المالكي يعزز سلطته.. فهل سيحظى بولاية ثالثة؟

إعطاء دور أكبر لمقاتلي العشائر لمحاربة القاعدة في العراق

 

شبكة النبأ: تمكن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من البقاء على قمة السلطة في العراق منذ عام 2006 بفضل مهاراته السياسية لكنه لم يتمكن بعد من معالجة جراح البلد الذي روعه الطغيان والاحتلال والصراع الداخلي.

ويقول منتقدوه أنه ساهم في تفاقم ذلك الوضع باكتسابه السيطرة دون موجب على قوات الجيش والشرطة وأجهزة الأمن واستخدامها بلا حساب ضد السنة وغيرهم من خصومه السياسيين مع السماح بوقوع انتهاكات جسيمة في السجون ومراكز الاحتجاز.

ومع تزايد نشاط القاعدة من جديد وصل العنف الى أعلى مستوياته في خمس سنوات ويشعر أبناء الأقلية السنية بالمرارة والأكراد بالقلق. وبرغم الدخل الكبير من صادرات النفط فما زالت فرص العمل والخدمات الأساسية شحيحة بعد مرور عشر سنوات على الإطاحة بصدام حسين على أيدي قوات الغزو بقيادة الولايات المتحدة.

ومع ذلك قد يمنح الناخبون في إبريل نيسان فترة ولاية ثالثة للمالكي وهو سياسي محنك عركته التجارب لم يكن معروفا على نطاق واسع قبل أن يصبح رئيسا للوزراء قبل ما يقرب من ثمانية أعوام أو قد يتيحون له على الأقل الأفضلية فيما قد يعقب الانتخابات من تشاحن وتنافس على المنصب.

وتلقى تجربة المالكي الشخصية من تعرض للقمع والترهيب في عهد صدام صدى بين أبناء الأغلبية الشيعية التي تمثل ثلثي السكان، وقد أمضى قسطا وافرا من حياته قبل غزو عام 2003 في المنفى في العراق وإيران يدبر للثورة ويتحسب للخيانة. بحسب رويترز.

ولد المالكي عام 1950 في قرية جناجة التي تقع بين بساتين النخيل على ضفاف الفرات في جنوب البلاد لأسرة تشتغل بالسياسة إذ كان جده يكتب شعرا يحرض على الثورة على الاحتلال البريطاني وكان أبوه من غلاة القوميين العرب.

وانضم سرا وهو شاب إلى حزب الدعوة الاسلامي الشيعي ودرس في كلية الشريعة في جامعة بغداد ثم أصبح موظفا حكوميا في الحلة جنوبي العاصمة.

وقال كريسبن هاوس المدير التنفيذي لمؤسسة تنيو إنتليجنس الذي تابع حياة المالكي العملية عن كثب لسنوات "لقد كشف عن قدرة فائقة على المناورة وصرامة لا تلين"، وأضاف "ومن بين الأسباب التي تفسر تلك الصرامة نظرته ذات الطابع العملي الصرف للحياة السياسية العراقية، فهدفه الوحيد هو النهوض بمصالح جمهوره (الشيعي)"، ويفتقر المالكي إلى الجاذبية لكنه صاحب عزيمة لا تلين وتصميم لا يحيد على التفوق على أعدائه وخصوصا بعد فوز كتلة العراقية التي يدعمها السنة ويقودها الشيعي العلماني إياد علاوي بفارق ضئيل في انتخابات عام 2010 البرلمانية وتمكنه بعدها من خلال المناورات من إخراج ساستها من دائرة التأثير، وربما يكون قد فاز على علاوي وضمن مدة حكم جديدة بدعم من إيران والولايات المتحدة بعد أزمة سياسية استمرت ثمانية أشهر لكن صدمة الهزيمة الأولية جعلته يشدد فيما يبدو أسلوب حكمه، ونقل خبير شؤون العراق في كلية لندن للاقتصاد توبي دودج عن مستشار كبير سابق للمالكي قوله ان رئيس الوزراء بدأ بعد تشكيل حكومته في 2010 يحتفظ لنفسه باتخاذ القرارات على نحو أوسع كثيرا من ذي قبل، ونسب دودج الى المستشار قوله "لقد بلغ به الارتياب كل مبلغ ولم يعد ينصت لأي نصح".

