القاعدة في لبنان.. ارعاب لقلب موازين القوى

 

شبكة النبأ: منعطف خطير وحساس تشهده الساحة اللبنانية التي أصبحت اليوم مسرح لبعض الأعمال الإجرامية التي تقوم بها مجاميع مسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة وبدوافع طائفية، يمكن ان تسهم بإحراق هذه البلاد التي تعاني الكثير من المشاكل والخلافات السياسية والطائفية.

إذ يرى بعض المراقبين ان تنظيم القاعدة الذي مني بالكثير من الهزائم العسكرية متكررة في سوريا والعراق يسعى وبشكل حثيث الى الاستفادة من المعطيات والتوترات الحالية التي قد تمكنه من الحصول على موطئ قدم جديد في لبنان.

والذي اعتبره البعض ارض خصبة لتحركات التنظيم الذي سيعمل وبواسطة بعض حلفاء الداخل على إعادة شبح الصراع طائفي ذو البعد السياسي، وهذا ما تؤكده الأحداث والمعارك الدموية الأخيرة والتي تنذر بانزلاق البلاد الى في فترة اضطراب طويلة.

وفي هذا الشأن تقول مصادر قريبة من تنظيم القاعدة إنه بعد الانتكاسات التي منيت بها وحداته في سوريا والعراق يعمل ببطء ولكن بجد على كسب نفوذ في لبنان يساعده في ذلك العنف الطائفي المتزايد هناك وحالة الاضطراب الناتجة عن الحرب الاهلية السورية. وتعرض لبنان لأسوأ تأثيرات الحرب خارج الحدود السورية حيث شهد تفجيرات سيارات ملغومة في بيروت وطرابلس ومعارك بالرصاص في الشوارع واطلاق صواريخ على سهل البقاع في شرق البلاد.

وأدت الانقسامات الطائفية في لبنان الى تفاقم العنف الذي ساهم بدوره في ترسيخها. وتسيطر جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة على مناطق في شمال سوريا وشرقها لكنها أصبحت في موقف الدفاع في الأسابيع الاخيرة بعد تعرضها لهجوم جماعات معارضة منافسة تستاء من حكمها الصارم. وتقول المصادر انها تعمل الان على التوسع في لبنان وخصوصا في مدينة طرابلس التي تعاني من العنف وضعف سلطة القانون منذ بدء الحرب في سورية قبل ما يقرب من ثلاثة أعوام.

وقال بيان صدر باسم ابو سياف الانصاري الذي يوصف بانه قائد القاعدة في لبنان ان الجماعة وضعت الاسس لوجودها في لبنان وهو ما يؤيد على ما يبدو إفادات المصادر ومن بينها مقاتلون مؤيدون ومعارضون للقاعدة في سوريا. وأعلن الأنصاري في تسجيل صوتي البيعة لزعيم الدولة الاسلامية في العراق والشام قائلا انه يتحدث من طرابلس. واضاف ان لبنان سيكون منفذا للقاعدة لمهاجمة اسرائيل.

وقالت عدة مصادر من جماعات المعارضة السورية المسلحة ان الجماعة في المراحل الاخيرة من ترسيخ وجودها في شمال لبنان وهي منطقة ينظر اليها على انها ارض خصبة لتوسع الجماعة حيث تبنى كثيرون تفسيرا اكثر صرامة للاسلام في السنوات الاخيرة. وقتل العشرات في طرابلس في السنة الأخيرة في عنف متبادل بين أبناء الطائفة العلوية الشيعية التي ينتمي اليها الاسد وبين السنة. جذور الصراع وترجع الكراهية المتبادلة الى الثمانينات عندما ساعد العلويون من ابناء طرابلس القوات السورية التي ارسلها الرئيس الراحل حافظ الاسد.

وبعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما في 1990 ركزت الحكومات المتعاقبة على اعادة البناء والاستثمار في العاصمة بيروت تاركة المدن الأخرى تكابد الفقر النسبي والبطالة واستياء الطبقات الدنيا من المجتمع. وبالإضافة إلى المدن المحرومة تمثل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تضم معظم الفلسطينيين المقيمين في لبنان وعددهم 440 الفا اغلبهم سنة ارضا خصبة كذلك يحتمل أن يستخدمها الجهاديون. ولم تفرز هذه المخيمات

حتى الان سوى مجموعات صغيرة ذهبت للقتال في افغانستان والعراق وصراعات اخرى في الخارج بدلا من بناء قواها في لبنان نفسه. وفي ظل هذا الوضع قال قائد محلي في سوريا قريب من قادة القاعدة هناك ان الانصاري حصل على مباركة مشروطة من زعيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ابو بكر البغدادي لإعلان وجود القاعدة في لبنان. وأضاف "سيصدر بيان في الايام القادمة وسيعرف العالم عندها ما سيحدث في لبنان وسيثلج صدور المؤمنين إن شاء الله."

ويتوقع ان تركز الجماعة على طرابلس كقاعدة لكن قد يصبح لها قادة محليون في محافظة عكار في الشمال وفي سهل البقاع وفي صيدا في جنوب البلاد حيث اشتبك أنصار الشيخ احمد الأسير مع الجيش العام الماضي. ويقول بعض السكان ان القاعدة تملك بالفعل زمام الأمور في بعض أحياء طرابلس ومناطق محافظة عكار في الشمال وسهل البقاع.

وتتدلى الاعلام السوداء المرتبطة بالقاعدة من الشرفات وفي الشوارع في بعض احياء طرابلس. وكان البغدادي وهو عراقي يقود الوف المقاتلين القادمين من شتى انحاء العالم لكن أغلبهم من العراق ومصر ولببيا قد ارسل رجاله في البداية للقتال مع أعضاء جماعات المعارضة السورية المسلحة ومعظمهم اسلاميون. لكن كثيرا من المقاتلين السوريين باتوا يستاؤون من هيمنته ولاسيما بعد تعرض مئات السوريين ومن بينهم مقاتلون اسلاميون اخرون للقتل والتعذيب على ايدي مقاتليه.

وقال قائد سوري يقاتل القاعدة "حلمه ان يقيم دولة ولا يستطيع ان يرى اي شيء غير هذا وسيسحق كل من يقف في طريقه. "لقد ذهب الى حد سفك دمائنا لأننا رفضنا ان نعتبره أميرنا. ولذلك فنحن بالنسبة اليه الان كفار يعترضون سبيل الدولة مثلهم مثل الشيعة واليهود وغيرهم." بل أن البغدادي تحدى زعيم القاعدة أيمن الظواهري قبل بضعة أشهر عندما دعاه الظواهري الى ترك القتال في سوريا لجبهة النصرة وهي جماعة اخرى منتسبة للقاعدة.

وتقاتلت الجماعتان في الأسابيع الاخيرة عندما شن المقاتلون الاسلاميون هجوما منسقا على الدولة الاسلامية في العراق والشام. البحث عن ديار جديدة وبعد تلك الانتكاسة التي منيت بها الجماعة والهجوم الذي شنه الجيش على معاقلها في غرب العراق يتيح لها لبنان أرضا خصبة جديدة للتجنيد وقاعدة للهجمات.

وقال قائد احتجز رجاله مقاتلين من جماعة الدولة الاسلامية خلال معارك في شمال سوريا "انهم يتطلعون الى تحقيق حلمهم. فهم العراق والشام وهو ما يعني سوريا ولبنان والاردن وفلسطين. ولن يتوقفوا الان." واختلفت المصادر حول مدى قوة الجماعة في لبنان في هذه المرحلة. فمنهم من قال إنها اقامت بالفعل قاعدتها وستشن مزيدا من الهجمات المنظمة في البلاد ومنهم من يرى انها ما زالت في مراحل التحضير الاخيرة.

وقال قائد سوري "حسب علمنا لقد أسسوا وجودهم بنسبة 80 في المئة وليس بالكامل. لم ينتهوا بعد من إحكام تنظيمهم أو ربط الخلايا بعضها ببعض. ما زالوا في عملية اعادة تجميع صفوفهم هذا ما نعرفه." وقالت مصادر في طرابلس ان نقاشا دار على مدى اسابيع بين الجهاديين بشان الخروج الى العلن. وطلبت منهم القيادة الاعلى انتظار موافقة البغدادي. ويشير التسجيل الصوتي الذي بث على موقع يوتيوب باسم أبو سياف الأنصاري إلى ان الموافقة منحت.

