صراع الأديان.. يذكي العنف ويعمق النزاعات

 

شبكة النبأ: لا يزال الصراع بين الأديان في العالم متجددا ويتخذ صورا وأشكالاً مختلفة، خصوصا مع وجود العديد من الديانات والمذاهب السماوية وغير السماوية التي يعتمدها البشر مصدرا لتشريع، تلك الصراعات تنوعت ما بين الكلام والدليل العقلي، وبين الحروب الطائفية بأنواعها المتعددة سواء كانت "نفسية او عسكرية" الهدف منها إضعاف وتهميش وإقصاء الآخرين، من خلال الدعوة الى تحريض الناس والاتباع المخلصين وزجهم في نزعات مذهبية ودينية في سبيل ايصال معتقداتها الخاصة التي تعتبرها ملزمة لكل البشر.

وتلك الدعوات ازدادت حدتها بشكل كبير بسبب الانفتاح والتطور كما يقول بعض الخبراء، الذين اكدوا على ان الصراعات بين الأديان قد اختلفت كثيرا لكونها ابتعدت عن الجانب العقائدي وارتدت غطاء سياسي، يهدف لتحقيق بعض المصالح والمكتسبات وهو ما قد تترتب عليه نتائج كارثية قد تهدد الأمن والاستقرار الدولي خصوصاً مع وجود العديد من الجماعات التنظيمات المتطرفة العنيفة التي تسعى الى تعميق حالة العنف وخلق الفوضى.

وفي هذا الشأن فقد اثار اسقف كولونيا (غرب) الكردينال يواكيم مايسنر غضب قسم من المسلمين في المانيا وعدم تفهم الحكومة، وذلك اثر تصريحات ادلى بها حول العائلات المسلمة واعتبرت مسيئة. وامام اعضاء حركة كاثوليكية محافظة، هي "طريق التنصر الجديد"، اكد المونسنيور مايسنر ان "كل عائلة من عائلاتكم تساوي بالنسبة لي ثلاث عائلات مسلمة". وهذه العبارة التي صدرت امام اعضاء منظمة معروفة بعائلاتها الكثيرة العدد، اثارت غضب ممثلي الجالية المسلمة في المانيا.

واعتبر بكر البوغا من منظمة "ديتيب" التركية المسلمة لاذاعة دويتشي فيلي، ان الاسقف البالغ من العمر 80 عاما "لا يقوم الا بنشر الخوف وعدم التفهم". واضاف "نحن بحاجة الى مصلحين بين ثقافتين في المانيا لا الى اناس يثيرون الانقسامات". من جهتها، اعتبرت ايدان اوزوغوز المكلفة مسائل الاندماج داخل الحكومة الالمانية برئاسة انغيلا ميركل، في تصريحات لصحيفة "كولنر ستادتانتسايغر" المحلية، ان الامر يتعلق "بالراي الشخصي لمسؤول كاثوليكي كبير" ولا تريد التعليق عليه "حتى ولو انها لا تفهمه".

وراى رئيس المجلس المركزي للمسلمين في المانيا، احدى المنظمات التمثيلية للجالية الاسلامية، ايمن مزياق ان هذه التصريحات تغذي الآراء المناهضة للإسلام "التي لا نشهدها داخل الكنيسة الكاثوليكية ولا سيما من جانب البابا الجديد" فرنسيس. واعرب الكاردينال ميسنر عن اسفه في وقت لاحق مؤكدا ان "اختيار كلماته لم يكن موفقا على الارجح". واضاف "لم يكن قصدي في اي حال من الاحوال ان اوجه اهانة الى اتباع ديانة اخرى".

في السياق ذاته صادرت السلطات الإسلامية في ماليزيا 321 إنجيلا من جمعية مسيحية بسبب استخدامها لفظ الجلالة "الله" مما يعكس تعصبا متزايدا قد يثير توترا عرقيا ودينيا في البلاد. وجاءت المداهمة بعد أن قضت محكمة ماليزية في في وقت سابق بأن لفظ الجلالة مقصور على المسلمين ومعظمهم من طائفة الملايو وهي أكبر جماعة عرقية في البلاد بجانب الأقليات المسيحية والهندوسية والبوذية الكبيرة.

