اخوان.. ام اعداء سنة وشيعة؟

وهذا الوطن.. وهذه الانتخابات؟

نبيل ياسين

 

اريد اليوم ان اخوض في المسالة الطائفية في العراق. اريد ان اعرف من هو السني. واريد ان اعرف كذلك من هو الشيعي. هل لكل من الشيعي والسني ذيل كما يعتقد كل طرف؟ وهل يقول الشيعي في نهاية صلاته خان الامين خان الامين خان الامين ثلاث مرات؟ وهل يقول السني بعد كل صلاة الهم العن ابا تراب؟

في الستينات كان لي صديق حميم وكنت اذهب الى بيتهم في بغداد لنقرأ معا كتب طه حسين والعقاد وسارتر وهمنغوي وملنو وفوكنر وسلامة موسى والمتنبي والبحتري والرصافي في امتزاج ثقافي متعدد. وكان والد صديقي هذا من المشاركين بثورة العشرين وهو كوفي المولد والنشأة، وكان مرحا وشاعرا شعبيا سريع البديهة. وقد قص علي ما حدث له ذات يوم في نهاية العشرينات حين كان شابا يتاجر بالاقمشة بين الكوفة وعنة على نهر الفرات. وكانت علاقته جيدة بحيث انه كان يبيعهم مؤجلا السداد لسنة او اقل، وكان يقضي يومين او ثلاثة في بيوت العانيين الذين يحبهم ويحبونه. وقال انه وصل الى السوق في عنة في احد المرات، كعادته، فما كان من معارفه الذين يتعاملون معه الا وهجموا عليه واقتادوه الى احد الدكاكين وخلعوا سرواله وكشفوا مؤخرته وهو يصرخ بهم ويقاومهم دون جدوى. ولكنه فوجئ بهم وبعضهم يقول لبعض: هل صدقتم: لا يوجد لديه ذيل.

وبعد اعتذارات طويلة وتقبيل رأس وتوسل اخبروه ان بعضهم يعتقد ان الشيعة لهم ذيول وقد اردنا اثبات عدم وجود ذيول للشيعة فاضطررنا الى القيام بما قمنا به.

ولدى السنة والشيعة معا اشارة هي مد السبابة او ثنيها. فمدها عند الشيعي يعني انه شيعي، والاشارة الى شخص بانه سني بثنيها ولدى السنة مدها يعني سني وثنيها يعني شيعي، وهكذا يستخدم الطرفان هذه التورية السرية للاشارة لكل منهما. فالمد يعني انه عدل والاثناء يعني اعوج.

من يعتقد ان هذه خرافات لا وجود لها في المجتمع فهو واهم. فقبل ثلاث سنوات اخبرتني سيدة سنية من معارفي، اعرفها منذ اربعين سنة: ان الشيعة يقولون في نهاية الصلاة محركين ايديهم: خان الامين، خان الامين، ثلاث مرات؟ ومرة قال لي احد معارفي ايضا، وقد قتل ابنه في انفجار قبل ست سنوات: ما الذي القى بقضية الطائفية في خضم الاحداث؟ ان سيدنا علي كرم الله وجهه احد الخلفاء الراشدين ونحن السنة نحبه ونكرمه. ونقول كرم الله وجهه لانه لم يسجد لصنم، ولا نقول ذلك عن الخلفاء الثلاثة لكني اعرف ان اخاه كتب تقريرا عن شخص عراقي يدرس معه في الجامعة انه شيعي. وكان ذلك عام ١٩٧٠ حين لم تكن القضية الطائفية مطروحة في المجتمع على شكل انقسام. واصبح اخوه هذا ضابطا كبيرا في الجيش وابلى بلاء حسنا ضد (الفرس المجوس) في قادسية صدام بحيث نال اكثر من عشرة انواط ومناسبات تكريم مدفوعا بطائفيته التي مارسها منذ شبابه مع احد الاحزاب الدينية قبل ان يتحول الى بعثي.