وكانت الانتخابات أيضا محبطة للسنة فبعد أن قاطعوا الانتخابات السابقة التي دعمتها الولايات المتحدة وضعوا ثقتهم اخيرا في صندوق الاقتراع وأيدوا كتلة العراقية لكن بعد أن نجحت حيل بينها وبين صنع القرار، وقال دودج "في إطار هذه الخلفية تفشى العنف والعداء في الأنبار"، ويجابه المالكي الآن تحديا ضخما من جانب المقاتلين المرتبطين بالقاعدة الذين سيطروا على الفلوجة في محافظة الأنبار السنية المتاخمة لسوريا حيث يقاتل هؤلاء المسلحون أيضا، وهو يطالب عشائر الفلوجة ومواطنيها بطرد المسلحين لكنه يقول إن الجيش لن يهاجم المدينة، وينفي المالكي (63 عاما) الذي كافح على مدى عشرات السنين ضمن حزب الدعوة الاسلامي الشيعي السري نظام صدام الذي كان السنة يهيمنون عليه أن نظرته طائفية.

وقال لرويترز هذا الاسبوع إنه لا يقاتل في الأنبار لأن أهلها سنة فقد سبق وقاتل ميليشيات شيعية مضيفا ان القاعدة والميشيليات شيء واحد فكل منهما يقتل الناس ويفجرهم، وكان قد أرسل قوات الجيش عام 2008 للتصدي لميليشيات فصائل شيعية منافسة كانت تسيطر على البصرة في جنوب البلاد.

ويقول المالكي وهو وطني عراقي فخور بوطنيته إنه لا يدين بأي فضل لأي منهما ويريد علاقات طيبة مع كلتيهما ويضع مصالح العراق في المقام الأول: "مصلحة العراق هي التي تحدد التوازن. اين مصلحة العراق؟، وهذا ما يفهمه الجانبان".

وقال هاوس إن المالكي بذل جهدا خاصا للحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة "برغم صرخات الاحتجاج من إيران"، وتابع أن المالكي يبدي كذلك تعاونا كبيرا مع إيران عندما يناسبه ذلك مضيفا "لكنه ليس ذلك التابع الخاضع لايران كما يصفه معارضوه أو كما يرونه عادة"، وقد أرسلت الولايات المتحدة مساعدة عسكرية محدودة لتعين بغداد على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبط بالقاعدة والذي يقاتل ايضا في الحرب الاهلية السورية، لكن واشنطن حثت المالكي كذلك على الاستجابة للسنة الذين يشعرون بأنهم باتوا عرضة للتهميش بعد عهد صدام.

وقال المالكي لرويترز ان الحكومة ستسلح وتدفع راتبا لكل من يحارب القاعدة في إطار مجالس الصحوة العشائرية السنية التي ساعدت القوات الامريكية في طرد المسلحين من الانبار عامي 2006 و2007، لكن هذا العرض قد لا يبشر بتنازلات سياسية للسنة او بخطوات نحو مصالحة حقيقية وهي امور يصعب عليه ان يقنع بها انصاره الشيعة الذين تستهدفهم تفجيرات القاعدة الانتحارية ضمن ما تستهدف.

وقال جيمس جيفري وهو سفير امريكي سابق في العراق "انه مثل كل الشيعة يشعر بقلق شديد فهم يكنون خوفا شديدا من نهوض السنة ليعيدوا الشيعة والأكراد إلى مكانهم"، واضاف مشيرا الى جهود المالكي لتقييد الجامحين في طائفته إن الميليشيات الشيعية لم ترد في الاونة الاخيرة بالانتقام من المدنيين السنة كما فعلت عندما بدأت القاعدة موجة العنف الطائفي في 2006 و2007. وقتل عشرات الآلاف من العراقيين في ذلك العنف.