ويلغي هذا الحكم قرار محكمة سمح لصحيفة كاثوليكية تصدر بلغة الملايو - اللغة الرسمية في البلاد - باستخدام لفظ "الله". وسلط هذا التغيير الضوء على مخاوف من اكتساب السلطات الدينية المزيد من النفوذ القضائي. وتصدر هذه السلطات الأحكام الخاصة بالمسلمين وتعمل بجانب المحاكم المدنية.

وصادرت أعلى سلطة إسلامية في ولاية سيلانجور الأناجيل المكتوبة بلغة الملايو من جمعية الكتاب المقدس. وقالت الجمعية إن مسؤولي السلطة الإسلامية أخذوا اثنين من مسؤوليها إلى مركز للشرطة لاستجوابهما ثم أفرج عنهما بكفالة. وقال رئيس جمعية الكتاب المقدس في ماليزيا لي مين تشون "أبلغنا بأننا نخضع للتحقيق لخرق قانون ولاية سيلانجور الذي يحظر على غير المسلمين استخدام لفظ الله." بحسب فرانس برس.

وكان بعض المخربين ألقوا قنابل حارقة على عدد من الكنائس في عام 2010 بسبب الحكم الأولي الذي سمح للصحيفة الكاثوليكية باستخدام لفظ الجلالة "الله". وأدين اثنان من الملايو بإضرام النار في إحدى الكنائس.

قانون الزواج

على صعيد متصل دعا الرئيس البورمي ثين شين البرلمان الى دراسة مشروع قانون يعقد زواج اشخاص من ديانات مختلفة، الهدف منه "حماية" البوذيين الذين يشكلون الاغلبية في البلاد. ويأتي هذا التشجيع بعدما اهتزت البلاد خلال السنوات الاخيرة بسبب موجتي اعمال عنف مناهضة للمسلمين رافقتها خطابات قومية من الكهنة البوذيين. وكان ثين شين تولى السلطة عام 2011 واقام نظاما مدنيا بالكامل تقريبا بعد نصف قرن من حكم العسكر، وقدم هذه الاقتراحات الى النواب في رسالة بعد حصوله على عريضة من الكهنة السنة الماضية.

وتبدو ان رسالته الغامضة الملامح، تدعو الى فرض نوع من القيود على الزواج بين اشخاص من اديان مختلفة. وتشمل الاقتراحات قانونا يمنح البوذيين "حماية وحقوقا عندما يتزوجون" من شخص ليس من دينهم، ومنع تعدد الزوجات وقوانين تهدف الى "توازن نمو السكان". واعرب الراهب ويراثو، راس حربة مشروع القانون حول الزيجات بين الاديان، عن ارتياحه لتدخل الرئيس. وقال "كنا دائما نحاول الحصول على قانون للحماية الوطنية، وبدأ ذلك يصبح واقعا مع رسالة الرئيس".

وقد دعا الراهب السنة الماضية الى الزام الرجال الراغبين بالزواج من بوذيات باعتناق دينهن كشرط مسبق والحصول على موافقة والدي الزوجة المقبلة تحت طائلة عقوبة بالسجن عشر سنوات. وانتقدت زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي المشروع واعتبرته "انتهاكا لحقوق النساء والانسان".

من جانب اخر تعرضت بورما التي كثفت الاصلاحات منذ حل النظام العسكري قبل ثلاث سنوات، الى انتقادات كثيرة من المدافعين عن حقوق الانسان لسياستها المطعون فيها لانها تفرض على النساء انجاب طفلين فقط في بعض انحاء ولاية راخين (غرب) حيث اغلبية السكان من اقلية الروهينجيا، وهم مسلمون بدون جنسية. بحسب فرانس برس.

ويقيم حوالى 800 الف من الروهينجيا الذين تعتبرهم الامم المتحدة الاقلية التي تتعرض لاكبر قدر من الاضطهاد في العالم، في هذه المنطقة عند حدود بنغلادش. واسفرت حملتا عنف بين الروهينجيا والبوذيين من اقلية الراخين خلال 2012 في ولاية راخين عن سقوط مئتي قتيل ونزوح 140 الفا معظمهم من المسلمين. وامتدت اعمال العنف الدينية بعد ذلك الى مختلف انحاء البلاد. ودعا رهبان بوذيون متطرفون الى مقاطعة محلات المسلمين التجارية، وذهب بعضهم الى حد التورط مباشرة في اعمال العنف.