لكن قاضيا سنيا رد دعوى شخص سني اسمه رضا عام ١٩٦٥ اراد من المحكمة ان تغير اسمه الى عمر. فغضب القاضي السني واتهمه بالطائفية والحمق واراد ان يحجر عليه. وكانت تلك السنة جزء من سنوات حكم عبد السلام عارف الذي كان طائفيا رغم نزاهته واشتهاره بالحماقات الخطابية المضحكة.

لدينا هنا رجلان سنيان واعيان تماما لما يقوما به هما الضابط ورضا. ولدينا إمرأة ورجل يتفاوت موقفيهما من موضوع الطائفية.. فالمرأة السنية مضللة لا تعرف العقيدة الاسلامية للشيعة ولدينا قاض حاسم يرفض الطائفية موضوعا وموقفا ومثله كثيرون.

واعرف شخصا شيعيا طائفيا لا يعتقد ان للسنة حقا في العيش في العراق لانهم حكموه اربعة عشر قرنا وقد تغير الوضع الان. وهناك مدير عام شيعي رفض توظيف شابة سنية، لكن شيعيا اخر تولى الدفاع عنها وتوظيفها بموافقة الوزير الشيعي بعد ان شرح له موقف المدير العام الشائن وحق هذه الشابة في وطنها وفي حياتها وفي دستور بلادها. وهناك سياسية شيعية تقول ان من لا يعجبه العيش في بلاد فيها اغلبية شيعية فليضرب رأسه في الحائط، وهي لا تدافع عن الشيعة وانما تدافع عن مصالحها الفردية لانها كانت تقول ايضا ان من لا يعجبه العيش في بلاد القائد صدام حسين فليضرب رأسه بالحائط. فهي تدافع عن سلطة في كلا الحالين ولا تدافع عن مذهب او طائفة.

ولدينا هنا ايضا شيعة متعصبون وطائفيون يمارسون اقصاء وتغييبا لفكر التسامح والعيش المشترك والمواطنة ومبدأ علي القائل (الحق لا يبطله شيء)، اي لا تبطله حتى الانتماءات الطائفية التي وجد المسلم نفسه مجبرا فيها سواء عن طريق الاختيار، وهو اجبار ايضا لانك مجبر على اختيار موقف، اي ما اسميه الاختيار الجبري، او طريق الولادة والولاء العاطفي، وشيعة طبيعيون يعتقدون ان الانسان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ويمارسون هذا المبدأ وهم كثيرون.

الطائفية ايضا سياسية. نشأت سياسية واستمرت سياسية. ولذلك لا تثار الطائفية الا في موضوع السلطة. وسأورد شواهد تؤكد هذا الاستنتاج الذي يعرفه كثيرون

الصراع السياسي بين الايوبيين والفاطميين

كان لي صديق لبناني درزي في لندن يعاني من عدم فهم المسلمين لعقيدة الدروز حيث يعتبرنهم كفارا. وحين شارك احد رجال العقيدة الدرزية في حلقة من برنامجي (النادي السياسي) عام ٢٠٠٠ حول الطوائف في الاسلام اكتشفت ان رجلي دين احدهما شيعي والآخر سني لا يعرفان اي شيء يذكر حول عقائد الدروز. فكلاهما اعتقد ان الدروز غير مسلمين. واهداني الشيخ الدرزي كتابا من ثلاثة مجلدات بعنوان (الموحدون) حول تاريخ وعقائد المسلمين الدروز والحملات التاريخية المنظمة ضدهم لتشويه عقيدتهم من قبل صلاح الدين الايوبي الذي قضى على الدولة الفاطمية وشرع في تغيير صورة مصر التي كان الفاطميون يحكمونها واسسوا فيها القاهرة عاصمة لهم وبنوا في قلبها الازهر الذي مايزال حتى اليوم. واكثر ما تعرض للتشويه الحاكم الفاطمي الحاكم بامر الله الذي نسجت حوله اساطير لادانته دينيا ثم اسقاطه سياسيا.

ان التسقيط الديني في الاسلام يبدأ بالتسقيط الطائفي وينتهي بالتسقيط السياسي.

