القاعدة في العراق.. صراع مفتوح ونزيف مستمر

 

شبكة النبأ: بعد عامين من انسحاب القوات الاميركية من العراق، يشهد هذا البلد تصعيدا غير مسبوق للعنف منذ 2008، العام الذي طبعه نزاع طائفي مدمر، ويرجع الدور الابرز لتنامي تنظيم القاعدة بعدما احكمت سيطرتها على غرب العراق سعيا لإقامة إمارة إسلامية، بحيث أصبح هذا التنظيم أكثر نشاطا وطموحا لاستغلال الاضطرابات الامنية في العراق والصراعات الأخرى المشتعلة حتى الان ليحقق مكاسب وسيطرة كبيرة في ظل الدعم الاستثنائي من لدن بعض الدول الإقليمية، إذ يرى الكثير من المحللين أن تصاعد العنف في العراق والصراع السوري منحا تنظيم القاعدة فرصة كانت تنتظرها إذ أن عناصرها يتجولون حاليا بين مناطق الحدود المتداخلة من دون أن يخشوا مراقبة أو مطاردة، ويرى هؤلاء المحللين ان التوترات الامنية والطائفية في العراق مؤخرا جاء بفعل اطراف خارجية تسعى لتحقيق أجندة إقليمية من خلال نقل وتداول أزمات تلك البلدان، لتمرير الأزمة السورية الى العراق، لجذبه الى دول محور الصراع في الشرق الأوسط.

فيما يرى بعض المراقبين بأن الساحة العراقية باتت مفتوحة أمام ارهاب منظم، تقف خلفه جهات مخططة ومنفذة، لديها أجندة محددة عنوانها الأساسي ضرب الدولة وإشعال الفتنة بين العراقيين، وتعمل القاعدة على تغذية العنف في العراق باستغلال الأزمة التي تمر بها سوريا لنقل عناصر القاعدة الى العراق، ولتعيد الحياة لممارساتها الإرهابية، فيما يرى مراقبون بأن هذه الموجة من هجمات الإرهابية زادت من المخاوف بشأن عودة العنف الواسع النطاق، وقد اعتبرها البعض تصفية حسابات أيضاً من ميراث الحرب الأهلية، لكن على الرغم من أن العنف لا يزال شائعا في العراق إلا أن الحكومة العراقية تسعى للحد من تفاقم الوضع عبر سلسة من العلميات العسكرية لمكافحة الارهاب القاعدي، وتعتبر صحراء الانبار المجاورة لسوريا والتي تسكنها اغلبية من السنة، احد اكبر معاقل تنظيم القاعدة، حيث انطلقت منها على مدى الاشهر الاخيرة هجمات دامية استهدفت قوات الامن في المحافظة.

في حين يرى بعض المحللين ان جناح القاعدة في العراق عامل رئيسي في تفاقم العنف في البلاد، ويواجه بلاد الرافدين صعوبة في مواجهة متشددين على صلة بالقاعدة اعلنوا مسؤوليتهم عن مئات الهجمات منذ بداية العام، حيث اضطر جناح القاعدة في العراق للعمل بعيدا عن الانظار عام 2007 لكنه اعاد تنظيم صفوفه منذ ذلك الحين واندمج في وقت سابق هذا العام مع نظيره السوري لتشكيل ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام التي اعلنت مسؤوليتها عن هجمات على جانبي الحدود، وزادت حدة العنف في الوقت الذي يتخذ فيه الصراع منحى طائفيا وسط حث جماعة ما يسمى بـ دولة العراق الإسلامية على حمل السلاح ضد الحكومة ومؤسساتها، ورغم أن المسلحين المرتبطين بالقاعدة في العراق ينفذون هجماتهم على الشيعة بالأساس إلا أنهم يستهدفون أيضا السنة بعمليات القتل والخطف والابتزاز، وأدى تصاعد العنف إلى مقتل ما يربو على ستة آلاف شخص في أنحاء العراق هذا العام بعد أن كان العنف الطائفي تراجع عن ذروته التي بلغها في عامي 2006 و2007.

فكما يبدو العراق لا يسير في الاتجاه الصحيح في الوقت الراهن، نظرا لما يشهده هذا البلد من تصعيد في التوتر الأمني والسياسي والطائفي الممزوج بموجات العنف الدامية التي تعزف على أوتار الأزمة السياسية المؤججة حاليا، ونتيجة لهذه العوامل آنفة الذكر يرى أغلب المحللين أن الملف الأمني سيظل متعثرا دون حلول اكثر فعالية، فربما تضع المعركة السياسية في العراق، جميع أطياف الشعب تحت وطأة المؤامرات في الآونة المقبلة، مما اثار مخاوف كبيرة داخل الشعب العراقي من انزلاق العراق في وحل الفوضى مجددا، الذي يبقي نزيف الدم العراقي مستمرا.

