عندما قاتل معنا إخواننا الشيعة

هادي جلو مرعي

 

عندما غزا الجيش العراقي الكويت لم يكن جيش صدام، وكان إسمه الجيش العراقي.

عندما ضرب الجيش العراقي الفلوجة وقتل ثلاثة آلاف مقاتل في عهد رئيس الوزراء إياد علاوي لم يكن جيش علاوي بل كان الجيش العراقي.

عندما دخل الجيش العراقي في معركة مع جيش المهدي في النجف وهدد علاوي بقصف ضريح الإمام علي بن أبي طالب لم يكن جيش علاوي بل كان الجيش العراقي.

عندما تقدمت القوات العراقية لتخليص الفلوجة من أيدي داعش يجري الحديث عن جيش المالكي لا عن جيش العراق. ياله من مالكي يملك مليون جندي !

إستعرض بعض المسلحين في مدينة الفلوجة العراقية عبر مقطع فديو على شبكات التواصل الإجتماعي مهاراتهم في قتل جنود نظاميين بدم بارد، وقد نزعوا عنهم ثيابهم العسكرية وهم ينادون، تعال يامالكي وشوف جنودك. هذا ليس غباءا، وليس رد فعل فقط بل هو عمل منظم والقصد منه تحويل الأنظار عن مهمة طرد مسلحين متشددين من مناطق تواجدوا فيها منذ العام 2003، والجنود هم ليسوا للمالكي، وفي كل الدنيا يكون الجيش في إمرة قيادة عليا حتى لو كانت شريرة، وإذا كان من خلاف بين الحكومة وبين مجموعات سياسية وعشائرية وتنظيمات مسلحة لها وجهة مختلفة تقصدها فليس مقبولا على الإطلاق إعتبار الجيش العراقي الذي يضم مئات آلاف الجنود جيشا مالكيا، ولو كان جل جنوده من الشيعة كما يقال، فنحن قاتلنا الجيش الإيراني رغم عدم إيماننا بمشروعية حرب خاسرة للبلدين معا لأننا إحترمنا قرار الدولة، وكنا ننفذ

أوامر عسكرية، وكان معنا إخواننا الشيعة يقاتلون الجيش الإيراني وكانت كل الجبهات تحتشد بجنود شيعة فقراء قتل منهم الملايين، وأعيق وأسر مثلهم كثير، وكان التلفزيون الرسمي يبث أغان وأناشيد ليرفع المعنويات ويحمس الجنود الجائعين.. العديد من الشخصيات النافذة وفئات إجتماعية ينادون بضرورة عدم التعرض للضباط الكبار في الجيش العراقي الذين خدموا في جيش

صدام ( الجيش العراقي) وكان منهم من يقول في المحاكمات بعد 2003 إنه كان ينفذ الأوامر عندما قصف حلبجة بالكيمياوي، وحين أباد الكورد بمعارك الأنفال، وحين دفن الشيعة في مقابر جماعية، كنا نقف عليها ونخرس لرهبتنا ورعبنا، وكنا نقول إنه الجيش العراقي وهو ينفذ الأوامر، ويجب أن لايحاسب.

دخل الجيش العراقي في حروب باطلة عديدة منذ تأسيسه سنة 1921 ضد الأكراد وضد الشعب العراقي ( ضرب الكورد لعقود، ضرب الشيعة لعقود، إجتاح مناطق السنة في الأنبار والموصل وصلاح الدين لضرب من تمرد على الحاكم، هاجم إيران لوقف المد الشيعي برضا خليجي وأمريكي، ضرب الكويت ودمرها ونهبها وأنهى وجودها كدولة لولا أن تدخلت أمريكا الجميلة وحولت الجنود العراقيين الى مجرد بقايا بشر في معسكرات الأسر، غزا السعودية وهدد سوريا والأردن، وفعل الأفاعيل بشعب العراق، وكنا نسميه الجيش العراقي وكنا ننشد:

الله وأكبر للنصر خطواتنا

رايتنا فوك النصر رايتنا

منصور جيشك ياشعبنا الغالي

بكفوف صدام وعزم قواتنا

الله الله الله وأكبر للنصر خطواتنا

وحتى حين ينهزم كنا نغني له:

على ظهور الشقر شدوا الخيالة

وحلو نوط الشجاعة يلوق لرجاله

الجيش العراقي هو الجيش العراقي في كل العصور والأزمنة، وإذا كان القائد العام للقوات المسلحة فيصل الأول، أو الثاني، أو غازي، أو عبد الكريم قاسم، أو عبد السلام، ثم عبد الرحمن عارف، أو أحمد حسن البكر، أو صدام حسين، أو إياد علاوي، أو إبراهيم الجعفري، أو نوري المالكي فهو الجيش العراقي منذ 1921، وحتى 2014 والى ماشاء الله. لايجوز مقاتلة الجنود العراقيين، ولابد من إحترامهم، وإذا أردنا ان نقارن فالمقارنة صعبة، لأن الجيش العراقي في العهدين الملكي والجمهوري الطويلين كان يقمع السنة والشيعة، وفعل بهم الأفاعيل، وأباد منهم الملايين ودفن منهم مالايحصى وثكل النساء، ويتم الأطفال وخرب العمران والإقتصاد، بينما نحن بحاجة الى إتفاق على طريقة ترضي الجميع وإذا كان السنة يشعرون بالغبن فليست

القاعدة ولاداعش ولا النصرة ولاثياب الأفغان هي التي تعيد لهم الحقوق.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 12/كانون الثاني/2014 - 10/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م