وقال جيفري "ربما يستحق المالكي الى حد ما بعض الإشادة على ذلك إن كان يستحق بعض اللوم على تأجيج الموقف مع السنة"، وقال دودج في كلية الاقتصاد في لندن "تسعده نتيجة ذلك وهي حشد أصوات الناخبين الشيعة وراءه"، وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما المالكي خلال لقائه به في واشنطن في نوفمبر تشرين الثاني على الإعلاء من شأن المصالحة الطائفية لكن النفوذ الامريكي ضعف منذ انسحاب القوات الامريكية قبل عامين، وقال مسؤول امريكي كبير عندما سئل ان كانت واشنطن تعتبر المالكي زعيما يهتم بصدق بإقامة حكومة أكثر شمولا لكل الأطياف "الزعماء هم الزعماء الموجودون وعلينا أن نعمل معهم بأفضل شكل ممكن"، وقال جيفري ان المالكي ليس بالرجل الذي يسهل التأثير عليه، واضاف "من واقع خبرتي اذا هددته وقلت له لن نعطيك مساعدة فلن يجبره ذلك على القيام بما لا يريد القيام به لانه بصراحة يستطيع اللجوء إلى الإيرانيين أو الروس. لكن عليه برغم ذلك أن يلجأ الينا حتى يحافظ على التوازن"، ويقول المالكي وهو متزوج وله اربعة أبناء إن عمله لا يتيح له وقتا لأي شيء خارج مجال العمل السياسي وحياته العملية التي يقول انها تسترشد دائما بالمبادئ نفسها، وقال لرويترز انه كان دائما وسيظل ما هو عليه وليس له شخصية معلنة وأخرى خفية.

محاربة تنظيم القاعدة

سعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في تحول مُلفت للأنظار إلى الاصطفاف مع مقاتلي العشائر السُنية (الصحوات) الذين سبق وأن قلص دورهم في محاربة تنظيم القاعدة عقب انسحاب القوات الامريكية قبل عامين.

واستغل مسلحون مرتبطون بالقاعدة الاستياء الواسع لدى السُنة مما يعتبرونه سوء معاملة من الحكومة التي يقودها الشيعة ليجتاحوا مدينتي الفلوجة والرمادي قبل اسبوعين في انتكاسة محرجة للمالكي.

وتبدو فرص المالكي في الفوز بولاية ثالثة في الانتخابات البرلمانية المقبلة في ابريل نيسان معلقة جزئيا على قدرته على رسم صورة لشخصية وطنية قوية قادرة على فرض الأمن والاستقرار، وكان الدعم الدولي لجهود المالكي في مواجهة القاعدة واضحا يوم الاثنين بزيارة الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون إلى بغداد.

الأنبار

وعبر المالكي (63 عاما) والذي يتولى المنصب منذ 2006 في مقابلة مع رويترز عن سعادته بأن العالم يقف مع العراق بأسلوب لم يسبق له مثيل. فالانبار قطعا ليست وليدة الساعة أو تفجرت فجأة وكنا ندرك ماذا يجري في الأنبار سيما في ظل ما يحدث في سوريا وما أعلن عنه ما يسمى دولة العراق والشام وعمليات التواصل بين المنظمات الارهابية والمخططات التي كانت تجري للسيطرة على الانبار والسيطرة على الشريط الحدودي العراقي-السوري لتكوين هذه الدولة الاسلامية في العراق والشام.

الشيء الذي جعلنا نتأخر هو انهم (المسلحون) دخلوا مدخلا فيه حساسية وهو المظاهرات وبعنوان مطالب. المراقب الحاذق كان يعلم أن هذه لم تكن مطالب واقعية. بعض الناس قطعا لديه مطالب عنده معتقل عنده مطالب بخدمات ولكن عندما كنا نستعرض المطالب كان الامر يبدو شيئا آخر حيث رفعت لافتة القاعدة في ساحة الاعتصام وكل الناس كانت تراها وخرجت قيادات القاعدة على منصة الاعتصام وقالوا نحن تنظيم اسمنا القاعدة نقطع الرؤوس ونقيم الاحكام هذا كان على المنصة.

