المتاحف.. معالم حضارية لا تخلو من تزوير

 

شبكة النبأ: عالم المتاحف يشهد اليوم اهتمام خاص ومتزايد في الكثير من دول العالم التي تسعى وبشكل مستمر الى تطوير وبناء المتاحف المختلفة سواء كانت الفنية او التاريخية او العلمية او متاحف العامة او خاصة، لكونها مؤسسة مهمة تسهم بتحقيق التنمية داخل المجتمعات كما يقول بعض الخبراء، الذين اكدوا على ان السنوات الماضية قد شهدت تطور ملحوظ في إنشاء وتحديث المتاحف التي اصبحت تضم اقسام جديدة ومختلفة، فيما يخص اخر اخبار المتاحف فقد توقف الزمن في متحف بروكسل الافريقي الذي بات يريد التخلص من صورته "كأخر متحف استعماري" في اوروبا. وستقفل البوابات الضخمة لمتحف افريقيا الوسطى في تيرفورين ضاحية العاصمة البلجيكية المورقة حتى منتصف العام 2017. وهذه المدة ضرورية لترميم المبنى بالكامل ولإحداث تغيير جذري في ماهية هذا القصر الذي بناه مطلع القرن العشرين الملك ليوبولد الثاني.

ومنذ قرن تستقبل الزوار تماثيل كبيرة لامرأة بيضاء جميلة يتلاعب الهواء بشعرها ومبشر طويل يحمل بين يديه ولد افريقي. وفوقهما لوح كتب عليه بفخر "بلجيكا تنقل الحضارة الى الكونغو". ويوضح غيدو غريسيل مدير المتحف "من السهل فهم لماذا نعتبر اخر متحف استعماري. تغيرت اشياء قليلة منذ افتتاحه في العام 1910 وتعود اخر عملية تحديث له الى العام 1985".

وحافظ المبنى الضخم المقام على الطراز النيوكلاسيكي على سحر المتاحف القديمة مع واجهات غير مضاءة بشكل جيد وحيوانات محنطة وارضية خشبي تخلف اصواتا. وضم المتحف مجموعات غنية جدا من بينها 150 الف قطعة اتنوغرافية هو يستقطب نحو 130 الف زائر في السنة. ويمكنهم ان يطلعوا على مركب ملفت مصنوع من جذوع الاشجار يبلغ طوله 22 مترا وتمثال مخيف لرجل فهد اشتهر بفضل ايرجيه وقصته "تانتان في الكونغو".

ويقول جوزف دجونغاكودي يوتو الذي يمثل جمعيات الشتات الافريقي داخل المتحف "هذا المتحف يظهر كيف ان الرجل الابيض كان ينظر الى افريقيا قبل قرن من الان خلال مرحلة الاستعمار الظافر". وعلى جدار كبير كتبت اسماء 1500 بلجيكي قضوا في الكونغو. يقول هذا الباحث باسف "لا يرد بينها اسم اي كونغولي حتى من بين الذين حاربوا الى جانب البلجيكيين". ويبقى التحدي بالنسبة للادارة ان تجدد صورة المتحف مع الابقاء على الشارات الحاضرة ابدا التي تشيد بالكونغو البلجيكي والتي لا يمكن القضاء عليها لان المبنى مصنف مبنى تاريخيا.

ويؤكد غريسلز "انها معضلة فعلا. سنحاول ايجاد توازن من خلال اعتماد نظرة ناقدة حيال التاريخ ومن خلال تكريس موقع كبير لافريقيا الوسطى اليوم". واصبح هذا التحديث ممكنا بفضل تطور نظرة البلجيكيين الى استعمار الكونغو الذي تزيد مساحته 80 مرة عن مساحة بلجيكا. ويؤكد غريسلز "الامر كان ليكون اصعب بكثير قبل 15 عاما. فإثارة موضوع الماضي الاستعماري بقي لفتر طويلة انفعاليا جدا بسبب العدد الكبير من البلجيكيين الذين عاشوا في افريقيا الوسطى".

ويعتبر دافيد فان ريبروك صاحب الكتاب الناجح "الكونغو تاريخ" ان البلجيكيين وجدوا في السنوات الاخيرة "طريقة اكثر نضوجا للنظر الى الماضي الاستعماري من دون الاسترسال لا في الاعتداد الاستعماري ولا معاقبة الذات التي تلت الحقبة الاستعمارية". وساهم متحف تيرفورين الذي يوظف نحو مئة باحث في ذلك من خلال تنظيم معارض حول استقلال الكونغو في العام 1960 من وجهة نظر الكونغوليين او حول حصيلة الاستعمار من دون اخفاء العمل القسري او عمليات نهجير السكان.

