كابوس عودة الجهاديين من سوريا الى ديارهم...

رعب يطرق أبواب الجميع

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لم يعد تجنيد المقاتلين وارسالهم الى جبهات القتال في الخطوط الامامية لما يسمى بـ(الجهاد) من قبل الجماعات السلفية التكفيرية حكراً على الشرق الأوسط والمسلمين فيه، فهاهي اوربا والولايات المتحدة وأستراليا وغيرها من الدول الغربية، تستيقظ من نومها على كابوس مرعب يطرق أبوابها، لينذرها بأفواج "الجهاديين" اللذين غادرو أراضيها طلباً للنصر او الشهادة على حد تعبيرهم.

كما أعلنت العديد من الحكومات الغربية ان مسألة الحرب في سوريا والمشاركة الفاعلة من قبل مواطنيها هناك، امر مقلق للغاية خصوصاً وان عدد منهم عاد الى بلاده واخرون ينون ذلك، وهم يحملون أفكار تشدديه قد تؤدي الى عمليات إرهابية شبيهه بما يحدث في سوريا او العراق، وتذكر بما حذرت منه المخابرات الامريكية من عمليات "الذئاب المنفردة" داخل أراضيهم.

وقد كتب كون كوغلين مقال في صحيفة ديلي تلغراف ذكر فيه "أن أخطر تحد أمني يشغل أذهان قادة الاستخبارات الغربية الآن هو ما يمكن أن يحدث عندما يعود هؤلاء الشباب "المتطرفون" إلى أوطانهم ويبحثون عن وسائل جديدة يوجهون من خلالها أجندتهم المتعصبة، واضاف "إن هذا ما جعل عددا من كبار مسؤولي الاستخبارات الغربية يهرعون إلى دمشق لمناقشة نشاطات "الجهاديين الغربيين" مع نظرائهم في نظام الأسد.

كما ذكر مسؤولون في الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة لصحيفة نيويورك تايمز إن 70 أميركيًا على الاقل سافروا إلى سوريا، أو حاولوا منذ بدء الصراع هناك منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وأعرب المسؤولون عن قلقهم من أن هؤلاء سيخططون لشن هجمات بعد عودتهم إلى ديارهم.

اما وزير الداخلية الألماني توماس دي وبعد اجتماعه مع رؤساء المخابرات والشرطة، فقد وصف تدفق الشباب إلى ساحة المعركة السورية بالخطر الكبير، خصوصًا إذا عادوا إلى وطنهم بعد أن تدربوا على استخدام الأسلحة والمتفجرات.

ويبدوا ان الازمة في سوريا والحماسة الجهادية التي انتقلت عدواها الى الشباب الغربي تنذر بواقع جديد قد لا تنجوا الدول الغربية من ناره المحرقة، وان المعالجات التي تشتمل على الحلول الجزيئة لا تبدوا ناجعة في حل الازمة او التخلص من اثارها المستقبلية.  

آلاف الأجانب المقاتلين

فقد قالت مجموعة أبحاث إن ما بين 3300 و11 ألف مقاتل من أكثر من 70 دولة توجهوا إلى سوريا لقتال قوات الرئيس بشار الأسد.

وقال المركز الدولي لدراسة التطرف وهو شراكة من خمس جامعات مقره جامعة كينجز كوليدج في لندن "نقدر أنه في الفترة من أواخر 2011 إلى العاشر من ديسمبر 2013 ذهب ما بين 3300 و11 ألف فرد إلى سوريا للقتال ضد حكومة الأسد"، وأضاف "هذه الأرقام تشمل الموجودين حاليا (في سوريا) ومن عادوا إلى وطنهم أو ألقي القبض عليهم أو قتلوا".

وقال المركز إنه استعان بآراء 1500 مصدر وإن هذه المصادر تضمنت تقارير إعلامية وتقديرات حكومية وبيانات جهادية ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأظهر التقرير أن العرب والأوروبيين شكلوا الجانب الأكبر من المقاتلين الأجانب إذ مثلوا ما يصل إلى 80 في المئة لكن كان هناك أيضا مقاتلون من جنوب شرق آسيا وأمريكا الشمالية وأفريقيا والبلقان وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.

