السينما الأمريكية.. سحر ثقافي بوجه سياسي وغاية اقتصادية

 

شبكة النبأ: تعد السينما الأمريكية الأشهر عالمية والمعروفة أيضا باسم هوليوود، وهي من أهم القطاعات المؤثرة فنيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا على المتلقي العالمي باعتبارها وأداة ثقافية ودبلوماسية قوية تستهوي الجهور العالمي كافة، وقد حققت صناعة السينما الأميركية المزيد من المال وتعتبر السنيما الأمريكية الأكثر مشاهدة في العالم. وتظهر الإحصاءات أن نصيب هوليود من إيرادات دور العرض في كل العالم هو 92% ، بينما لا تحظى جميع صناعات السينما الأخرى بما فيها الإنتاجان من بقية الولايات المتحدة سوى بـ8 % فقط.

لذا فقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية الى دعم وتشجيع تشجيع هذا القطاع وعملت على تطويره بشكل مستمر لأغراض سياسية واقتصادية كما يقول بعض اصحاب الاختصاص في هذا الشأن، الذين اكدوا السينما هي اليوم سلاح مهم من اسلحة الحرب الامريكية التي تستخدم من اجل التأثير على افكار إقناع الجمهور بالاتجاهات الجديدة للسياسة الأميركية.

كما ويعد حفل الاوسكار من الأحداث التي تحظى بتغطية اعلامية واسعة ومشاركة الكثير من الشركات الكبرى التي تحاول استخدام ليلة المهرجان لترويج منتوجاتها من الملابس والزينة، وفي بعض الأحيان يستخدم المهرجان للتعبير عن أراء سياسية مثيرة للجدل من قبل الحائزين على الأوسكار.

لكنها وعلى الرغم من النجاح المهم تعاني ايضا من بعض المشاكل التي اثرت سلبا على المجتمع الامريكي لكونها وكما يقول البعض، تعمد في الكثير من الافلام الى فبركة وتزيف الحقائق وتشويهها هذا بالإضافة الى انها كانت عامل اساسي في انتشار الجريمة واتساع رقعة العنف داخل المجتمع.

أوباما يمتدح السينما

وفيما يخص قطاع السينما في امريكا فقد أشاد الرئيس باراك أوباما بقطاع السينما الأميركي الذي يعد من أبرز صادرات البلاد وأداة ثقافية ودبلوماسية قوية، وقال أوباما إثر زيارته مع دليل الاستوديوهات التي أنتجت أفلاما ضاربة، من قبيل "شريك" و"مدغشقر" و"كونغ فو باندا"، "أتيت إلى هنا لأن السينما هي أحد محركات الاقتصاد الأميركي، وليس دريمووركس فحسب بل كل تلك المجموعات المعروفة منذ زمن طويل مثل ديزني وورنر ويونيفرسال".

وذكر الرئيس بأن هذا القطاع يوفر "مئات آلاف فرص العمل للطبقة الوسطى"، وبأن النشاطات الترفيهية "تعد من أبرز صادرات الولايات المتحدة". وصرح الرئيس في استوديوهات "دريمووركس أنيمايشن" الواقعة في مدينة غلانديل (شمال لوس أنجليس) أن "النشاطات الترفيهية هي جزء من دبلوماسيتنا ... وهي تساعدنا في الحفاظ على مكاتنا كقوة عالمية".

هوليوود وجيوب المؤمنين

في السياق ذاته سعت هوليوود عاصمة السينما الامريكية إلى اجتذاب طائفة جديدة من المشاهدين إلى الشاشة الفضية فاتجهت إلى من يملأ الأيمان بالله قلوبهم بسلسلة أفلام جديدة تناقش مسائل دينية. يحكي فيلم (هيفن إز فور ريل) Heaven is for Real (الجنة حقيقة) قصة صبي يقول انه رأى الجنة خلال تجربة اقترابه من شفا الموت ليصبح رابع فيلم يتطرق الى قضايا دينية هذا العام ويجتذب أعدادا كبيرة من رواد السينما.

