التغيرات المناخية... كارثة كامنة تهدد استقرار العالم

 

شبكة النبأ: المخاوف العالمية من تأثيرات تغير المناخ على كوكب الارض، تزداد يوما بعد يوم نتيجة ازدياد الأنشطة البشرية، التي تسببت بإحداث العديد من الكوارث والمتغيرات البيئية الخطيرة التي اثرت بشكل سلبي على الحياة، ويرى الخبراء في هذا الشأن ان التغيرات المناخية باتت تشكل تهديدا كبيرا للأمن والسلام في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من كل المعالجات التي تقوم بها الجهات المعنية على المستوى العالم، يتضح من خلال الدراسات والتقارير حول سبل احتواء ظاهرة التغيير المناخي أن أداء الأسرة الدولية في هذا المجال ضعيف وأنه قد يكون كذلك في المستقبل القريب.

حيث اسهمت الانشطة الصناعية المتواصلة والمتمثلة بإحراق الوقود الأحفوري وغيره من الانشطة الاخرى، في إطلاق كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة التي كانت سببا مباشر بارتفاع درجة حرارة الأرض، التي وصلت وبحسب بعض التقارير والبحوث الى ارقام قياسية، فخلال المائة سنة الماضية ارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار 0.75 درجة سلسيوس تقريباً، وعلى مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية تسارع معدل الاحترار العالمي بأكثر من 0.18 درجة سلسيوس في كل عقد. ومستويات سطح البحر آخذة في الارتفاع والأنهار الجليدية آخذة في الذوبان كما أن أنماط الهطول آخذة في التغيّر. والظواهر الجوية المتطرفة تزداد شدة وتواتراً.

وبحسب بعض الخبراء فان الارتفاع الشديد في درجات حرارة الجو ستكون له نتائج سلبية على صحة الإنسان، وقد تكون سببا مهما في ارتفاع نسب الوفيات التي تنجم عن الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية، وخصوصاً بين المسنين. فعلى سبيل المثال سُجل أكثر من( 70 الف) وفاة إضافية أثناء موجة الحر التي حدثت في صيف عام 2003 في أوروبا. كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد مستويات الأوزون وسائر الملوثات الموجودة في الهواء، الأمر الذي يزيد الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية تفاقماً. ويتسبب تلوث الهواء في المناطق الحضرية في نحو 1.2 مليون وفاة سنوياً.

وفي الحر الشديد ترتفع مستويات حبوب اللقاح وسائر المواد الموجودة في الهواء والمسببة للحساسية. ويمكن أن يتسبب ذلك في الإصابة بالربو، وهو مرض يعاني منه 300 مليون شخص تقريباً. ومن المتوقع أن يزداد هذا العبء بفعل الزيادة المستمرة في درجات الحرارة. ومنذ الستينات من القرن العشرين زاد عدد ما تم الإبلاغ عنه من الكوارث الطبيعية ذات الصلة بالأحوال الجوية أكثر من ثلاث مرات على الصعيد العالمي.

وفي كل عام تتسبب هذه الكوارث في أكثر من 000 60 وفاة معظمها في البلدان النامية. من المرجح أن يتسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغيّر أنماط الهطول في انخفاض إنتاج الأغذية الأساسية بمقدار 50% في كثير من أشد المناطق فقراً في بعض البلدان الأفريقية بحلول عام 2020. وسيؤدي ذلك إلى زيادة معدل انتشار سوء التغذية ونقص التغذية، وهما يتسببان حالياً في 3.5 مليون وفاة سنوياً.

ذوبان اخر منطقة مستقرة

وفي هذا الشأن باتت اخر منطقة مستقرة في الغطاء الجليدي في غرينلاند التي قاومت الاحترار المناخي لفترة طويلة، تذوب بدورها ما يزيد من مساهمة هذه المنطقة من العالم في ارتفاع مستوى مياه البحار على ما ظهرت دراسة جديدة. وتفيد الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر كلايمت تشاينج" عبر الانترنت ان ارتفاعا كبيرا في الحرارة منذ العام 2003 سرع في ذوبان الثلوج المتأتية من "نهر جليدي" كبير يقع في شمال شرق غرينلاند.

