|
تعتبر المعرفة مشروع يمتلك اركان متعددة ومتنوعة تمتاز بالانفتاح
والمساهمة لان ذلك يعني الامتزاج الخفي بين المعلومة والخبرة والمدركات
الحسية التي تمكن الانسان من مجابهة ومواجهة متغيرات الحياة بأدوات
واساليب معيارية ونموذجية تخلو من الضعف الذاتي وقلة الخبرة او
الممارسة. بالتأكيد، تمثل المعرفة مكسب ذاتي يتطلب السعي والمبادرة
والحركة المتواصلة والدؤوبة من قبل الفرد حتى يكون قادرا على الحكم
الذي يعتمد على وسيط داخلي وذاتي يشوبه الوضوح والدقة والالتزام، وتمثل
على الحدس والتخمين والممارسة الفعلية لتكون المعرفة تطبيقية قبل ان
تكون سردية او تنظيرية.
يقول نونوكا في تعريف المعرفة الاتي: "الايمان المحقق الذي يزيد من
قدرة الوحدة او الكيان على العمل الفعال." نحتاج في المعرفة الاداء
الفعال واكتشاف الحقيقة والمعلومات والبيانات، لان كل عنصر منها يمثل
حلقة وصل واتصال مع الاجزاء الاخرى التي ترسم الصورة الواضحة والمثالية
للاخرين، فنحتاج الى الاداء الفعال لنصل الى الجودة والنوعية في
التعامل مع القضايا عندما يتطلب منا ابراز الحقيقة بصيغة التحقق او
الكشف عن الغموض او الملابسات وبالتأكيد تمثل البيانات المرحلة
الاساسية في المشروع المعرفة من وبالتأكيد تمثل البيانات المرحلة
الاساسية في المشروع نوعان اساسيان من المعرفة: المعرفة الصريحة التي
تستند الى المحتوى والتغيير والتحويل؛ بينما المعرفة الصريحة التي
تستند الى السلوك العائد للفرد والتنقل بناء على الحاجة او الطلب. تكون
المعرفة عمليات نظامية لإيجاد طرق الابداع.
لهذا تكون ادارة المعرفة متكونة من التحليل، المواد، العمليات،
التخطيط والسيطرة، ولكل واحدة مفهوم واهمية داخل ذات الانسان لان
المدركات قد تختلف من شخص لآخر حسب قدرته وكفاءته، فنجد شخصا مسيطرا
عليها، لكنه لا يعي العمليات اي طريقة استخدام وايصال المعرفة التي
يمتلكها مما يعني حدوث نقصا واضحا في وسائل الاتصال والتواصل مع
الاخرين. ظهرت المعرفة في سنة 1980 وقد تعززت في المؤتمر الامريكي
الاول للذكاء الاصطناعي الذي نادى به ادوارد فراينيوم عندما جاء بمصطلح
"المعرفة قوة" (Knowledge is Power) وعندما وصل الامريكان الى هذا
المفهوم، وسعوا من نطاق المعرفة حيث صدر نهج معرفي جديد اسمه "هندسة
المعرفة" (Knowledge Engineering).
تتمحور اهداف المعرفة في تبسيط العمليات، فقط التكاليف، التخلص من
الاجراءات الطويلة غير الضرورية، تحسين الخدمات العملاء عن طريف اختزال
الزمن المستغرق، زيادة العائد المالي، تسويق المنتجات والخدمات
بفعالية، تفعيل المعرفة كرأس مال، تحسين طرق ايصال الخدمات، تحسين صورة
المعرفة وتطوير العلاقات، تكوين مصدر موحد للمعرفة، ايجاد بيئة تفاعلية
وتوثيق ونقل الخبرات التراكمية المكتسبة اثناء الممارسة اليومية.
ويكون هناك تبريرا واضحا للاعمال والاجراءات ضمن الهيكلية المرسومة
والمتبناة من قبل الجهات ذات العلاقة حتى يكون الاكتساب والتمويل
بكفاءة وفق ادارة المعلومات والمعرفة. لابد ان يسعى الفرد الى توحيد
مدخلاته وفق استراتيجية اهداف المعرفة التي تسلسل بادراك وفهم ذاتي.
المعرفة هي راس المال الفكري الذي يعتبر الاكثر اهمية في الاقتصاد
الجديد والمعرفة مورد يرتفع سعره دائما لان المعرفة اساس في اقتصاد
الدول المتقدمة وهي العامل الحاسم في صناعة التكنولوجيا العالمية.
وتمثل المعرفة الميزة التنافسية في العالم لان الاقتصاد التقليدي
كان يعتمد سابقا على الارض، راس المال، العمل والثروة وبات اليوم
مختلفا. والمعرفة هي ما يبقى في راس الفرد لانها هرمية تبدا بالبيانات
ثم المعلومات، وتعتبر المعرفة الابتكارية اهم نوع يجعل التنافس قائما.
ولا تؤمن المعرفة بالأقاويل والتعابير التالية التي برزت في فرنسا،
وهي: النقود ليس لها رائحة، لاتبع فرو الدب قبل قتله، الانتقام طبق
يؤكل باردا ومزاولة الصيد فقدان الموقع.
بالحقيقة، يلعب التطور الهائل في المعرفة دورا اساسيا في تحريك عجلة
التقدم والازدهار والانفتاح في التقنية، ويكون التطور المستمر والمتوقع
للمفاهيم مختصا بالخدمات وايجاد نويعة جديدة لربط المعارف والمعلومات
والخبرات التي تضاعف الحركة والفعالية والاداء؛ وتنتج احجام كبيرة من
البيانات وصعوبة الاستفادة من تلك المعلومات باستيفاء المعلومة الدقيقة
والصحيحة والتبادل عبر وسائل التفاعل المختلفة. فقد ذكر Alavin سنة
1977 في المعرفة الاتي: "اقتناء، تنظيم، تخزين، وتوزيع... هي عملية
اشبه باعمال ادارة المخازن الحديثة التي دخلت عليها ايضا التكويد
والتنميط والترميز."
تتمحور وظائف المعرفة في التزويد Acquisition ؛ التنظيم
Organization ؛ الخزن والاسترجاع Storage & Retrieval ؛ التوزيع
Distribution والتخلص Disposal. ويقول Lee سنة 2002 في ادارة المعرفة
الاتي: "ادارة المعرفة تتحرك بناء" على تحرك الاحداث والمشكلات التي
تواجهها المؤسسة." "تقوم المعرفة ببناء البنى التحتية وبناء العلاقات
الانسانية ونظم المكافأة وادارة الثقافة التنظيمية وتكنولوجيا
الاتصالات وبناء قواعد البيانات للحصول على الافكار والآراء المقترحة. |
