إصدارات جديدة: الحنين الى الخلافة حنين الى الاستبداد

 

 

 

 

الكتاب: الحنين الى الاستبداد

الكاتب: حسن قبلان

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان

عدد الصفحات: 278 صفحة متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

شبكة النبأ: يعتبر اللبناني حسن قبلان في كتابه "الحنين الى الاستبداد" ان الدعوة الى احياء الخلافة خاصة على النمط العثماني هي دعوة الى الاستبداد والقتل، ويورد قبلان امثلة عديدة عما اسماه جرائم ارتكبها خلفاء من العثمانيين والعباسيين والامويين في حق اقربين وابعدين. وقال "ليس باستحضار نظام خلافة مضت ولا بالتغني بامجاد الماضين يوضع قطار المسلمين على سكة النهوض بل باشغال العقول واعمال الزنود نصير اتباع محمد بحق"، وقال في كلمة الاهداء "الى كل مسلم يروم عيش الحاضر متخففا من اثقال الماضي لانه لا يصل الى خط النهاية عدّاء رأسه ملتفت الى الخلف".

وقد جاء الكتاب في 278 صفحة متوسطة القطع وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان، في الفصل الاول من الكتاب قال حسن قبلان ان "الاسلاميين عندما ينشدون نظام الخلافة ويدعون اليه فانهم يستحضرون كل نماذجه ولا يخصصون حقبة او شخصا وهم لا يقصدون ولا يجرؤن على القول بانهم يعنون بخطابهم عصر الخلافة الراشدة كون رموزها من المبشرين بالجنة ولهم من القداسة والسابقية بالاسلام ما لهم وهذا محال ان يدانيه اعظم شخصيات العصر".

اضاف يقول انه في "استعراض سير الخلفاء من الامويين والعباسيين حتى العثمانيين كان القصد منه ان التجربة برمتها فشلت ومضت وان كان فيها فصول مشرّفة وجيدة فهي ايضا صارت من التاريخ"، ومضى قائلا "الدعوة لنظام الخلافة -الفردوس المفقود كما يعتقد الكثير من الاسلاميين بمختلف مذاهبهم- هي حنين لماض لن يعود واذا عاد سيكون العالم الاخر قد اصبح بالمريخ تاركا لنا هذا الكوكب لندير حطامه.. هذا ان حصل".

ودعما لموقفه استشهد بمثل من الحاضر فقال "وفي العصر الحاضر بكل اباء وصدق مع الذات يقف الرؤساء الروس واحدا بعد الاخر على الرغم مما بينهم من فروقات وتباين بالاراء يقولون ان مرحلة الاتحاد السوفيتي قد انتهت. ولا يوجد من يتغنى بذاك الماضي وهو ماض كان الاتحاد السوفييتي يسيطر على نصف الكوكب والماركسية تجتاح نصف المعمورة وكانت جامعات الاتحاد وعسكره واقتصاده وسفاراته وحضوره في العالم لا يوصف". بحسب رويترز.

وقد اورد حسن قبلان -عضو المكتب السياسي في حركة أمل بلبنان- تفاصيل عن حياة واعمال عدد كبير من الخلفاء ابتداء من الامويين وصولا الى العثمانيين، وتحدث عن العهد العثماني فقال متسائلا كيف يمكن ان يحتذى نموذج غير صالح "فكيف اذا كان النموذج مليئا بصفحات القتل والدسائس وعدم الاستقرار السياسي والاداري فهل يتناسب ذلك مع قيم الاسلام والدين.. مثلا ان السلطة التي يسوق لها باعتبارها حقبة من حقبات عصور الاسلام الذهبية شهدت تعاقب سبعة وثلاثين خليفة دون ان يقوم اي منهم بتأدية فريضة الحج.