ويرى هؤلاء المحللين إذا استمر العراق في المسار الحالي، فسوف تحدث المواجهة على الأرجح، ليس في نطاق ما حدث في 2006-2007 لكن على نطاق سوف يدفع البلاد نحو أزمة عسكرية متكاملة الأركان وسيكون من السهل تصور السنة العراقيين يعيشون في حالة شبه دائمة من الاحتلال العسكري من قبل قوات الأمن العراقية، وهي نتيجة قد تجعل الأزمة الأمنية في العراق تستمر إلى ما وراء العقد الحالي وتصبح جزءاً من المشهد الإقليمي.

وخلاصة القول أن الوضع الامني في العراق صعب لكن الخروج من هذا المأزق يحتاج أولاً إلى رؤية، ثم سياسات وآليات تنفيذية. وأن هذه المرحلة من تاريخ العراق تحتاج إلى شخوص غير تقليديين لأنها في مرحلة غير تقليدية، وعليه فإن غليان الازمات وتكاثرها، تثير قلقا شديدا في نفوس الشعب العراقي، ليصبح عدم الاستقرار هاجسا مرعبا لهم، فهو يضع مستقبل العراق خلف قضبان العنف.

القاعدة تحكم سيطرتها على غرب العراق

ففي صحراء غرب العراق قرب الحدود السورية وسط الرمال والحجارة تقول لافتة بوضوح أنك مقبل على دخول ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبثت مواقع يستخدمها الجهاديون على الانترنت مقطع فيديو قصيرا للافتة الشهر الماضي وهو ما يعبر عن هدف حمله مقاتلو القاعدة لفترة طويلة وهو إقامة إمارة إسلامية.

ويقول مسؤولون ومحللون إن ما يسمى مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام كثفوا هجماتهم على أهداف استراتيجية في أجزاء من غرب العراق في الأشهر الثلاثة الماضية في محاولة لتحويل حلم الإمارة الى حقيقة.

وقال المحلل المستقل هاشم الحبوبي "يعتقد تنظيم القاعدة أن هذه المناطق لا تربطها صلات أمنية واجتماعية قوية بالحكومة المركزية وبالتالي سيكون من السهل فصلها عن العراق" وأضاف "هذا هو الهدف من كل هذه الهجمات"، وقال ضابط كبير في الشرطة الاتحادية حضر استجواب معتقلين من تنظيم القاعدة في بغداد "يريدون إقامة دولة خاصة بهم على ارض الواقع. امتلاكهم لدولة في العالم الافتراضي لم يعد كافيا".

وأضاف أن في أواخر الشهر الماضي كشف الجيش عن خطة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام للسيطرة على بلدات قرب سوريا في محافظة الأنبار إضافة الى المدينتين الرئيسيتين بالمحافظة وهما الرمادي والفلوجة.

وأحبطت الخطة بعد هجوم على مخيم في صحراء الأنبار قبل يومين من الموعد المقرر لتنفيذها، وقال الضابط إن المقاتلين كانوا يعتزمون مهاجمة مراكز للشرطة ومركز عمليات تابع للجيش يخدم أربع محافظات بغرب وشمال العراق الى جانب مبان حكومية في الرمادي وبلدات في الغرب، وكان من المفترض أن يشارك في الهجوم انتحاريون مترجلون وآخرون يقودون سيارات فضلا عن استخدام صواريخ على غرار هجوم في يوليو تموز تم خلاله تهريب مئات السجناء من سجن ابو غريب ومثل أجرأ عملية ينفذها المقاتلون في العراق منذ اكثر من خمس سنوات.

وقال الحبوبي المحلل السياسي إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يعتبر الأنبار ومدينة الموصل القريبة نواة منطقة أوسع يمكن انتزاع السيطرة عليها من حكومة بغداد التي يقودها الشيعة لتصبح معبرا وملاذا يمكنهم من دخول سوريا والخروج منها بحرية.

في سوريا يقود التنظيم مقاتلون اكتسبوا خبرة من حرب العصابات في العراق والشيشان وليبيا وسيطروا على أراض في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وفي بعض المناطق حاول تطبيق نظام اجتماعي إسلامي صارم.

