمثل هذا الكتاب خطوة او حلقة اولى تبحث في العلاقة الجوهرية بين الامام الحسين علي السلام، وبين فروع الدين، وهو امر يحتاجه المسلمون حاجة قصوى، من اجل الخوض في مصاعب الحياة ومواجهتها وعبورها بأمان ونجاح، يقول مؤلف هذا الكتاب سماحة السيد مرتضى الحسيني الشيرازي في المقدمة: (هذا الجزء هو الجزء الاول في هذا المحور حيث يتركز الحديث فيه حول العلاقة بين الامام الحسين عليه السلام وبعض فروع الدين وهي –الصلاة- و – الامر بالمعروف والنهي عن المنكر- عسى ان يوفقنا الرب الجليل لنتناول علاقته عليه السلام مع سائر فروع الدين في اجزاء قادمة بإذن الله تعالى).

ويؤكد سماحة السيد المؤلف على أن الغاية من هذا الكتاب هي (المعرفة) و (العمل والاقتداء) أما (المعرفة) فالمقصود بها أن يتعرف الناس خاصة أتباع أهل البيت (عليهم السلام) على جوانب من اهداف وغايات النهضة الحسينية المباركة وأن يتعرفوا على بعض كلمات سيد الشهداء (صلوات الله عليه) وأن يتعرفوا أيضا أكثر فأكثر على معالم فروع الدين وبعض وجوه الحكم فيها.

يقدم لنا هذا الكتاب المتميز عشرة فصول توزعت على مضامين متعددة، كلها تبحث في العلاقة الجوهرية بين الفكر الحسيني الخالد من جهة، وتعالقها مع فروع الدين، والغاية كما هو واضح تنوير العقل والقلب معا، لمن يرغب بالمعرفة والاطلاع في هذا الجانب، وقد اعتمد الكتاب مسارين مختلفين في طرحه للافكار والمضامين المضمومة في دفتيه، المسار الاول هو المسار العلمي، حيث يعالج سماحة السيد المؤلف بعض المضامين من وجهة نظر علمية تستدعي توافر درجة جيدة من الاستعداد والفهم العلمي لدى القارئ، أما المسار الثاني فيعتمد اسلوب الطرح البسيط بما يتناسب مع وعي العامة من الناس، حتى تتاح لهم فرصة اكيدة للاستفادة مما ورد في هذا الكتاب من رؤى ومعالجات وتوضيح، للعلاقة الوثيقة بين الامام الحسن (عليه السلام) وفروع الدين، التي يحتاج جميع المسلمين الاطلاع عليها، بغض النظر عن درجة الوعي أو العلم التي يتحلون بها.

يناقش هذا الكتاب في الفصل الاول، أبعاد العلاقة بين الامام الحسين (عليه السلام) وبين الصلاة، من حيث التجسيد المتكامل لها، فهي علاقة سامية الى أبعد الحدود كما يؤكد ذلك سماحة السيد المؤلف، كذلك هي العلاقة الجوهرية التكاملية بين سيد الشهداء (عليه السلام) – وهو سيد شباب أهل الجنة، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة))، وسبط رسول الله (صلى الله عليه وآله)- وبين الصلاة وهي عمود الدين، ومعراج المؤمن وقربان كل تقي.

ويلقي الفصل الثاني الضوء على مهمة الامام الحسين (عليه السلام) التي قام بها على أفضل وجه، وهي مهمة فضح خلفاء الجور والطغيان، أولئك الذين انحرفوا بالاسلام عن غاياته العظيمة، بعد أن زينت لهم السلطة حب الدنيا والجاه والملذات على حساب المبادئ الاسلامية وحقوق المسلمين، ويتطرق هذا الفصل الى الدلائل التي تؤكد حقد معاوية على النبي صلى الله عليه وآله، ثم يعرض لأهمية الصلاة بالنسبة للامام الحسين فقد صلى (عليه السلام) بنصف اصحابه، فيما كانت النبال والسهام تنهمر عليهم كالمطر مما قد يُفزع أعظم الأبطال، وكان من الممكن ان تسبب هذه الصلاة في سقوط العديد من الشهداء، كما استشهد بالفعل عدد من أصحابه، لكن ذلك كله لم يمنع الامام (عليه السلام) من إقامة الصلاة.

أما الفصل الثالث فقد تطرق الى حدود الصلاة عند الامام الحسين (عليه السلام)، وقد ركز سماحة السيد مرتضى الحسيني الشيرازي على أهمية جملة (أشهد انك قد أقمت الصلاة) التي ترد في زيارة الامام الحسين (عليه السلام)، وهذا هو ما نشهد به على امتداد الزمان، بعد ذلك سوف نطالع في هذا الفصل دروسا وعبرا من قضية الحسنين (عليما السلام)، ومن هذه الدروس (التعامل بالحكمة والموعظة الحسنة)، و(التعاون)، و(الرحمة، و(العمل كفريق)، و(الإتقان)، و (الوضوء ومسارات الطاقة) وقد أورد هذا الفصل معلومات مهمة ومفيدة جدا ومثبتة علميا عن فوائد الوضوء لجسم الانسان، كما اثبتها العلماء المختصون في جسم الكائن البشري، لذا فإن إتقان العمل وإسباغ الوضوء له موضوعيته كما له طريقته، وله جانبه العبادي كما له أثره الوضعي والصحي على بدن الإنسان، وقلبه، وأعصابه، وتركيز ذهنه.