حقوق الاقليات الدينية

في السياق ذاته قال الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي الذي انتهت مدة عمله في المنظمة ان بعض الدول الاسلامية ينبغي ان توسع الحقوق للأقليات الدينية. وقال اكمل الدين احسان اوغلو الذي ترك منصبه بعد تسع سنوات على رأس الأمانة العامة للمنظمة التي تضم 57 دولة ان الدول الغربية ينبغي كذلك ان تفعل المزيد لمحاربة زيادة في التحيز ضد المسلمين هناك.

وتزايد القلق بين الكنائس على مستوى العالم على المسيحيين في الشرق الاوسط في السنوات القليلة الماضية مع مقتل كثيرين او اضطرارهم للنزوح عن ديارهم في المنطقة بسبب الحروب والمتمردين الاسلاميين. ولوقت طويل تركزت الدبلوماسية الدينية لمنظمة التعاون الاسلامي ومقرها جدة على جهد غير مجد لحمل الامم المتحدة على فرض حظر عالمي للإساءة للإسلام. ونادرا ما تناولت بياناتها وضع الاقليات الدينية في الدول الاسلامية.

وقال احسان اوغلو "لا أشك في ان المجال مفتوح لتحسين الوضع على صعيد الحرية الدينية في بعض اجزاء العالم الاسلامي فيما يتعلق بالسماح لغير المسلمين بالوصول الى منشآتهم الدينية أو بناء مثل تلك المنشآت." وكثيرا ما يشكو المسيحيون في الشرق الاوسط من قيود على بناء الكنائس في المنطقة أو حظر بنائها أصلا ويحاول زعماؤهم الذين ازعجهم صعود الاسلاميين المتشددين في اعقاب انتفاضات الربيع العربي تأكيد تاريخهم الطويل في المنطقة وحثوا المسيحيين على عدم الرحيل.

واثناء مقابلة احسان اوغلو مع البابا فرنسيس في الفاتيكان قال انه يؤكد الحاجة الى "جهود أكبر من الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي لتعزيز الاحترام للتعددية الدينية والتنوع الثقافي وللتصدي لانتشار التعصب والتحيز." وقال احسان اوغلو ان البابا فرنسيس وشيخ الازهر احمد الطيب عبرا في مقابلات حديثة عن الدعم لاقتراحه بناء علاقات افضل بين اكبر ديانتين في العالم.

وطرح احسان اوغلو الفكرة اول مرة عام 2005 وحث الدول الغربية على الاعتراف بالاسلام كدين رسمي والارتقاء بفهمه من خلال التعليم. وتركز الاهتمام في الاغلب بعدئذ على ما ينبغي ان تفعله لايجاد حل لشكاوى المسلمين. وفي العام التالي ساءت العلاقات بدرجة كبيرة بين المسلمين والفاتيكان بسبب خطاب للبابا السابق بندكت لمح فيه الى ان الاسلام دين عنيف وغير عقلاني. واندلعت احتجاجات في العالم الاسلامي الأمر الذي القى بظلاله على العلاقات بين الاديان رغم اعتذار البابا بندكت وجهود زعماء مسلمين وكاثوليك لاصلاح العلاقات.

وكانت مقابلة احسان اوغلو مع فرنسيس هي الاولى بين رئيس لمنظمة التعاون الاسلامي والبابا. وقال فرنسيس عقب انتخابه انه مهتم بصورة خاصة بتحسين العلاقات مع المسلمين. وقال احسان اوغلو ان اقتراحاته التي تحتاج لصياغة تفاصيلها تهدف الى مصالحة بعيدة الامد مثل تلك التي توصل لها المسيحيون واليهود في العقود القليلة الماضية. بحسب رويترز.

وزار مبعوث من الفاتيكان الازهر حديثا لبحث استئناف العلاقات التي قطعت عام 2011 بعدما ادان بندكت الهجمات على المسيحيين في مصر والعراق ونيجيريا وقال انها تظهر الحاجة لحماية افضل للأقليات الدينية. ويستعد فرنسيس لزيارة الاردن واسرائيل والاراضي الفلسطينية في جولة يشمل جدول اعمالها علاقات الفاتيكان مع العالم الاسلامي. ولم يتحدد الموعد بعد لكن مسؤولين يرجحون موعدا في مايو آيار.