"مضى منهم خمسة بشكل طبيعي إما لقصر فترة حكمهم او لعدم احداث مهمة بينما شهدت هذه السلسلة تسعة سلاطين ارتكبوا مجازر ابادة داخلية اي داخل الاسر حيث ابادوا اشقاءهم خنقا حتى ولو كانوا اطفالا في القماط وشهدت خلع سبعة سلاطين بمؤامرات قصر وشهدت خلع خمسة سلاطين وقتلهم بعد الخلع وشهدت حجرا على شقيق سلطان لم يقتل اخاه فنعم الاخ الحنون"، ومضى يقول "اما خلافة العصر الذهبي كما يقولون -الحقيقية- وعاصمتها دار السلام بغداد فهي قدمت ثمانية وثلاثين خليفة عباسيا اقاموا بين بغداد وسامراء وهم الخلفاء العباسيون العراقيون تمييزا لهم عن ذريتهم من العباسيين في مصر.

"من هؤلاء الخلفاء الذين حيكت حول حياتهم وبطولاتهم وزهدهم مصنفات من الاكاذيب قضى سبعة عشر خليفة قتلا والقتل يشمل قطع الرأس والذبح والغدر بالسيف والسهم والحرق. واربعة خلعوا دون ان يقتلوا. وابتكر العباسيون فنا لم يسبقهم اليه احد من امم الارض واعتقد ان احدا من اللاحقين لم يبلغ فن سمل العيون اي فقأها بحديدة محماة وقلعها من محاجرها حيث سملت عيون اربعة من الخلفاء كما مر معنا في سيرهم وكذلك في الامويين اذ خلع واحد وقتل ثلاثة ومات كمدا على جارية واحد".

وزاد على ذلك انه "من اصل سبعة عشر خليفة عباسيا في مصر خلع خمسة وسجن واحد. وفي دولة المماليك البحرية تولى السلطة ستة ملوك قتل اثنان وخلع ثلاثة. وفي دولة المماليك البرجية تولاها -اي السلطة- واحد وعشرون سلطانا خلع منهم احد عشر وقتل خمسة. وفي دولة المماليك الشراكسة تولى سبعة واربعون ملكا خلع اثنا عشر وقتل خمسة بين الشنق والقتل العادي او في السجن"، ومن الامثلة التي اوردها حسن قبلان في حديثه عن السلاطين العثمانيين السلطان سليمان القانوني الذي حكم من عام 1520 إلى عام 1561. قال "القانوني هذا ونزولا عند رغبة واحدة من نسائه قد اقدم على قتل ابنه البكر مصطفى وذلك رغبة منها بتولي ابنها سليم السلطة بعد والده... لكن سيدة القصر وزوجة السلطان القانوني لم تكتف بما حصل لابن زوجها بل ارسلت الى مدينة بورصة من اقدم بناء على اوامرها بقتل طفل رضيع لمصطفى المقتول دون اية شفقة.

"لم يكتف سليمان القانوني ايقونة محبي نظام الخلافة بخنق ابنه مصطفى بل اكمل على ابنه الثاني بايزيد واولاده الخمسة. القانوني يقتل ابنه الثاني واحفاده اورخان ومحمود وعبدالله وعثمان. وكان لبايزيد ابن صغير في بورصة فخنقه عسكر جده القانوني العظيم... وكان للسلطان سليمان القانوني ابن آخر اسمه جهانكير حزن حزنا شديدا على قتل اخيه مصطفى فاقدم على قتل نفسه امام ابيه"، وكان قد تحدث عن والد سليمان السلطان سليم الاول الغازي الملقب بلقب ياوز الذي حكم من سنة 1512 إلى سنة 1520 وقال انه ارتكب مجزرة ابادة بحق "اخوته وابنائهم حيث اباد كل بني ابيه"، وقد لاحق اخاه احمد الى انقرة لكن الاخير نجا بنصيحة من مصطفى باشا وزير السلطان وقد امر السلطان بقتل الوزير ثم ذهب الى بورصة ليقبض على خمسة من ابناء اخوته ويأمر بقتلهم.

وكي لا يبقى من ذرية ابيه اثر اتم مسيرته الاقتلاعية هذه "فألقى القبض على اخيه كركود وقتله دون رحمة وأمر باخيه احمد فخنق ثم امر بقتل اخوته محمود وسليمان واورخان وموسى واولاد اخيه فخنقهم وقتل سبعة من وزرائه لاسباب واهية تافهة وقتل وزيره الاكبر يونس باشا فاتح."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/شباط/2014 - 18/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م