تكلف الفيلم 12 مليون دولار ويقوم ببطولته جريج كينير وحصد 21.5 مليون دولار في عطلة عيد القيامة في دور العرض في الولايات المتحدة وكندا وحل في المركز الثالث في قائمة أقوى الافلام في شباك التذاكر بعد فيلمي (كابتن أمريكا: ذي وينتر سولدجر) Captain America: The Winter Soldier وهو من انتاج وولت ديزني وفيلم (ريو 2) Rio 2 الذي حل في المركز الثاني وهو من انتاج فوكس.

وشملت قائمة أقوى عشرة أفلام فيلمين آخرين يتطرقان إلى مواضيع دينية هما فيلم (نوح) Noah بطولة راسل كرو من انتاج بارامونت بيكتشرز الذي حل في المركز التاسع في القائمة وحصد 93 مليون دولار منذ طرحه في دور العرض الامريكية في مارس آذار طبقا لموقع بوكس أوفيس موجو.

وحل في المركز العاشر في القائمة (جود إز نوت ديد) God's Not Dead (الرب لم يمت) الذي يدور عن طالب متدين في سنته الجامعية الاولى يدخل في جدال مع أستاذه الجامعي عن وجود الله. حصد الفيلم 48 مليون دولار خلال خمسة اسابيع رغم عرضه في نحو نصف عدد دور العرض التي تعرض أفلام هوليوود الكبرى. بحسب رويترز.

أما فيلم فوكس (صن أوف جود) Son of God (ابن الرب) وهو العمل السينمائي المأخوذ عن المسلسل التلفزيوني (ذا بايبل) The Bible (الانجيل) لمارك بينيت فقد حقق 59 مليون دولار في دور العرض الامريكية منذ طرحه في الأسواق في وقت سابق من العام. وبدأت شركات السينما الامريكية تتطرق الى قضية الايمان منذ ان قدم ميل جيبسون فيلم (ذا باشن أوف كرايست) (آلآم السيد المسيح) The Passion of the Christ عام 2004 الذي جنى 611.9 مليون دولار على مستوى العالم وكانت ميزانيته متواضعة لا تتعدى 30 مليون دولار طبقا لبيانات موقع بوكس أوفيس موجو. وقال الموقع إنه خلال الخمس سنوات الاخيرة فقط قدمت هوليوود 26 فيلما صنفها الموقع على أنها أفلام "مسيحية".

افلام جديدة

من جانب اخر أطلق جوس ويدون أحدث أفلامه (In Your Eyes) على الانترنت بعد عرضه الأول مباشرة في مهرجان تريبيكا السينمائي لينضم بذلك إلي صفوف صناع الأفلام الذين خاضوا تجربة التوزيع الرقمي المباشر إلي المستهلكين. وفي رسالة مصورة مفاجئة إلى جمهوره قال ويدون إنه يشعر بإحباط لعدم قدرته على التواجد في نيويورك لحضور العرض الأول لقصة الحب الجنونية التي كتبها. وقام باخراج الفيلم براين هيل.

وقال ويدون ان الفيلم متاح في أنحاء العالم وعلى الانترنت مقابل رسم قدره خمسة دولارات. وأضاف قائلا "الأمر مثير بالنسبة لنا لانه يعني اننا نستكشف شكلا جديدا للتوزيع .. ونحصل على خمسة دولارات." ويدور (In Your Eyes) حول ربة منزل من الساحل الشرقي الامريكي تدعى ريبيكا وتجسد دورها الممثلة زوي كازان تجمعها قصة حب غريبة بمجرم سابق يعيش في نيو مكسيكو يجسد دوره الممثل مايكل ستال-ديفيد.