وتطور المتحف البلجيكي شبيه بتطور "قصر البوابة المذهبة" في باريس الذي بني لغرض المعرض الاستعماري العام 1931. فبعدما استضاف متحف فنون افريقيا واوقيانيا بات يضم منذ العام 2007 المدينة الوطنية لتاريخ الهجرة التي تتناول تاريخ المهاجرين الذين وصلوا الى فرنسا في القرنين الاخيرين. وفي بلجيكا، تواصل النقاش حول الاستعمار بفضل جدل طويل اطلقه مواطن كونغولي يعتبر ان "تانتان في الكونغو" هو "قصة عنصرية" لانها تقدم "الرجل الاسود على انه كسول وابله". قد رفض القضاء شكواه العام 2012. بحسب فرانس برس.

الا ان التحقيق لا يزال مستمرا حول مسؤولية البلجيكيين في اغتيال باتريس لومومبا بطل الاستقلال الكونغولي العام 1961. وفي العام 2001 اقرت بلجيكا ب "مسؤولية معنوية" وقدمت اعتذاراتها. ولم يتم التقدم باي شكوى الى ان رفعت عائلة باتريس لومومبا شكوى قضائية قبل عشر سنوات.

متاحف جديدة

على صعيد متصل افتتح متحف في اسبانيا يقول القيمون عليه انهم جمعوا فيه "اكبر مجموعة من الروبوتات في اوروبا" مع روبوتات على شكل كلاب ودودة وروبوتات صغيرة على شكل انسان. ومتحف الروبوت يضم 140 قطعة من بينها مجموعة من روبوتات الكلاب الشهيرة "آيبو" التي صممتها شركة سوني بين عامي 1999 و2006.

واوضح دانييل بايون مدير المتحف المقام على مساحة مئة متر مربع الى جانب متجره للالعاب الالكترونية "انها بحسب معرفتنا اكبر مجموعة من الروبوتات في اوروبا ولا سيما لروبوتات الكلاب من ماركة آيبو". فمجموعة الروبوتات ايبو هي الاكبر خارج "مسقط رأسها" في اليابان على ما اكد المصدر ذاته في وقت راح النموذج الاحدث من هذه الروبوتات "اي ار اس-7" بالتجول على طاولة فيما يداعبه الزوار ويبدي هو سعادة واضحة.

واوضح دانييل بايون الشغوف بهذه الروبوتات والبالغ من العمر 39 عاما "انها اكثر روبوتات الكلاب تطورا حتى الان". اما على صعيد الروبوتات على شكل انسان، يتجول "اومنيبوت" الذي صنعته شركة "تومي" في الثمانيات ببنيته الصلبة التي يعلوها رأس مستدير في حين تبث ستة روبوتات انوارا زرقاء وهي ترقص على انغام اغنية "غانغام ستايل" الشهيرة.

ويقول الروبوت على شكل انسان البالغ طوله 58 سنتمترا مع اذنين زرقاوين مضيئتين "صباح الخير ادعى ناو وانا روبوت خاص جدا" وقد صنعته الشركة الفرنسية "الديباران" لاغراض البحث والتربية. واضاف "يمكنني ان احاكي تصرف الانسان وانا سارتاح الان اذا كان الامر لا يزعجكم" وجلس بعد ذلك.

من جهة اخرى يسعى متحف "آر لوديك" الذي يفتح أبوابه في باريس مع معرض مخصص لاستوديوهات "بيكسار" إلى الارتقاء بالقصص المصورة وقصص المانغا وأفلام الرسوم المتحركة السينمائية وألعاب الفيديو إلى مصاف الفنون المعاصرة. وكشف جان جاك لونييه مؤسس هذا المتحف "نحاول منذ 10 سنوات أن نفتح متحفا خاصا بالفنون الترفيهية في باريس. وأنا أحقق بفضل هذا المتحف أحد أحلام طفولتي"، مؤكدا أن "آر لوديك" هو "أول متحف من هذا النوع في العالم".

ويقع هذا المتحف في مجمع "دوكس" في باريس الذي يطل على نهر السين والمحاط بتصاميم معدنية. وهو يمتد على 1200 متر مربع. ويدشن المتحف الذي لا يتمتع بعد بمعارض دائمة، بمعرض "بيكسار، 25 عاما من الرسوم المتحركة" المخصص لاستوديوهات "بيكسار" الأميركية الشهيرة التي باتت ملك مجموعة "ديزني" وهي تضم في جملة أعمالها "توي ستوري" و"راتاتوي" و"منسترز إنك".. وكان هذا المعرض قد نظم في نهاية العام 2005 في متحف الفنون الحديثة في نيويورك وشهد إقبالا كثيفا، قبل أن ينظم في متاحف أخرى في مختلف أنحاء العالم.

