صناعة السيارات.. تنافس شديد ينعش الاقتصاد ويحافظ على البيئة

 

شبكة النبأ: صناعة السيارات تشهد تنافس شديد بين مختلف الشركات التي تسعى الى تطوير منتجاتها وطرح كل ما هو جديد ومميز من السيارات الحديثة التي تعمل بالتقنيات والاجهزة المتطورة والتي اصبحت وبحسب بعض الخبراء مطلب مهم وضروري لنجاح تلك الشركات، التي تسعى الى فرض سيطرتها على الأسواق العالمية واستقطاب اكبر عدد من عشاق السيارات، من خلال انتاج سيارات خاصة واقتصادية، ومنها السيارات الهجينة والسيارات الكهربائية هذا بالإضافة الى الانواع الاخرى التي لاتزال ضمن الخطط والدراسات المستقبلية. وفي هذا الشأن فقد كشف باحثون استراليون النقاب عن سيارة مبرمجة لتكبح سرعتها ما ان تسجل عبر اللواقط الموصولة الى رأس السائق، ضعفا في تركيزه.

ويتصل جهاز السرعة في السيارة برأس السائق عبر خوذة تضم 14 لاقطا لقياس نوعية النشاط الدماغي وحجمه، يمكنها ان تحدد مستوى التركيز، بحسب ما شرح جيفري ماكيلار الباحث في مؤسسة ايموتيف. واثناء التجارب، طلب من السائقين ان يردوا على هواتفهم المحمولة، وان يغيروا محطة الاذاعة، وان يشربوا الماء، او ان ينظروا في الخارطة، بهدف قياس مستوى نشاطهم الذهني اثناء هذه الاعمال. وطلب من كل سائق ايضا ان يقود السيارة بسرعة 15 كيلومترا في الساعة، بهدف قياس نشاطه الدماغي عندما تكون الامور هادئة.

وقال عماد طحطوح المسؤول في شركة "فينش" المتخصصة في الصناعات التكنولوجية ان هذه السيارة تستخدم تقنيات تجعلها تسرع عندما يكون السائق منتبها، وتبطئ عندما لا يكون كذلك. ومن المؤشرات التي تحدد مستوى تركيز السائق وتيرة اغماض العينين واعادة فتحهما، وطول التحديق بنقاط معينة، ودرجة انحناء الرقبة، ومستوى النشاط الذهني اثناء اداء المهمات المذكورة.

وعندما تسجل السيارة انخفاضا في مستوى التركيز، تبطئ سرعتها تلقائيا، وعندما يعود مستوى تركيز السائق جيدا، تعود وتسرع.

وقد صمم هذا النموذج من السيارة بهدف تعزيز الابحاث في مجال السلامة المرورية، وليس لأهداف تجارية. وقال مدير نادي السيارات الذي طلب تصميم هذا النموذج ان عدم الانتباه عامل يتساوى مع السرعة الزائدة والكحول في التسبب بالحوادث وسقوط قتلى وجرحى على الطرقات.

الى جانب ذلك يجري اختبار سيارة تتحكم في عجلة القيادة عندما تستشعر امكانية حدوث تصادم في منشأة بحثية في ألمانيا. وقالت شركة فورد إن نظام تجنب العقبات يحذر السائق من الخطر ثم يسيطر على السيارة إذا لم يتصرف السائق. وقالت الشركة إنه تم تركيب المعدات في واحدة من السيارات ضمن مشروع يشمل شركات أخرى لتصنيع السيارات وشركات إمداد أخرى.

وقال أحد المحللين إن المشروع خطوة في الطريق إلى سيارة بلا سائق. ويمسح النظام نحو 200 من الطريق امام السيارة باستخدام ثلاثة رادارات وعدد من المجسات فوق الصوتية وكاميرا، تم تركيبها جميعا داخل السيارة. ويوضح نظام آخر تم تركيبه في السيارة علامات انذار ويصدر صفارة تحذير. واذا تطلب الامر يستخدم النظام المكابح ويبحث عن منطقة فارغة في الطريق ويتولى قيادة السيارة لتجنب صدام.

