السكتة القلبية والدماغية.. بواكير الموت الصامت!

 

شبكة النبأ: يتعرض الإنسان خلال فترة حياته وبشكل مستمر للكثير من المشاكل والضغوط اليومية المتواصلة التي قد تكون سبب مباشر في حدوث بعض الأمراض الخطيرة التي تهدد صحة الإنسان وتكون سبب مباشر بحدوث الوفيات المبكرة، ومنها "أمراض القلب والسكتة الدماغية "، والتي قد تصيب جميع الفئات العمرية من كلا الجنسين دون استثناء كما يقول بعض أصحاب الاختصاص، ومع حلول عام 2030 ويتوقع أن يقضي 23,3 مليون انسان في العالم نحبهم في عام واحد جراء أمراض القلب والسكتة الدماغية، فأمراض القلب ومضاعفاتها تحتل المركز الأول بين الأمراض المسببة للوفاة حول العالم.

لذا فقد أصبحت هذه الأمراض على قائمة الأولويات والاهتمامات الطبية، حيث تتواصل الجهود والدراسات الخاصة التي يقوم الأطباء في سبيل الوصول الى نتائج مهمة قد تسهم الى حد كبير بأبعاد شبح الإصابة بهذه الأمراض، وفي هذا الشأن فقد توصل باحثون أمريكيون إلى أن أحد جينات التوتر له صلة بزيادة مخاطر الوفاة جراء السكتة القلبية أو أمراض القلب.

وقال الباحثون إن مرضى القلب الذين لديهم تغير في الجينات يواجهون مخاطر متزايدة بنسبة 38 في المئة للإصابة بالسكتة القلبية أو الوفاة. وأوضح البحث الذي نشر في دورية "بلاس وان" أن الطب الشخصي الذي يعتمد على المعلومات الجينية للأفراد بشكل رئيسي قد يؤدي إلى التعامل بشكل أفضل مع الأشخاص الأكثر عرضة للخطر الذين يخضعون للعلاج النفسي أو العلاج بالعقاقير.

وتعزز هذه الدراسة الأدلة العلمية التي تشير إلى أن التوتر قد يزيد بصورة مباشرة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، حسبما أفادت مؤسسة القلب البريطانية. وقام فريق من كلية الطب بجامعة ديوك بدراسة تغير في إحدى رسائل الحمض النووي في الجين البشري والتي لها صلة بتزايد تعرض الأشخاص لتأثيرات التوتر.

وتوصل الفريق إلى أن المرضى الذين لديهم نسبة تغير جيني يواجهون خطورة متزايدة بنسبة 38 في المئة للإصابة بالسكتة القلبية أو الوفاة جراء أمراض القلب بعد سبع سنوات من المتابعة مقارنة بالآخرين الذين ليس لديهم تغير جيني، حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر والبدانة والتدخين.

ويشير هذا البحث الطبي إلى أن أساليب التعامل مع التوتر والعلاجات بالعقاقير يمكن أن تقلل الوفيات والإصابة بالشلل جراء السكتات القلبية. وقال الدكتور ردفورد ويليامز مدير مركز أبحاث الطب السلوكي في كلية الطب بجامعة ديوك إن هذا البحث يمثل أول خطوة باتجاه التعرف على المتغيرات الجينية التي تحدد الأشخاص الذين تتزايد مخاطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأضاف أن "هذه خطوة واحدة للأمام حتى نصل إلى اليوم الذي سنكون فيه قادرين على تحديد الأشخاص بناء على هذا النمط الجيني الذين يواجهون خطورة متزايدة للإصابة بأمراض القلب في المقام الأول".

وتشير الدراسة إلى أن أساليب التعامل مع التوتر والعلاجات بالعقاقير يمكن أن تقلل الوفيات والإصابة بالشلل جراء السكتات القلبية. وتابع قائلا إن "هذه خطوة في اتجاه أدوية شخصية (تعتمد على تحديد الجينات) لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية". ويمكن أن يقود تحديد الأشخاص الذين لديهم تغير في الجينات إلى تدخلات مبكرة للتعامل مع مرضى القلب الذين يواجهون مخاطر عالية للوفاة أو الإصابة بسكتة قلبية، حسبما أوضح الباحثون.