وفي بداية العام 2013، باتت ألعاب الفيديو من المجموعات الدائمة التي تخصص لها معارض في متحف الفنون الحديثة في نيويورك وانضمت بالتالي إلى كبار المجموعات المعروضة في المتحف، من قبيل اعمال بيكاسو وفان غوخ ودالي. ويقدم معرض "بيكسار، 25 عاما من الرسوم المتحركة" 500 قطعة أصلية، من رسومات بالرصاص وقلم اللباد او الغواش وتصاميم لشخصيات ومنحوتات تعكس "الأجواء السائدة في استوديوهات بيكسار عند إنتاج الأفلام"، على حد قول جان جاك لونييه.

وصرح جان جاك لونييه الذي يملك صالة عرض "آرلوديك" في باريس المخصصة للمجالات عينها أن "الاستوديوهات مثل بيكسار توازي في نظري محترفات عصر النهضة". ولفت القيم على المعرض المخصص للرسامين ميازاكي ومويبيوس الذي نظم في نهاية العام 2004 في متحف "لا مونيه" في باريس إلى أن "الرسوم المتحركة تبقى في المقام الأول رسومات ثم تدمج فيها التكنولوجيا التي لا تنزع عنها بتاتا طابعها الفني". بحسب فرانس برس.

ومن القطع الرئيسية المعروضة في المعرض المخصص لاستوديوهات "بيكسار"، الرسم الأولي للمصباح الذي بات رمز المجموعة الذي اعده جون ليستر. وهذا المصباح المستوحى من تصاميم القرن التاسع عشر يوحي بأن الشخصيات تتحرك. وجان جاك لونييه هو على يقين بأن متحفه سيستقطب الجمهور بمختلف فئاته ويشكل مصدر إلهام بالنسبة إليه. ويعتزم في مرحلة لاحقة تشكيل مجموعة تعرض دوما في المتحف. وصرح "عندما كنت مراهقا، كنت أحلم بزيارة مواقع من هذا القبيل وكنت جد مستاء لأن أعمال الفنانين التي كنت معجبا بهم لم تكن معروضة في المتاحف". وختم قائلا إن الطابع الفني لهذه الأعمال بات مؤكدا، حتى لو لم تكن الحال دوما كذلك.

متحف الزامي

الى جانب ذلك وفي نابولي صمم بعض ابرز المهندسين المعمارين والفنانين والمصممين في العالم شبكة "محطات الفن" التي باتت تضم 15 محطة فيمكن من خلال بطاقة سعرها 1,30 يورو يشتريها الفرد لاستقلال قطار الانفاق الاطلاع على معرض للفن المعاصر مجانا. وفي محطة "توليدو" التي اختارتها صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية اجمل محطة قطار في اوروبا "يخطف" البحر المتوسط المجاور الركاب فينزل الشخص الى باطن الارض محاطا بمربعات من الفسيفساء الزرقاء كما لو انه في قعر حوض سباحة يربطها مصدر نور بالعالم الخارجي.

وبعدما تستقبل "امواج" المعماري الكاتالوني اوسكار توسكيتس بلانكا الراكب عند اسفل السلم الكهربائي قبل ان تحيط به اعمال روبرت ويلسون بعنوان "باي ذي سي . يو ان مي" والمؤلفة من لوحات مزينة باضواء كهربائية "ليد"، تضيء عند مروره امامها. و"محطات الفن" التي تضم ما لا يقل عن 200 عمل فني تندرج في اطار خطة واسعة للتخطيط المدني وتطوير وسائل النقل العام في نابولي المعروفة بازمات السير الخانقة.

ومحطة "يونيفرسيتا" زهرية في جزء منها وخضراء وصفراء في الجزء الاخر وهي الوحيدة التي صممها فنان واحد هو المصمم الانكليزي-المصري كريم رشيد. فالأرصفة والجدران وصولا الى السلالم المؤدية الى الخارج تساهم جميعها في ادخال المسافر في "تجربة احساسية وجمالية". اكيلي بونيتو اوليفا المستشار الفني لدى الشركة المشغلة لقطارات الانفاق هو الذي اختار لكل محطة الفنانين والمهندسين المعماريين والمصممين الايطاليين والدوليين. ويوضح "انه لقاء بين الجمال والنقل. نطلب من الفنانين انجاز عمل يندمج مع المحطة".

