المدارس الإدارية كمفاهيم ونظريات... حبر على ورق

علي إسماعيل الجاف

 

أثبتت الأبحاث والدراسات بان الإدارة عبارة عن خمس مدارس متنوعة ومختلفة تكونت بعامل الزمن فالمدرسة الكلاسيكية اعتبرت الإنسان عبارة عن آلة والإدارة عبارة عن سلطة تنفذ وتأمر ما تريد وتفرض رقابة صارمة والشخص الأول الذي حلل هذه المدرسة هو الألماني ماكسويبر. أكدت هذه المدرسة على تقسيم العمل وتنظيمه والتقييم الصارم، والشخص الناجح هو من يدير أعماله وأموره دون ان يعي او يراعي قضايا الشفقة والرحمة والتعاطف اي منظور يذكر، ويشوب هذا النظام البيروقراطية المفرطة من اجل التسلط وبسط النفوذ. اعتبرت هذه الإدارة الإنسان عبارة عن حيوان مسخر ويتجاوب ضمن المحفزات المادية.

بعد ذلك، جاءت المدرسة التجريبية التي ركزت على الإنسان واهتمت به بصورة كبيرة وبذلت جهودا في اعطاء الإنسان مكانة تليق به من اجل خلق روح التعاون والمشاركة بين افراد المنظمة لتحقيق أعلى درجات الرقي والازدهار، وشجعت على اتخاذ القرار الجماعي ونبذ الفردية والتسلط والتميز في الوظيفة والعمل. واهتمت بالدافع الإنساني للعمل الذي يجب ان يكون منبثقا ذاتيا وليس بقوة او سلطة للبناء والإنتاج وعززت أهمية القيم الإنسانية التي لابد ان تكون موجودة بين الموارد البشرية. أكدت هذه المدرسة على الخبرة والكفاءة العلمية وتوزيع المهام والواجبات بصورة منطقية ومعيارية ليكون هناك تمثيلا ايجابيا ومعياريا. ويكون هناك عامل مهم سعت المدرسة التجريبية الى بسطه هو "الضبط الإداري" وتعزيز دور التفويض ليكون هناك مجالا أوسع للتمثيل وتقليل الروتين والبيروقراطية.

واستمرت الأبحاث تقدم كل ما هو جديد فبعد ذلك جاءت مدرسة النظم الاجتماعية التي ركز مكتشفوها مثل بارسون ان الحاجات تظهر نتيجة وجود طلبات مستمرة عليها وتتفاعل مع البيئة والمحيط والأفراد عادة يكونون مستهلكين لتلك البضاعة. وتكون المخرجات بصناعة بشرية وفنية والعمليات هي عبارة عن أنشطة وفعاليات وهناك تغذية مرتدة متواصلة لقياس العائد ومحاولة تقليل العيوب والأخطاء.

أخيرا، ظهرت المدرسة المعاصرة التي اعتمدت على تجارب الدول المتقدمة مثل اليابان التي تعتبر الموارد البشرية رأس مال غير مستثمر يجب استثماره بشكل ايجابي ومنطقي ومعياري لخدمة العمل والإنتاج، وأعطت الإنسان قيمة وراعت احتياجاته وتلبية رغباته بأنواعها المختلفة كون الإبداع الإنساني الفردي والجماعي سيصب في المصلحة العامة للبلد والمؤسسة، والتأكيد على الجودة في العمل كونها العلامة الفارقة التي تميز المنتوج في العالم. وتعزيز دور الثقافة العامة وإعطاء مضامينها أهمية كبيرة، وتكون هناك مشتركات في العمل بروح الفريق ونبذ التميز والانفراد في القرار وعدم السماح بالفوضى واحترام النظام والسعي الجدي للتنظيم والمتابعة لأنهما سر نجاح الإدارة. واستطاعت اليابان الاستفادة من خبرات العالم الأمريكي ادوارد الذي نادي بالجودة الكلية في كل مرافق الحياة ليكون هناك تغييرا جذريا وملموسا كما هو الحال في الهندرة التي تعزز أهمية التغيير الجذري والكلي وهي وسيلة علمية ومنهجية تتابعية في أعادة البناء على أسس هيكلية وتصميمية حديثة بهدف تحقيق تطور وتنمية مستدامة جوهرية وتخفيض تكلفة المنتوج وزيادة جودته.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 22/كانون الثاني/2014 - 20/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م