وأصبح لدمنا ثمن!

زاهر الزبيدي

 

اليوم أصبح هناك ثمن باهض لدماء أبناء شعبنا وعلى الذين يحاولون إستباحته أن يعيدوا التفكير بذلك، فدماءنا التي ضلت تراق على الشوارع منذ عقد من الزمن، أضحى اليوم لها مقابل باهض الثمن فعلى مرّ العقد الماضي كانت كل سنة منه تمر موشحة بدماء الأبرياء من فقراء أبناء شعبنا ولا ردّ يثأر لتلك الدماء من خوارج العصر، المجاميع الإرهابية، التي استوطنت الصحراء الغريبة وأضحى لها ملاذاً آمناً لم يجسر كل الجيش العراقي، طوال السنوات الماضية، على فض عقدة تلك الصحراء بوديانها وتنظيفها من أدران الموت.

اليوم ونحن نرى تلك الصولة المباركة لأبناء جيشنا المقدام في دك معاقل التنظيمات الإرهابية التي اتخذت من الصحراء والأراض القفار موطئ لها لتفرخ فيه بيوضها النجسة ؛ يملؤنا إحساس بأن لنا أهمية في الوطن وأن هناك من خرج بسلاحه للدفاع عن كرامة دماءنا.

لقد استمرت الأحقاد الدفينة تزرع لنا كل يوم في بقعة من أرض الوطن عزاءات لا إنقطاع لها موشومة بتلك القصص المروعة التي تؤلمنا ونحن نرى مواقع الأنترنت تنشر وقائع ما بعد الحدث لتلك الجثث الشريفة البريئة التي تترامى على أرصفة الشوارع نساء وأطفال وكهول لا ذنب لهم إلا لكونهم من طائفة ما، كَفرهّم نجسٌ ما في ارض المعمورة ليكونوا هم حطباً لنار حقدهم الأسود.

اليوم تلك الصولة المباركة أعادت للدم العراقي النبيل ثمنه وإعادة له الكرامة والهيبة التي كنا قد ظللنا الطريق اليها عندما لم نتخذ من الهجوم طريقاً للدفاع عن مقدساتنا وأهمها دماء الشعب، فالمعارك التي خاضها ويخوضها اليوم الجيش العراقي في الصحراء وعلى مشارف المدن ليس لها أن تنتهي بسهولة دون أن يتم الإقتصاص الكامل من كل قطرة دم ذهبت ضحية التفجيرات الإرهابية التي كانت تصنعها الأيدي الخبيثة في معسكرات الإرهاب في الصحراء لتبعث لنا هدايا الموت يومياً، صباح ومساء، كانت مدننا البرئية تدك بتلك المفخخات.

المطاولة والحكمة يجب أن تكون رفيق المنتصرين في تلك المعركة وإدامة زخم المعارك بإستخدام كل التقنيات التي توفرها الخبرات العسكرية وكل سلاح يدخل اليوم الى ساحة المعركة عليه أن يميز بين المدنيين المسالمين والإرهابيين ممن تلطخت إيديهم بدماء الأبرياء ولكي تبقى الصورة التي عهدناها عن جيشنا الوطني ناصعة لا تلوثها الأخطاء العسكرية فأيدي الرجال الشرفاء يجب أن لا تمتد حتى بالخطأ لدماء أبناء شعبهم فالدقة والتميز يجب أن يكون شعار القطعات المشاركة في المعركة الأخيرة في الحرب ضد الإرهاب.

أنها المعركة الأخيرة، أو عليها أن تكون كذلك، لأن العراق لايمكن أن يستمر في حرب تستنزف كل إمكانياته المادية في حرب الإستنزاف تلك التي أول ما أستنزفت منا هي دماءنا أبناء شعبنا البريء، اليوم كل قطرة دم لطفل أو أمرأة أو كهل معلقة برقاب أبناء جيشنا وهم يخوضون معركتهم.. نسأل الله لهم النصر وحفظ الله العراق.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6/كانون الثاني/2014 - 4/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م