ويضيف الناقد الفني ان الامر لا يتعلق "بتزيين" المكان بل اقامة "متحف الزامي" لايجاد "تآلف" بين مسافرين لا يزورون المتاحف وبين فن "يسافر" و لديه "وظيفة اجتماعية". وفي مدينة يثقل كاهلها لفقر والبطالة من المهم "وضع الفن في حياة الناس" على ما يؤكد جانجيديو سيلفا مدير شركة "مترو نابولي". واطلق المشروع في مطلع الالفية ويحظى بميزانية قدرها مليار ونصف المليار يورو تمول اوروبا نصفها. وقد بلغ المشروع بعدا جديدا مع تدشين "محطة الفن" السادسة عشرة تحت ساحة غاريبالدي.

وكلف المهندس المعماري الفرنسي دومينيك بيرو تصميمها. واشاد رئيس بلدية نابلولي لويجي دي ماجيستريس "بمتحف الفن المعاصر هذا تحت الارض وبقطارات الانفاق لدينا وهي من الاجمل في العالم". وفي اسفل السلالم الكهربائية في محطة غاريبالدي على عمق 40 مترا وتحت كوة زجاجية مصنوعة من انابيب فولاذية مرآة ضخمة تعكس صور المسافرين الذين ينتظرون ويتبادلون الاحاديث والنظرات. بحسب فرانس برس.

وقد حضر الفنان البالغ 80 عاما التدشين موضحا انه كان يفكر منذ فترة طويلة بعمل "حول فكرة المحطة". وقال "المسافرون/الزوار يدخلون في العمل ولو للحظة انها العلاقة بين الحياة والفن بين الفن والمحطة". وبحلول العام 2015 ستتفح محطات اخرى مثل "دومو" من تصميم ماسيمليانو فوكساس و"مونيسيبيو" من تصميم المعماريين البرتغاليين الفارو سيزا وادواردو سوتو دي مورا الحائزين جائزة بريتزكر وهي بمثابة نوبل الهندسة المعمارية.

متحف العربات الفريدة

على صعيد متصل وبعد ترميم حوالي 70 عربة قديمة من كل أنحاء الهند، تستعد مدينة بينوليم الساحلية بولاية جوا الهندية لافتتاح متحف مواصلات فريد من نوعه، باسم "جوا شاكرا". وقد تكون رأيت عربات تجرها الخيول أو عربات محمولة أو صغيرة. لكن المتحف يضم أنواع من العربات المميزة، كعربة حمل الأطفال للمدرسة وصندوق المهر ذو العجلات وعربات الجمال وعربات الموتى والعربات الحربية وقوافل الغجر والعربات التي يجرها حصان واحد وأخرى مما تجرها العديد من الأحصنة. هذا بالإضافة إلى عجلات أخرى للخزف والغزل وألعاب الأطفال القديمة.

ويقول مؤسس وأمين المتحف، فيكتور هوجو جوميز إن "جو شاكرا يدور في فلك العجلات. الهند نفسها بُنيت على العجلات، فهي في علمنا وتاريخنا. مجموعتي تحكي تاريخ العجل ودوره منذ النشأة. فهو تاريخ المجتمع الهندي عبر العصور." وقام جوميز بجمع هذه العربات على مدار 20 عاماً. حيث اشتراها إما كقطع مفككة أو في حالة مزرية. وتكفلت السنون والقليل من المال بترميم العربات واستخدام قطع مخصصة لكل عربة. وتم الإبقاء على القطع الأصلية في العربات قدر الإمكان.

وقام جوميز بترميم العربات على مدار أكثر من عقد، بمساعدة نجار يُدعى جاسوانت سينغ. ويقول إنه تم تحديد موطن كل عربة عند شرائها، ثم إحضارها إلى جوا شاكرا لإعادة تجميعها في الورشة بحسب شكلها الأصلي. وأضاف: "لقد عملت وسينغ على أشغال الخشب، بينما قام آخرون بمهمتي التلميع والنسيج." وقد أتى نساجون من مقاطعات مختلفة لترميم الأقمشة والخيوط التي تعتبر غريبة عما تعودوه في عربات مناطقهم المحلية، وكان من بين هذه العربات غير المألوفة عربة مزينة برسومات معقدة من "الوارلي" وهو فن شعبي من مقاطعة ماهاراشترا الغربية.