والفيلم متاح على موقع (inyoureyesmovie.com) وموقع فيميو لتشارك التسجيلات المصورة الذي مقره الولايات المتحدة. وهذا ثاني فيلم روائي تقدمه شركة بيلوثير بيكتشرز التي أسسها ويدون والمنتج كاي كول لإنتاج الأفلام منخفضة التكلفة إلى المشاهدين مباشرة. وقدمت الشركة في 2012 فيلم (Much Ado About Nothing) المأخوذ عن رواية كوميدية لوليام شكسبير. بحسب رويترز.

الى جانب ذلك اطلق استوديو سينمائي جديد في هوليوود فيلم رعب يحمل اسم "هانتينغ ميليسا" وهو عبارة عن تطبيق للاجهزة اللوحية والهواتف الذكية. وقال مخرج الفيلم نيل ادلشتاين الذي انتج فيلم "مولهولاند درايف" (2001) انها طريقة جديدة للوصول الى الجمهور، مضيفا "اردت ايجاد سبل جديدة لاخبار قصة ما والوصول الى الجمهور باستخدام التكنولوجيا المتوافرة في هذه الاجهزة القوية جدا".

ويتوجه فيلم "هانتينغ ميليسا" الى جمهور شاب يرتاد السينما بوتيرة اقل من الاجيال السابقة ويغوص اكثر فاكثر في ثقافة شبكات التواصل الاجتماعي والاجهزة المحمولة، على حد قول المخرج الذي يعتزم ان يصدر من خلال الاستوديو الخاص به "هوكد ديجيتال ميديا" افلاما غير مخصصة للعرض على الشاشات السينمائية.

ويشرح ادلشتاين ان هذا النوع من الافلام مدته اطول من الافلام التقليدية، لكن اقصر من المسلسلات التلفزيونية التي تستمر احيانا على مدى عشرة مواسم. ويقول المخرج البالغ من العمر 45 عاما "اردت تغيير الوتيرة التي تجري على اساسها القصة عادة. هانتينغ ميليسا هو فيلم رعب ينبغي مشاهدته في زاوية مظلمة بينما نحمل السماعات والجهاز في ايدينا".

ميراث السينما

من جانب اخر قالت مكتبة الكونجرس إن حوالي ثلاثة أرباع الأفلام الأمريكية الصامتة الطويلة فقد وإن الميراث الذي وضع هوليوود في صدارة صناعة السينما خلال الفترة من 1912 حتى 1929 مُهدد. وترسم أول دراسة شاملة عن الافلام الامريكية الطويلة من عصر السينما الصامتة والتي كشفت عنها مكتبة الكونجرس عن صورة محزنة. فقد ضاع 70 في المئة من الافلام الصامتة الطويلة.

وتعتبر أفلام كلاسيكية مثل (جاتسبي العظيم) The Great Gatsby الذي أنتج عام 1926 ونسخة عام 1917 من (كليوباترا) Cleopatra وايضا (لندن بعد منتصف الليل) London After Midnight للممثل لون تشاني الذي انتج عام 1927 ضمن الافلام التي تعتبر نسختها الكاملة مفقودة. وقال جيمس بيلينجتون امين مكتبة الكونجرس إن المكتبة "يمكنها الان ان تعلن رسميا أن فقدان الافلام الامريكية الطويلة من العصر الصامت يمثل فقدانا مزعجا وغير قابل للاسترجاع بالنسبة للسجل الثقافي لأمتنا."

وعرض حوالي 11 ألف فيلم طويل صامت من أصل امريكي في الفترة من 1912 حتى 1929 . ويوجد 14 في المئة فقط -اي حوالي 1575 فيلما- في شكلها الأصلي مقاس 35 ملليمترا. وأفادت الدراسة ان خمسة في المئة من الافلام التي نجت غير كاملة وان 11 في المئة من الافلام الكاملة موجودة في مقاسي 28 ملليمترا او 16 ملليمترا الاقل جودة او موجودة في نسخ أجنبية.

