كوكب الأرض.. اسرار وأسئلة من دون أجوبة!

 

شبكة النبأ: يعد كوكب الأرض مسكنًا مهماً لملايين الأنواع من الكائنات الحية بما فيها الإنسان، فلا يزال كوكبنا الأخضر محط اهتمام العلماء والباحثين الساعين الى معرفة المزيد من اسرار وعجائب عن هذا الكوكب المهم، وذلك من خلال اعداد البحوث والدراسات العلمية التي أسهمت بالحصول على معلومات جديدة عن تكوين الأرض وتاريخها والتعرف على أشكال والخفايا الحياة السابقة، كما قد تسهم بإيجاد حلول علمية للكثير من التحديات والمشاكل المتفاقمة التي اصبحت تهدد الحياة بصوره عامة.

فيما أعطت الدراسات الحديثة حول كوكب الأرض ابحاثا علمية رصينة بدءً من تطور الحياة الى التكهنات حول المستقبل الكوكب وماهية استمرار الحياة عليه، ومع ذلك لا تزال الكثير من الأسئلة من دون أجوبة حول مكنونات الأرض وما تحتويه وهو ما جعل من مسكن البشر دوامة إسرار قيد البحث.

الموت العظيم

وفي هذا الشأن فقد قال باحثون إن ميكروبا نشر كمية هائلة من غاز الميثان في المجال الجوي للأرض هو الذي فجر كارثة حدثت قبل 252 مليون عام تعرف باسم "الموت العظيم" تسببت في القضاء على 90 في المئة من الأنواع البحرية و70 في المئة من الحيوانات الفقرية التي كانت تعيش على الارض. وقدم الباحثون هذه النظرية الافتراضية في مسعى لحل واحد من الألغاز العلمية القديمة المستعصية لمعرفة ما حدث في نهاية العصر البرمي التي شهدت أسوأ انقراض جماعي أو ما يعرف باسم "الموت العظيم" الذي كان من بين خمس موجات انقراض في تاريخ المعمورة.

ويتضاءل أمام حجم هذه الكارثة تلك التي انقرضت فيها الديناصورات قبل 65 مليون عام حين اصطدم بالأرض كويكب قطره عشرة كيلومترات. والميكروب المتهم هو (ميثانوسارسينا) الذي ينتمي الى مملكة الكائنات ذات الخلية الواحدة والذي يختلف تماما عن بكتيريا تعرف باسم اركيا وهي بلا نواة وعن تركيبات الخلية المعتادة. وقال جريج فورنيار أحد الباحثين الذين عرضوا هذه النظرية "يمكنني القول ان الانقراض الذي حدث في نهاية العصر البرمي كان أقرب نقطة للانقراض الكامل للمملكة الحيوانية."

وأضاف "الكثير ان لم يكن غالبية المجموعات الحية من الكائنات لم تتمكن من الاستمرار وأنواع قليلة فقط هي التي نجت وكان ذلك بالصدفة في أحيان كثيرة." وتحدثت نظريات أخرى من قبل بشأن الانقراض في العصر البرمي عن اصطدام كويكب وعن بركان هائل. ويقول الباحثون ان هناك حاجة للبحث عن المذنب الحقيقي. ويضيفون ان هذا الميكروب (ميثانوسارسينا) يتواجد في البحار وانه يطلق كميات هائلة من غاز الميثان في المجال الجوي للأرض. وتسبب هذا الميكروب في ارتفاع درجة الحرارة وغير طبيعة المحيطات ورفع مستويات الحموضة مما جعل الأحوال المعيشية غير مواتية تماما لعدد كبير من الانواع. بحسب رويترز.

واختفت من الكون تماما كائنات ثلاثية الفص تنتمي الى طائفة المفصليات المنقرضة منذ مئات الملايين من السنين. بينما تفادت كائنات بحرية أخرى خطر الانقراض من خلال العيش داخل القواقع والأصداف. أما على الأرض فقد نفقت كل الزواحف التي تشبه الثدييات باستثناء حفنة من الذريات من بينها أسلاف الثدييات المعاصرة ومنها الانسان.

تطور الحياة

من جانب اخر فربما كان ما يعرف باسم الإنفجار الكمبري -وهو منعطف رئيسي في تاريخ الحياة على وجه الأرض حين ظهرت فجأة إلى الوجود أعداد هائلة من أنواع الحيوانات قبل نصف مليار عام- أكبر حجما عما كان يعتقد من قبل. وتعرف العلماء على كائن بحري غريب يرجع تاريخه الى 520 مليون عام وهو يشبه في وقتنا المعاصر الى حد بعيد الحوت الباليني الضخم الشبيه بالحوت الازرق وأسماك القرش. ويقول العلماء إن هذا الكائن تطور من مخلوق مفترس شرس ليصبح مجرد صياد متواضع لحيوانات صغيرة من تحت سطح الماء.

