حزب الله والمجازفة بالرهان على المشهد السوري

 

شبكة النبأ: لم تعد مسألة تحييد لبنان عن الازمة السورية وما يتبعها من انتشار التطرف والصراع الطائفي مطروحة، بقدر محاولة مختلف الأطراف الفاعلة في الشأن اللبناني، منع انغماسها بصورة أكثر تطرفاً ودموية، سيما وان لبنان في الوقت الحاضر بدئت تستقبل الفكر الجهادي الناجم عن انقسام المجتمع بين مؤيد ومعارض للأحداث السورية، والتي ولدت بيئة مناسبة لتكاثر الحركات والمقاتلين الجهاديين، بالتالي، سهل دخول لبنان في خضم المشهد السوري الذي تجري احداثه على طول الشريط الملاصق للبنان.  

وقد عكس التباين الكبير في اراء السياسيين وقادة الكتل الكبيرة فيها، طبيعة هذه الخلافات التي انعكست، في نهاية المطاف، على المواطنين، اللذين لم يخرجوا تماماً من ثوب الحرب الاهلية السابقة، الامر الذي ينذر بخطر أكبر يهدد النسيج الاجتماعي من الداخل، كما يرى المحللون.

ويبدوا ان انعدام رؤية واضحة تجاه ما يجري في سوريا وكيفية التعامل مع المعطيات الحاصلة معها من قبل ساسة لبنان، بسبب فقدان الثقة المتبادل بينهم، زاد من فقدان السيطرة عليها وجلب المزيد من المشاكل السياسية الأخرى، ففي حين يرى حزب الله انها حرب ضد الإرهاب العابر للحدود اللبنانية، عدها اخرون تدخلاً غير مبرر، جلب المزيد من الخلافات الى داخل لبنان.  

في سياق متصل أكد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان حزبه "سينتصر" في معركته مع "الارهاب التكفيري" في سوريا، واصفا هذه المعركة ب"الاستباقية" حتى لا يجتاح هذا الارهاب لبنان، على حد قوله، وقال نصر الله في خطاب القاه عبر تلفزيون "المنار" التابع لحزبه "اننا في هذه المعركة سننتصر، المسالة مسالة وقت، ما تحتاجه هذه المعركة المصيرية التاريخية هو الوقت، افقها افق انتصار وليس افق هزيمة".

وكان يتحدث في ذكرى ثلاثة قياديين في حزب الله قتلوا في شهر شباط/فبراير في سنوات مختلفة، واتهم الحزب اسرائيل بتصفيتهم، واحد هؤلاء عماد مغنية الذي قتل في دمشق العام 2008، وتضمن خطابه عرضا مطولا برر فيه مضيه في المشاركة في القتال الى جانب قوات النظام السوري، وهو موضوع يلقى انتقادات واسعة في لبنان.

وقال ان "الخطر الثاني الذي يهدد كل دول المنطقة" بعد اسرائيل هو "الارهاب التكفيري"، مضيفا ان "لبنان هدف للجماعات التكفيرية وجزء من مشروعها"، متوقفا عند سلسلة التفجيرات التي استهدفت لبنان خلال الاشهر الاخيرة والتي تبنتها مجموعات جهادية، واضاف "نحن معنيون بالمواجهة".

وتابع "في هذه المواجهة، يجب ان نعرف ان الامر يتطلب الصبر والتضحية"، مضيفا "حتى لا تذهب كل ارضنا وتهدم كل بيوتنا وتسرق كل خيراتنا ويذل كل شعبنا، من الطبيعي ان يسقط بعض الشهداء وان يموت بعض الضحايا وان يتضرر اقتصاديا، هذا جزء من المعركة"، واكد ان الجماعات المتطرفة في سوريا كانت تسعى الى السيطرة على المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية وتدخل حزب الله "هزم مشروعها" هذا، مضيفا "اذا سيطروا على الحدود، لن نتمكن من احصاء السيارات المفخخة".