وقدر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إجمالي عدد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام بنحو 12 الفا وهو رقم يشمل سوريا والعراق معا فيما يبدو، وقال في مؤتمر أمني عقد في البحرين "هذا خطر وسيأتي اليوم لا قدر الله الذي يقيمون فيه إمارة إسلامية أخرى خارج السيطرة".

في العراق يتمركز معظم افراد التنظيم في وديان وكهوف بالأجزاء الغربية والشمالية من صحراء البلاد الشاسعة وهي امتداد للصحراء السورية، ومنذ سبتمبر ايلول فجر التنظيم اربعة جسور على طرق تربط البلدات الحدودية راوة وعانة وحديثة والرطبة بالرمادي عاصمة محافظة الأنبار على بعد 100 كيلومتر غربي بغداد.

وتمثل محافظة الأنبار ثلث مساحة أراضي العراق وتسكنها عشائر سنية كبيرة وتتاخم سوريا والسعودية والأردن، وحين سيطر مقاتلو القاعدة على الأنبار في المرة السابقة منذ عدة سنوات انقلب الكثير من السكان ضدهم بسبب أساليبهم القاسية لتطبيق العدالة وتجاهلهم لشيوخ القبائل المحليين. لكن هناك مؤشرات على اكتسابهم تأييدا من جديد.

وأظهر مقطع فيديو نشر على مواقع جهادية في وقت سابق من هذا الشهر عشرات الملثمين من أعضاء التنظيم يحملون الرشاشات في عرض عسكري بمنطقة سكنية قرب الطريق السريع في الأنبار. وظهر عدد صغير من الناس الذين تابعوا العرض وهم يلوحون ويطلقون صيحات التشجيع.

وقال شهود ومسؤولون أمنيون في الأنبار بالهاتف لرويترز إن العرض أقيم في اواخر نوفمبر تشرين الثاني قرب ميدان بمدينة الرمادي حيث يتجمع المحتجون عادة. وأضافوا أن الجمع رحب بالملثمين، وفرضت السلطات في الأنبار حظر التجول عدة مرات في الشهرين الماضيين بسبب تقارير استخبارية حذرت من هجمات محتملة على المباني الحكومية والقوات، قال فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار "المعلومات التي تردنا تظهر أن المسلحين يسعون للسيطرة على المحافظة من جديد".

الحرب في سوريا أحيت القاعدة

من جهة أخرى كتب أنطوني لويد مراسل صحيفة التايمز إن القوات الأمريكية ساعدت بطريقة غير مباشرة على خلق أهم قائد ينتمي للقاعدة في منطقة الشرق الأوسط وذلك عندما سجنت ابراهيم عوض ابراهيم علي البدري- وهو شاب عراقي مزراع سني ويبلغ من العمر 33 عاماً - لمدة ثلاثة شهور في 2005".

وأضاف لويد أن وضع البدري مع سجناء ينتمون إلى القاعدة، كان من إحدى الأسباب الرئيسية لتحوله السريع من سلفي إلى راديكالي، مضيفاً أنه "بات يعرف اليوم في العراق باسم أبي بكر البغدادي"، وأشار كاتب المقال إلى أن البغدادي كون مع الضابط السابق في الجيش العراقي أبو عبد الرحمن البلاوي اضخم الجماعات التابعة للقاعدة منذ تأسيس طالبان في أفغانستان في عام 2001، مضيفاً أن نشاطات هذه المنظمة توقفت في عام 2010 بسبب الوجود العسكري الأمريكي في العراق، إلا أنها تجددت بعد 3 سنوات جراء الصراع الدائر في سوريا الذي أرخى بظلاله على المنطقة، كما استقطبت هذه المنظمة الآف من الأعضاء الجدد وأطلقت على نفسها اسم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام".

وقال لويد إن هذه المنظمة وسعت نشاطاتها لتشمل العمق السوري كما أنها قامت بعملية أطلق عليها "تكسير الجدران" في العراق حيث قامت باقتحام 8 سجون في العراق ومنها سجن أبو غريب واستطاعت تحرير حوالي 500 سجين ينتمي أغلبيتهم إلى القاعدة، كما تعتبر هذه المنظمة مسؤولة عن العمليات الانتحارية التي استهدفت الكثير من المناطق الشيعية.

وختم لويد قائلاً إن عدد العمليات الانتحارية إزدادت لتصل إلى حوالي30 عملية انتحارية شهرياً.

ووصف أحد المعتقلين التابعين للبغدادي بأنه يتمتع بشخصية هادئة وهو شخص متحفظ جداً ومنظم كما أنه يهتم بالتفاصيل الدقيقة لجميع عمليات المنظمة الارهابية.