وعلى الرغم من أن حوالي 20 في المئة فقط من المصادر هي التي حددت جماعات المعارضة التي انضم إليها الأجانب فإنها أشارت إلى أن معظمهم قاتلوا في صفوف جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطتين بتنظيم القاعدة.

وقال المركز إن القادمين من غرب أوروبا -ومعظمهم من فرنسا وبريطانيا- مثلوا ما يصل إلى 18 في المئة من المقاتلين الأجانب في سوريا بينما مثل الآتون من الشرق الأوسط ما يصل إلى 70 في المئة. بحسب رويترز.

وأشار التقرير إلى تقديرات بزيادة عدد القادمين من غرب أوروبا لثلاثة أمثاله بدءا من أبريل نيسان الماضي.

مخاوف البريطانيين

الى ذلك ظهر تسجيل فيديو على الانترنت يصور رجلا ملثما في سوريا بتحدث بلكنة الطبقة العاملة في بريطانيا داعيا مسلمين بريطانيين للسفر إلى هناك والانضمام لواحدة من أكثر الميليشيات الإسلامية تشددا للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

ومدة الفيديو ثلاث دقائق وتعرض صورا للرجل وهو يحشو مسدسا برصاص قال انه حصل عليه من الجيش السوري الحر المعتدل الذي يدعمه الغرب.

ويقول في إطار حثه مواطنيه البريطانيين وتشجيعهم على القتال "أين أنتم وهم يذبحون اطفالنا واباءنا؟"، وبعد ان يطلق الرجل عدة رصاصات في الهواء ينهي حديثه قائل "أدعوكم جميعا لأرض الجهاد".

والفيديو -الذي بث على يوتيوب في السابع عشر من الشهر الجاري وتدرسه وكالات مخابرات غربية- يبرز ما يقوله مسؤولون امنيون عن اضطلاع مقاتلين اجانب بينهم اوروبيون بدور كبير في الصراع في سوريا.

ويقول مسؤولون بريطانيون وامريكيون إن عدد المواطنين البريطانيين الذين سافروا لسوريا للانضمام لمعارضي الحكومة -معظمها الجماعات الاكثر تشددا- يقدر عددهم ببضعة مئات.

واذاعت قناة سكاي نيوز البريطانية تقريرا ضم لقاءات مع ما وصفته "بكتيبة جهادية بريطانية لم تكن معروفة من قبل" تقاتل مع معارضي الحكومة في شمال سوريا قرب الحدود التركية.

وأكثر ما يقلق المسؤولين البريطانيين ان يعود المواطنون الذين قاتلوا في سوريا أكثر تشددا مع اتقانهم مهارات قتالية جديدة وصلات مباشرة بتنظيم القاعدة والجماعات التابعة له.

ويعتقد ان السلطات البريطانية تحقق في عدة مؤامرات إرهابية محتملة ضالع فيها مقاتلون اجانب سابقون في سوريا.

وبثت الفيديو الذي لم يتسن التحقق منه من مصدر مستقل جماعة راية التوحيد ويقول ليث الخوري من فلاش بوينت بارتنرز التي تراقب مواقع المتشددين على الانترنت لعملاء من القطاع الخاص والحكومة الامريكية إن جماعة رايد التوحيد تقول إنها توزع مواد باللغة الانجليزية تنتجها الدولة الإسلامية في العراق والشام.

والدولة الإسلامية في العراق والشام احدى جماعتين يصفهما مسؤولون اوروبيون وامريكيون بانها الاكثر تشددا في سوريا. بحسب رويترز.

وقال الخوري ان جماعة راية التوحيد التي بثت أحدث فيديو ظهرت لأول مرة وان الكثير من المواد التي وزعتها "شديدة التطرف وتشمل صورا مفزعة لذبح وقتل جنود سوريين"، وقال الخوري "نشرت الجماعة صورا لمقاتلين شيعة مقتولين وكتبت تحتها 'صور سياحية'".