وسال نصر الله "لماذا يحق لبريطانيا واميركا وكندا والسعودية وتونس وكل الدول البعيدة عن سوريا ان تقلق من وجود شبابها على الاراضي السورية ولا يحق لنا نحن اللبنانيين جيران سوريا وعلى حدودها ومستقبلنا وحياتنا مرتبطة بسوريا لم لا يحق لنا ان نأخذ اجراءات واحترازات وحربا استباقية؟".

ويبدو ايضا ان كلمة نصر الله رد على السياسي اللبناني سعد الحريري الذي تعهد بمواجهة التشدد داخل طائفته السنية ولكنه قال انه يجب على حزب الله انهاء تدخله في سوريا لتفادي "محرقة مذهبية"، وأصبح المتشددون السنة أكثر نشاطا في لبنان منذ بدء الصراع السوري قبل نحو ثلاث سنوات.

ونفذ هؤلاء المتشددون وجماعات مقاتلي المعارضة السورية العديد من التفجيرات الانتحارية في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت واماكن اخرى مما ادى الى سقوط عشرات القتلى، وقال نصر الله ان المتشددين السنة قد يستهدفون ايضا خصومه اللبنانيين ومن بينهم تيار المستقبل الذي ينتمي اليه الحريري.

وأردف قائلا "إذا انتصرت هذه الجماعات المسلحة هل سيكون هناك مستقبل لتيار المستقبل في لبنان؟ هل سيكون هناك مستقبل للتوجهات غير هذا التوجه في لبنان؟"، وقال نصر الله ان حزب الله لا يمكن ان يسمح لمقاتلي المعارضة بالانتصار في سوريا ووصفهم كلهم بأنهم اسلاميون متطرفون وطلب من اتباعه مزيدا من التضحيات والصبر، واضاف "في هذه المواجهة يجب ان نعرف ان الامر يستحق التحمل والصبر وتحمل التبعات لان الشهداء الذين سقطوا في التفجيرات هم كشبابنا الذين استشهدوا في سوريا".

وتوجه الى "كل الشعوب العربية والاحزاب والقوى العربية"، قائلا "إذا اردتم ان تمنعوا ذهاب هذه المنطقة الى فتنة لا تنتهي بعشرات السنين، اوقفوا الحرب على سوريا، اخرجوا المقاتلين من سوريا، اسمحوا للسوريين ان يتصالحوا بالتأكيد يومها لن نبقى نحن في سوريا ايضا".

من جهة ثانية، أعلن نصر الله ان حزبه يستعد للمشاركة "بروح ايجابية" في الحكومة اللبنانية الجديدة التي ابصرت النور بعد عشرة أشهر من الانتظار، معتبرا ان الحزب هو "أكثر من ضحى" لتشكيل هذه الحكومة.

وتضم الحكومة برئاسة تمام سلام ثمانية وزراء من فريق حزب الله وثمانية آخرين من فريق قوى 14 آذار وأبرز اركانها سعد الحريري، وثمانية وزراء وسطيين ومحايدين يمثلون رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وكانت قوى 14 آذار اعلنت خلال الاشهر الاخيرة انها لن تشارك في حكومة مع حزب الله على خلفية مشاركته في القتال في سوريا، واتهامه بتنفيذ اغتيالات طالت شخصيات مناهضة لسوريا في لبنان، كان آخرها مقتل الوزير السابق محمد شطح في كانون الاول/ديسمبر.

الا انها تراجعت عن موقفها هذا، وقال الحريري انه مد يده مجددا الى حزب الله لتخفيف الاحتقان في البلد، الا ان فريق الحزب وحلفائه الذي كان يتمتع في الحكومة السابقة بالأغلبية الساحقة وجد نفسه خسر حقائب اساسية، كما خسر الثلث زائدا واحدا الذي يسمح له بالتحكم بقرارات الحكومة، ما ولد حالة احباط بين جمهوره. بحسب فرانس برس.

وقال الامين العام لحزب الله انه قبل بالتضحيات، لأنه شعر ان الانتخابات الرئاسية المتوقعة في الربيع "في خطر" ما لم يتم تشكيل حكومة، واضاف "لطالما دعونا الى الشراكة الوطنية، لذلك لا نشعر باي حرج"، وتابع "اعرف ان بعض القواعد لم يعجبها هذا الشيء لكننا لا نريد فراغا"، ووصف الحكومة بانها "حكومة تسوية، وحكومة متخاصمين، وحكومة مصلحة وطنية لا حكومة وحدة وطنية" اولويتها اجراء الانتخابات الرئاسية.