الحكومة المحلية في الانبار قالت إن القاعدة موجودة وقياداتها في هذه الساحات... لم يكن لأهل الانبار شأن بهذا انما هذه كانت تخطيطات القاعدة والجهات المتطرفة المتحالفة معها في العراق. كنا بحاجة الى وقت وحكمة وصبر حتى نكشف هذا الغطاء وتظهر الحقيقة وانسحب الكثير من ابناء العشائر (من الساحات) وصار الحديث صريحا والحكومة المحلية قالوا ان الوضع خطير وطلبوا مساعدتنا والعشائر استنجدت بنا وقالوا تعالوا القاعدة تريد ان تقيم دولة وتأكد ذلك من خلال اعتراف احد مسؤولي القاعدة الذي اعتقل (قال) انكم لو صبرتم علينا ثلاثة اسابيع لاعلنا الدولة ولاعترفت بنا دولتان عربيتان. فلما وصلنا الى مرحلة كشف الغطاء عن المطالب التي كانت تنادي باقامة دولة واسقاط النظام واسقاط العملية السياسية ثم حدوث قناعة عند ابناء الانبار والشعب العراقي جميعا... حينها اصبحت مسؤوليتنا أن نواجه هذا النمو الذي استفاد سنة كاملة من غطاء الاعتصامات فنمت مؤسسات وتشكيلات (تابعة للقاعدة) في كل القرى والاقضية والنواحي (ووصلت) اسلحة ثقيلة وتعاون بين القاعدة في العراق وسوريا اتعبتنا كثيرا. ولو كنا تصدينا لهم منذ البداية لما كان كل هذا الجهد والضحايا التي تقع الان لكن تحتم علينا ان نواجه القاعدة حينما اتضح صريحا انها القاعدة وليس غيرها. والحمد لله وقف أهل الانبار معنا.. العشائر وقفت مع الجيش والحكومة المحلية... الوحدة الوطنية تماسكت الا بعض من يريدون الدخول على خط المزايدات والتلاعب أو الذين يخافون أن يكون مصيرهم مصير القاعدة لانهم أيضا متورطون بقتل وعصابات وميليشيات.

المجتمع الدولي تفهم بشكل جيد. الامم المتحدة في بيانها الاخير تفهمت بشكل جيد.. الاتحاد الاوربي والعالم كله تفهم بشكل جيد واشاد بحكمة الحكومة العراقية في رفع ساحة اعتصام طولها كيلومتران بلا قطرة دم واحدة.

الذي حصل في الانبار اننا بعد أن كشفناهم وبدأنا نضرب مقراتهم ومعسكراتهم في الجزيرة (جزيرة الانبار والموصل) الممتدة 600 كيلومتر بيننا وبين سوريا ودمرنا كثيرا من معسكراتهم ورفعنا ساحة الاعتصام فقدوا معسكراتهم في الجزيرة وفقدوا غطاءهم في ساحة الاعتصام فظهروا الى الشارع. وكان لزاما علينا وعلى العشائر والمجتمع الدولي ان نتصدى لهم. وان ما يجري حاليا هو تصد في أعلى درجات المشروعية والتعاون والالتفاف المحلي في الانبار لانها القاعدة بشكل صريح والمعروف عن القاعدة انها خطر ليس فقط على العراق وانما على العالم.

الفلوجة

وأضاف المالكي لرويترز: بنفس السياق والسياسة التي اعتمدناها في رفع ساحة الاعتصام في الرمادي وازالة المباني بدون اراقة قطرة دم نريد ان ننهي تواجد هؤلاء المسلحين. نريد ان ننهي هذا الوجود بلا دماء. ولان اهل الفلوجة عانوا كثيرا في حربين في 2004 والان هم خائفون جدا. خائفون من اقتحام الجيش. أنا طمأنتهم وقلت لهم الجيش سوف لن يقتحم المدينة ولكن نطلب منكم انتم أن لا تسمحوا لهؤلاء أن يسيطروا على المدينة.