وتحمل الدراسة اسم "بقاء الافلام الامريكية الطويلة الصامتة: 1912-1929" وطلب اجراؤها المجلس الوطني للحفاظ على الافلام. وأظهرت الدراسة أيضا انه من بين أكثر من 3300 فيلم نجت بأي شكل لها يوجد 26 في المئة منها في دول أجنبية وتمت استعادة 24 في المئة. ولدى جمهورية التشيك أكبر عدد من الأفلام الأمريكية الصامتة الموجودة خارج الولايات المتحدة. وأوصى التقرير بتطوير برنامج منسق على مستوى وطني لاستعادة الافلام الصامتة من دور الارشيف الاجنبية وبدء حملة لتوثيق الافلام غير المعرفة. بحسب رويترز.

في السياق ذاته عرض فيلم لاورسن ويلز كان يعتقد انه فقد منذ عقود وعثر عليه صدفة في ايطاليا خلال تفريغ مخزن ، في بوردينونيه (شمال شرق). وقال باولو كيركي اوساي الذي رمم الفيلم القصير للمخرج الاميركي الشهير ان هذا الاكتشاف "يذكر بحبكة فيلم بوليسي". والفيلم بعنوان "تو ماتش جونسون" ويعود الى العام 1938 ويعتبر اول فيلم محترف لاورسن ويلز. وهو صامت وكان يفترض ان يندرج اصلا في اطار عمل مسرحي.

وكان المخرج الاميركي الذي عمل لسنوات طويلة في ايطاليا واسبانيا، حينها يخطو اولى خطواته في عالم السينما. وقد عرض الفيلم للمرة الاخيرة في الستينات ومن ثم ضاعت البكرات على مدى عقود. وقال اوساي الذي يرئس مهرجان السينما الصامتة في بوردينونيه حيث عرض الفيلم "انه لغز فعلا". واضاف "البكرات كانت في وضع جديدا مع انها لم تحفظ في افضل الظروف. بكرة واحدة كانت تالفة فارسلناها الى هولندا لترميمها".

وقد اشرف هو شخصيا على ترميم الجزء الاكبر من الفيلم في المتحف الدولي للصورة والسينما جورج ايستمان في روتشستر (ولاية نيويورك في الولايات المتحدة) حيث بات تحفظ النسخة الاصلية لفيلم ويلز. والفيلم وهو كوميدي يتضمن كل العناصر التي ستشكل اسلوب المخرج الكبير بعد ذلك على ما قال المرمم. واضاف اوساي "الطلبات تنهال علينا للحصول على الفيلم وسنقوم بعرضين اضافيين الجمعة لتلبية كل الطلبات".

الاوسكار وساندانس

من جانب اخر حقق حفل الاوسكار افضل نسبة مشاهدة في غضون عشر سنوات مع 43 مليون مشاهد على ما اعلنت محطة "ايه بي سي" التلفزيونية الاميركية. وبات الحفل السادس والثمانون لتوزيع جوائز الاوسكار الذي قدمته ايلين دي جينيريس اكثر البرامج الترفيهية متابعة في السنوات العشر الاخيرة منذ بث الحلقة الاخيرة من مسلسل "فريندز" الناجح (52,5 مليون مشاهد في السادس من ايار/مايو 2004).

ويشهد حفل الاوسكار ارتفاعا في عدد مشاهديه منذ ثلاث سنوات. وعرف الحفل الاخير زيادة بنسبة 6 % في عدد المشاهدين مقارنة بحفل العام 2013 (40,4 مليون مشاهد). اما "المتابعة" عبر شبكات التواصل الاجتماعي فقد ارتفعت هي ايضا بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي. وقالت "ايه بي سي" نقلا عن ارقام "سوشيل غايد" انه تم تناقل 11,2 مليون تغريدة خلال الحفل في مقابل 6,4 ملايين في 2013.