كان صلاح الدين محاربا قويا وسياسيا طموحا، احرق كما تقول الروايات ٦٠٠ الف كتاب مجلد للقضاء على الثقافة المصرية التي اسسها الفاطميون، واشاع في مصر التكايا وزوايا الدراويش، ولكنه لم يهدم الازهر، ولم يهدم ضريح الحسين والسيدة زينب لانه لم يكن يأبه للدين بقدر ما كان يخطط للسياسة. وطالما ان السياسة الايوبية بحاجة الى هذين الرمزين لتعزيز سياسته فانه ابقاهما.

كان الصراع داخل الاسرة الايوبية رهيبا سواء في بعلبك او في مصر او في حلب ودمشق. قتل وسمل عيون حتى تسقط شروط الحكم حسب الشريعة الاسلامية. وكان الضحايا من الاسرة وكان الضحايا من السنة وصلاح الدين سني بالمعنى المذهبي. وهو قد انتصر في معركة حطين على الصليبيين وهو غير قابل للنقد خاصة وان اصله الكردي قد اصبح مقدسا ايضا. وكان المتوكل ضد الشيعة ومنع الزيارات الشعبية لضريح الحسين وقطع ايادي وارجل من مشى لزيارة الحسين، ولهذا تشير صيحة: لو قطعوا ارجلنا واليدين.. نأتيك زحفا سيدي يا حسين. ونكل بالشيعة وكان ابنه سنيا والاتراك الذين يحيطون به مثل بغا، قائده العسكري، من السنة، وقد قتله ابنه المنتصر بالتأمر مع القادة الاتراك وهو مخمور على مائدة الشراب مع وزيره الفتح بن خاقان وكان الشاعر البحتري حاضرا وقد اعطى وصفا للحادثة. ومع هذا يقول ابن عساكر في تاريخه، والخطيب البغدادي وغيرهما مؤسطرين المتوكل من جهة ومانحا اليه الجنة من جهة ثانية لاسباب سياسية اصبحت العاطفة جزء حيويا من هذه السياسة رغم ان المتوكل كان من اكثر الخلفاء العباسيين استبدادا وابتذالا للدين (وكان المتوكل محببا إلى رعيته، قائما بالسنة فيها، وقد شبهه بعضهم بالصدّيق في رده على أهل الردة، حتى رجعوا إلى الدين وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بني أمية. وهو أظهر السنة بعد البدعة، وأخمد البدعة بعد انتشارها واشتهارها، فرحمه الله.

وقد رآه بعضهم في المنام بعد موته وهو جالس في نور، فقال: المتوكل؟ ! فقال: نعم المتوكل. قال: فما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال: بقليل من السنة أحييتها.

ولم تكن تلك السنة التي احياها المتوكل سوى تصفيته للشيعة وملاحقتهم اضطهادا وتنكيلا ذكره التاريخ بكل تفاصيله. وفي عهده تعمق التمييز ضد المسيحيين واليهود بحيث اجبر نساءهم على لبس الزنانير ذات الجلاجل حتى يعرفهن المسلمين واجبر الرجال على ركوب بغالهم بالمقلوب امعانا في تسخيرهم واهانتهم.

وروى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن صالح بن أحمد أنه رأى في منامه ليلة مات المتوكل كأن رجلا يصعد به إلى السماء، وقائلا يقول:

ملك يقاد إلى مليك عادل متفضل في العفو ليس بجائر

وروي عن عمرو بن شيبان الحلبي قال: رأيت ليلة قتل المتوكل قائلا يقول:

يا نائم العين في أقطار جثمان أفض دموعك يا عمرو بن شيبان أما ترى الفتية الأرجاس ما فعلوا بالهاشمي وبالفتح بن خاقان وافى إلى الله مظلوما فضج له أهل السموات من مثنى ووحدان فابكوا على جعفر وارثوا خليفتكم فقد بكاه جميع الإنس والجان

قال: فأصبحت فأخبرت الناس، فجاء نعيه أنه قتل في تلك الليلة. قال: ثم رأيته بعد هذا بشهر وهو واقف بين يدي الله عز وجل، فقلت: ما فعل بك ربك؟ فقال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال: بقليل من السنة أحييتها.