وقال بارب سمارتزيدش نائب رئيس قسم تطوير المنتج في وحدة فورد الاوروبية تقود السيارة ثم يأتي احد المارة أو أي شيء امام السيارة. واذا لم تشعر السيارة أنك تتصرف بصورة مناسبة باستخدام المكابح او بالمناورة، فإنها ستتولى ذلك. وتبنى التكنولوجيا الجديدة على خواص سلامة تقدمها فورد بالفعل.

وفي العام الماضي طرحت فورد نظام البقاء في الحارة ذاتها، وهو نظام يصدر ذبذبات اذا شعر ان السائق يخرج عن مسارة، ولكنه لا يتحكم في السيارة. ومن شركات السيارات الاخرى المشاركة في المشروع بي أم دابليو وفيات ودايمار وفولفو وفولكس فاجن. وستتبادل الشركات بيانات الاختبارات لتطوير نظم خاصة بها.

السيارة المستقلة

على صعيد متصل قدمت شركة نيسان لصنع السيارات قرب طوكيو نموذجا اوليا لسيارة قادرة بنفسها على قيادة الركاب الى وجهتهم بأمان محترمة قانون السير. واوضح كبير الباحثين في المشروع في شركة نيسان ان السيارة المستقلة صممت خصوصا كدعم للسائق مشيرا الى ان 90 % من حوادث السير عائدة الى خطأ بشري. واكد ان السيارة المستقلة هي على الارجح اكثر امنا وسلامة لانها مجهزة بلواقط وكاميرات تتمتع بقدرات تتجاوز قدرة الانسان الذي يتمتع بنطاق بصري اكثر محدودية خصوصا خلال الليل من دون اي وسيلة اخرى لرصد العوائق على ما اضاف الخبير بتكنولوجيات القيادة الالكترونية.

فالسيارة التي يمكنها الاستعانة بخرائط دقيقة جدا والتي تكلف مسارا معينا قادرة على رصد تقاطعات الطرق والتوقف عندها واعطاء اولوية المرور الى سيارة اخرى اذا اقتضت الضرورة والانحراف قليلا لتجنب الاصطدام بسيارة مركونة على جانب الطريق والسيارة قائمة على نسخ تقني لكل ما يمكن للإنسان القيام به هو يقود السيارة اي الادراك والحكم والتحرك. وتستخدم السيارة في ذلك خمس كاميرات وخمسة اجهزة سكانر تعمل بالليزر وتقنيات اخرى متقدمة لتحسس البيئة القريبة.

ومن اجل ضمان رد صحيح وفوري على الاحداث غير المتوقعة ينبغي ان تجهز السيارة في آن بأنظمة رصد للبيئة المحيطة بها فعالة جدا فضلا عن برامج حسابية لاتخاذ القرارات وشرائح فائقة السرعة. واضاف مهندس نيسان نعمل منذ اكثر من ثلاثين عاما على السيارات المستقلة لكن بفضل التكنولوجيات الالكترونية الاخيرة تمكنا بطبيعة الحال ان نقترب من الهدف. وقال رئيس مجلس ادارة نيسان كارلوس غصن اخيرا ان المجموعة تأمل في ان تتمكن من عرض نموذج تجاري في العام 2020. لكن السيارة المستقلة ستتضمن دائما مقودا وسيبقى سائقها مسؤولا في حال وقوع حادث.

من جهة اخرى ستكون شوارع مدينة غوتبرغ السويدية على موعد مع مئات السيارات من طراز فولفو تسير دون سائق، بحلول العام 2017، بحسب ما اعلنت المجموعة المصنعة. وهذا المشروع البالغة كلفته 500 مليون كورون (56 مليون يورو) هو ثمرة تعاون بين المصنع وعدد من المؤسسات العامة منها ادارة النقل في المدينة الواقعة جنوب غرب السويد. بحسب فرانس برس.

وقال المدير العام لشركة فولفو هاكان صمويلسون في استوكهولم لسنا اكبر بلد في العالم ولسنا اكبر مصنع للسيارات في العالم، ولكننا نعوض عن ذلك باستخدام الذكاء والعمل يدا بيد. وستسير النماذج الاولى من هذه السيارات دون سائق بسرعة قصوى 70 كيلومترا في الساعة، على شبكة من الطرق تمتد على 50 كيلومترا، من ضمنها طريق اساسية تشهد كثافة في حركة المرور. وسيبدأ التحضير لهذا المشروع في العام 2014.