القاعدة تسعى لزرع الخوف في قلوب عناصر الصحوة

تجمد أحمد ذعرا وهو يفتح مظروفا صغيرا أبيض ترك على باب منزله في بلدة اللطيفية بالعراق. نظر حوله وهو يرتجف قبل ان يقرأ الكلمات التي كتبت على المظروف. وفي داخله وجد طلقة، قال أحمد الذي غادر المنزل على الفور مع اسرته ويقيم الان مع أقارب له في بلدة أخرى "الرسالة كانت واضحة: إما ان أغادر وإما ان أذبح"، كان أحمد مستهدفا لانه ينتمي الى عناصر الصحوة السنية التي تدعمها الحكومة والتي تشكلت في ذروة الصراع الطائفي بالعراق في اواخر عام 2006 عندما انضم رجال قبائل سنية الى القوات الامريكية وتمردوا على القاعدة.

يتحول التيار الان لصالح القاعدة ومسلحين اسلاميين آخرين أدى هجومهم على الحكومة التي يتزعمها الشيعة وحلفائها الى مقتل أكثر من ستة الاف شخص هذا العام في أحداث دامية تعيد إلى الأذهان تلك الهجمات التي بلغت ذروتها في 2006 - 2007.

ويلقي مسؤولو أمن عراقيون بقدر من المسؤولية في تصاعد العنف على عدم تعاون مقاتلي الصحوة الذين يشعرون من جانبهم انهم لم يحصلوا على المزايا التي وعدوا بها مقابل التصدي للقاعدة وتركوا وحدهم في مواجهة رد فعل المسلحين.

وقال الشيخ عارف الجميلي الزعيم العشائري بمحافظة الانبار معقل السنة في العراق "منذ عام 2006 ونحن نقاتل القاعدة وأمسكنا بالكثير من هؤلاء المجرمين لكننا اليوم نعود الى المربع رقم واحد"، واضاف "لا يمكننا قتالهم الآن. سيقتلوننا وسينتقمون لأننا قاتلناهم بدعم امريكي. الحكومة اليوم غير قادرة على حمايتنا أو دعمنا". بحسب رويترز.

وقال أمير الخوزعي مستشار المصالحة لدى رئيس الوزراء نوري المالكي إن ميليشيات الصحوة كانت تضم يوما نحو 103 الاف مقاتل لكن العدد تراجع الى ما لا يزيد عن 38 الفا منذ ان ترك الجيش الامريكي مقاليد الامن في العراق عام 2010، وتم توظيف بعضهم في وزارتي الدفاع والداخلية أو أحيلوا للمعاش المبكر، وقال ضابط كبير بالجيش يخدم في بلدة الشرقاط السنية التي تقع على مسافة نحو 300 كيلومتر الى الشمال من بغداد "مقاتلو الصحوة خلفوا فراغا كبيرا بعد ان تركوا مواقعهم وتوقفوا عن تأمين مناطقهم"، وأضاف "انهم يعرفون جيدا المناطق التي يعمل فيها مقاتلو القاعدة والمسلحون الاخرون وكيفية اجهاض هجماتهم وملاحقتهم والإمساك بهم"، وفي المناطق السنية كانت عناصر الصحوة توفر يوما معلومات مخابراتية حيث كانت القوات المسلحة التي تضم شيعة في معظمها تواجه انعدام ثقة ان لم يكن عداء صريحا.

تسليح الجيش للتصدي للمتمردين

على صعيد ذو صلة قال دبلوماسي اميركي ان الولايات المتحدة سلمت العراق صواريخ وتستعد لتزويده طائرات استطلاع من دون طيار لمساعدة بغداد في احتواء تصاعد اعمال العنف الدامية التي يرتكبها متمردون مرتبطون بالقاعدة، مؤكدا بذلك معلومات اوردتها صحيفة نيويورك تايمز، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الادارة الاميركية ان 75 صاروخا هلفاير سلمتن، "واكد مسؤول في الخارجية لفرانس برس ان عددا غير محدد من صواريخ هلفاير سلمت "مؤخرا" لبغداد في اطار "الدعم الاميركي للعراق في محاربة الارهاب بفضل اتفاق-اطار استراتيجي" بين البلدين.

وقالت الصحيفة ان الاهداف المحددة هي "معسكرات المتمردين" في صحراء الانبار بغرب البلاد وخصوصا اولئك المنتمين الى ما يسمى بـ الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) المرتبطة بالقاعدة، وكانت الخارجية الاميركية دانت "الهجمات الاخيرة لداعش" ووعدت بغداد بدعم اميركي، واضاف المصدر نفسه ان 10 طائرات استطلاع من طراز "سكان ايغل" سيتم تسليمها "قبل نهاية اذار/مارس" وستكون مهمتها تحديد مواقع هذه المعسكرات.