ويصعب على وكالات امنية متابعة سفريات مواطنين بريطانيين واوروبيين من وإلى سوريا نظرا لكثرة الطرق وقلة النقاط الحدودية بين الدول التي تنتمي للاتحاد الأوروبي.

ويقول مسؤولون غربيون انهم يخشون ان سوريا اضحت الان جبهة محورية للإسلاميين المتشددين لبسط نفوذهم ونشر ايديولوجيتهم.

وفي صحيفة الاندبندنت تقريراً حصرياً بعنوان "لا طريق لعودة البريطانيين الذين يشاركون في القتال في سوريا"، وقال التقرير إن وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي تمنع بصورة سرية عودة مواطنيها الذين يذهبون للقتال في سوريا من العودة إلى بريطانيا وذلك بتجريدهم من الجنسية البريطانية، موضحاً أن عادة ما يكون هؤلاء الأشخاص يحملون جنسية أخرى.

واضاف التقرير أن الوزيرة البريطانية جردت نحو 37 بريطانياً من حق المواطنة منذ عام 2010 وذلك بحسب بيانات جمعها مكتب الصحافة الاستقصائية.

وأوضح التقرير أن العديد من النقاد نبهوا إلى خطورة هذا القرار الذي من شأنه وضع العديد من الأشخاص في خطر إضافة إلى تعرضهم إلى التعذيب والمعاملة السيئة في بلدانهم الأصلية.

وأكد مسؤول سابق في وزارة الداخلية البريطانية "أن هناك ازديادا في عدد البريطانيين الذين يجردون من جنسياتهم جراء مشاركتهم في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا".

وأشار التقرير إلى أن هناك "40-240 بريطاني في سوريا بحسب المسؤول السابق في الداخلية البريطانية"، مضيفاً "بريطانيا لا تقوم بتجريدهم من جنسيتها بالسرعة المطلوبة".

ويحق لوزيرة الداخلية البريطانية تجريد أي شخص من جنسيته البريطانية إذا كان يحمل جنسية ثانية لأن نيل الجنسية البريطانية "لا يعتبر حقاً للأفراد بل امتيازا" وذلك بحسب وزارة الداخلية البريطانية.

وأردف التقرير أن اثنين ممن جردوا من جنسيتهم البريطانية قتلوا خلال قصف طائرات من دون طيار في الصومال وهما بلال البرجاوي ومحمد سكر، كما جرد مهدي حاشي المولود في الصومال من جنسيته البريطانية ويقبع في الوقت الحالي في سجن في نيويورك بعد ادانته بتهمة الإرهاب.

وأكد التقرير أن نحو 5 شخص ممن جردوا من جنسيتهم البريطانية ولدوا وترعرعوا في المملكة المتحدة.

تجنيد المتطوعين

من جهته أعلن القضاء البلجيكي عن توقيف داعية اسلامي معروف في بلجيكا واربعة من اقاربه في منطقة بروكسل للاشتباه في عملهم على تجنيد متطوعين للقتال في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقات شعبة مكافحة الارهاب في الشرطة القضائية فجرا بست مداهمات في بروكسل ولوندرزيل شمال العاصمة واوقفت خمسة اشخاص بحسب بيان للنيابة العامة الفدرالية.

واوقف جان-لوي دوني من بروكسل البالغ 39 عاما الذي اعتنق الاسلام وبات يعرف باسم "جان-لوي لو سومي" (المسلم) اضافة الى زوجته ورجلين ومراهق لم تكشف هوياتهم بحسب مصدر قضائي.

ودوني الذي اسس مطعم "التوحيد" الذي يوزع الطعام على الاكثر فقرا قرب محطة غار دو نورد في بروكسل، هو قيادي سابق لمجموعة "الشريعة لبلجيكا" الاسلامية الصغيرة التي تطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية في بلجيكا.

وفتح التحقيق الذي ادى الى توقيفه في نيسان/ابريل بعد مغادرة تلميذين من بروكسل الى سوريا بغير علم اقاربهما.