واشهر هذه التغريدات كانت الصورة التي التقطتها مقدمة الحفل ايلين دي جينيريس لنفسها مع مجموعة من النجوم ولا سيما براد بيت وجوليا روبرتس وميريل ستريب وجينيفير لورانس والتي اعيد بثها عبر خدمة توتير 2,8 مليون مرة. اما اداء المقدمة الشعبية جدا في الولايات المتحدة فقد لاقى استحسانا بشكل عام بعد سنة على الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها مقدم الحفل العام الماضي سيث ماكفرلاين.

في السياق ذاته فاز "فروتفايل" الذي يروي قصة شاب اسود تقتله الشرطة في اوكلاند قرب سان فرانسيسكو بأهم الجوائز في مهرجان ساندانس للسينما المستقلة في بارك سيتي (ولاية يوتاه في غرب الولايات المتحدة). وفاز فيلم راين كوغلر بجائزة لجنة التحكيم الكبرى لفيلم روائي اميركي فضلا عن جائزة الجمهور الكبرى في ختام المهرجان الذي استمر 11 يوما في جبال يوتاه التي تغطيها الثلوج. وفي فئات الافلام الاجنبية فاز الوثائقي عن فرقة بوسي رايوت "بوسي رايوت: بانك براير" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم وثائقي اجنبي، فضلا عن "جيسول" للكوري الجنبيو او مول الذي حاز جائزة افضل فيلم درامي اجنبي.

و"فروتفايل" المسمى على اسم حي في خليج سان فرانسيسكو حيث تجرى احداثه، يروي قصة اوسكار غرانت الحقيقية الذي قتلته الشرطة في الساعات الاولى يوم عيد الميلاد في 2009. اما جائزة لجنة التحكيم الكبرى لوثائقي اميركي فكانت من نصيب "بلود براذير" المكرس لعمل اميركي في جماعة هندية تعاني من الايدز. ومنحت جائزة افضل مخرج في فيلم اميركي الى جيل سولواي عن فيلم "افترنون ديلايت" في حين فاز زاكاري هاينزرلينغ بجائزة افضل مخرج في فيلم وثائقي عن "كيوتي اند ذي بوكسر". بحسب فرانس برس.

وعرض مهرجان ساندانس الملتقى الكبير للسينما الاميركية المستقلة هذه السنة، 119 فيلما طويلا من 32 بلدا بينها 51 فيلما اول لمخرجيها. وكان اكثر من مئة فيلم تم اختيارها، تقدم في عرض عالمي اول. وقد اسس الممثل روبرت ريدفورد المهرجان لتوفير فرصة للانتاجات المستقلة الاميركية والدولية. ويبقى المهرجان صوتا مختلفا وفريدا في سوق اميركية تهيمن عليها هوليوود.

هوليوود متحيزة

على صعيد متصل يبدو أن صناعة الأفلام في هوليوود متحيزة بدورها ضد النساء، فقد ذكر تقرير أميركي أن حصة النساء اللواتي شغلن مراكز مهمة في صناعة الأفلام بين مخرجات ومديرات تنفيذيات وكاتبات لم تتعدَ الـ18٪. وبيّن التقرير الذي أجراه مركز دراسة النساء في عالم التلفاز والأفلام في جامعة سان دييغو بعنوان «سقف الشريط السينمائي: عمالة النساء وراء عدسات الكاميرات في أهم 250 فيلماً لعام 2012»، أن نسبة النساء بين مخرجين، ومديرين تنفيذيين، ومنتجين، وكتاب، ومصورين سينمائيين، ومحررين عاملين في أهم 250 فيلماً لعام 2012 بلغت 18٪ فقط. وأضاف التقرير أن هذه النسبة لاتزال على حالها منذ عام 2011، ولم تزدد إلا نقطة مئوية واحدة فقط منذ عام 1998.