الا انه قال "نتطلع الى هذه الحكومة ونريد لها ان تكون حكومة تلاقي، لا نريد ان نعمل متاريس"، ويتوقع ان تواجه الحكومة صعوبة في الاتفاق على بيانها الوزاري الذي يجب ان تنال الثقة على اساسه في البرلمان، اذ ان فريق الحريري كان أعلن سابقا انه سيطالب بإدراج تحييد لبنان عن الصراع السوري في البيان.

الحركات الجهادية

في سياق متصل تداولت مواقع الكترونية جهادية تسجيلا صوتيا منسوبا الى "ابو سياف الانصاري"، يعلن فيه انشاء جناح للدولة الاسلامية في العراق والشام في مدينة طرابلس بشمال لبنان، ومبايعة زعيمها ابو بكر البغدادي، وجاء في التسجيل "نبايع امير المؤمنين ابا بكر الحسيني القرشي البغدادي على السمع والطاعة ونقول له سر بنا ما شئت وخض بنا المصاعب، واجعلنا رأس حربتك نبطش بعدوك، ولا يتخلف فينا رجل واحد عن نصرتك".

ودعا "أبو سياف"، وهو اسم غير متداول سابقا، الى انتظار "ما سيصدر قريبا عن لسان المتحدث الرسمي باسم الدولة الاسلامية في لبنان ابا عمر المهاجر"، اضاف "ما قمنا من غفوة السبات الا لان الامة تتصدع اركانها بغدر الجيش الصليبي اللبناني المدعوم بحزب اللات"، في اشارة الى حزب الله.

وتابع "فضل اخواننا ابطال كتائب الشهيد عبد الله عزام ان نكلوا بالروافض عامة والموالين لإيران خاصة الذين اعلنوا حربهم على اهل السنة"، الا انه اعتبر ان هذه الكتائب "وحدها لم تكف، فقررنا وبعد تمدد راية الاسلام من العراق الى الشام اعلان البيعة لهم والموالاة لهم وبيعة لأمير المؤمنين ابا بكر من طرابلس الشام، لنكون له بابا بأذن الله تعالى من لبنان الى بيت المقدس"، ولم يحدد ابو سياف اسم مجموعته او عديدها.

وطرابلس مدينة ذات غالبية سنية متعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية، وشهدت منذ بدء النزاع السوري منتصف آذار/مارس 2011، سلسلة معارك بين سنة وعلويين موالين للنظام السوري، ادت الى مقتل العشرات.

وانشئت كتائب عبد الله عزام في العام 2009، وادرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الإرهابية، وتبنت الكتائب التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الايرانية في بيروت في 19 تشرين الثاني/نوفمبر وتسببا بمقتل 25 شخصا، وكانت تبنت في السابق اكثر من مرة عمليات اطلاق صواريخ من اراض لبنانية على اسرائيل.

وتوجه ابو سياف برسالة "لأهل السنة، المنتسبين زورا لأهل السنة، في جيش الصليب، ان تتقوا الله وتكفروا بذلك الطاغوت"، اضاف "توبوا الى الله وأنكم ان فعلتم ذلك عصمتم دماءكم"، مضيفا "لا تكونوا لنا سيفا يحمله النصارى والروافض ويطعنوا فينا".

وانبثقت الدولة الاسلامية عن "دولة العراق الاسلامية"، وهي الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، واعلن البغدادي زعيم هذه الدولة، في نيسان/ابريل 2013، توحيد تنظيمه مع جبهة النصرة التي تقاتل ضد النظام السوري، الا ان النصرة التي تعد بمثابة الذراع الرسمية للقاعدة في سوريا، رفضت الالتحاق بالكيان الجديد، مبايعة زعيم القاعدة ايمن الظواهري مباشرة.