وقال الأنصاري إن السنة في لبنان يتعرضون لسوء المعاملة على أيدي حزب الله. ودعا السنة الى توحيد صفوفهم وأشاد بالتفجيرات التي وقعت أخيرا في بعض المناطق الشيعية وأعلنت كتائب عبد الله عزام المرتبطة بالقاعدة المسؤولية عنها لكنه قال انها ليست كافية. واضاف أنه بعد رفع راية الاسلام من العراق الى الشام قرر أن يعلن من طرابلس البيعة لأمير الدولة الاسلامية في العراق والشام أبو بكر الحسيني البغدادي وسيكون له بابا من لبنان الى القدس. وتابع انه عرض تنشيط خلاياهم في لبنان ليستمروا على طريق الجهاد الذي أفزع امريكا في عقر دارها. وقال إن متحدثا يدعى أبو عمر سيصدر بيانا بمزيد من التفاصيل قريبا. والقى لبنان القبض على زعيم لكتائب عبد الله عزام المرتبطة بالقاعدة وتوفي في الحجز بعد ذلك بأيام.

وقال قائد سوري ثالث يعيش في تركيا "الشمال (في لبنان) ارض خصبة لهذا لأسباب كثيرة. الناس متطرفون لكن بسبب الجهل." وتوقع تصاعد العنف في لبنان لكنه قال انه ما زال من غير المرجح اندلاع صراع شامل في الوقت الراهن. واضاف "ستقع مزيد من تفجيرات السيارات الملغومة والانفجارات هنا وهناك. اما وقوع حرب شاملة في لبنان فأعتقد ان هذا غير ممكن في المستقبل القريب."

من جانب اخر حذرت "جبهة النصرة في لبنان" من ان مناطق تواجد حزب الله الشيعي حليف دمشق وطهران هي "هدف مشروع"، داعية السنة في لبنان الى "عدم الاقتراب" منها. وجاء في البيان المنشور على حساب الجبهة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "نعلن نحن جبهة النصرة في لبنان ان حزب إيران بجميع مقراته ومعاقله الأمنية والعسكرية هدف مشروع لنا حيثما وُجد".

واعتبرت ان الحزب "ليتعمد ان ينتشر في المناطق المأهولة بعوام الناس يتستر بينهم حماية لنفسه من ضربات المجاهدين". واضافت "نهيب بأهل السنة في لبنان عموما عدم الاقتراب او السكن في مناطقه أو قرب مقراته وتجنب تجمعاته ونقاط تمركزه". ويأتي البيان بعد ايام من تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت، ابرز معاقل الحزب، ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص. وتبنت الجبهة التفجير الذي وقع في منطقة حارة حريك، قائلة انه رد على "جرائم" الحزب في سوريا. بحسب فرانس برس.

ووقعت خمسة من هذه التفجيرات في الضاحية الجنوبية، وواحد في مدينة الهرمل (شرق)، تبنته ايضا "جبهة النصرة في لبنان". وتعد جبهة النصرة الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا، وتقاتل ضد قوات نظام الرئيس بشار الاسد. وظهر اسمها الى العلن مطلع العام 2012، وتبنت العديد من الهجمات ضد مراكز امنية وعسكرية. وظهر اسم "جبهة النصرة في لبنان" عبر الاعلام المحلي خلال الاسابيع الماضية، وتم الربط بينها وبين جبهة النصرة في سوريا.

صراع داخلي

على صعيد متصل أعلن رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سعد الحريري ان سنة البلاد يرفضون ان يكونوا جزءا من "حرب حزب الله والقاعدة"، ويرفضون استهداف المدنيين في اي منطقة، وذلك في بيان وزعه مكتبه الاعلامي. ويأتي البيان غداة اعلان "جبهة النصرة في لبنان" التي تبنت تفجيرين استهدفا مناطق نفوذ للحزب الشيعي المشارك في المعارك الى جانب النظام السوري، ان الحزب بات "هدفا مشروعا" لها، داعية السنة في لبنان الى "عدم الاقتراب" من مناطق وجوده.