وهناك واحد من كل عشرة أشخاص وثلاثة في المئة من النساء من بين مجموعة مرضى القلب الذين أجريت عليهم الدراسة وبلغ عددهم ستة آلاف مريض كان لديهم تغير جيني له صلة بالاستجابة السيئة للتوتر النفسي. وقال البروفيسور جيريمي بيرسون المدير المساعد لشؤون الطب في مؤسسة الطب البريطاني في تعليقه على هذه الدراسة، إن هذه النتائج قدمت أدلة إضافية بأن التوتر قد يزيد بطريقة مباشرة من خطورة الإصابة بأمراض القلب. وأضاف قائلا إن "من خلال التوصل لآلية محتملة تقف وراء هذه العلاقة، فإن الباحثين أشاروا إلى أن علاج هذه المشكلة قد يكون إما من خلال تغيير السلوك أو بالعقاقير القائمة إذا اقتضت الضرورة". بحسب بي بي سي.

وتابع قائلا إن "هناك تغييرات إيجابية في نمط الحياة يمكن القيام بها للمساعدة في التعامل مع التوتر، ووجود نظام غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم من شأنه أن يساعدك على التكيف مع متطلبات الحياة". وأردف قائلا إنك "إذا كنت تشعر في أغلب الأحيان بالتوتر وينتابك قلق بشأن مستويات التوتر، عليك تحديد ميعاد مع الطبيب والتشاور معه في ذلك".

فحص جديد

من جانب آخر تشير اختبارات أولية إلى أن هناك طريقة جديدة لفحص القلب يمكنها تحديد الأشخاص الذين قد يواجهون خطورة عالية للإصابة بالسكتة القلبية. ويمكن لهذا الفحص تحديد لويحات الشرايين الخطيرة التي تغذي القلب، وإذا تعرضت إحدى اللويحات الدهنية للتمزق، فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث تجلط ووقف تدفق الدم.

وقال أطباء في جامعة ادنبره إن وجود أداة فعالة للتنبؤ بحدوث سكتة قلبية سيحدث "فرقا كبيرا" للمرضى. وذكر أطباء بأن هذه تمثل بداية مثيرة على طريق الوقاية من السكتات القلبية. ويتعرض أكثر من 100 ألف شخص للإصابة بالسكتة القلبية في بريطانيا كل عام، وتمثل أمراض الشرايين حول القلب السبب الرئيسي للوفاة في العالم.

واستخدم الباحثون جهاز تتبع إشعاعي يمكنه البحث عن اللويحات الدهنية النشطة والخطيرة، وصاحب هذا الفحص صور عالية الجودة للقلب والأوعية الدموية. ويتضح التأثير الشامل في وجود صورة مفصلة للقلب مع إبراز مواطن الخطورة بشكل واضح، وتستخدم هذه التقنية بالفعل في الكشف عن الأورام لدى المرضى المصابين بالسرطان. وأجريت الاختبارات الأولى لهذه التقنية للكشف عن مواطن الخطورة في القلب على 40 مريضا أصيبوا مؤخرا بالسكتة القلبية.

وأظهر الفحص اللويحة المسؤولة عن حدوث السكتة القلبية في 37 من المرضى، بحسب دراسة نشرت في دورية لانست الطبية. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مواضع الخطورة باستخدام الفحوص، لكن هناك حاجة للمزيد من الاختبارات لمعرفة ما إذا كان الكشف عن اللويحات الخطيرة قبل وبعد السكتة القلبية قد ينقذ أرواح الأشخاص.

وأجريت الاختبارات الأولى لهذه التقنية للكشف عن مواطن الخطورة في القلب على 40 مريضا أصيبوا مؤخرا بالسكتة القلبية. وقال طبيب أمراض القلب الدكتور مارك دويك "أعتقد بأنه ليست جميع اللويحات المكتشفة مسؤولة عن الإصابة بالسكتة القلبية، لكنها قد تكون مفيدة في التعرف على المرضى الذين يواجهون مخاطر كبيرة ويحتاج إلى علاج مكثف". وقد يشمل هذا العلاج العقاقير أو تغييرا كبيرا في نمط الحياة، بل حتى إدخال دعامات إلى الشرايين للإبقاء على فتحها.

وسيدرس الباحثون في المرضى الذين يواجهون مخاطر كبيرة للإصابة بالسكتة القلبية من بينهم أولئك الذين سيخضعون لجراحة في وقت قريب لمعرفة ما إذا كان هذا الفحص قد ينقذ حياتهم. وأكد الدكتور دويك أنه إذا ثبت نجاح هذا الفحص أو فحوص مشابهة، فإن ذلك سيحدث "اختلافا هائلا".