واشار التحقيق الى ان الشابين كانا يرتادان مطعم التوحيد وان دوني لم يكتف بتوزيع الغذاء بل انه يلعب كذلك "دورا بارزا" في "تجنيد عدد كبير من الشباب وبينهم قاصرون، وتشجيعهم على المغادرة الى سوريا لشن الجهاد المسلح"، بحسب النيابة الفدرالية.

وتابعت ان "التشدد يحصل نتيجة الادلاء بخطب وعرض تقارير فيديو ونشر وثائق تدعو الى الجهاد".

لكن دوني نفى تجنيد متطوعين، وصرح مؤخرا لتلفزيون ار تي بي اف "ليس مطلوبا مني تشجيعهم، فالله هو الذي اختارهم".

كما كشف التحقيق عن "دور لعدد من مقربي" دوني في تشدد الشباب وفي "الناحية اللوجستية للرحلات الى سوريا" بحسب النيابة التي اكدت "مصادرة وثائق وهواتف جوالة ومعدات معلوماتية".

وصرحت وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكيه ان "التجنيد يعتبر عملا ارهابيا" في بلجيكا، علما انها حذرت مؤخراً الى جانب نظيرها الفرنسي ايمانويل فالس من "الخطر المحتمل" المحدق بالاتحاد الاوروبي والناجم عن مغادرة 1500 الى 2000 شاب اوروبي الى سوريا للقتال الى جانب الاسلاميين.

فيما اصدرت محكمة امن الدولة الاردنية حكما بالسجن لخمسة اعوام بحق سلفي أردني قاتل في صفوف جبهة النصرة في سوريا وعاد الى المملكة منتحلا صفة لاجئ سوري، على ما افاد مصدر قضائي.

وقال المصدر ان "المحكمة اصدرت حكما بالسجن لخمسة اعوام بحق المتهم السلفي مصطفى خاطر على خلفية تسلله الى سوريا وقتاله ضمن صفوف جبهة النصرة ضد نظام الرئيس بشار الأسد".

واضاف ان خاطر أدين بتهمة "القيام بأعمال لم تجزها الحكومة من شانها تعكير صفو علاقات المملكة مع دولة اجنبية وتعريضها لأعمال عدائية او انتقامية على المواطنين او الاموال"، وبحسب المصدر فان المدان احتج على الحكم لدى صدوره وهتف في المحكمة "الله أكبر".

واشار المصدر ذاته الى ان خاطر "كان التحق بالمقاتلين من جبهة النصرة في سوريا وقاتل هناك بعد ان غادر الاردن بطريقة غير مشروعة".

واضاف انه "عاد الى المملكة في شهر حزيران/يونيو الماضي بهوية سورية ودخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال المملكة بصفته لاجئا الا ان الاجهزة الامنية اكتشفت امره".

واصدرت ذات المحكمة في التاسع من الشهر الجاري حكما بالسجن لخمسة اعوام بحق سلفي أردني قاتل في صفوف جبهة النصرة في سوريا قبل ان يعود الى المملكة منتحلا صفة لاجئ سوري ليتلقى العلاج.

وكانت محكمة امن الدولة اصدرت مطلع الشهر الماضي احكاما بالسجن بحق ثلاثة جهاديين وطبيب، جميعهم اردنيون، بعد ادانتهم بالتسلل الى سوريا والقتال الى جانب مقاتلي المعارضة السورية.

وبلغ عدد من صدرت بحقهم احكام بالسجن في ايلول/سبتمبر الماضي على خلفية التسلل الى سوريا والالتحاق بمقاتلي المعارضة 12 سجينا.

وبحسب قياديي التيار السلفي في الاردن فان المئات من أنصار التيار يقاتلون ضمن صفوف جبهة النصرة في سوريا.

وشدد الاردن، الذي يقول انه يستضيف نحو 600 ألف لاجئ سوري منذ اندلاع الازمة في آذار/مارس 2011، اجراءاته على حدوده مع سوريا واعتقل وسجن عشرات الجهاديين لمحاولتهم التسلل الى الاراضي السورية للقتال هناك.