وتفيد التقديرات ان الغطاء الجليدي في شمال شرق غرينلاند قد خسر حوالى 10 مليارات طن من الجليد سنويا بين نيسان/ابريل 2003 ونيسان/ابريل 2012 على ما افاد الباحثون. وذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند هو من اكبر المساهمين في ارتفاع مستوى مياه البحر المسجل في السنوات العشرين الاخيرة ويشكل 0,5 ملم سنويا من معدل الارتفاع السنوي الذي يصل الى 3,2 ملم في السنة على ما اضاف هؤلاء. وينسب جزء مهم من هذه المساهمة الى تسارع ذوبان الغطاء الجليدي في جنوب شرق غرينلاند وشمال غربها.

وكانت المنطقة الشمالية الشرقية تعتبر حتى الان "مستقرة" منذ "اكثر من ربع قرن". الا ان "ارتفاع الحرارة في المنطقة" شكل كبير منذ العام 2003 سرع ذوبان الجليد فيها. وقال مايكل بيفيس استاذ علوم الارض في جامعة اوهايو (اوللايات المتحدة) "يدبو الان ان كل اطراف الغطاء الجليدي باتت غير مستقرة". وشدد العلماء على ان مساهمة المنطقة الجديدة لم تأخذ في الاعتبار بعد في التوقعات الطويلة الامد لارتفاع مستوى مياه البحر. بحسب فرانس برس.

وفي ايلول/سبتمبر الماضي كان الخبراء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ رفعوا التوقعات المتعلقة بارتفاع مستوى المحيطات وهي ظاهرة تشكل تهديدا للجزر الصغيرة في المحيط الهادئ فضلا عن الكثير من المدن الاسيوية الساحلية الكبيرة او تلك الواقعة على شاطئ الولايات المتحدة الشرقي. وتحدث الخبراء يومها عن ارتفاع مستوى مياه البحر 26 الى 82 سنتمترا بحلول نهاية القرن الحالي. وهذا الارتفاع ينسب الى ذوبان الجليد في غرينلاند وانتركتيكا فضلا عن الجليد الارضي والتوسع الحراري للمياه.

ظاهرة النينو

في السياق ذاته يحتمل على نحو متزايد ان تعود ظاهرة النينو المناخية التي تؤدي الى الجفاف في بعض مناطق العالم في حين تسبب فيضانات في مناطق اخرى هذا العام لتضر بذلك بانتاج محاصيل غذائية رئيسية مثل الارز والقمح والسكر. وتزيد ظاهرة النينو وهي كلمة اسبانية تعني ولد من ارتفاع درجة حرارة سطح البحر في المحيط الهادي وتحدث ما بين كل اربع الى 12 عاما. وتم تسجيل اسوأ موجة من هذه الظاهرة في اواخر التسعينات حيث اودت بحياة الفي شخص وتسببت في دمار قدرت قيمته بمليارات الدولارات.

وفي حال كانت ظاهرة النينو قوية فانها قد تؤدي الى ذبول محاصيل في استراليا وجنوب شرق اسيا والهند وافريقيا في حين تشهد مناطق اخرى من العالم مثل الشرق الغربي للولايات المتحدة والبرازيل هطول امطار. وفي حين مازال العلماء يتناقشون حول شدة النينو حذر مكتب الارصاد الجوية الاسترالي والمركز الامريكي للتوقعات المناخية من تزايد فرص ضرب هذه الظاهرة للأرض مرة هذا العام.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي ان هناك "احتمالا كبيرا" لوصول موجة ضعيفة من ظاهرة النينو منتصف العام الجاري. وقالت فانيسا تان محللة الاستثمارات في فيليب فيوتشرز بسنغافورة ان "العالم مستعد لوصول ظاهرة النينو التي في حال تأكدها يمكن ان تنزل الخراب على الامداد وتؤدي الى ارتفاع الاسعار بصورة جنونية". واي قطع للامداد سيكون في نفس الوقت الذي تضررت فيه العديد من المحاصيل بالفعل جراء الطقس غير الملائم حيث ان النصف الشمالي من الكرة الارضية في قبضة شتاء قارس.

الى جانب ذلك حذر المركز الأمريكي للأرصاد الجوية من ان ظاهرة النينو المناخية قد تحدث قريبا اثناء فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وتزيد ظاهرة النينو -وهي كلمة اسبانية تعني ولد- من ارتفاع درجة حرارة سطح البحر وتحدث ما بين كل اربعة أعوام الى 12 عاما. وفي اقوى تنبؤ له في حوالي 18 شهرا لاحتمال عودة ظاهرة النينو قال المركز في نشرته الشهرية إن الأحوال العادية للظاهرة ستستمر على الأرجح حتى فصل الربيع لكن توجد فرصة نسبتها 50 بالمئة لتغير الأحوال المناخية اثناء فصل الصيف أو الخريف.