وأضاف بأن "السكتات القلبية هي المسؤول الأول عن وفيات الأشخاص في العالم الغربي، ولا يوجد تحذير مسبق فالمرة الأولى التي يعرف فيها الأشخاص مرض القلب تكون حينما يصابون بسكتة قلبية". وتابع "إذا استطعنا علاج وتثبيت اللويحات، حينئذ ربما نتمكن من منع حدوث السكتات القلبية وإنقاذ حياة الأشخاص". بحسب بي بي سي.

وقال الأستاذ بيتر فايزبرغ مدير الشؤون الطبية في مؤسسة القلب البريطانية إن "القدرة على تحديد اللويحات الدهنية الخطيرة كسبب محتمل للسكتة القلبية هو شيء لا يمكن لاختبارات القلب التقليدية فعله". وأضاف بأن هذا البحث يشير إلى أن فحص الأشعة المقطعية "بي إي تي-سي تي" قد يوفر إجابة، يحدد "قنابل موقوتة" قد يتعرض لها المرضى الذين يواجهون خطورة التعرض لسكتة قلبية.

خلايا فريدة في الدم

في السياق ذاته قال باحثون أمريكيون إن المرضى الذين أصيبوا بأزمات قلبية تحمل دماؤهم نوعًا فريدا من الخلايا. وفي دراستهم التي أجروها على 111 شخصا، ونشرت في مجلة "فيزيكال بيولوجي" (البيولوجيا الفيزيائية)، استطاع الباحثون رصد الفرق بين الأشخاص الأصحاء ومرضى النوبات القلبية. ويدرس الفريق ما إذا كان يمكن استخدام اختبار الخلايا للتنبؤ بأي الأشخاص سيصاب بنوبة قلبية.

وكان الفريق الأمريكي، من معهد سكريبس للبحوث في كاليفورنيا، يبحث عن خلايا بطانية "إندوثيليال" في دم المرضى. أما مؤسسة القلب البريطانية فقالت إنه غالبًا لن تغير هذه الدراسة من طبيعة ممارسة العمل في هذا الصدد على المدى القصير. قد تتكون طبقات دهنية على جدران الأوعية الدموية، وقد تتمزق في النهاية مما يطلق جزيئات من هذه الطبقات في الدم. وقد يعيق ذلك حركة تدفق الدم في الأوعية الدموية في القلب مما يتسبب في النوبة. وقال الباحثون إن الخلايا البطانية تنطلق أيضًا في الدم خلال تلك العملية.

وقد قارنوا إختبارات أجريت على 79 مريضا بعد إصابتهم بنوبة قلبية بـ 25 شخصا يتمتعون بصحة جيدة وسبعة آخرين يتلقون العلاج للأوعية الدموية المصابة. وقال بيتر كوهن، أحد الباحثين المشاركين، "إن الهدف من هذه الدراسة هو ترسيخ الدلائل بأنه يمكن الكشف بشكل موثوق عن وجود الخلايا البطانية لدى المرضى بعد النوبة القلبية، وعدم وجودها لدى نظرائهم الأصحاء." وأضاف "كانت نتائجنا هامة للغاية حد أنه أصبح جليًا أن الخطوة التالية هي تقييم مدى فائدة هذا الإختبار في تحديد مرضى النوبة القلبية حين تكون النوبة في مراحلها الأولى." بحسب بي بي سي.

ومن جهته قال مايك نابتون، من مؤسسة القلب البريطانية، تعليقًا على نتائج هذه الدراسة، "إنه من غير المرجح أن تتغير الطريقة التي يتلقى بها الناس العلاج في المملكة المتحدة في المدى القصير والمتوسط، إذ أن لدينا بالفعل طرق جيدة لمعالجة وتشخيص النوبات القلبية، وأهدافًا محددة لضمان قصر المدة ما بين الشعور بالألم وتلقي العلاج." لكنه يضيف "إن الدراسة تضع حجر الأساس للبحوث المستقبلية لرؤية ما إذا كان يمكن لهذا الإختبار تحديد مرضى النوبات القلبية في مراحل مبكرة".

