غاندي وداعش والستوته

حامد الحمراني

 

اقترح احد اصدقائي الذي قال انه لن يشارك في الانتخابات القادمة، واذا اضطر لذلك فانه سينتخب كلكامش واذا لم ينته العنف والاحتلال عندها سينتخب الحجاج بن يوسف الثقفي، اقول اقترح ان يكون المرحوم المهاتما غاندي (بطل التحرير السلمي للمقاومة) وزيرا للداخلية ليس في العراق بمناسبة ترشيق الحكومة وتشكيلتها الجديدة او انتقادا لاداء وزرائها،

وانما في اي دولة في العالم تعيش ازمة التفخيخ او البطيخ والعبوات الناسفة ويموت ابناؤها يوميا ويعيش متقاعدوها وموظفوها خارج التغطية.

وزعم صديقي الذي كان يستمع لاغنية ام كلثوم (للصبر حدود) ان غاندي باستخدامه اسلوب اللاعنف هو الوحيد الذي سينهي العنف ويخرج الاحتلال مذلولا خائبا من البلاد بعد ما يؤمر ذلك الشعب بالاضراب التام عن صعود السيارات المفخخة والاستعانة برياضة المشي اليومي لمدة ستة اشهر اضافة الى الامتناع عن امتلاك الاجهزة المستوردة بما فيها الموبايل والتلفزيون والستلايت وترك السكائر الاجنبية والرجوع (للمزبن) سيء الصيت والاكتفاء بوجبتين تكون عناصرهما الرئيسة التمر واللبن والبصل والخبز العراقي.

واضاف في الحالات النادرة التي يتطلب فيها النقل السريع سيسمح السيد غاندي بالصعود بـ(الستوتة) وهي عبارة عن دراجة هوائية مزودة بمقاعد مفتوحة كما هو مستخدم في محافظة كربلاء ومدينة الكاظمية لنقل المرضى او نقل وزراء تلك الدولة من القصر الجمهوري الى المحافظات او عند زيارتهم التفقدية للمواطنين للاطمئنان على كمية التمر في بيوتهم او فيما اذا استقبلوا احدا في المطار الدولي قبل اقرار بعض القوانين.

ونوه صديقي (المقترح) ان التمر العراقي او البصل او تمن العنبر من جنوب العراق لا يحتاج الى كهرباء او مولدات ولا عشرة امبير ولا ثلاجات دبل فاليوم ولا منطقة خضراء او صفراء، وقال متفلسفا ان اي شعب اذا حزم امره وحسم موقفه واحترم شهداءه وقرر مصيره بدون (هنبللة) فلا يحتاج الى مصالحة وطنية؛ فان الهدف السامي الشريف كفيل بتوحيده وتماسكه وانهاء التهجير القسري ان وجد. وشعرت ان الرجل فعلا جاد في كيفية الحفاظ على ذلك الشعب من الموت الشنيع الذي يستخدمه الارهابيون والمحتلون، ولكني سالته فيما اذا قبل المهاتما غاندي بقيادة ذلك الشعب وبشر بالعصيان المدني ايذانا بالمقاومة السلمية لطرد الاحتلال والارهاب فمن ذا الذي يضمن ان لا تخترقه ميليشيات العريف(شلتاغ) وتقود (الستوتة) وتزرعها بالعبوات الناسفة اللاصقة بعد تفخيخ التمر والبصل العراقيين؟ او ان ينظم بائعو التمر والبصل في ساحة الفردوس مظاهرة سلمية للمطالبة بتنحية السيد غاندي لانه كان السبب في موت نصف عوائلهم جوعا بتحريض من الناطق باسم تمر الله المختار، او ان يمتعض وزير حقوق الاحتلال من السيد غاندي الذي انتهك اكل افخاذ الدجاج الامريكي والبيض الايراني اللذين يجلبان الرزق حسب زعمه ويطيلان الحكم!، لم يجبني صديقي، ولكنه رفع صوت اغنية ام كلثوم التي كانت تقول كلماتها (ماتصبرنيش بوعود.... وكلام معسول وعهود).

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/آذار/2014 - 8/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م