ولكن القطعة المفضلة لدى جوميز هي عربة معبد من جنوب الهند يبلغ ارتفاعها تسعة أمتار وماتزال تحت الترميم.

وتنبض حكاياته عن إنقاذه لهذه العربات بالكثير من الشغف، وإيمان يحسد عليه، وحب لكل ما هو قديم. ويحكي جوميز إن عربة واحدة استغرقت نحو عقدين من الزمن قبل أن تصل إلى جوا شاكرا. ففي أوائل التسعينيات من القرن الماضي وجد جوميز عربة مهملة في شمال الهند، وقد طلب صاحبها مقابل بيعها مبلغًا صادمًا قدره 70 ألف روبية (أي حوالي 1144 دولار)، وفي ذلك الوقت لم يكن لدى جوميز سوى 2000 روبية دفعها كمقدم طالبًا من صاحب العربة أن

يبقيها له حتى يجمع بقية المال المطلوب، وهو الأمر الذي استغرق 18 عامًا. وعندما اكتمل المبلغ، كانت العربة قد تكسرت. ويقول جوميز "لقد أوفى الرجل بوعده واحتفظ بالعربة لأجلي، لكنه لم يلمسها أو يحافظ عليها." وكانت هناك تحديات أخرى أيضًا خاصة بتوثيق وإعادة إنشاء بعض هذه العربات.

ويحكي جوميز أن "إعادة تركيب بعض العربات كان أمرًا شديد الصعوبة إذ لم يكن هناك أية صور أو وثائق عنها، لقد أمضينا ساعات طويلة نحاول معرفة كيف تناسب القطع بعضها البعض، وحاولنا أن نكون واقعيين بقدر الإمكان في وضع شكل العربات النهائي،" وأضاف: "ولكن حالفنا الحظ في بعض الأحيان عندما زارنا أشخاص كانت لديهم معرفة بالعربات المحلية."

ويقع متحف جوا شاكرا في مزرعة ، والتي تضم أيضًا بيت جوميز العائلي في قرية بينوليم في جوا. ويعد جوا شاكرا متحف غير عادي إذ يحتوي على أكثر من 4000 قطعة خاصة بالزراعة التقليدية، والأثاث، والآلات الموسيقية، وغيرها من الأشياء التي جلبت من أنحاء شتى في البلاد، كما هو الحال مع العربات في المتحف الجديد.

قطع مزورة

في السياق ذاته امرت السلطات الصينية بإغلاق متحف مليء بالقطع المزورة من بينها اناء مزين باخطبوط ضاحك ادعى المتحف انه يعود الى اخر سلالة ملكية في الصين على ما ذكرت وسائل الاعلام الرسمية. والمتحف الذي بني في اقليم هيبيي (شمال) بكلفة 450 مليون يوان (67 مليون يورو) "لا يمتلك اي مواصفات المتحف لان مجموعاته مؤلفة من قطع مزورة" على ما اوضح موظف محلي لصحيفة "غلوبال تايمز".

وفتح تحقيق حول مؤسسي المتحف المتهمين من قبل سكان المنطقة بتبذير اموال عامة اتية من عائدات بيع اراض لتمويل المتحف على ما اضافت الصحيفة. وتظهر الصور التي نشرتها الصحف خصوصا اناء قدم على انه يعود الى سلالة كينغ (1644-1911) مزينا بحيوانات خضراء اللون على نمط القص المصورة الموجهة للاطفال من بينها اخطبوط ضاحك.

وبعض القطع المعروضة ايضا في قاعات المتحف ال12 "موقعة" باسم الامبراطور الاصفر الذي يفيد التقليد انه حكم في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد ، الان ان اسمه يرد على القطع بالأحرف الصينية المبسطة التي اعتمدت في الخمسينات فقط على ما ذكرت صحيفة "شانغهاي ديلي". وعندما بدأ صاحب المتحف وانغ زونغكوان المسؤول في الحزب الشيوعي المحلي بتشكيل مجموعاته "كان مستعدا لشراء كل ما يعرض عليه" على ما قال سكان من المدينة للصحيفة. بحسب فرانس برس.

وقد اشترى وانغ اكثر من 40 الف قطعة مزورة باسعار ترواح بين مئة يوان (12,40 يورو) و الفي يوان (248 يورو) على ما اوضح جيران للمتحف لصحيفة "اخبار بكين". وقال وانغ الذي اكد انه اراد "فقط الترويج للثقافة الصينية" ان "حتى الالهة كانت لتعجز عن الفصل بين الاصلي والمزور بين القطع المعروضة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6/كانون الثاني/2014 - 4/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م