قميص خاص

من جانب آخر كشفت شركة فرنسية خلال معرض مستهلكي الأجهزة الإلكترونية (سي إي اس) في لاس فيغاس في الولايات المتحدة قميصا بوسعه تحديد ما إذا كان الشخص الذي يرتديه سيتعرض لسكتة قلبية. وبات في وسع قميص أن يحدد إذا كان الشخص الذي يرتديه في صحة جيدة أم مهددا بسكتة قلبية. وكشفت عن القميص شركة فرنسية خلال معرض مستهلكي الأجهزة الإلكترونية (سي إي اس) في لاس فيغاس بالولايات المتحدة.

وقدمت الشركة الفرنسية "سيتيزن ساينسز" نسيجا جديدا يسجل حرارة الجسم أو دقات القلب. وأكد المدير الدولي للشركة أنها "المرة الأولى التي تدمج فيها أجهزة الاستشعار بالنسيج" الذي يمكن تحويله إلى كل أنوع الملابس من القمصان إلى السراويل مرورا بالقفازات. وتسجل أجهزة الاستشعار البيانات الخاصة بصاحب القميص وتنقلها عبر آلة صغيرة إلى هاتف ذكي حيث يحللها تطبيق وينذر بخطر حدوث مشاكل صحية، مثل التعب أو القلق أو احتمال وقوع سكتة قلبية، بحسب ما أوضح المدير الذي أضاف "هذا لا يعني أن السكتة القلبية لن تحدث، لكن يمكن رصد خطر وقوعها قبل ساعات أو حتى أيام". بحسب فرانس برس.

وقد تعاونت "سيتيزن ساينسز" مع عدة علامات رياضية واختصاصيين في شؤون الصحة لصناعة هذا القميص الذي نال خلال معرض "سي إي اس" جائزة تكريما لطابعه الابتكاري. ويمكن غسل القميص وكيه وهو يكلف أكثر من النسيج العادي بنسبة تراوح بين 30 و40%. ومن المفترض تسويقه بحلول نهاية السنة.

صغار السن

على صعيد متصل حذرت دراسة جديدة من احتمال زيادة إصابة الشباب بالسكتة الدماغية واعتلالات الشلل بواقع الضعف في شتى أرجاء العالم بحلول عام 2030. وعلى الرغم من زيادة احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية مع تقدم العمر، فإن زيادة عدد المصابين من فئة صغار السن مع وجود عوامل خطر تبعث القلق من بينها تورم محيط الخصر والسكري وضغط الدم المرتفع، تعني أنهم يصبحون أكثر عرضة للإصابة.

وتعتبر الإصابة بالسكتة الدماغية ثاني أهم مسببات الوفاة على مستوى العالم بعد أمراض القلب فضلا عن كونها كبرى العوامل المسهمة في حدوث إعاقة. وتحدث الإصابة بالسكتة عندما تعترض جلطة دموية سبيل عملية إمداد المخ بما يلزم من الدم، ومن ثم يعاني المرضى من أعراض من بينها ترهلات الوجه والعجز عن رفع اليدين وهذيان الكلام. وإذا لم يخضع المرضى لعلاج سريع فقد يصابون بأعراض جانبية طويلة الأجل من بينها اضطرابات الكلام والذاكرة والشلل وضعف الإبصار.

وأجرى العلماء مسحا شمل ما يربو على 100 دراسة أجريت خلال الفترة ما بين أعوام 1990 و 2010 تتعلق بمرضى السكتة الدماغية في شتى أرجاء العالم، كما استخدموا تقنيات نموذجية في حال عدم توفر البيانات. وتوصل العلماء إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية بواقع 25% للفئة العمرية بين 20 إلى 64 عاما خلال السنوات العشرين الماضية، وهؤلاء المرضى يمثلون تقريبا ثلث إجمالي عدد المصابين بالسكتة الدماغية، حسب ما نشرته دورية "لانسيت" المعنية بالشؤون الطبية.

وقال باحثون إن معظم الإصابات بالسكتة الدماغية تحدث لكبار السن، وإن عدد الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بها يسجل زيادة مع زيادة أعمار السكان في العالم. وتتفشى الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة أعلى في شرق آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا واستراليا، في الوقت الذي تسجل فيه أدنى مستوياتها في أفريقيا والشرق الأوسط على الرغم من أن الباحثين قالوا إن سكان هذه المناطق قد يموتون من اعتلالات أخرى قبل بلوغ السن المحتمل للإصابة بالسكتة. بحسب بي بي سي.

