والآن نستمع لكلمة الشيخ الظواهري

هادي جلو مرعي

 

تحدث وزير الخارجية السوري وليد المعلم ممثلا لنظام الرئيس بشار الأسد، تلاه رئيس وفد المعارضة (إبن عمي أحمد الجربا) ثم كلمات لوزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمر جنيف الذي بدأت أعماله في مدينة مونترو السويسرية، ووصل عدد الكلمات الى 45 في غضون ساعات قليلة كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتداخل خلالها مع المتحدثين ليذكرهم بضرورة إحترام الوقت، وبدأ ذلك مع الوزير السوري الذي كان يقطع كلمته ليرد على بان كي مون، إنه مصر على الحديث حتى النهاية.

ذهب الجميع الى مؤتمر مونترو، النظام والمعارضة التي تمثل بشكل أو بآخر حتى المعارضة الرافضة والمخالفة كالمجلس الوطني برئاسة جورج صبرا، وبقية الدول الراعية والداعمة للمسلحين والمعارضة والنظام، بما فيها البلدان التي ترعى الجماعات الإرهابية القادمة من كل أصقاع الدنيا، وحتى إيران كانت حاضرة برغم الغياب، فالوفد الروسي يمثل طهران، وكذلك وفد الحكومة السورية، والوفد الصيني، دون إغفال الدور الذي تلعبه وسائل الإتصال الحديثة التي ستجعل من إيران حاضرة طوال الوقت وقريبة من حلفائها لتقدم النصح والمشورة.

الطرف الغائب والأكثر أهمية من عداه من الغائبين هو الجماعات الجهادية المتمردة التي لاتعترف بأحد وترى في الجميع أعداءا لاتصالح معهم سوى إعمال السلاح والقتل. فجبهة النصرة وتنظيم دولة العراق والشام الإسلامية، وغيرها من فصائل ماتزال تقاتل على الأرض وهي تتصارع فيما بينها رغم وحدة الهدف الذي يتمثل بحرب النظام السوري فكيف ستتفق على رؤية محددة؟ بل إن الأسبوعين الماضيين الذين شهدا التحضيرات النهائية لعقد مؤمر السلام في مونترو، كانا الأعنف في تاريخ الحرب الأهلية السورية خاصة وإن 1400 قتيل سقطوا فيها وكلهم من معارضي الأسد، وليس بسلاح الجيش النظامي بل بسلاح بعضهم البعض.

الشيخ الدكتور أيمن الظواهري الذي فر من مصر ليكون فردا في جماعة القاعدة التي قاتلت الروس في أفغانستان، ثم قاتلت الأمريكان ولم تستثن دولة عربية ومسلمة وغيرها من دول العالم وصولا الى الساحل الشرقي للولايات المتحدة بالإستهداف والتفجير والقتل والتدمير والتهجير والتكفير، هذا الشيخ كانت له كلمة لم تلق في قاعة المؤتمر، بل وجهت عن بعد وبتسجيل صوتي وغطت على كل الكلمات لأن معناها كان واضحا وهو إستمرار القتال والصراع في الداخل السوري، ووجه المتمردين عليه والذين رفضوا الحوار من قبل بأن يوقفوا الحرب بينهم ويتحدثوا الى بعضهم ويركزوا على قتال النظام مع إن الدماء سالت بينهم والحرب سجال ومرت عليها أسابيع طويلة، يقابل ذلك إستمرار تدفق الجهاديين، ودوام القصف الجوي والعمليات العسكرية بين الجيشين النظامي والحر في أكثر من موضع في سوريا، وكان الجميع متفقين على فشل مؤتمر مونترو أو على الأقل هم يدركون إن عملية السلام طويلة وشاقة وتحتاج الى جهد ميداني يدعم موقف كل طرف في المفاوضات، بينما ترى القوى الجهادية إنها ماضية في حربها مع بعض وضد النظام، فالأولوية لفكرة قيام خلافة إسلامية قد يكون أمير المؤمنين فيها أبو بكر البغدادي، أو أبو محمد الجولاني أو الظواهري نفسه. والله أعلم.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 29/كانون الثاني/2014 - 27/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م