وهذا المخلوق الذي أطلق عليه الإسم العلمي تاميسيوكاريس بوريلس أحد الأقارب البدائيين لمفصليات الأرجل وهي مجموعة حيوانية منها القشريات والحشرات والعناكب. ولا يوجد مثيل لهذا الكائن الآن. وقال الباحثون إنه عثر على بقايا هذا الكائن في حفرية عام 2009 في أقصى الطرف الشمالي لجزيرة جرينلاند. وأضافوا ان هذا الكائن ينتمي لمجموعة قريبة الشبه من كائن انومالوكاريس الذي ظهر في العصر الجيولوجي الكمبري والذي عثر عليه في موقع حفريات بكندا. وقال العلماء إن الكائن كان من أضخم المفترسات على وجه البسيطة ويتميز بشكله الغريب.

ويقول جيكوب فينتر عالم الكائنات القديمة من جامعة بريستول البريطانية مشرف البحث الذي نشرته دورية (نيتشر Nature) إنه في حين ان طول كائن تاميسيوكاريس 70 سنتيمترا فقط الا انه كان من اضخم الكائنات الحية في ذلك الوقت. وقال فينتر "لقد كان عملاقا رقيقا. الا انه لم يكن حوتا ولا سمك القرش بل تطور ليصبح كائنا شبيها بذلك." بحسب رويترز.

ومثله مثل ابن عمومته المفترس انومالوكاريس كان لدى تاميسيوكاريس زوج من الزوائد الشوكية في مقدمة الجسم لاقتناص الفريسة وله زوج من الأعين تشبه العيون المركبة للحشرات وفم دائري وله ما يشبه الزعانف للسباحة وليس له أرجل. وعاش جنبا الى جنب مع الأسماك البدائية وهي من أقدم الفقاريات والاسفنجيات وقناديل البحر وسرطان البحر (السلطعون). وشهد العصر الكمبري منذ 542 مليون عام -وهو حقبة مهمة في تاريخ نشوء وتطور الحياة على وجه المعمورة- أول ظهور لمجموعات حيوانية رئيسية.

حفريات في الصين

على صعيد متصل قال فريق دولي من العلماء إن طائفة مذهلة من الحفريات الجيدة الحفظ التي اكتشفت في شمال شرق الصين على مدار العقدين الماضيين تمثل إطلالة فريدة على الحياة قبل 160 مليون سنة أي أثناء العصر الجوراسي. ومن بين هذه الحفريات المثيرة ديناصورات غريبة ذات ريش وأحد الزواحف الطائرة وأقدم نوعين معروفين من الحيوانات الثديية الطائرة والمائية وحيوان السلمندر.

وكتب العلماء في دورية الفقاريات والحياة القديمة يقولون إن هذه الحفريات النباتية والحيوانية تمثل معا توليفة بيئية متميزة لاشكال حياة كانت متزامنة تجمعها ظروف بيئية واحدة. والسجل الحفري للحياة على الارض غير مكتمل اذ لاتزال بعض الحقب الزمنية مجهولة. غير ان هذا لا ينطبق على حالة ما اسماه هؤلاء العلماء بطائفة كائنات داوهوغو الحية نسبة إلى قرية في المنطقة التي اكتشفت فيها هذه الحفريات.

وقال كوروين سوليفان من معهد علوم الحفريات الفقارية في بكين الذي قاد البحث "إنها اطلالة جيدة لا مثيل لها على هذا العصر وذاك المكان." وقال عالم الحياة القديمة ديفيد هون من جامعة كوين ماري بلندن "كان عصر حدثت فيه الكثير من التغيرات المثيرة ..ففيه ظهرت الديناصورات ذات الريش والحيوانات الثديية الغريبة والاسماك والسحالي." واكتشفت الحفريات في اقليم لياونينغ الغربي ومناطق قريبة منه. كانت هذه المنطقة مليئة بالأشجار والبحيرات وزاخرة بالحياة قبل 160 مليون سنة. بحسب رويترز.

وكان مستوى جودة حفظ الحفريات مثاليا فلا يوجد إلا بضعة أماكن أخرى في العالم بها حفريات مماثلة بحالة جيدة. ويعتبر العلماء انفسهم محظوظين حتى اذا تحولت الاجزاء الصلبة من الحيوان مثل العظام والاسنان إلى حفريات أما في داوهوغو فتظهر الكثير من الحفريات ذات الانسجة الرخوة مثل الريش والفرو والجلد وحتى الخياشيم الخارجية في بعض حيوانات السلمندر. والعصر الجوراسي هو ثاني العصور الثلاثة للحقبة الوسطى التي يطلق عليه أحيانا عصر الديناصورات. ويجيء العصر الترياسي قبل الجوراسي ويليه العصر الكريتاسي.