وأوضح أن حصة النساء في الإخراج بلغت 9٪، ما يسجّل ارتفاعاً نسبته 4٪ عن العام المنصرم، غير أنها النسبة عينها المسجلة عام 1998. وبلغت حصة النساء في كتابة النصوص السينمائية 15٪، في حين تم تعيين 2٪ فقط من النساء في أعمال التصوير، و25٪ في أعمال الإنتاج، و20٪ في أعمال التحرير في الأفلام الـ250 الأهم لعام 2012. وفي الإجمال، أظهر التقرير، الذي قارن بين نسبة شغل النساء لهذه الوظائف المهمة في عامي 1998 و2012، أن نسبة المخرجات لم تتغير، ونسبة الكاتبات والمنتجات ازدادت قليلاً، ونسبة المنتجات التنفيذيات والمصورات تراجعت قليلاً.

وقالت الدكتور مارثا لوزان، المديرة التنفيذية في المركز، لشبكة «فوكس» الإخبارية إن «أسباب عدم تمثيل النساء بشكل كافٍ في هذه الوظائف متعدّدة ومعقدة». وأضافت أن «المثير للقلق أكثر هو عدم إحراز تقدم كبير في السنوات القليلة الماضية بهدف تقليص الفرق بين عمالة الرجال والنساء». وقالت ميليسا سيلفرستاين من موقع «إنديواي» المكرّس بصناعة الأفلام المستقلة، إن «النساء لا يشغلن مناصب كافية في أهم أفلام هوليوود، لأن هوليوود تركّز على صناعة أفلام الحركة والأبطال التي لا تحظَ النساء بفرصة إخراجها». بحسب يونايتد برس.

وأضافت أن «هوليوود هي نادٍ للرجال، حيث يعيّن الرجال أصدقاء يشعرون بالراحة ليعملوا معهم». وأشارت إلى أنه «عندما تحظى النساء بفرصة إخراج، غالباً ما يخرجن أفلاماً من الكوميديا الرومنسية، لا الأفلام التي تحتل مكاناً مهماً في الشاشة الكبيرة وتحقق مبيعات عالية».

صالات السينما

من جهة اخرى فعدد رواد السينما يتراجع، ما دفع سلسلة صالات سينما أميركية كبيرة إلى إضفاء طابع جديد على قاعاتها مع مقاعد ضخمة جد مريحة تتمتع بحيز مخصص للرجلين وجهاز تحكم إلكتروني يمكن فيها للزبون أن يشاهد الفيلم وهو ممدد. وقد وضعت هذه المقاعد في صالات سينما في ضاحية آبر ويست سايد في نيويورك.

لونها بني مائل الى الاحمر وهي شبيهة بتلك الواسعة والمريحة المعتمدة لركاب الدرجة الأولى في الطائرات. ويسمح جهاز تحكم إلكتروني موضوع إلى جانب الكرسي باختيار الوضعية المناسبة وإخراج المنصة المخصصة للرجلين. وقد ولى زمن المقاعد التي يتلامس فيها الجالسون ويحجبون النظر عن الآخرين. كما أن بعض المشاهدين يشعرون براحة كبيرة عند الجلوس في هذه المقاعد لدرجة أنهم يخلعون أحذيتهم.

وباتت 60 صالة من أصل الصالات ال 688 التي تمتلكها مجموعة "إيه إم سي" في نيويورك مزودة بهذه المقاعد الضخمة، في مقابل 7 في واشنطن وضواحيها و12 في كاليفورنيا و271 صالة في الولايات المتحدة برمتها. وتعتزم المجموعة رفع عدد هذه الصالات إلى 1582 في خلال السنوات الخمس المقبلة من أصل القاعات ال 4940 التي تديرها أو تملكها في الولايات المتحدة، بحسب المستندات التي قدمت إلى لجنة الاسواق المالية في الولايات المتحدة.