وكان مجلس الامن الدولي اضاف في 31 ايار/مايو الماضي جبهة النصرة الاسلامية السورية الى لائحة المنظمات التي يعتبرها "ارهابية" والتي تفرض عقوبات عليها لعلاقتها بتنظيم القاعدة.

جهاديين غربيين

بدوره قال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل تعمل مع حلفاء في الخارج لتتبع أثر جهاديين غربيين يقاتلون في سوريا قلقا من احتمال ان يهاجموا أهدافا إسرائيلية أو يهودية بعد عودتهم إلى بلادهم.

وأضاف المسؤول أن حوالي 20 في المئة من بين ما يقدر بعشرة الاف مقاتل أجنبي ضمن المسلحين الذين يقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد قادمون من الغرب وعددهم يتزايد.

وقال المسؤول المطلع على تقديرات المخابرات "فكر في سيناريو أن بتلقي حتى لو واحد فقط من العائدين تعليمات من شخص عمل معه، شخص حارب معه، شخص مثل اعضاء جبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة) لتنفيذ هجوم، شغلنا هذا كثيرا في الفترة الأخيرة".

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه بسبب حساسية المسألة أن إسرائيل تنسق جهود المراقبة مع الدول الغربية التي لا تملك سوى خيارات قانونية محدودة ضد المقاتلين لدى عودتهم لبلادهم.

وتابع "انها مشكلة (للسلطات الغربية) ان تعتقل شخصا لمجرد انه كان في سوريا، لا أحد يعرف على وجه التأكيد ما الذي فعله هناك".

وذكرت مصادر أمنية ان المسؤولين الإسرائيليين الذين يراقبون الاوضاع في سوريا يجتمعون في كثير من الاحيان مع نظرائهم الاجانب وان البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية تفحص الزائرين بدقة.

وتتطابق إلى حد بعيد التقديرات الإسرائيلية لعدد المقاتلين الغربيين في سوريا مع التقديرات التي وردت في تقرير اصدره المركز الدولي لدراسة التطرف الذي تشارك فيه جامعات ومقره جامعة كينجز كوليدج في لندن.

كما اعلنت وزارة الداخلية الاسبانية ان الشرطة اعتقلت مشتبها به يحمل الجنسية الاسبانية تحوم شكوك حول انتمائه الى منظمة مرتبطة بالقاعدة تقاتل في سوريا.

وجاء في بيان الوزارة ان المشتبه به عبد الواحد صديق محمد "متهم بالمشاركة في الجهاد في سوريا"، كما يشتبه بـ"انتمائه الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) وهو تنظيم مرتبط بالقاعدة.

واعتقل هذا المشتبه به في مطار ملقة في جنوب البلاد بعيد وصوله اليها آتيا من إسطنبول، واعتبرت وزارة الداخلية انه "يشكل خطرا على الامن القومي"، بسبب ارتباطه بتنظيم الدولة الاسلامية.

وهو يتحدر من جيب سبتة الاسباني داخل الاراضي المغربية، بحسب ما اوضح مصدر حكومي.

وجاء في بيان وزارة الداخلية ايضا ان المشتبه به توجه في ايار/مايو من المغرب الى سوريا عبر تركيا حيث اقام في معسكرات تدريب لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داخل الاراضي السورية الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية.

وهو ينتمي الى مجموعة يشتبه بإرسالها عشرات المقاتلين الى سوريا من جيب سبتة، وكانت الشرطة الاسبانية اعلنت عام 2013 اعتقال عدد من عناصر هذه المجموعة.

من جهتها تلقت والدة جهادي فرنسي، انتقل إلى سوريا للقتال ضد نظام بشار الأسد نبأ وفاته في عملية انتحارية عبر رسالة قصيرة على هاتفها وذلك بعد أشهر قليلة على مقتل شقيقه، حسب "فرانس 2" وصحيفة "ليبراسيون".

وتلقت دومينيك بون في الثاني من يناير/كانون الثاني رسالة قصيرة على هاتفها المحمول نقلت إليها خبر مقتل ابنها، نيكولا (30 عاما) حسب ما أفادت صحيفة "ليبراسيون".