ويتسق التنبؤ الأحدث للمركز الأمريكي للأرصاد الجوية مع توقعات اثارها خبراء أرصاد عالميون آخرون باحتمال عودة ظاهرة النينو هذا العام. وغير المركز عمله لرصد الظاهرة للمرة الأولى منذ اكتوبر تشرين الأول عام 2012. وحدوث موجة الجفاف بسبب ظاهرة النينو في جنوب شرق آسيا واستراليا قد يكون مدمرا خاصة في هذه المناطق لانها تنتج بعضا من المواد الغذائية الأساسية في العالم مثل قصب السكر والحبوب. بحسب رويترز.

وقال فيليب فيدا خبير الأرصاد بخدمة الأرصاد الجوية (ام.دي.ايه) إن اخر مرة اجتاحت فيها ظاهرة النينو العالم كانت في صيف عام 2009 وانخفضت معها درجات الحرارة في النصف الشمالي من الكرة الارضية. وضربت النينو بشكل اكثر حدة عام 1998 عندما ادت الأحوال المناخية النادرة إلى مقتل اكثر من الفي شخص وسببت خسائر بمليارات الدولارات في المحاصيل والبنية الأساسية والمناجم في استراليا واجزاء اخرى من آسيا.

زيادة موجات الحر

من جانب اخر أظهرت دراسة أن موجات الحر الشديد ازدادت في أنحاء مختلفة من العالم على مدار الأعوام الخمسة عشر الماضية رغم تباطوء وتيرة ظاهرة الاحتباس الحراري. وتعتبر الارتفاعات الشديدة في درجات الحرارة من الاثار المدمرة لتغير المناخ حيث يمكنها أن تتسبب في زيادة معدلات الوفاة خاصة بين كبار السن وفي تدمير المحاصيل الزراعية وإلحاق الضرر بكل شيء بداية من المياه حتى امدادات الطاقة.

وقال علماء في سويسرا واستراليا وكندا في دورية (نيتشر كلايمت تشينج) "تظهر البيانات زيادة مستمرة في الموجات شديدة الحرارة على الارض أثناء ما توصف بثغرة الاحتباس الحراري العالمي." وأسفرت موجة حارة اجتاحت روسيا في عام 2010 عن مقتل أكثر من 55 الف شخص بينما تسببت موجة اخرى اجتاحت اوروبا في عام 2003 في وفاة 66 الف شخص. وسجلت باكستان درجة حرارة بلغت 53.5 درجة مئوية في عام 2010 وهي أعلى درجة حرارة تم تسجيلها في آسيا منذ عام 1942.

وتباطأت وتيرة ارتفاع درجات الحرارة على سطح كوكب الارض عنها في القرن العشرين وأرجع باحثون ذلك إلى عوامل من ضمنها امتصاص المحيطات لمزيد من الحرارة إلى جانب التلوث الذي يحجب ضوء الشمس وثوران البراكين. وأظهرت مراجعة للمنظمة العالمية للارصاد الجوية العام الماضي أن 56 دولة سجلت ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة في الفترة بين عام 2001 وعام 2010 بينما سجلت 14 دولة انخفاضات قياسية في درجات الحرارة. بحسب رويترز.

وسجلت بريطانيا ارتفاعا قياسيا في درجة الحرارة بلغ 38.5 درجة مئوية في عام 2003 بينما سجلت ايرلندا الشمالية درجة حرارة منخفضة قياسية بلغت 11.3 درجة مئوية تحت الصفر في عام 2010. وأبلغ ميشيل جارود مدير المنظمة اجتماعا في جنيف أن 13 عاما من بين أعلى 14 عاما حرارة سجلت منذ عام 2000. وأضاف "لا نشهد ما يمكن أن أصفه بتوقف في ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم ".