فهل نرى هنا دينا ومذهبية ام سياسة وحكما؟ فبعد كل ما فعله المتوكل من تنكيل بالمسلمين ( اعتقد انها احياء للسنة ) نرى اهل السموات يضجون من اجله ونرى جميع الانس والجان يبكون عليه.

في موضوع الصراع الطائفي علينا ان نبحث عن المصالح السياسية والاقتصادية اكثر من الاختلافات المذهبية. فالسني مسلك والشيعي مسلك هو الآخر طالما العقيدة الاسلامية واصولها مشتركة بين الطائفتين. لكن السياسة شيء والتعددية السياسية شيء اخر. فالصراع الطائفي في العراق وفي السعودية وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن وفي لبنان صراع ضد التعددية. ولذلك ما ان انقلب الوضع السياسي في العراق من الدكتاتورية الى الديمقراطية التعددية حتى ظهرت الطائفية باعتبارها رفضا سياسيا للاخر واحتكارا للسلطة وانهاء للحلقة التاريخية الكلاسيكية للسلطة الرسمية التي اعتمدت على مذهب دون آخر.

اليوم نعاني من محنة طائفية. لا اريد ان ادين طرفا محددا. لكن هناك وقائع وحقائق. من يرفض الآخر؟ الشيعي يرفض السني ام السني يرفض الشيعي؟ الرفض موجود عند الطرفين. ولكننا يجب ان نكون واضحين وحذرين. فالسنة ليسوا جميعهم يرفضون الشيعة والعكس صحيح. لدينا طائفيون في كل طرف. والثقافة الطائفية ثقافة سياسية قبل كل شيء والعراق لا يعاني من صراع فقهي طائفي وانما يعاني من صراع سياسي طائفي. وهذا الصراع متجذر تاريخيا ومترسب في عقول ونفسيات من خاضوا هذا الصراع على مدى اجيال واحداث وخلافات وتوترات طويلة وقد بقي في النفوس وها هو الآن يفيض بالكراهيات السياسية التي يتحمل السياسيون اثارتها ويتحمل المواطنون نتائجها.

في عام ٢٠٠٥ عقد مؤتمر محدود بين الوقفين السني والشيعي في العراق بدعوة من الامير الحسن بن طلال. دعيت للمؤتمر كمثقف حيادي. طبعا كان الوفد الشيعي مستعدا لارضاء الوفد السني واظهار النوايا الحسنة له. وكان في الوفد السني رجال دين ابدوا قدرا واضحا من الفهم والمرونة والاستعداد للتعايش. لكن واحدا كان متعصبا بشكل صريح. شكل مرضي. كان غير مستعد لقبول الاخر بحيث انه اصر على عدم ادانة القاعدة وارهابها. وكان الشيخ محمود العيساوي، امام وخطيب جامع عبد القادر الكيلاني على قدر كبير من الوعي باهمية التعايش والوحدة. وابدى الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي والشيخ ماجد الحفيد من اوقاف كردستان والشهيد الدكتور حارث العبيدي استعدادا واضحا لتقبل فكرة الآخر التعددية.

ان استخدام العنف الطائفي لا يقتصر على طرف ضد طرف آخر. ففي السياسة ترهيب ووعيد اكثر مما في الاختلاف المذهبي. وما تشويه عقيدة الشيعة سوى عملية سياسية محضة. لم يكن معاوية، باعتراف جميع السنة، اكثر ايمانا من علي واكثر تضحية في الاسلام من اجل الاسلام. وقد اهتم مسلمون سنيون بنفي حديث عن فضائل علي للدفاع عن معاوية. والدفاع ليس دينيا وانما هو دفاع عن شرعية سلطة لم تكن شرعية واستمد منها الفقهاء (اسلوب الحكم) باعتباره الشرعية الوحيدة لانه حدث بغض النظر عن الطريقة التي تم بها. فما هي مصلحة المؤمن في نفي حديث نبوي يعتقد من يقرأه من المتطرفين انه نفي لفضائل معاوية. وسأورد ما قيل في ذلك ولكني تورده لان واقعنا ليس واقعا معاصرا وحاضرنا ليس حاضرا وانما هو (واقع تاريخي) (او حاضر تاريخي) اذا صح التعبير. والصراع الدائر في العراق هو صراع التاريخ على الحاضر. ولذلك تخضع الانتخابات لشد وتخندق طائفي يثيره السياسيون ويعتمدون عليه.