كهوف أمريكا الجنوبية

من جانب اخر اكتشف باحثون من تشيلي وفرنسا شبكة من الكهوف تحت الأرض في جزيرة نائية في باتاجونيا بأمريكا الجنوبية مما قد يوفر معلومات مهمة عن كيفية تشكل القارات. وعثر الفريق على نحو 20 كهفا من الحجر الجيري قبل أيام خلال رحلة لاجراء أبحاث في جزيرة دييجو الماجرو قبالة سواحل تشيلي. واحتاج العلماء للنزول بحبال والغوص تحت الماء للوصول الى الكهوف التي يوجد بعضها تحت عمق بلغ نحو 50 مترا.

وعثر الفريق على رسومات جدارية وبقايا عظام خلفها أناس ينحدرون من سلالة الكاويسكار وهم السكان الاصليون للمنطقة مما يساعد الباحثين في تحديد عمر الكهوف. وقالت الباحثة ناتاليا موراتا "يمكن ان تصنع نماذج لمناطق انفصلت عندها القارات وقد تكون هذه (الكهوف) واحدة منها." بحسب رويترز.

ويمثل الكشف أحدث حلقة في سلسلة من عمليات الاستكشاف التي يقوم بها مركز تير الفرنسي الذي عثر على انواع في الكهوف تنتمي لصخور اكتشفت في مناطق أخرى مما يقدم معلومات عن كيفية انفصال القارات. ويعتقد العلماء ان القارات تتحرك نتيجة الصفائح التكتونية وان خريطة الارض كانت مختلفة تماما منذ ملايين السنين عن شكلها الحالي.

صخور ضخمة

في السياق ذاته أعلن باحثون عثورهم على صخور ضخمة من مادة الغرانيت في عمق سواحل ريو دي جانيرو، مما زاد من ترجيحات عثورهم على "مدينة ضائعة" مشابهة لأطلانتيس. وأعلن فريق بحث مشترك برازيلي-ياباني، على موقع مركز الأبحاث في عمق البحار الياباني، أنهم عثروا على صخور الغرانيت في عمق المحيط على بعد 900 ميل من سواحل ريو دي جانيرو.

والغرانيت لا يوجد عادة إلا في المناطق الجافة، وهو ما يعني أن جزيرة أو قارة أو قطعة من الأرض كانت توجد في نفس المنطقة التي تقول نظريات إن "أطلانتيس" كانت تقع فيها. ومعظم الموسوعات العلمية أمثال Britannica و Encarta تعرِّف قارة أطلانتس استناداً الى كتابي "Criteaus" و "Timaeus" لأفلاطون الذي تحدث عن وجود هذه القارة المفقودة .

فموسوعة انكارتا الحديثة تذكر أن المحيط الأطلسي و جبال الأطلس في منطقة المغرب العربي اشتقت أسماؤهما من اسم أطلس ، ملك تلك القارة المفقودة حسب قول أفلاطون الذي ارتكز على معلومات نقلت من كهنة مصريين الى الرحّالة اليوناني صولون. كما أن بعض الشعوب ما زالت تحتفظ بتسميات مشابهة لقارة أطلانتس. ففي شمالي شرقي أفريقيا ثمة قبائل يعرفون بشعب Atlantes و Atarantis تحدثوا في تقاليدهم الموروثة عن قارة تدعى Attala غرقت في البحر وستعود يوما للظهور. بحسب CNN.

أما الباسك في فرنسا فيتحدثون عن نفس القارة تماما مثل أساطير البرتغال وفي جنوب إسبانيا الملقب يقال إنّ جزر الكناري التي تقع جنوب غرب المغرب في المحيط الأطلسي كانت جزءا" من القارة المفقودة و يدعونها Atalaya. وفي ملحمة مهابهاراتا يأتى على ذكر Attala أي الجزيرة البيضاء وهي قارة تقع غرب المحيط بعيدة بمقدار نصف الأرض عن الهند. كما أنّ شعوب المكسيك القدامى المعروفين بال Aztecs أطلقوا على قارتهم المفقودة اسم Aztlan التي كانت تقع شرق المكسيك بحسب قصصهم المتوارثة فهم يؤمنون بأنهم انحدروا من تلك القارة. ويعتقد أحد الباحثين من الفريق الذي عثر على الغرانيت، أنّه من الممكن أن تكون المنطقة التي عثر فيها على الصخور هي نفسها التي تتحدث عنها شعوب الهند والأزتك. ويعتقد باحث آخر أنه من الممكن أن لا يكون الأمر مختلفا بين القارتين الضائعتين حيث أن قارتي أفريقيا وأمريكا الجنوبية كانتا متلاصقتين.