الانبعاثات البركانية و الرياح التجارية

على صعيد متصل أظهرت دراسة أن الثورات البركانية الصغيرة تساعد في تفسير تباطؤ في ارتفاع درجة حرارة الارض هذا القرن عن طريق قيامها بحجب أشعة الشمس وتعويض ارتفاع في انبعاث الغازات الحابسة للحرارة إلى مستويات قياسية . وتقول الدراسة إن ثوران 17 بركانا على الاقل منذ عام 2000 ومن بينها بركان نابرو في اريتريا و كاساتوتشي في الاسكا و ميرابي في اندونيسيا أدى إلى انبعاث الكبريت الذي يتجاهل علماء المناخ حتى الان إلى حد كبير تأثيره الحاجب لاشعة الشمس.

وتباطأت وتيرة ارتفاع درجة الحرارة على سطح الارض منذ ارتفاع استثنائي في عام 1998 وهو ما يؤيد وجهة نظر المشككين في ضرورة حدوث تحول عاجل يتكلف تريليونات الدولارات من الوقود الاحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة لمكافحة الاحتباس الحراري. وقد يعزز تفسير هذا التباطؤ دعم إتفاقية الامم المتحدة للمناخ التي من المقرر أن توافق عليها 200 حكومة تقريبا في قمة في باريس في اواخر عام 2015 لتفادي المزيد من الفيضانات والجفاف وموجات الحرارة الساخنة وارتفاع منسوب البحر.

وقال بنيامين سانتر من معمل لورنس ليفمور الوطني في كاليفورنيا وهو المشرف الرئيسي على الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر جيوساينس التي تعطي اكثر التقارير المفصلة حتى الان عن الاثر المبرد للبراكين " هذه قصة بحثية معقدة " وقال عن الدراسة التي شارك فريق من الخبراء الامريكيين والكنديين " البراكين جزء من الاجابة لكن ليس هناك عامل مسؤول بشكل كامل عن هذا التباطؤ. "

البراكين عامل يصعب التنبؤ به في التغيير المناخي والثورات الكبرى واحدثها ثورة بركان ماونت بيناتوبو في الفلبين عام 1991 تستطيع ان تحد من أشعة الشمس على مستوى العالم لسنوات. وقال سانتر إن العوامل الاخرى مثل التراجع في الاشعة الناتجة عن الشمس بسبب دورة طبيعية للبقع الشمسية او زيادة انبعاث الغازات الحابسة للحرارة من الصين يمكن ايضا ان تفسر التباطوء الحديث في الاحترار العالمي. وتقترح الدارسة أن البراكين مسؤولة عما يصل إلى 15 % من الاختلاف بين الحراراة المتنبأ بها والمسجلة هذا القرن.

الى جانب ذلك قال باحثون إن رياحا أقوى من المعتاد خففت من حرارة سطح المحيط الهادي هي وراء التباطؤ المؤقت في ارتفاع درجة حرارة الأرض منذ بداية القرن الواحد والعشرين. وكان باحثون في اللجنة الدولية للتغيرات المناخية قالوا في العام الماضي إن وتيرة الارتفاع في درجة حرارة سطح الأرض تباطأت خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية رغم الارتفاع المطرد في انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري التي يعتبرها الكثيرون مسؤولة عن التغير المناخي.

وربط بحث سابق بين التباطؤ في ارتفاع الحرارة وعوامل منها تراكم هواء ملوث في الجو يحجب اشعة الشمس او تراجع الطاقة الناتجة من الشمس. واقترحت ابحاث اخرى ان السبب قد يكون امتصاص المحيطات العميقة للمزيد من الحرارة. لكن الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر قالت إن رياحا تجارية أقوى من المعتاد تهب على المحيط الهادي - وهو نمط من الرياح الشرقية تمتد عبر المناطق الاستوائية - خلال العقدين الماضيين أدت الى زيادة في حركة مياه المحيطات عند خط الاستواء مما دفع الحرارة لمستويات أعمق في قلب المحيطات ورفع مياها باردة الى السطح. وساعدت الرياح ايضا في تقليل درجات الحرارة في مناطق اخرى من المحيطات.

وذكرت الدراسة التي قادها علماء من جامعة نيو ثاوث ويلز الاسترالية ان "هبوب رياح تجارية أقوى على المحيط الهادي خلال العشرين عاما الماضية كاف لتفسير سبب البرودة في المحيط الهادي عند المناطق الاستوائية والتباطؤ الكبير في ارتفاع حرارة سطح الماء." واضافت الدراسة "أدت تلك الرياح الى انخفاض في معدل زيادة درجة حرارة الارض في عام 2012 بمقدار 0.1 - 0.2 درجة مئوية وهو ما قد يفسر الى حد كبير التوقف في ارتفاع حرارة الارض منذ عام 2001." بحسب رويترز.