ما اوردته في البداية من (تراث طائفي) اذا صح القول يبقى (تراثا) محدودا ومستترا لان الطائفية كانت عيبا. وكانت ممارستها منبوذة ومقتصرة على طائفيين محدودين لدى كل من الطائفتين. اما ان ينقسم المجتمع استنادا الى هذا العيب فذلك يعني ان المجتمع العراقي يعاني من تهديدات واخطار عميقة. ليس عيبا ان يولد الانسان شيعيا او يولد سنيا او يولد مسلما او يولد مسيحيا او يهوديا ولكن العيب في ممارسة التمييز الطائفي واعتباره سياسة وممارسة يومية واجتماعية تشرخ المدن والشوارع والاحياء والبلاد برمتها.

تاريخ وحاضر الطائفية السياسية

هل الخلاف على فضائل علي بن ابي طالب ديني ام سياسي؟ هل كان علي بن ابي طالب كافرا في صفوف قريش يحارب النبي ودعوته ويعذب اصحابه؟ اليكم الخلاف التاريخي وكيف ان السياسة وتراثها الجمعي والعاطفي والانتمائي يعمل ويشتغل في الحاضر: سأل مسلم سؤالا في احد المواقع الدينية اسمه ملتقى اهل الحديث:

وانا ناقل ولست مسؤولا عن تدني مساوئ اللغة والثقافة الدينية:

اخواني الكرام.. السلام عليكم

حديث ( علي رضي الله عنه قسيم الجنة والنار ) يعد من الموضوعات والله أعلم

لكن هناك قول للإمام أحمد رحمه الله في هذا الحديث لم أفهمه.

كتاب طبقات الحنابلة.

قال وسمعت محمد بن منصور يقول كنا عند أحمد بن حنبل فقال: له رجل يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن علياً قال: «أنا قسيم النار « فقال: وما تنكرون من ذا، أليس روينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي: « لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق « قلنا بلى قال: فأين المؤمن قلنا في الجنة قال: وأين المنافق قلنا في النار قال: فعلي قسيم النار.

فهل أفهم من هذا الكلام أن الإمام أحمد رحمه الله يصحح الحديث؟؟؟

رجاء الإفادة بارك الله فيكم

وجاء الرد كما يلي

حديث ( قسيم الجنة والنار )

قال الحافظ الذهبي وابن حجر « أورده العقيلي في الضعفاء وهو موضوع. وفيه عباية بن ربعي وموسى بن طريف ذكر الحافظ أن كليهما من غلاة الشيعة» (ميزان الاعتدال 4/55 لسان الميزان 3/247 العلل المتناهية لابن الجوزي 2/945).

أما عن قول الإمام أحمد رحمه الله في هذا الحديث: وما تنكرون من ذا أليس روينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي: « لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق « قلنا بلى قال: فأين المؤمن قلنا في الجنة قال: وأين المنافق قلنا في النار قال: فعلي قسيم النار.

فهذا كلام لا يصح عن الإمام أحمد، لا في طبقات الحنابلة ولا في غيرها من كتب أهل السنة، بل هو من افتراءات الرافضة- عليهم لعائن الله المتتابعة، وهو ما يتبجح به الرافضي الحوراني ويلبس به على قرائه، فقال: <(إن كلام أحمد هذا جاء عند «الكنجي الشافعي في كفاية الطالب»») والكنجي هذا من غلاة الروافض، وإنما نسبوه إلى المذهب الشافعي بهتانا وزورا كما هو ديدنهم.