وتبنت الدولة الاسلامية تفجيرا انتحاريا بسيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، في الثاني من كانون الثاني/يناير، ادى الى مقتل خمسة اشخاص، وشهدت مناطق نفوذ الحزب ستة تفجيرات بسيارات مفخخة منذ الكشف قبل اشهر عن مشاركته في المعارك الى جانب القوات السورية.

فيما حذرت "جبهة النصرة في لبنان" من ان مناطق تواجد حزب الله الشيعي حليف دمشق وطهران هي "هدف مشروع"، داعية السنة في لبنان الى "عدم الاقتراب" منها، وذلك في بيان نشرته مؤخراً، وجاء في البيان المنشور على حساب الجبهة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "نعلن نحن جبهة النصرة في لبنان ان حزب إيران بجميع مقراته ومعاقله الأمنية والعسكرية هدف مشروع لنا حيثما وُجد".

واعتبرت ان الحزب "ليتعمد ان ينتشر في المناطق المأهولة بعوام الناس يتستر بينهم حماية لنفسه من ضربات المجاهدين"، واضافت "نهيب بأهل السنة في لبنان عموما عدم الاقتراب او السكن في مناطقه أو قرب مقراته وتجنب تجمعاته ونقاط تمركزه"، ويأتي البيان بعد تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت، ابرز معاقل الحزب، ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص. بحسب فرانس برس.

وتبنت الجبهة التفجير الذي وقع في منطقة حارة حريك، قائلة انه رد على "جرائم" الحزب في سوريا، والتفجير هو السادس يطاول مناطق نفوذ للحزب منذ الكشف قبل اشهر عن مشاركته في المعارك الى جانب القوات النظامية السورية، في النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، ووقعت خمسة من هذه التفجيرات في الضاحية الجنوبية، وواحد في مدينة الهرمل (شرق)، تبنته ايضا "جبهة النصرة في لبنان".

انقسام سياسي

فيما اعلن رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سعد الحريري ان سنة البلاد يرفضون ان يكونوا جزءا من "حرب حزب الله والقاعدة"، ويرفضون استهداف المدنيين في اي منطقة، وذلك في بيان وزعه مكتبه الإعلامي، ويأتي البيان غداة اعلان "جبهة النصرة في لبنان" التي تبنت تفجيرين استهدفا مناطق نفوذ للحزب الشيعي المشارك في المعارك الى جانب النظام السوري، ان الحزب بات "هدفا مشروعا" لها، داعية السنة في لبنان الى "عدم الاقتراب" من مناطق وجوده.

وتعرضت مناطق نفوذ لحزب الله في شرق لبنان لإطلاق صواريخ مصدرها سوريا، في هجوم تبنته الجبهة ومجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وقال الحريري "ان اللبنانيين وأبناء الطائفة السنية منهم يرفضون ان يكونوا جزءا من اي حرب في لبنان او المنطقة بين حزب الله والقاعدة، كما يرفضون ان يصبح المدنيون في اي منطقة من لبنان هدفا لهذه الحرب المجنونة وتداعياتها الخطيرة على الوحدة الوطنية والإسلامية".

اضاف "ان كل لبناني عاقل ووطني من اي طائفة كان سيرفض الانجرار خلف هذه الدعوات الساقطة بمقدار ما يرفض حرب حزب الله في سوريا، وسيتصدى بكل الوسائل السلمية والسياسية المتاحة لكل الجرائم بحق لبنان وسوريا والعروبة والإسلام وإنسانية الانسان في بلادنا".

ويترأس الحريري تيار المستقبل الذي يعد اكبر ممثل سياسي للسنة في لبنان، وهو احد ابرز قادة "قوى 14 آذار" المناهضة لدمشق وحزب الله، وشهد لبنان المنقسم حول النزاع السوري بين موالين للنظام ومتعاطفين مع المعارضة، سلسلة من اعمال العنف والتفجيرات منذ بدء الازمة، وارتفعت حدة التوتر السياسي والامني بعد كشف قتال حزب الله بجانب النظام.

ووقعت ستة تفجيرات بسيارات مفخخة في مناطق نفوذ الحزب منذ تموز/يوليو الماضي، بينها ثلاثة في كانون الثاني/يناير، آخرها في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت في 21 كانون الثاني/يناير، واودى هذا التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة بحياة اربعة اشخاص.