ولاحظ أطباء أمريكيون زيادة تدعو إلى القلق في إصابة صغار السن ومتوسطي العمر من الأمريكيين، في الوقت الذي تتراجع فيه النسبة بين الفئة العمرية الأكبر. وقال يانيك بيجو، من مستشفى جامعة ديجون الفرنسية "يعتقد صغار السن أن الإصابة بالسكتة مشكلة تواجه الكبار فقط، لكننا نحتاج إلى رفع وعيهم بهذا الشأن". وأوضح أن استخدام العقاقير المخدرة غير القانونية مثل الماريجوانا والكوكايين تزيد من إحتمال الإصابة بالسكتة الدماغية. وقال "إن تفهم صغار السن كيفية مواجهة السكتة الدماغية، ربما يسهم في تغيير سلوكهم".

إرشادات لأول مرة

من جانب آخر بينما تشيع الاصابة بالسكتة الدماغية بين الرجال والنساء على حد سواء صدرت إرشادات عامة لأول مرة تتناول العوامل التي تجعل المرأة أكثر عرضة لخطر الاصابة بهذه الحالة القاتلة منها الحمل واقراص تنظيم النسل وبلوغ سن اليأس. وأصدرت الجمعية الامريكية لأمراض القلب والجمعية الامريكية للسكتة الدماغية هذه الارشادات بغرض معاونة الاطباء والمرضى على التعرف مبكرا على عوامل الخطر الكامنة بخصوص السكتة الدماغية حتى يتسنى علاجها في الوقت المناسب.

وقالت الدكتورة شيريل بوشنيل مؤلفة هذا التقرير العلمي الجديد الذي تضمنته الدورية التي تصدرها الجمعية الامريكية لأمراض القلب والسكتة الدماغية "لو أنت امرأة فانك تشاركين الرجال الكثير من نفس عوامل خطر الاصابة بالسكتة الدماغية الا ان هذه المخاطر تؤثر عليها ايضا الهرمونات والصحة الانجابية والحمل والولادة وعوامل اخرى ترتبط بالنوع."

ويقول التقرير إن السكتة الدماغية هي خامس الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى الوفاة في الرجال وثالث الأسباب التي تفضي الى الوفاة لدى النساء اما عوامل الخطر الاخرى المشتركة لدى الجنسين بشأن الاصابة بالسكتة الدماغية فمنها ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستوى الكوليسترول الضار والتدخين.

الا ان هناك عوامل خطر اضافية تسبب اصابة النساء بالسكتة الدماغية منها الحمل وعليه فان على النساء اللائي يحتفظن بتاريخ من الاصابة بارتفاع ضغط الدم اتخاذ خطوات اضافية لضبط الضغط اثناء أشهر الحمل من بينها تناول الاسبرين ذي الجرعة البسيطة والمكملات الغذائية وعلى رأسها الكالسيوم لتجنب خطر الاصابة بحالة مرضية من اعراضها ارتفاع ضغط الدم ومستوى البروتين في البول والتي تسبب بدورها السكتة الدماغية اثناء الحمل أو بعد الولادة او انجاب اطفال مبتسرين.

اما من اصبن بجلطة دماغية من قبل فتصل احتمالات اصابتهن بالسكتة الدماغية الى الضعف وفرص الاصابة بارتفاع ضغط الدم في السنوات المقبلة الى أربعة امثال لذا فانه يتعين عليهن تجنب التدخين والسمنة وارتفاع الكوليسترول وهي عوامل تزيد من خطر الاصابة بالسكتة الدماغية. بحسب رويترز.

وعلى هؤلاء النساء ايضا الخضوع للفحص الطبي للتعرف على مستوى ضغط الدم قبل تعاطي اقراص منع الحمل لان اجتماع هذين العاملين يزيد من مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية. ومن بين عوامل الخطر الاخرى التي تشيع لدى النساء أكثر من الرجال الاصابة بالصداع النصفي المرتبط بالنوبات العصبية والارتجاف الاذيني وداء السكري والاكتئاب والاضطرابات الانفعالية.