واكد الدبلوماسي الاميركي تسليم هذه الطائرات "قريبا" من دون تحديد موعد، وتابعت نيويورك تايمز ان "اجهزة الاستخبارات ومكافحة الارهاب الاميركية تؤكد انها رصدت مواقع شبكة القاعدة في العراق وتتقاسم هذه المعلومات مع العراقيين"، ووفق تعداد لفرانس برس يستند الى مصادر طبية وامنية فان اكثر من 6700 شخص قتلوا في اعمال عنف هذا العام في العراق، وياتي اعلان تسليم هذه المعدات العسكرية لبغداد بعد نحو شهرين من زيارة لواشنطن قام بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي واعرب خلالها للادارة الاميركية عن امله في الحصول على معدات اميركية "بهدف القيام بعمليات في مناطق معزولة تضم معسكرات للارهابيين". بحسب فرانس برس.

لكن هذا الطلب اصطدم بانتقادات اعضاء ديموقراطيين وجمهوريين في مجلس الشيوخ حملوا المالكي جزءا من المسؤولية عن اعمال العنف هذه بسبب "سياسته المتسلطة"، وقال المسؤول في الخارجية "نحافظ على التزامنا دعم الحكومة العراقية لتلبية حاجاتها لجهة (المعدات) الدفاعية".

واشنطن تدعو قادة المنطقة لوقف تمويل داعش والنصرة

الى ذلك دعت وزارة الخارجية الاميركية قادة منطقة الشرق الاوسط الى وقف تمويل وتجنيد عناصر لتنظيمي ما يسمى بـ الدول الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وايضا وقف تدفق المقاتلين الاجانب الى سوريا، وادانت الوزارة في بيان وزعته السفارة الاميركية في بغداد، الهجمات الاخيرة في العراق التي استهدفت خصوصا قوات الجيش والشرطة، متهمة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بالوقوف خلفها.

وذكر البيان ان "الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) هي فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط الكبير"، واضاف البيان "سنواصل عملنا مع جميع القادة العراقيين من اجل (...) عزل الشبكات المتطرفة العنيفة". بحسب فرانس برس.

ودعت وزارة الخارجية الاميركية "قادة المنطقة الى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، ومن بينها الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وايقاف تدفق المقاتلين الاجانب الى سوريا حيث يقوم الكثير منهم لاحقا بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق".

ويشترك العراق الذي يرفض تسليح القوات المعارضة التي تحارب النظام السوري، حدودا بطول نحو 600 كلم مع سوريا المجاورة، يقع اكثر من نصفها في محافظة الانبار التي تسكنها غالبية سنية وتعتبر احد المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة.

من جهته اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دولا لا تملك "الحرية والديموقراطية"، في اشارة مبطنة الى دول الخليج، بالوقوف وراء النزاع في سوريا في اطار مخطط قال انه كان من المفترض ان يستهدف العراق وايران والاردن.

واوضح المالكي في مؤتمر صحافي في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) حيث يجري احياء ذكرى اربعين الامام الحسين "بعد ان كسرنا شوكة الارهاب والطائفية وعادت اللحمة الى الشعب العراقي، اشتعلت القضية في سوريا فعادت الطائفية".

واضاف "كانوا يتوقعون سقوط سوريا خلال شهرين، وقد قالوا ان العملية في سوريا هي نزهة، وقد اعماهم الغرور، ومن ثم يتحولون الى العراق (....) ثم ايران والاردن"، وتابع "هذا المخطط تقف خلفه دولة لا تملك اي رحمة (...) ولا تعارض الظلم على شعبها، ولا تملك اي لون من الوان الديموقراطية والحريات (...) لكنها تتحدث عن سوريا والعراق ولبنان وتتحدث عن الحرية وعن الديمقراطية". بحسب فرانس برس.

ووجه المالكي كلامه الى الدول التي لم يسمها موضحا "نقول لهم امنحوا الحريات لشعوبكم اولا".

ويشوب التوتر العلاقات بين العراق وبعض الدول العربية المجاورة على خلفية النزاع في سوريا، حيث ترفض بغداد تسليح القوات التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، على عكس دول اخرى تؤيده، وعلى راسها السعودية وقطر، وايضا تركيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 29/كانون الأول/2013 - 25/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م