وللأخ دمشقية ردود على هذا الأفاك المسمى الحوراني، فكان مما قاله في الرد على هذه الشبهة المنسوبة إلى الإمام أحمد:

(كذبه على أحمد في رواية علي قسيم النار)

من ذلك قول الكوراني عن رواية (علي قسيم النار): « رواه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب». « كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن علياً قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟! أليس روينا أن النبي قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق؟ قلنا: بلى. قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: فعلي قسيم النار !!»

وهذه الرواية عن أحمد بأنه قد أقر بحديث (علي قسيم النار) لا وجود لها على الإطلاق في شيء من كتب السنة بل ومن كتب الحنابلة.

(لكن الاهم هو ما يلي وهو يوضح لنا ان الدين يستخدم استخداما سياسيا بشكل عاطفي متزمت):

حاشا الإمام أحمد أن يصحح هذا الحديث

وإنما الأمر كما قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (944/3):

«وقد فسر هذا الحديث أحمد بن حنبل على تقدير الصحة فقال لأنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق»

فكأن كلام الإمام خرج مخرج الدفاع عن الصحابة ومنهم معاوية

فكأنه يقول هؤلاء الذي يروون نحو هذه الأحاديث ليطعنوا بها على الصحابة على فرض صحة ما يروون ويحتجون فإن معناه كذا وكذا لا كما يظنون.

فالنتيجة هي ليست الدفاع عن الاسلام وانما الدفاع عن معاوية حتى اختصر الاسلام كله بمعاوية واختصر الصحابة كلهم وهم اثنا عشر الفا تقريبا بشخص واحد اسمه معاوية. والسبب هو السلطة وشرعية هذه السلطة. فاذا شككت باهلية معاوية الدينية فقد نزعت الشرعية عن سلطة تحكم وتحتكر الحكم باسم الاسلام.

هل عرفنا ماذا يعني السني وماذا يعني المسلم؟ انهما يعنيان مفهوما واحدا: الصراع على السلطة السياسية. ولذلك حين تغيرت البنية السياسية لنظام الحكم في العراق انفجرت الطائفية انفجارا مروعا يحترق فيه الشيعي كما يحترق فيه السني. ولذلك يواصل المسلمون عيشهم في التاريخ ويجروننا اليه ويضعونا في دهاليزه لكي يعتاشوا مع سلاطينهم وحكامهم بعيدا عن التعايش وبعيدا عن التسامح وبعيدا عن الحقوق المهدورة التي تضيع تحت ركام مثل هذه الصراعات المفعمة بالجهل والامية والتعصب السياسي الذي يلبس ثيابا طائفية. هل يمكن لنا ان نتساءل الان: ما هو مصير الدولة المدنية والفكر المدني والحقوق المدنية في خضم هذا الواقع؟

الدولة الناشرة وضياع المال العام

هل الدولة العراقية ناشرة صحف ومجلات في الوزارات والمديريات التابعة لها والمحافظات واقسامها تصرف ملايين الدولارات على ورق وطباعة وترويج مبتذل في الغالب لنفس الموضوعات خاصة الموضوعات التي تمجد اولياء الامر في كل وزارة وكل مديرية وكل محافظة وكل قسم؟

بدأت ظاهرة تحول الوزارات الى مديريات اعلام للنشر والترويج بعد الفورة النفطية عام ١٩٧٤ حين تدفقت اموال النفط وارتفعت اسعارها فلبت حاجة حزب البعث وطموحات صدام للهيمنة والدعاية ونشر صورتي البكر وصدام في اول صفحة من كل عدد. واشترك صحفيون من كل صنف في اصدار هذه المطبوعات الدعائية التي كانت اهدارا للمال العام وتسخيفا لمفهوم الاعلام وتحويله الى مفهوم الدعاية. وظاهرة اصدار مؤسسات الحكومة للصحف والمجلات ظاهرة تنسجم مع النظام الدكتاتوري فهي جزء من الماكنة الدعائية للديكتاتورية. ولكنها تتناقض تماما مع النظام الديمقراطي ونظامه الصارم في المحاسبة والرقابة والشفافية.

