درس مانديلا يشجع استخدام سلاح المقاطعة

في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي

 

شبكة النبأ: يرى محللون وناشطون ان سلسلة النجاحات التي حققتها حركة مقاطعة بضائع المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة تشجع على الدعوة الى فرض عقوبات على اسرائيل مماثلة لتلك التي فرضت على نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، واعربت صحيفة هارتس اليسارية عن قلقها من الاجراءات الاخيرة ضد الاستيطان.

وقال معلق في الصحيفة "هذا ما حدث خلال الايام الاخيرة : قامت شركة المياه فيتنز الهولندية بقطع علاقاتها مع نظيرتها الاسرائيلية ميكوروت، وقررت اكبر كنيسة بروتستانتية في كندا مقاطعة ثلاث شركات اسرائيلية، ورفضت الحكومة الرومانية ارسال المزيد من عمال البناء، وسيصوت اكاديميو جمعية الدراسات الاميركية على اجراء لقطع العلاقات مع جامعات اسرائيلية"، واتخذت هذه الاجراءات بعد اشهر قليلة من اقرار الاتحاد الاوروبي مبادىء توجيهية تنص على استثناء الاراضي المحتلة منذ 1967 (الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة والجولان) من اي اتفاق مع اسرائيل. بحسب فرانس برس.

واشار المعلق الى ان "التحذير اصبح اكثر وضوحا وشدة عقب وفاة نلسون مانديلا" مشيرا الى ان "التركيز الاعلامي على تعاون اسرائيل في الماضي مع نظام الفصل العنصري (الابارتايد) اعطى حججا ثمينة للذين يرغبون بوضع الاثنين على قدم المساواة"، واضاف "قد يتضاعف الاعتقاد بامكانية تركيع اسرائيل مثلما حدث مع جنوب افريقيا".

من جهتها، اشادت رفيف زيادة وهي متحدثة باسم "حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على اسرائيل" التي تعمل على مستوى دولي من اجل المقاطعة الاقتصادية والثقافية والاكاديمية للدولة العبرية في بيان بقيام "الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء فيه بالعودة عن بعض جوانب تواطئهم مع نظام الاستيطان والاحتلال والفصل العنصري في اسرائيل"، وجاء البيان بعد نشر موقع حكومي بريطاني في 3 من كانون الاول/ديسمبر اخطارا للمستثمرين يقول بانه "يجب ان يكون المواطنون وشركات الاتحاد الاوروبي على بينة بالاثر المحتمل على سمعتهم في حال مشاركتهم في انشطة اقتصادية ومالية في المستوطنات".

وبالرغم من عدم قيام اعنف منتقدي اسرائيل بمساواة الوضع السائد في الاراضي المحتلة بالابارتايد في جنوب افريقيا، فانهم يؤكدون وجود قواسم مشتركة، خاصة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين حيث لا يتمتع الاسرائيليون والفلسطينيون بنفس الحقوق، وقال عمر البرغوثي وهو عضو مؤسس في حركة المقاطعة لوكالة فرانس برس "على الرغم من الاختلافات الواضحة بين نظام الفصل العنصري ونظام القمع الهرمي في اسرائيل، هناك العديد من اوجه التشابه، وهيمنة اسرائيل على الفلسطينيين تعد احتلالا واستيطانا ونظام فصل عنصريا"، وتابع "بغض النظر عن طريقة تعريف نظام القمع الاسرائيلي، فان الدرس الرئيسي الذي تعلمناه من مانديلا ورفاقنا الجنوب افريقيين هو بانه يجب ان يرافق المقاومة الداخلية تضامن دولي فعال، خاصة على غرار حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات لعزل الدولة القمعية واجبارها على احترام التزاماتها".

وردا على سؤال لوسائل اعلام جنوب افريقية خلال مشاركته في جنازة نلسون مانديلا اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه لا يحبذ قيام مقاطعة شاملة لاسرائيل، الا انه كرر دعوته لمقاطعة منتجات المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

ونقلت صحيفة معاريف الجمعة عن مصادر اسرائيلية بان الاتحاد الاوروبي يستعد لفرض وضع ملصقات خاصة على بضائع المستوطنات المصدرة الى اوروبا في الربيع المقبل، وكان ممثل الاتحاد الاوروبي لعملية السلام اندرياس راينيكه حذر مؤخرا انه في حال فشل مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين فان حملة وضع ملصقات خاصة على منتجات المستوطنات التي حصلت على دعم غالبية الدول ال27 ، مقابل دعم دولتين فقط قبل عامين، ستواصل اكتساب الدعم.

وقال محلل في صحيفة هارتس ان غياب المسؤولين الاسرائيليين عن جنازة مانديلا "لم يكن حادثا" مشيرا الى انه من غير المعقول "ترك اسرائيل دون تمثيل في قمة اخلاقية عالمية".

وتابع "كانت قمة اساسية (...) الخطر الذي يهدد اسرائيل هو فقدان الشرعية"، وبحسب المحلل فانه "من اجل البقاء في شرق اوسط صعب، نحن بحاجة لدعم الغرب ولذلك يجب علينا ان نكون جزءا لا يتجزأ من الغرب"، واعرب نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في 10 كانون الاول/ديسمبر الماضي عن قلقه من الجهود لنزع شرعية اسرائيل قائلا انها "الاكثر تركيزا في الاربعين عاما التي عملت فيها، وانها من وجهة نظري اخطر تهديد لامن اسرائيل على المدى الطويل ولقدرتها على البقاء".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/كانون الأول/2013 - 22/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م