واستعان المشاركون في الدراسة وهم من مراكز بحثية وجامعات امريكية واسترالية ببيانات الارصاد الجوية والاقمار الصناعية ونماذج مناخية للوصول لنتائجهم. واضاف الباحثون "قد يستمر التوقف في زيادة حرارة الارض خلال العقد الحالي اذا استمر هبوب الرياح التجارية بنفس الطريقة لكن من المتوقع عودة الارتفاع في الحرارة اذا انحسرت تلك الرياح."

الاحتباس وعدد الوفيات

على صعيد متصل أظهرت نتائج دراسة بريطانية ان الاحتباس الحراري لن يسهم في خفض معدلات الوفيات المرتفعة في فصل الشتاء مثلما كان يتوقع بعض المسؤولين لوجود موجات من التقلبات الجوية الحادة حتى مع تراجع حدة البرد. وجاء في مسودة تقرير للأمم المتحدة انه بصفة اجمالية فان التغير المناخي سيضر بصحة الانسان لكنه أضاف "الآثار الايجابية ستشمل تحسنا متواضعا في الوفيات التي لها علاقة بالبرد ونسبة انتشار المرض في بعض المناطق نتيجة لتراجع موجات البرد." بحسب رويترز.

غير ان التقرير الذي ورد في دورية نيتشر كلايميت تشينج (التغير المناخي) بشأن الوضع في انجلترا وويلز ذكر ان الاحتباس الحراري لن يقلل على الارجح من وفيات الشتاء في تلك الاماكن. وابلغ فيليب ستادون كبير معدي التقرير بجامعة إكستر رويترز بأن النتائج تنطبق على الارجح على دول متقدمة اخرى في مناطق معتدلة تواجه مخاطر التعرض لموجات أشد مثل ارتفاع درجات الحرارة. وأظهرت بيانات رسمية ان الزيادة في وفيات فصل الشتاء مقارنة مع الفصول الاخرى تراجعت للنصف الى نحو 31 ألفا في انجلترا وويلز عام 2012 من 60 ألفا في الخمسينات.

كيري والتغير المناخي

من جانب اخر حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الاندونيسيين أن التغير المناخي قد يهدد "نمط حياتهم بالكامل" وذلك في إطار دعوته بلدان العالم لبذل المزيد من الجهد لوقف ارتفاع درجة حرارة الأرض. وفي كلمته أمام مجموعة من الطلاب انتقد كيري المتشككين في وجهة النظر بأن النشاط الانساني هو المسؤول عن الاحتباس الحراري ووصفهم بأنهم "علماء مستواهم متواضع" وقال إنه لا ينبغي السماح للشركات الكبرى واصحاب المصالح الخاصة "بخطف" الجدل الدائر عن المناخ.

وقال مساعدون لكيري إن وزير الخارجية الامريكي اختار اندونيسيا لإلقاء اول كلمة ضمن مجموعة من الخطب في العام الحالي بشأن هذه القضية ويعزى ذلك في جزء منه الى كون البلد تتألف من ارخبيل يضم اكثر من 17 ألف جزيرة وإنها معرضة للخطر جراء ارتفاع منسوب مياه البحر. وقال كيري في مركز ثقافي تموله الولايات المتحدة في العاصمة جاكرتا "بسبب التغير المناخي ليس سرا ان اندونيسيا اليوم ... واحدة من (أكثر) البلدان عرضة (للخطر) على الارض." وأضاف قائلا "ليست مبالغة القول إن أسلوب حياتكم الذي تحيونه وتحبونه عرضة للخطر." بحسب رويترز.

وتتماشى حملة كيري مع مفاوضات بين نحو 200 دولة بخصوص ابرام معاهدة عالمية جديدة بشأن التغير المناخي من المنتظر إقرارها في العام المقبل. وكان كيري أعلن في بكين ان الصين والولايات المتحدة وهما صاحبتا اعلى نسبة انبعاثات للغازات المسببة للاحتباس الحراري اتفقتا على تكثيف تبادل المعلومات والاقتراحات بشأن رسم سياسة تحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري اعتبارا من 2020.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 31/آذار/2014 - 28/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م