مون بلان والجزيرة الجديدة

على صعيد متصل اعيد قياس ارتفاع جبل مون بلان وهو اعلى قمة في اوروبا الغربية وحدد ب 4810,02 امتار اي 42 سنتمترا اقل من العام 2011 على ما اعلن المعهد الوطني الفرنسي للمعلومات الجغرافية والحرجية. وفي ايلول/سبتمبر الماضي حددت نقابة مهندسي المساحة ان الارتفاع هو 4810,06 امتار في ختام مهمة قياس على اعلى قمة في جبال الالب.

ويقاس ارتفاع مون بلان الواقع بين ايطاليا وفرنسا كل سنتين منذ العام 2001. وفي العام 2011 خلال اخر مهمة قياس كان ارتفاع القمة 4810,44 امتار. وبنتيجة هذه القياسات حدد المعهد الوطني الفرنسي للمعلومات الجغرافية والحرجية ان ارتفاع مون بلان هو 4810,02 امتار على ما جاء في بيان. واوضح المعهد ان هذا القياس "اتى نتيجة حساب نسبي يستند الى حوالى عشر محطات "جي بي اس" تابعة للمعهد (..) واقعة على اقل من 200 كيلومتر من مون بلان التي تسجل القياسات على مدار الساعة". واضاف ان "هذا الحساب يحسن من خلال البيانات الفائقة الدقة للاقمار الاصطناعية لنظام "جي بي اس".

ويتفاوت ارتفاع اعلى قمة في جبال الالب وفقا للهواء والمتساقطات. فكلما كانت المتساقطات اقوى والهواء ضعيفا كلما تراكمت الثلوج في الاعالي مما يؤدي الى زيادة الغطاء الجليدي الذي يغطي القمة الصخرية. وانتقل مون بلان من ارتفاع 4808 امتار في 2003 الى حوالى 4811 العام 2007. ولم ينزل تحت عتبة 4810 امتار مذ مهمة العام 2005 حيث بلغ ارتفاعه 4808,75 امتار.

الى جانب ذلك باتت الجزيرة الجديدة التي ظهرت على بعد ألف كيلومتر تقريبا عن جنوب طوكيو تزداد كبرا وتندمج مع جزيرة أخرى، بحسب ما كشف خفر السواحل اليابانيون. وجاء في بيان صادر عن خفر السواحل أن "الجزيرة الجديدة تطال في موقعين فوق سطح المياه جزيرة نيشينوشيما المحاذية. وهما تندمجان معا".

وقد اكتشف هذا الاندماج التدريجي خلال إحدى الرحلات الاستكشافية التي يقوم بها خفر السواحل بانتظام لتتبع وضع هذه الجزيرة الصغيرة التي أبصرت النور في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر وسط أرخبيل أوغاسوارا إثر نشاط بركاني كثيف. وشرح خفر السواحل في بيانه أن "ثورانا بركانيا يحدث كل 30 ثانية إلى دقيقة"، مشيرا إلى دور المقذوفات البركانية في توسع الجزيرة. وأوضح أحد الأساتذة المحاضرين في معهد الأبحاث البركانية التابع لجامعة طوكيو الصناعية "نظرا للنشاط البركاني الكثيف، يمكن القول إن الصهارة النابعة من الأعماق تزداد". بحسب فرانس برس.

وهذه هي المرة الاولى التي تسجل فيها هذه الظاهرة في المنطقة منذ 40 عاما. ففي ايلول/سبتمبر 1973 ظهرت جزيرة صغيرة سميت "شينشيما-نيشينشيما" وقد اتت الامواج على جزء كبير منها منذ ذلك الحين. الا ان جزءا منها لا يزال موجودا. ومنذ العام 1945، ونهاية الحرب في المحيط الهادئ، رصدت اربع الى خمس جزر من هذا النوع في المنطقة. ويبدو أن حظوظ صمود هذه الجزيرة الجديدة التي بدت هشة في البداية تزداد>

انفجارات مدمرة

من جهة اخرى قال باحثون امريكيون ان الكرة الأرضية تفادت بأعجوبة في عام 2012 انفجارات شمسية قوية كانت ستلحق ضررا شديدا بشبكات الكهرباء وتعطل عمل الاقمار الصناعية في الفضاء. وقالت جانيت لومان الباحثة الفيزيائية بجامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي ان الانفجارات كانت ستحدث دمارا في المجال المغناطيسي للأرض يعادل شدة العاصفة الشمسية في 1859 والتي عرفت باسم حدث كارينجتون وكانت اكبر عاصفة مغناطيسية شمسية تسجل على الاطلاق. وقالت لومان في بيان "لو ضربت الأرض لكانت على الارجح في نفس شدة (العاصفة) الكبيرة في 1859 لكن تأثيرها اليوم في ظل وجود التكنولوجيا الحديثة سيكون هائلا."