في الفصل الرابع، الامام الحسين (عليه السلام) نستمر مع الدلالات التي تؤكد التجسيد الأسمى والأكمل للصلاة، إذ يتم التطرق في الدلالة الرابعة الى العبودية النموذجية، فتكشف الشهادة الثانية (أشهد أن محمداً عبده ورسوله)، عن أنه المصداق الأجلى للعبودية، ونطلع في الدلالة الخامسة على التفسير العلمي للمراد بـ (أهل البيت)، أما الدلالة السادسة فهي وجه تخصيص الخطاب في الآية الشريفة (وأمرْ أهلكَ بالصلاة واصطبرْ عليها)، الدلالة السابعة الصلاة وأصحاب الكساء هما كجناحي طائر، ثم تكريس القداسة المطلقة لأهل البيت عليهم السلام في الدلالة الثامنة، بعدها استراتيجية الصلاة أول الوقت في الدلالة التاسعة، وأخيرا الدلالة العاشرة ومناقشة المنعكس الشرطي.

وتم تخصيص الفصل الذي يليه، للصلاة في ناشئة الليل، والحديث هنا يدور حول الصلاة في مدرسة الامام الحسين (عليه السلام)، وما فيها من دروس وعبر وإضاءات، وإشارات ودلالات، وفي تفسير مفردة الناشئة، ورد أنها سميّت كذلك لأنها تنشأ ساعة بعد ساعة ولحظة بعد لحظة، لأن الزمان في حالة تجدد دائم، وهناك عرض لفوائد صلاة الناشئة، يوضحها هذا الفصل بطريقة محببة الى النفس، علما انها الاشد والأثقل وطأة على الانسان، ويتحدد الجواب بأسباب تتنوع بين فسيولوجية، ونفسية، واجتماعية.

أما الفصل السادس فهو يتعلق بالصلاة عند مرقد الامام الحسين (عليه السلام)، إذ أن هذه الصلاة تنطوي على فوائد كثيرة، وبركات متواصلة، وأجر عظيم لمن يؤديها عند مرقد الامام (عليه السلام)، فضلا عن استجابة الدعاء للمصلي، يقول الامام الصادق (عليه السلام): ((منْ صلى عندهُ –أي الامام الحسين (عليه السلام)- ركعتين لم يسأل الله إلا أعطاه إياه))، كما أن هذه الصلاة تعدل حجة أو عمرة، ثم يوضح لنا هذا الفصل أن لا غلو في هذا الامر ولا مبالغة في ذلك عبر أجوبة تسندها القواعد والشواهد والأدلة والفلسفة.

ويحمل الفصل السابع عنوان (الامام الحسين عليه السلام والصلاة في حرمه الشريف)، وقد اورد سماحة السيد المؤلف عددا من القواعد وعددا من الأدلة ثم عددا من الشواهد، عن عظمة هذه الصلاة ومكانتها ودرجة شفاعتها، والنتائج الكبيرة التي ستمنح لمن يؤديها عند المرقد المطهَّر للامام الحسين عليه السلام، مع الاستناد الى عدد من روايات الأئمة الاطهار صلوات الله عليهم.

ويتطرق الفصل الثامن للامام الحسين (عليه السلام) ومعادلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، باعتبار أنهما من أهم فروع الدين، وبهما قوام الدين، ويثبّت هذا الفصل عددا من الحقائق والدقائق في كلام الامام عليه السلام هي: على كافة الناس الاعتبار، ثم/ (اعتبروا) أمر دال على الوجوب، ثم يتطرق سماحة السيد المؤلف الى قاعدة او منهج الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإمكانية أن تكون المفتاح لحل الكثير من الابواب المغلقة والمشكلات المستعصية، بمعنى أننا طالما كنا بعيدين عن هذا المنهج او المبدأ، فإننا سنبقى ندور في دوّامة من المشكلات التي لا تنتهي، اما الاحتكام لها والعمل في ضوئها والالتزام بها، فهو أقرب الحلول للمعالجات الناجعة والنجاح الاكيد.

وفي الفصل التاسع هناك تسليط ضوء قوي وساطع، على طبيعة العلاقة الجوهرية بين الامام الحسين (عليه السلام)، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ تتمحور الأفكار هنا حول العلاقة التي تربط سيد شباب اهل الجنة، بواحد من اهم فروع الدين، وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لنطلع بعد ذلك على عدد من الاضاءات التي تصب في جوهر هذا الموضوع الغني والجوهري في جميع أبعاده.

واخيرا يُختَـتَم هذا الكتاب المتميز، بالفصل العاشر، الذي تتركز فيه جميع الرؤى الفكرية والمبدئية للفكر الحسيني الخالد، فقد حمل هذا الفصل عنوانا ذا إيحاءات كبيرة ودالّة وراكزة في وجدان المسلم والانسان عموما، كونه يقف الى جانبه، ويؤكد على تخليصه من الظلم والطغيان، عنوان هذا الفصل هو (الامام الحسين عليه السلام واستراتيجية مواجهة الضلال)، فما احوجنا كمسلمين منتهكة حقوقنا الى هذه الاستراتيجية، بل ما احوج الانسانية أجمع، وهي تعاني من الظلم والقهر على أيدي العتاة والطغاة والمتجبرين، كذلك تمثل مضامين هذا الكتاب دعوة قوية من سماحة السيد المؤلف مرتضى الحسيني الشيرازي، لكل من يقع بين يديه هذا الكتاب، الى التسلّح بالفكر والحجة، دحضا للظلم ودرءاً للمكاره والتجاوزات التي قد تطول الفقراء حاضرا ومستقبلا من لدن الحكام المتجبرين وغيرهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/نيسان/2014 - 27/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م