وليس غريبا ان تجد شعراء صدام وصحفيي صدام وكتاب صدام هم انفسهم الذين يديرون هذه الصحافة في ماكنة الدعاية الحكومية في النظام الديمقراطي اليوم. والاسوأ في كل ذلك، اي تحول الدولة ومؤسساتها الى ناشر ان تعتمد على صحفيين ساقطين ومرتزقة ومكررون في عهد الديكتاتورية وفي عهد الديمقراطية، وآخرهم شاعر شعبي صدامي شاعر شعبي يرأس تحرير مجلة لوزارة من اهم الوزارات السيادية حولها الى مجلة اقل مستوى من مجلة الموعد الذائعة الصيت المختصة بالفنانات والاشاعات عنهن، بحيث اهدرت عشرات الملايين من الدولارات شهريا على صحف ومجلات هي نسخة واحدة ومكررة للمواضيع والكتاب وكأن ميزانية نفط العراق لا تخدم المواطن بقدر ما تخدم جيشا من المرتزقة الذين ردحوا لصدام شعرا شعبيا ولوحات تشكيلية وقصائد نثر واعمدة صحفية.

تعليق على صورة

نشرت احدى الصديقات على صفحتها في الفيسبوك صورة اطفال يبحثون في القمامة عما يمكن ان يأكلوه وكتبت التعليق التالي:

بعد شهر سيدخل العراق والعراقيون مخاضهم الثاني عشر.... بعد أن أنهوا عقدا» من الفساد والعجز والتخلف والجهل والقتل والشقاء.... آمل أن يكون العقد الجديد بداية لتغير هذا الواقع بعقول تنتشله من هذا الظلم والظلام..... أعرف...الأمر ليس بالسهل و لكنه ليس بالمستحيل.

بالنسبة لي اشرت تحت الصورة لايك واكتفيت بالتعليق التالي:

ما هو عمل البرلمانيين الذين يرشحون للانتخابات اذا كان هذا هو الوضع الاجتماعي لغالبية العراقيين؟

استغلال غير أخلاقي

احيانا اجد اسمي، بعد سنين او اشهر، في قائمة المدعوين الى مهرجانات ضحلة يطلق عليها غالبا مهرجانات ثقافية مثل مهرجانات المربد والمتنبي والجواهري والثقافة الكردية في النجف وغيرها. طبعا تستخدم الاسماء كنوع وكم للحصول على اكبر تمويل، او للتمويه على التمويل. فدعوة ١٠٠ شخص تكلف من الممول الذي عادة ما يكون حراميا كبيرا يشارك في السرقة، سواء كان مسؤولا في الحكومة، او سرق اموال الحكومة بطريق ما، تكلف مبلغا اكثر من دعوة ٥٠ شخصا.. لذا يستخدم اسمي دون علمي ودون دعوة رسمية او تذكرة سفر او اقامة فندق لان منظم الندوة او المهرجان سيأخذ على الاسم مبلغا يضعه في جيبه. وقد شاعت الصفقات الثقافية والادبية واصبحت تجارة رابحة لا تكلف سوى انعدام الاخلاق والضمير والحس العام وغياب الهدف الثقافي. لذا احذر جميع الذين يضعون اسمي في قوائم سرقاتهم ونهبهم باسم الثقافة والمهرجانات من انني سألجأ الى القضاء العراقي لحسم الموقف مع مثل هؤلاء المرتزقة الثقافيين والاعلاميين الذين يغشون العراقيين ويقدمون لهم ثقافة زائفة واسماء يسوقونها باعتبارها فكرا عراقيا وعقلا عراقيا فيما هم اعضاء في عصابات تمتهن السرقة والسيطرة والانتهازية باسم الثقافة العراقية.

http://www.mowatennews.com/

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/شباط/2014 - 12/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م