القرار الى الان (هو) ان الجيش لا يقتحم المدينة والقرار الان هو تحريك العشائر وسط المدينة. هناك تجاوب جيد من ابناء الفلوجة... ابناء عشائرها وحينما نفرغ نهائيا ان شاء الله قريبا من قضية الرمادي وبعض المناطق المحيطة بها نتجه لايجاد مخرج يحمي العوائل ويحمي المدينة من التخريب ويمنع استخدام القوة والسلاح ولكن في نفس الوقت يجب انهاء وجود القاعدة في الفلوجة.

اولا سوف لن نسمح لهذه التنظيمات الارهابية ان تتخذ من الفلوجة مقرا ومنطلقا. سنطوق الفلوجة ولا نسمح بخروج هؤلاء المقاتلين. الاهالي نعم يذهبون ويعودون بشكل طبيعي أما هؤلاء (المسلحون) فلا.

ثانيا سنعمل على اثارة حساسية وغيرة وشهامة أبناء الفلوجة وعشائرها حتى يطردوهم. اذا طردوهم من المدينة فسيكونون من حصة الجيش العراقي خارجها.

اذا سلمنا ان الفلوجة لن تكون منطلقا للتفخيخ والتفجير من خلال الاحاطة بها (الابقاء على تطويقها) واذا سلمنا بوجود حركة داخلية لا يهمنا الوقت حتى وان طال. المهم ان لا تضرب المدينة وان لا يقتل فيها ابرياء بجريرة هؤلاء المجرمين. الوقت ليس مهما وانما حفظ دماء أهل الفلوجة هو الأهم.

العمليات العسكرية

وحول علاقة وصول الطائرات الروسية والصواريخ الأمريكية باطلاق العمليات العسكرية في صحراء الانبارقال المالكي: في الحقيقة لم نكن ننتظر هذا (الطائرات والصواريخ). العمليات في الجزيرة انطلقت قبل وصول شحنة الصواريخ وقبل وصول الطائرات الروسية. انطلقت بما كان موجودا عندنا من طائرات. العمليات اشتدت بعد استشهاد العميد محمد الكروي (قائد الفرقة السابعة الذي قتل في كمين في صحراء الانبار الشهر الماضي) بعد أن اصبحت لدينا قدرة على اطلاق صواريخ اكثر على مقراتهم (المسلحون).

بصراحة لابد وان العالم عرف وسمع.. انا في سفرتي الاخيرة الى امريكا طلبنا صواريخ الهلفاير لانها الوسيلة الوحيدة لمعالجة معسكرات في الصحراء. القوات البرية غير قادرة على أن تذهب لمسافات طويلة دون أن تنكشف والشيء الجيد ان هذه الصواريخ وصلت.

كان لدينا منها ولكن كنا نحرص على عدم استخدامها لانها قليلة فلما صار لدينا متسع استخدمناها. حطمنا بها ايضا مبانيهم ومعسكراتهم ثم جاءت متأخرة الطائرات الروسية وبعد ان رتبوها (الطائرات) وجهزوها دخلت المعركة الى جانب الطائرات الموجودة.

العراق لديه طائرات أخرى ولكن ميزة هذا الطائرات (الروسية) انها مصممة للرصد والاستطلاع والمعالجة كما انها مدرعة بشكل جيد.

وأضاف المالكي: لم يشترك اي جندي اجنبي ولا طائرة بدون طيار. وطائراتنا الموجودة هي الكنك اير والسزنا كرافان والتي لها قدرات تصويرية (مزودة بكاميرات) اما الطائرات الامريكية فلم تشترك لا بطيار ولا بدون طيار.

الدعم الدولي للعراق والتسليح

وقال المالكي لرويترز: يسعدنا أن العالم كله وقف الى جانب العراق كما لم يقف مع دولة اخرى في السابق كما وقف مع العراق. اما موضوع السلاح... نعم العراق يحتاج الى اسلحة قوية للدفاع عن سيادته. طائرات اف 16 طائرات اخرى.. اسلحة.. لكن اليوم نحن بحاجة اكبر الى السلاح المتوسط الذي يحمله المشاة من المقاتلين الجنود وهذه الاسلحة تستخدم في مكافحة الارهاب. لا ننتظر على وجه السرعة ان تأتينا مثلا طائرات اباتشي أو طائرات روسية مقاتلة أو فرنسية أو امريكية أو صواريخ بعيدة المدى أو غير ذلك لأن هذه ليست معركة جيوش وانما معركة عصابات... حرب شوارع وحرب عصابات وحرب العصابات لها سلاح خاص. هذا الذي نسعى للحصول عليه من مختلف الدول من امريكا وروسيا ودول عربية ودول اخرى.