ويتم اختيار المقعد الضخم عند حجز تذاكر السينما على الانترنت، تفاديا للانتظار في الطوابير ونفاد المقاعد. وشرح راين نونان احد الناطقين باسم "إيه إم سي" "أردنا أن نحسن فعلا تجربة ارتياد صالات السينما ... من خلال إيلاء الأولوية للنوعية وليس للكمية". كما أن أكشاك تقديم الفشار والمشروبات الغازية قد نوعت منتجاتها في بعض الصالات وباتت تقدم "الدجاج والسمك والبيتزا وأكثر من 120 مشروبا" بحسب راين نونان. وثمة 10 قاعات في الولايات المتحدة تقدم حتى مأدبة عشاء للمشاهدين من هامبرغر وسمك السلمون والباستا والسلطة.

وكشفت مجموعة "إيه إم سي" أن التعديل الذي كان له أكبر تأثير حتى الآن هو اعتماد المقاعد الضخمة التي أعتمدت للمرة الأولى في صالة واحدة قبل سنتين، وذلك رغم تراجع قدرة القاعة على استيعاب المشاهدين بنسبة تراوح بين 50 و 70%. لكن هذه المقاعد لقيت إعجاب الزبائن وأدت إلى زيادة عدد رواد القاعات المجهزة بها بنسبة 84 %. بحسب فرانس برس.

وأكد راين نونان أن "عدد الزبائن ارتفع بالإضافة إلى نسبة ارتياد الصالات ... وكان من الممكن أن نكتفي بالحد الادنى من التغييرات لكننا قررنا أن نبذل أقصى جهودنا لتصبح قاعات السينما من المقاصد الترفيهية المفضلة". ولم يرتفع ثمن التذاكر كثيرا، فهي تباع بسعر 15 دولارا في مقابل 12 دولارا للصالات التقليدية. ويستحسن تفادي أوقات القيلولة أو أوقات التعب في مقاعد كهذه، إلا إذا أراد المشاهد أن ينام خلال الفيلم.

اغتصابه والتحرش

على صعيد متصل عاد نفس الرجل الذي اتهم برايان سينجر مخرج فيلم (إكس مين) X-Men بأنه اغتصبه حين كان مراهقا ليقيم دعوى قانونية جديدة ضد ثلاثة مديرين تنفيذيين في هوليوود اتهمهم فيها بالاغتصاب والتحرش الجنسي به مطالبا بتعويضات تتجاوز 10 ملايين دولار. وقال مايكل إيجان (31 عاما) الذي كان ممثلا طموحا في هوليوود وهو في سن المراهقة إن المديرين التنفيذيين التلفزيونيين جارث آنسير وديفيد نيومان والمدير التنفيذي لشركة ترفيه جاري جودارد كانوا متورطين في حلقة جنس دون السن القانونية في هوليوود أواخر عام 1999 وعام 2000 واعتدوا عليه.

وقال متحدث باسم جودارد إنه خارج البلاد في الوقت الراهن. وقال إن جودارد "سيراجع الشكوى ويرد بالشكل الملائم... بناء على فهمنا للمزاعم.. الشكوى لا أساس لها." وظهر إيجان صاحب الدعوى برفقة والدته بوني ماوند ومحاميه جيف هيرمان. وقال إيجان للصحفيين إنه واجه عاصفة انتقادات عندما رفع دعوى قضائية على سينجر الذي يعرض فيلمه (إكس مين: دايز أوف ذا فيوتشر باست) X-Men: Days of The Future Past في دور السينما الأمريكية في وقت لاحق. بحسب رويترز.

وقال إيجان "من خلال التجربة التي خضتها والتعرض للاعتداء يفهم المرء لماذا لا يكشف الضحايا عما حدث." وخلال الدعاوى القضائية التي رفعها زعم إيجان أنه اجبر على ممارسة الجنس "خلال حفلات سيئة السمعة منحلة" اقامها مدير الترفيه التنفيذي السابق مارك كولينز ريكتور وهو مرتكب جرائم جنسية مسجل. وقال محاميه هيرمان إنهم سيطالبون بتعويض مادي يتجاوز عشرة ملايين دولار وهو ما ستقرره هيئة محلفين إذا قبلت المحكمة القضية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26/نيسان/2014 - 24/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م