وقال الحريري "ان اللبنانيين وأبناء الطائفة السنية منهم يرفضون ان يكونوا جزءا من اي حرب في لبنان او المنطقة بين حزب الله والقاعدة، كما يرفضون ان يصبح المدنيون في اي منطقة من لبنان هدفا لهذه الحرب المجنونة وتداعياتها الخطيرة على الوحدة الوطنية والإسلامية". واضاف "ان كل لبناني عاقل ووطني من اي طائفة كان سيرفض الانجرار خلف هذه الدعوات الساقطة بمقدار ما يرفض حرب حزب الله في سوريا، وسيتصدى بكل الوسائل السلمية والسياسية المتاحة لكل الجرائم بحق لبنان وسوريا والعروبة والإسلام وإنسانية الانسان في بلادنا".

ويترأس الحريري تيار المستقبل الذي يعد اكبر ممثل سياسي للسنة في لبنان، وهو احد ابرز قادة "قوى 14 آذار" المناهضة لدمشق وحزب الله. وشهد لبنان المنقسم حول النزاع السوري سلسلة من اعمال العنف والتفجيرات منذ بدء الازمة. وارتفعت حدة التوتر السياسي والامني بعد كشف قتال حزب الله بجانب النظام.

ووقعت ستة تفجيرات بسيارات مفخخة في مناطق نفوذ الحزب منذ تموز/يوليو الماضي، بينها ثلاثة في كانون الثاني/يناير، آخرها في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت في 21 كانون الثاني/يناير. واودى هذا التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة بحياة اربعة اشخاص. وتبنت "جبهة النصرة في لبنان" التفجير، اضافة الى تفجير مماثل في الهرمل اودى بحياة ثلاثة اشخاص. وقالت الجبهة ان التفجيرين رد على "جرائم" الحزب في سوريا.

واعلنت الجبهة في بيان ان "حزب إيران بجميع مقراته ومعاقله الأمنية والعسكرية هدف مشروع لنا"، داعية السنة الى "عدم الاقتراب او السكن في مناطقه أو قرب مقراته وتجنب تجمعاته ونقاط تمركزه". وتعد جبهة النصرة الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا، وتقاتل ضد قوات النظام السوري. وظهر اسمها الى العلن مطلع العام 2012، وتبنت العديد من الهجمات ضد مراكز امنية وعسكرية في سوريا. وظهر اسم "جبهة النصرة في لبنان" عبر الاعلام المحلي خلال الاسابيع الماضية، وتم الربط بينها وبين جبهة النصرة في سوريا.

وافاد مصدر امني لبناني عن "سقوط ثمانية صواريخ مصدرها الاراضي السورية على اطراف مدينة الهرمل، في حين سقط صاروخ وسط المدينة وادى الى اضرار مادية". كما سقطت ثلاث قذائف مصدرها سوريا في منطقة مشاريع القاع (شرق). وسارعت "جبهة النصرة في لبنان" و"سرايا مروان حديد" الى تبني القصف. وجاء في بيان مشترك على موقع تويتر "تعلن سرايا مروان حديد التابعة لكتائب عبدالله عزام وجبهة النصرة في لبنان عن غزوة قصف الهرمل بسبعة صواريخ غراد حققت هدفها".

أكياس رمل

الى جانب ذلك قبل ثماني سنوات دمر الطيران الحربي الاسرائيلي متجر حسان غملوش لبيع المجوهرات عندما قصف منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله. والآن يحصن واجهة محله بأكياس من الرمل لحمايته مع زبائنه من تهديد جديد بعد موجة السيارات الملغومة التي ضربت أحياء شيعية في العاصمة في الاشهر الستة الماضية.