وذكرت دراسة في 2013 إن عاصفة شمسية كتلك التي عصفت بالأرض في 1859 قد تكبد الاقتصاد العالمي الحالي خسائر تقدر بحوالي 2.6 تريليون دولار. وأوضحت لومان ان انفجارات هائلة لرياح شمسية ومجالات مغناطيسية حدثت بالفضاء في 23 يوليو تموز 2012 كانت ستتجه مباشرة الي الارض لو وقعت قبل ذلك التاريخ بتسعة أيام.

وأضافت ان الانفجارات التي يطلق عليها الانبعاثات الاكليلية الضخمة حملت باتجاه الجنوب مجالات مغناطيسية وكانت ستصطدم بالمجال الأرضي المتجه شمالا مما يسبب تحولا في الموجات الكهربائية يحدث على الارجح تحولات كهربائية تشعل نيران. وقالت ان المجالات ايضا كانت ستتداخل مع الاقمار الصناعية. بحسب رويترز.

وكان هذا الحدث الذي كشفته مركبة الفضاء ستريو ايه التابعة لإدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) موضوع دراسة اعدتها لومان وعدد اخر من الباحثين ونشرت في دورية نيتشر كوميونيكشن. وقالت لومان في دراستها انه رغم ان الانبعاثات الاكليلية الضخمة قد تحدث بضع مرات في اليوم اثناء دورة الشمس الاكثر نشاطا التي تستغرق 11 عاما إلا ان الانفجارات تكون في الغالب صغيرة او ضعيفة مقارنة بحادثي 2012 و1859. واضافت انه بدراسة الصور التي التقطتها المركبة المعنية بمراقبة الشمس يستطيع العلماء فهم الانبعاثات بشكل افضل والتنبؤ بالعواصف الشمسية المغناطيسية في المستقبل.

صورة جديدة

على صعيد متصل قالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن مسبارا فضائيا آليا على بعد نحو 1.5 مليار كيلومتر من الأرض حول أنظاره بعيدا عن كوكب زحل وأقماره العديدة ليلتقط صورة للأرض. وتظهر الصورة التي التقطها المسبار الأرض على شكل نقطة صغيرة جدا زرقاء اللون وكانت أصغر وباهتة أكثر من صور أخرى سابقة وكان في المقدمة كوكب زحل وحلقاته. وقالت ليندا سبيلكر كبيرة العلماء لسفينة الفضاء (كاسيني) في مختبر الدفع النفاث في باسادينا بولاية كاليفورنيا في بيان "لا يمكننا أن نرى القارات أو الناس في هذه الصورة للأرض لكن هذه النقطة الزرقاء الباهتة هي ملخص بالغ الايجاز لما كنا عليه في 19 يوليو."

والتقطت كاسيني الصورة في نفس اليوم الذي التقط فيه المسبار ميسنجر التابع لناسا الذي يدور حول عطارد صورة أيضا. وفي تلك الصورة تشغل الأرض والقمر أقل من بيكسل واحد. وقال شون سولومون كبير العلماء لمسبار ميسنجر من جامعة كولومبيا في نيويورك في بيان "هاتان الصورتان لكوكبنا أتيحتا في يوم واحد من نقطتين مختلفتين بالمجموعة الشمسية وتذكرانا بالإنجازات المذهلة التي حققها هذا البلد في استكشاف الكواكب." بحسب رويترز.

وقالت رائدة الفضاء كارولين بوركو التي تشرف على فريق تصوير كاسيني في معهد علوم الفضاء في بولدر بولاية كولورادو "يبرز الحدث برمته بالنسبة لي نضجنا كمستكشفين للفضاء." وعادة لا تنظر سفن الفضاء وهي على مسافات بعيدة في المجموعة الشمسية إلى الأرض لتجنب تدمير معداتها بسبب أشعة الشمس المباشرة. وفي هذا الوقت حجبت الشمس لفترة مؤقتة بالنسبة لكاسيني مما أتاح لها التقاط الصورة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/نيسان/2014 - 3/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م