استثمار نجاح العمليات العسكرية

وحول استثمار نجاح العمليات العسكرية في الانبار والانتقال لمحاربتها في محافظة أخرى، قال المالكي: الموصل تحتاج الى عمل تنظيف... القاعدة هناك تعمل على ابتزاز الناس وتأخذ اتاوات وخاوات وفي صلاح الدين ايضا توجد مثل هذه الظاهرة لكن اهل صلاح الدين الان كعشائر دخلوا في مواجهة وملاحقة القاعدة وضربهم. في جنوب الموصل ايضا تحركت العشائر. نحن سلحناهم وجندناهم كابناء العراق (مجالس الصحوة) سلحناهم بالسلاح المطلوب وسنستمر بعملية تسليحهم ليكونوا مع الجيش العراقي في ملاحقة القاعدة في هذه المحافظات.

نعم بدأنا في الانبار ولن ننتهي الا بآخر نقطة يتواجد فيها هذا التنظيم المشؤوم.

ملف مجالس الصحوة

وقال المالكي: مشروع الصحوات (مجالس الصحوة) هو مشروع ابناء العراق نحن لا نسميه صحوات. الان توسع بشكل كبير وسيتسع اكثر. ليس لدينا سقف اعلى... حسب الحاجة.

من يقف بوجه مشروع ابناء العراق (الصحوات) بمعنى يقف الى جانب من لا يريد الامن لأن هؤلاء ساهموا في تحقيق الامن وعلى الحكومة ان تتبناهم ولذلك انا اقترحت على مجلس الوزراء ان يكون راتبهم الشهري 500 الف دينار (430 دولارا امريكيا) ومجلس الوزراء وافق وفرضنا المبالغ المطلوبة في الموازنة وليس لدينا اية ازمة مالية. ولان الامن اولا في مثل هذه الظروف مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة (الاسبوع الماضي) اقر بأن العمل الامني واحتياجاته ومستلزماته من سلاح وعتاد ورواتب ومستلزمات هذا يخرج من دائرة الموازنة ويصرف بأي شكل من الاشكال حتى وان لم يصادق (البرلمان) على الموازنة لان الامن يحتاج الى بذل وعطاء والتزامات. لذلك ليس لدينا ازمة مالية ومهما كبر العدد سنستفيد منه.

مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب

وأضاف: نحن بصدد عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب في العراق. شجعنا على ذلك المجتمع الدولي الداعم والساند. نريد العالم ان يأتي الى هنا ليسمع التجربة العراقية ويرى التحديات التي تعيشها المنطقة في سوريا والعراق وليبيا ومصر. هذه الدول التي تعاني من القاعدة وانتشارها في افغانستان.

في مقدمة ما نسعى الى تحقيقه هو ايجاد قناعة دولية حول خطر القاعدة وايجاد قناعة لدى الدول جميعا انهم لن يسلموا من خطر القاعدة وان الدول التي تدعم القاعدة الان ستدفع الثمن حينما ترتد القاعدة عليها. ومن خلال هذا التفاهم يشار الى تعاون دولي لتبادل المعلومات في ملاحقة الارهابيين كل في دولته... في منطقته. (مناقشة) التسليح مخططات وبرامج على مختلف المستويات التي يمكن ان تتفق عليها الدول... اتخاذ قرارات... تجريم من يفتي بالتكفير... وهكذا مجموعة اجراءات ذات طابع ليس تسليحيا فقط وانما بالدرجة الاولى (توحيد) مواقف.