وتبنت "جبهة النصرة في لبنان" التفجير، اضافة الى تفجير مماثل في الهرمل (شرق) في 16 من الشهر الجاري، اودى بحياة ثلاثة اشخاص، وقالت الجبهة ان التفجيرين رد على "جرائم" الحزب في سوريا.

إسرائيل تهدد

الى ذلك اتهمت إسرائيل جماعة حزب الله بإقامة "آلاف" القواعد في مبان سكنية وقالت إنها ستدمر هذه القواعد في أي صراع في المستقبل حتى لو كان ذلك على حساب أرواح المدنيين، وجاء هذا التهديد الصريح على غير العادة على لسان قائد القوات الجوية الميجر جنرال عمير ايشيل ويمثل فيما يبدو حلقة في مساعي المسؤولين الإسرائيليين لتهيئة الرأي العام العالمي لوقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في أي مواجهة جديدة مع حزب الله في لبنان.

وتقول إسرائيل إن إيران وسوريا أرسلتا صواريخ مطورة إلى حزب الله الذي خاض حربا مع الجيش الإسرائيلي عام 2006 في لبنان، وقال ايشيل في كلمة "سيتعين علينا التعامل بقوة مع الآلاف من قواعد حزب الله التي تهدد دولة إسرائيل ومناطقها الداخلية أساسا" مشيرا إلى أن بيروت وسهل البقاع وجنوب لبنان من بين المواقع التي تضم هذه القواعد.

وزعم مسؤولون إسرائيليون آخرون إن حزب الله يستخدم منازل المدنيين اللبنانيين قواعد لإطلاق الصواريخ أو مخابئ لإطلاق النار، وقال ايشيل أن مقاتلي حزب الله يحتفظون في بعض الأحيان بطوابق كاملة في المباني السكنية مغلقة وجاهزة للاستخدام في القتال.

وأضاف في كلمته في معهد فيشر للدراسات الاستراتيجية الجوية والفضائية وهو مركز بحوث قرب تل أبيب "يعيش فوقها وتحتها مدنيون ليس بيننا وبينهم أي عداوة، نوع من الدروع البشرية"، وتابع "وهذا هو المكان الذي ستدور فيه الحرب، هذا هو المكان الذي سيكون علينا ان نقاتل فيه لوقفه (حزب الله) والانتصار عليه، من يبقى في هذه القواعد سيصاب وسيعرض حياته للخطر، ومن يخرج منها سينجو بحياته".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إن حزب الله لديه حاليا نحو 100 ألف صاروخ أو ما يزيد 30 ألفا عن العدد الوارد في تقديرات إسرائيلية رسمية عام 2013، وعرض يعلون على الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون العام الماضي خارطة إسرائيلية لما زعم إنه مواقع لحزب الله في قرى بجنوب لبنان كي يبين على ما يبدو خطر وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في أي حرب جديدة. بحسب رويترز.

ولا يعلق حزب الله على قدراته العسكرية ولكنه يقول إنها زادت منذ حرب عام 2006 التي قتل فيها 1200 شخص في لبنان و160 إسرائيليا، وتقول الجماعة إنها تحتاج إلى أسلحتها للدفاع عن لبنان من أي هجوم إسرائيلي، وقال ايشيل إن الجيش الإسرائيلي أقوى من حزب الله "عشرات" المرات ويتمتع الآن بقدرات أكبر مما كان لديه في 2006.

وأضاف "قدرتنا اليوم على مهاجمة أهداف على نطاق واسع وبدقة عالية تزيد نحو 15 مرة على ما كانت عليه في الحرب (عام 2006)" قائلا إن هذه القدرة ضرورية لتقصير أمد القتال "لأنه كلما طال أمد الحرب زاد عدد الصواريخ التي ستضربنا هنا"، وينصب معظم اهتمام حزب الله الآن على سوريا حيث يساند مقاتلوه الرئيس بشار الأسد في حربه مع معارضيه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/شباط/2014 - 22/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م