في طريق الاندثار

الى جانب ذلك تجتمع جماعة البارسيين الزرادشتيين الصغيرة في بومباي جنوب الهند لمناقشة التراجع الشديد في عدد أفرادها الذي بات يهدد وجودها. وأتباع الديانة الزرادشتية المجتمعون في مؤتمر في بومباي يعتنقون إحدى أقدم الديانات في العالم. وهم بأغلبيتهم من أصول فارسية هاجروا إلى الهند هربا من الملاحقات الدينية التي كانت تطالهم منذ أكثر من ألف سنة. ويتبع البارسيون أحكام ديانة زرادشت ويؤمنون بالإله أهورا مازدا ويقصدون هياكل النار إذ أنهم يعتبرون النار رمزا للنقاوة.

وهم يشكلون إحدى الجماعات الاكثر ثراء في الهند ولهم الفضل في تنمية العاصمة الاقتصادية للبلاد بومباي حيث يعيشون بأغلبيتهم. ومن أفراد الجماعة المعروفين، عائلة تاتا والمغني الراحل في فرقة "كوين" فريدي ميركوري. وبات عدد البارسيين ينخفض بشدة وتتباين الآراء وسط أبناء الجماعة بشأن سبل الحفاظ على ديانتهم وثقافتهم.

وقال جيهانجير باتل صاحب مجلة "بارسيانا" المخصصة للجماعة "ليس في اليد حيلة على الصعيد الديموغرافي، فالانخفاض متواصل". والبارسيون منتشرون في إيران والولايات المتحدة وبريطانيا. وقد انخفض عددهم بنسبة 10% بين العامين 2004 و 2012 ليصل إلى أقل من 112 ألف شخص. ويبلغ عددهم في الهند 61 ألف شخص، أي نصف العدد المسجل في العام 1940.

ويموت كل سنة نحو 850 بارسي في بومباي، في حين تسجل 200 ولادة سنوية تقريبا. وبات البالغون الحائزون شهادات جامعية والميسورون ماليا يتزوجون في سن متأخرة ويؤسسون عائلات صغيرة، على حد قول جيهانجير باتل. وتستعد السلطات لإطلاق برنامج إخصاب أنبوبي يستهدف البارسيين الذين يتمتعون بسمعة حسنة في البلاد نظرا لمصداقيتهم وحنكتهم في الأعمال. وقالت الطبيبة النسائية أناهيتا باندول التي عملت على برنامج مماثل للبارسيين في بومباي انها "خطوة في الاتجاه الصحيح".

لكن البعض الآخر يرى أنه من الضروري اتخاذ خطوات أكثر جذرية لإنعاش وضع هذه الجماعة المعروفة بإنغلاقها والتي لا ينضم الأفراد إليها إلا بموجب روابط النسب. ففي حال تزوجت المرأة من شخص لا يعتنق الديانة الزرادشتية، يمنع أولادها من دخول هياكل النار المعروفة أيضا بأبراج الصمت حيث توضع الجثث لتنقض عليها طيور العقبان. وأكدد محرر المجلة البارسية إنها "سياسة فصل عنصري وتمييز قائم على العرق والجنس".

وتعد منظمة "بومباي بارسي بونشايت" أكبر المنظمات البارسية من المجموعات العقارية الكبيرة في بومباي. وهي تملك 5 آلاف شقة تقدمها للبارسيين بأسعار تفضيلية لتثني النساء عن الزواج برجال من خارج الجماعة، علما أن الرجال في وسعهم الزواج من نساء من خارج الجماعة من دون أن يستبعدوا منها. بحسب فرانس برس.

وقال كهوجسته ميستري أحد المسؤولين في المنظمة "نريد أن نزيد عدد أبناء الجماعة التي ستندثر في حال استمرت الزيجات من خارجها"، مضيفا "هذه هي القواعد الدينية وينبغي اتباعها". وينظم هذا المؤتمر في بومباي كل أربع سنوات ومن المفترض أن يحضره ألف مندوب. ولم يعد الجيل الجديد مهتما بالقضايا المناقشة في قلب الجماعة التي تركز كل اهتمامها على مسألة الاندثار وتنظم مواعدات سريعة بين أفرادها.

