بدعة الإنارة الديكورية!

زاهر الزبيدي

 

يشع العالم بالضوء ليلاً فصور الأقمار الإصطناعية تشير الى أكثر مناطق الإرض إنارة في الليل فترى مناطق مشرقة بأنواع الإنارة الليزرية وترى مناطق مظلمة سوداء!.. والإنارة الديكورية لدينا المفترض ان تكون عنواناً من عناوين المدينة حين تصرف لها المليارات من خلال عقود تنظيمها ونصبها في شوارع بغداد..

 إلا إننا نلاحظ أنها أضحت منفذاً لهدر المال العام من خلال عدم صواب الإختيار لها فأغلب تلك النشرات الضوئية التي لم يمض على نصبها وتشغيلها أكثر من أشهر معدودة ؛ تعطلت كلياً أو جزئياً وأصبحت مشوهة بعد هذه الإعطال الجزئية ونخص بالذكر تلك التقليعة من الإنارة التي تسمى ديكورية التي نصبت على الجسور كما في ساحة بيروت ومجسر مدينة الشعب أو حتى تلك الأسلاك الطويلة التي تحمل إنارة والتي ربطت بين أعمدة النور على جسر البنوك والتي أستمرت لمدة أشهر معدودة لتسقط وتتناثر تحت عجلات السيارات ولا نعلم من الشريف الذي صادرها وما المبلغ الذي صرف من اجلها ؟  

لازلنا نتطاول على أموال الموازنات التي تهدر على مشاريع لا فائدة منها كان الأحرى بنا أن نستقدم المشاريع والشركات الأجنبية لتطوير تلك الانارة إذا ما تولدت لدينا الشعور بأن لها الأولوية القصوى بدل من المجاري وتنظيم الشوارع وتبليطها وتشجيرها وإنارتها بالإنارة الإعتيادية وتأثيثها مرورياً ووضع العلامات الدالة بالطرق الحديثة وصبغ أرصفتها التي تلاشت ألوانها بالأطيان من آخر سيل أمطار تفاعل مع كميات الأتربة لتصبح أطيان غطت الأرصفة ومقترباتها وأسيجتها وعلاماتها القديمة ليضيع كل شيء يدل عليها.

لغاية اليوم لم نحسن تحديد الأولويات للصرف يدفعنا الى ذلك الفساد من جهة والتخلف من جهة أخرى وعدم القدرة على الإبداع وإنتاج شيء مهم لأبناء شعبنا.. أغلب الدوائر البلدية لا تعرف كيف تبدأ مشاريعها ولمن الأولوية فيها وحال إقتراب السنة المالية من نهايتها يبدأ الإستنزاف الحقيقي المؤلم لتخصيصاتها على توافه المشاريع ووهميتها وتأثيرها على حياة المواطن.

علامة إستفهام كبيرة تتركها كل سنة مالية تمر على أبناء شعبنا في المحلات والأزقة مفادها سؤال مهم وخطير : أين ذهبت الأموال ؟ أنها تدخل وتخرج بلا واقع ملموس بالتغيير في الأحياء والأزقة.. نفايات متراكمة يصرح السيد أمين العاصمة أن عجلات النفايات تأتي المحلات كل يوم وكأنه يعيش في العراق ونحن نعيش خارجه! وشوارع محطمة وأرصفة كانت قد رصفت قبل سنة تناثر مقرنصاتها المشؤومة لتغرض الشارع.. أو أن شارع قد أكمل رصفه وتعبيده لتأتي دائرة المجاري لتدميره ومد المجاري وكأن كل دائرة في دولة من الدول لا دولة واحدة!

بربكم دعونا من تلك البدع ولنضع بصمتنا الحقيقية على شوارعنا ومحلتنا وأزقتنا بعقل وحكمة ولنتخلص من مهزلة الصرف غير المبرر والمشاريع البائسة.. فقد طفح الكيل.. حفظ الله العراق.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 12/نيسان/2014 - 10/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م