دومنيك اتصلت بالرقم السوري الذي ظهر على شاشة هاتفها، فرد عليها شخص يتكلم الفرنسية وأخبرها بأن نيكولا فجر نفسه برفقة جهادي آخر بشاحنة مفخخة في 22 ديسمبر /كانون الأول في منطقة حمص، وكان الأخ غير الشقيق لنيكولا، جان دانيال قتل بدوره في سوريا بداية أغسطس/آب وكان في 22 من العمر.

الاثنان انتقلا إلى سوريا في مارس/آذار الفائت عبر إسبانيا ثم تركيا، وأخبرا العائلة يومها بأن نيتهما السفر إلى تايلاند، وفي سوريا التحقا بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، الشابان ظهرا في شريط دعائي مصور في مطلع يوليو/تموز، نرى فيه نيكولا الذي صار اسمه أبو عبد الرحمن يحمل بندقية كلاشينكوف في يد ونسخة من القرآن في يده الأخرى ويفتخر بنجاحه في "هداية" شقيقه إلى الإسلام.

الوالدة التي أصيبت بصدمة قاسية قالت للقناة الفرنسية "لم نكن نتوقع هذا الأمر، في البداية لم يكن اعتناقهما للإسلام مسألة خطيرة ولكن ما حصل بعد ذلك هو الخطير".

وتضيف الوالدة لصحيفة "ليبراسيون" لقد أبلغت السلطات الفرنسية بسفرهما إلى سوريا "فلم يتصل بي أحد، فقط وصلتني رسالة تعلمني بأن وزارتي الخارجية والداخلية صارتا على علم "بهذا الملف.

وتضيف الوالدة بأن على السلطات مكافحة الذين يعملون على تجنيد الشبان ولهذا الغرض أدلي بشهادتي كي تتحرك عائلات أخرى.

وتشير معلومات أمنية إلى أن مئات من الفرنسيين سافروا إلى سوريا أو يرغبون في السفر إليها للقتال، الأمر الذي يثير قلق أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية.

من جهة أخرى أبلغت أم فرنسية السلطات الفرنسية بأن زوجها قام بخطف ابنتهما ونقلها إلى تركيا بهدف العبور إلى سوريا للقتال في صفوف جبهة النصرة المتطرفة.

وأوضحت هذه الفرنسية (25 سنة) أن زوجها، التي انفصلت عنه منذ صيف 2012، لم يعد ابنتهما في 14 أكتوبر/تشرين الأول بعدما قضى معها ذلك اليوم كما تعود أن يفعل كل يوم اثنين، وحسب محاميها، غبرييل فرسيني بولارا، قد فتح القضاء تحقيقا بتهمة "خطف قاصر".

كما أوضحت المرأة أنها كتبت رسالة إلى الرئيس فرانسوا هولاند وأنها تلقت جوابا بتاريخ العاشر من ديسمبر/كانون الأول وعد فيه الرئيس "بدراسة عميقة" لملفها من جانب وزارتي العدل والخارجية. بحسب فرانس برس.

وفي ردها، كتبت الرئاسة الفرنسية "كوننا متعاطفين مع المحنة التي تمرون بها، يتفهم فرانسوا هولاند الذي يدرك مدى قلقكم، هاجسكم والشعور الذي ينتابكم".

وروت المرأة أن الزوجين اللذين كانا مقيمين في ليون (وسط شرق) انفصلا بعد أقل من سنة على زواجهما في أيلول/سبتمبر 2011، مضيفة أن زوجها "أصبح متطرفا بعد الحج إلى مكة" حيث طلب منها ارتداء الحجاب وأخذ عليها أنها تعمل ومنع حتى ابنتهما من الاستماع إلى الموسيقى.

وبعدما أخذ الطفلة آسيا من أمها غادر الرجل (25 سنة) فرنسا برا متوجها إلى تركيا من حيث يتصل بها بانتظام ويطلب منها الانضمام إليه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 19/كانون الثاني/2014 - 17/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م