نتائج مبشرة

على صعيد متصل أفاد البروفسور كيث موير، من جامعة غلاسكو، بأن خمسة من مرضاه المصابين بالشلل نتيجة السكتة الدماغية العميقة أبدوا تحسنا "مفاجئا" عندما تلقوا العلاج بزرع خلايا جذعية في أدمغتهم. ولكنه أكد أنه من السابق لأوانه في هذه المرحلة الجزم بأن المصابين يتعافون بفضل العلاج الذي يتلقونه.

وقد شمل العلاج التجريبي تسعة من المصابين بالسكتة الدماغية، تتراوح اعمارهم بين الستين والسبعين والثمانين عاما في مستشفى غلاسكو العام، ويتمثل العلاج في زرع خلايا جذعية في المناطق المصابة من دماغ المريض، تحت مراقبة الفريق الطبي المشرف. وتعد هذه أول تجربة للعلاج بزرع خلايا جذعية في العالم. وقد لاحظ الأطباء أن المصابين لم تظهر عليهم آثار جانبية، وأن أكثر من نصف المرضى حققوا تقدما في العلاج لحد الآن.

ولكن من المبكر الجزم بأن التقدم حصل بفضل الرعاية الخاصة التي يتلقاها المصابون في المستشفى، أم أنه حدث نتيجة العلاج عن طريق زرع الخلايا الجذعية. والمعروف أن المصابين بالسكتة الدماغية لا يتعافون بعد الستة أشهر الأولى من الإصابة، وجميع المرضى الذين شاركوا في العلاج التجريبي أصيبوا قبل ستة أشهر إلى خمسة أعوام.

وقال البروفسور موير، إنه لم يكن يتوقع شفاء واحد من المرضى فقط، فما بالك بخمسة، مضيفا أن "الرعاية الخاصة التي تقدم لهم في المستشفى لا يمكن أن تكون وحدها وراء تعافيهم". وتمكن أحد المصابين من تحريك أصابعه بعد أعوام من الشلل التام. وأصبح بإمكان آخر المشي لوحده بينما كان يحتاج إلى مساعدة. فقد سهلت عملية زرع الخلايا الجذعية على المصابين بالسكتة الدماغية القيام بالحركات الاعتيادية اليومية، منها ارتداء الثياب، والمشي دون مساعدة. وأوضح البروفسور موير أنه كان يتوقع تغيرا طفيفا، ومؤقتا، لكن الذي حدث هو أن هذا التحسن استمر مع الوقت.

فرانك مارش، البالغ من العمر ثمانين عاما أحد هؤلاء المرضى الذين تحسنت حالهم، أصيب بسكتة دماغية منذ خمسة أعوام. وكان مارش معلما نشيطا في غلاسكو، ولكن السكتة الدماغية أضعفته كثيرا وأفقدته القدرة على تنسيق الحركات، كما أصبح يحتاج إلى عكاز للمشي، ولم يعد يستطيع العزف على البيانو مثلما كان يفعل قبل الإصابة. وبعد زرع الخلايا الجذعية في المنطقة المصابة من دماغه، استعاد بعض قدراته على تنسيق الحركات، وزادت قوة يديه، وأصبح قادرا على ربط سيور حذائه.

وقال مارش إنه يعتقد أن العملية ساعدته على التحسن، موضحا :"أستطيع الآن الإمساك بالأشياء التي لم أكن أقدر على الإمساك بها من قبل". وقالت زوجته كلير إن التحسن الطفيف الذي حققه جعله أكثر استقلالية، فهو يقوم الآن بأعمال لم يكن يقدر على القيام بها قبل العملية مثل إعداد القهوة، وارتداء ثيابه، والإمساك بالأشياء. ويرغب مارش في أن يواصل التحسن حتى يتمكن من العزف على البيانو، ويمشي مسافات أطول. بحسب بي بي سي.

وفي تعليقها على نتائج التجربة، قالت الدكتورة كلار ولتون، من جمعية علاج السكتة: "إن استخدام الخلايا الجذعية تقنية واعدة، يمكن أن تساعد في التغلب على بعض انعكاسات السكتة الدماغية، ولكننا في بداية طريق طويل وبحاجة إلى تطوير كبير". وقد تم استخلاص الخلايا الجذعية منذ عشرة أعوام بأخذ عينات من أنسجة الجنين. ويمكن للشركة المنتجة أن تصنع ما تشاء من الخلايا باستخدام العينة الأصلية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/شباط/2014 - 12/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م