وقتل عشرات الاشخاص في أربعة تفجيرات استهدفت معقل حزب الله. التفجير الاول كان في يوليو تموز في منطقة بئر العبد على بعد مئة متر فقط من متجر غملوش. ويرجح الانفجاران الاخيران اللذان استهدفا منطقة حارة حريك ان تتكثف وتيرة الهجمات. وكانت صواريخ أطلقت على منطقة الضاحية الجنوبية الشيعية في الصيف الماضي في حين استهدف تفجير انتحاري مزدوج مجمع السفارة الايرانية القريبة في نوفمبر تشرين الثاني ما أدى الى مقتل 25 شخصا على الاقل.

وكانت مجموعة سنية مرتبطة بتنظيم القاعدة اعلنت مسؤوليتها عن بعض الهجمات وهددت بالمزيد قائلة ان تدخل حزب الله في الحرب الاهلية السورية الى جانب قوات الرئيس بشار الاسد في سوريا يجعل من الجماعة اللبنانية هدفا مشروعا. وأثار سفك الدماء والتحذيرات من صراع طائفي اعمق قلق الكثيرين في أحياء شيعية حيث يكثف الجيش وحزب الله إجراءاتهم الامنية في حين يتحصن أصحاب المتاجر لمواجهة المزيد من الهجمات.

وقال غملوش في متجره الذي تراكمت امامه اكياس الرمل السوداء "هذه الاجراءات تحمي (بنسبة) 70 الى 80 بالمئة تقريبا من الشظايا.. من الوهج.. من الضغط." ويحاول العمال تركيب ألواح معدنية في الجزء الأمامي لورشته في حين يزرع عمال آخرون الاشجار في شريط يتوسط الشوارع في خطوة تهدف لتقييد حركة المفجرين بتقليص المجال المتاح لأي شخص لترك سيارته خارج المساحات التي بات محجوزة بالسلاسل المعدنية للسكان واصحاب المتاجر بالإضافة الى زرع العديد من كاميرات المراقبة.

وعند أحد مداخل الضاحية يفتش الجيش اللبناني السيارات بينما يدقق جندي بارقام السيارات وفقا لقائمة متواجدة معه. وفي مطار بيروت القريب من البحر الابيض المتوسط على الجهة الجنوبية للعاصمة تعززت إجراءات التفتيش الامنية في حين عززت حماية اثنين من المراكز الدينية الشيعية على طريق المطار القديم بوضع كتل خرسانية رسمت عليها خطوط باللونين الاسود والاصفر.

وفي شارع هادي نصر الله الذي سمي على اسم ابن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله والذي قتل في احدى المعارك مع اسرائيل خفت حركة المرور بشكل ملحوظ في حين تم اغلاق أماكن وقوف السيارات تحت الجسر الرئيسي لمنع المفجرين من ترك سياراتهم هناك. وقال أيمن بزون وهو مدير متجر في شارع هادي نصر الله "الشارع فارغ الان الناس متخوفة. اذا الواحد ليس لديه شيئ ضروري لا يخرج." وأضاف "الناس تتجنب ان تتحرك كثيرا وتقتصر على البيوت ونحن نوصل لها طلباتها ولكن بشكل عام الحركة خفت طبعا. هناك العديد من الناس أصبحت الآن تطلب على التليفون ديليفري (توصيل)."

وبالنسبة للكثير من المقيمين فان التدابير الامنية تعيدهم بالذاكرة الى الحرب الاهلية في لبنان التي اندلعت بين عامي 1975 و1990 عندما امتلأت شوارع بيروت بالمتاريس. وغالبا ما تتوتر أعصاب الناس بفعل المزيد من التحذيرات التي تنتشر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعية والتي تكون بمعظمها انذارات كاذبة من هجمات محتملة. بحسب رويترز.

وقبل ايام دعا عناصر من حزب الله عبر مكبرات الصوت المواطنين للنزول والتعرف على سياراتهم وقطع طريق هادي نصر الله بعد الحصول على معلومات ان الحزب لديه مواصفات سيارة ملغومة وصلت الى هذا الشارع. ويكدس بائع مواد البناء احمد شرف الدين أمام متجره الأكياس الرملية للحماية ويقول وهو يجلس في مكتبه على بعد اقل من خمسين مترا من موقع الانفجارين "في اليوم الوحد يأتينا ثلاثة او اربعة زبائن يشترون اكياس الرمل بغية تحصين محلاتهم".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4/شباط/2014 - 3/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م