نحن لا نريد من اي دولة ان تأتينا بقوات بما فيها امريكا. لا نريد قوات غير عراقية تقاتل الارهاب لكننا بنفس القاعدة الكلية (الشاملة) هذه نقبل اي مساعدة تأتينا من اي دولة تقول انتم عندكم نقص عتاد انا اعطيكم عتاد... انتم عندكم نقص اسلحة ورشاشات انا اعطيكم اسلحة ورشاشات. نقول لهم شكرا واهلا وسهلا وبثمنه وليس هدية.

مستقبل الرئيس بشار الاسد

وحول الوضع السوري تحدث المالكي لرويترز قائلا: انا اعتقد ان الوضع في سوريا تغير وملامح التغيير بدت واضحة حينما تحولت هذه المنظمات الارهابية الى الاقتتال الشديد فيما بينها على الغنائم... وهذا قطعا يخفف الضغط على النظام (السوري) وعلى اجهزته الامنية.

نحن نؤيد مؤتمر جنيف ولا نرى طريقا للحل بعد ما يقارب الثلاث سنوات (منذ اندلاع الازمة في سوريا) غير هذا الطريق.

مستقبله (الاسد) يقرره شعبه وصناديق الاقتراع. انا لا استطيع ان اتنبأ الان (بمستقبله) وانا لا اعرف حقيقة ما انتهى اليه الوضع الاجتماعي والمزاج الشعبي في سوريا.

موقف العراق من القضية السورية لم ولن يتغير ونعتقد أن اي عملية انحياز رسمي لجانب من طرفي الصراع فيها خطورة شديدة جدا. نحن نرفض ان ندخل على خط الازمة قطعا. لا تجهيز ولا تسليح ولا مقاتلين. الاعداد (المقاتلون السنة والشيعة الذين يعبرون الى سوريا) التي يجري الحديث عنها هي اعداد محدودة وليست رسمية ولا متبناة لا من الحكومات المحلية ولا من الحكومة الاتحادية انما هذه مشاعر ناس. ان حكمنا عليها بالصح او الخطأ هي لا تمثل موقف دولة ولن يكون لنا موقف الا هذا... عدم السماح بالدخول على خط القتال في سوريا.

التوازن بين ايران وامريكا

وحول كيفية تحقيق التوازن بين أمريكا وايران قال المالكي: مصلحة العراق هي التي تحدد التوازن. اين مصلحة العراق؟ وهذا ما يفهمه الجانبان. .. انا اريد ان اكون صديق كل الدول ولكن لا اريد لهذه المصلحة ان تؤدي الى عملية خرق السيادة الوطنية. اريد ان استفيد من كل الممكنات والصداقات وامريكا دولة صديقة ولها حضور قوي وساعدت الشعب العراقي في التخلص من النظام الديكتاتوري ولا تزال دولة كبرى ولدينا معهم اتفاقية اطار استراتيجي وتعاون في مختلف المجالات.. نحن نعتز بهذه العلاقة ونتبناها بل نطلب منهم بالحاح تفعيل هذه الاتفاقية. كما ان ايران ايضا لدينا معها حدود تمتد لالف وثلاثمئة كيلومتر وتشابك مذهبي وعقائدي ومصالح ومياه ونفط وغير ذلك من الامور وهذه ايضا تقتضي ان تكون لنا علاقات طيبة (معها) ونحن نسعى لايجاد افضل العلاقات المطبعة بين العراق ومحيطه العربي والمجتمع الدولي.

الترشح لولاية ثالثة

وحول الانتخابات والولاية الثالثة قال المالكي لرويترز: بالتأكيد سنخوض الانتخابات. (الولاية الثالثة) هذا ما يقرره الشعب العراقي حينما يقف امام صندوق الاقتراع وتقرره الكتل السياسية حينما تنتهي الانتخابات وكل يعرف رصيده ومع من يتحالف. انا اتصور الحديث (عن ولاية ثالثة) سابق لاوانه، اي شخص يقرر الخطوة التالية قبل ان تظهر النتائج وقبل ان يعرف المزاج الشعبي ماذا يريد هذا استباق للامور غير صحيح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/كانون الثاني/2014 - 21/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م