زوجة المفقود واجنحة الملائكة

من جهة اخرى يجوز لزوجات المفقودين في النزاع الطويل الذي تشهده منطقة كشمير أن يتزوجن مجددا بعد أربع سنوات من اختفاء أثر أزواجهن، بحسب علماء دين مسلمين. والهدف من هذا الرأي الديني هو تخفيف معاناة أكثر من ألف زوجة في هذا الوضع يعرفن ب "شبه المترملات" منذ اختفاء أثر أزواجهن في الجزء الخاضع لسيطرة هندية من كشمير.

واعتبر علماء الدين المحليون الذين أصدروا هذا الرأي أنه "ينبغي لهؤلاء النساء انتظار أزواجهن لأربع سنوات. ويجوز لهن الزواج في حال لم يتلقين أي معلومات عن أزواجهن خلال هذه الفترة". وهذا الرأي بحاجة إلى موافقة المسؤولين الدينيين الكبار قبل أن يتحول إلى فتوى سارية المفعول.

وتواجه زوجات المفقودين اللواتي يقدر اتحاد الجمعيات المدنية عددهن بنحو 1500 امرأة صعوبات كثيرة في الحصول على قسائم شراء واستخدام حسابات أزواجهن في المصرفية، ما يدفعهن إلى الاتكال على أهاليهن أو أحمائهن. وبحسب مجموعات حقوق الإنسان، فقد أثر 8 آلاف شخص، أغلبيتهم من الشباب، على أيدي قوى الأمن الهندية في كشمير منذ اندلاع التمرد المسلح سنة 1989 في هذه المنطقة ذات الأغلبية المسلمة المتنازع عليها بين الهند وباكستان.

على صعيد متصل فالملائكة لها وجود لكنها من دون اجنحة وتشبه اكثر اشعة نور على ما اوضح "عالم ملائكة" في الكنيسة الكاثوليكية يعزو رواجها مجددا الى نزعة "نيو ايدج" الباطنية. واوضح الاب رينزو لافاتوري "اظن ان هناك اعادة اكتشاف للملائكة في العالم المسيحي". واضاف الكاهن "لا يمكن رؤية الملائكة لكننا نشعر بوجودها. انها اشبه بأشعة شمس ينعكس نورها عبر اناء من البلور".

وشارك هذا الخبير في نقاش اقيم حول الفن وتجسيد الملائكة نظمته مؤسسة "اركيفيو ستوريكو" في قصر القنصلية الشهير. وقال المؤرخ فاليريو ماسيمو مانفريدي ان الذكر الاول لكلمة "ملاك" اتى في الحضارة المسينية في اليونان القديمة قبل اكثر من ثلاثة الاف سنة. وكانت الكلمة تعني في اليونان القديمة "رسول" وفي الكتاب المقدس غالبا ما يكون الملاك مرسلا من الرب.

المونسينيور جوفاني تونتشي الذي يدير مزار السيدة العذراء في لوريتو في ايطاليا يعتبر ان الملائكة هم "ارواح طاهرة" سمحت للفنانين عبر العصور باغناء خيالهم. ومتابعة تاريخ الملائكة في الثقافات المختلفة اشبه بمتابعة تاريخ البشري على الاقل في الحضارة المسيحية على ما قال منظمو النقاش.

واوضح المونسينيور ان "الملائكة ساعدوا في تطوير فكرنا الفلسفي والديني وسمحوا بولادة انواع رائعة من التعبير الشعري والفني". الا ان الاب لافاتوري يلقي نظرة ناقدة بعض الشيء على كل الفنون التي تتناول الملائكة. واوضح "هناك فسحة لذلك لكن علينا ان ندرك انها ليست تجسيدا فعليا. فالملائكمة لا تمتلك اجنحة ولا تشبه طفلا جميلا". بحسب فرانس برس.

ورنزو لافاتوري وهو "خبير بالشيطان" ايضا يعتبر ان دور الملائكة الحراس ضروري خصوصا وان هيمنة الطابع العلماني والنزعة المادية المتزايدة في مجتمعاتنا فتحت الباب مشرعا امام الشيطان". واضاف "هناك تدخلات متزايدة للقوى الشيطانية. لذا نرى عددا كبيرا من الناس ينتظرون امام مكاتب طاردي الارواح الشريرة في الكنائس". وفي حين كان البابا السابق بندكيتوس السادس عشر يتحدث احيانا عن الملائكة فان "البابا فرنسيس يتحدث اكثر عن الشيطان منه عن الملائكة وهو على حق. لكنه سيتحدث عنها بالتأكيد".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6/آذار/2014 - 3/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م