وستكون هذه السيارات مزودة بكاميرات واجهزة لتحديد الموضع الجغرافي، ولواقط، بحيث يمكنها ان تسير في كل الاتجاهات متجنبة الاصطدام، ويمكنها ايضا ان تركن نفسها. وتتسابق الشركات الصناعية والتكنولوجية على انتاج سيارات دون سائق.

السيارات موصولة

في السياق ذاته يأمل مصنعو السيارات جني عائدات إضافية من السيارات الموصولة بالهواتف الذكية، لكنهم يواجهون مجموعات أخرى تريد أيضا حصتها من هذه السوق، أبرزها تلك العاملة في مجال التكنولوجيا. ويشكل معرض السيارات في فرانكفورت فرصة للمجموعات على أنواعها تسمح لها باستعراض ابتكاراتها. فتعرض مثلا مجموعة فاليو الفرنسية نظاما يسمح بفتح السيارة وتشغيلها بواسطة هاتف ذكي يحل محل المفتاح. وقد يطرح هذا النظام في الأسواق في خلال السنوات القليلة المقبلة.

أما الألمانية أوبل والأميركية فورد، فقد أعلنتا عن تحسين خدمة التكلم مع السيارة. فما من حاجة إلى إدخال العنوان إلى الخدمة الدولية للنظام العالمي لتحديد المواقع ويكفي ذكره في السيارة. وفي أغلب الأحيان، تعاون مصنعو السيارات مع مجموعات معلوماتية لتطوير هذه المنصات التي تسمح من خلال شاشة بإجراء المكالمات الهاتفية والاستدلال على الطريق والاستماع إلى الراديو بالبث التدفقي والتمتع بخدمات كثيرة أخرى بفضل بطاقة لتعريف المشترك (سيم) تسمح بالنفاذ إلى الشبكة الخلوية من الجيل الثالث (3 جي).

ويكمن هدف المصنعين في جني عائدات مستدامة من هذه العروضات، على حد قول سامويل روبرت مستشار معهد آيدات المتخصص في الاتصالات، الذي يلفت إلى أنه ليس من المؤكد أن الزبائن الذين يدفعون أصلا اشتراكا لهاتفهم الذكي مستعدون لدفع مزيد من الأموال، ولا سيما أن الأنظمة قد لا تناسبهم.

وبغية حل هذه المشكلة، تعاون كل من ديملر وجنرال موتورز و هوندا و هيونداي وبي أس أيه بيجو سيتروين و تويوتا و فولكسفاغن مع مصنعي الهواتف الذكية ، من قبيل ايتش تي سي وأل جي إلكترونيكس ونوكيا وباناسونيك وسامسونغ، لتطوير نموذج ميرورلينك الموحد الذي يربط الهاتف الذكي بالسيارة.

وتعرض مجموعة بوش الألمانية نموذجا يسمح بنقل بعض التطبيقات من الهاتف الذكي إلى لوحة القيادة في السيارة. وهذه السوق الناشئة التي قد تشمل 135 مليون سيارة بحلول العام 2018 بحسب دراسة أجرتها "فورستر ريسرتش"، لا تثير مطامع الجهات التقليدية في قطاع السيارات فحسب، بل أيضا اهتمام جهات أخرى، من قبيل عملاق الانترنت غوغل ومجموعة آبل المعلوماتية. وقد أطلقت آبل أحدث نسخة من نظام التشغيل آي أو أس 7 تسمح بوصل هاتف آي فون 5 بالسيارة للاستماع إلى الموسيقى وإجراء الاتصالات الهاتفية والنفاذ إلى التطبيقات المختلفة من خلف المقود. بحسب فرانس برس.

ولا تزال جميع الاحتمالات مطروحة، على حد قول أحد كبار المدراء السابقين في شركة رينو، لكن بعد سنتين أو ثلاث، ستبت المسألة وستحدد الجهات التي ستتحكم ببيانات الزبائن وبفوترة الخدمات الجديدة. ومن شأن هذه البيانات أن تطلع صانعي السيارات على الاستخدام الأمثل لهذا النوع من السيارات لكي يقدموا خدمات صيانة مناسبة وعقد تأمين، فضلا عن خدمات مكيفة أخرى مثل قائمة بعناوين المطاعم والفنادق وأخرى للأغاني. وتكمن المسألة الرئيسية بالنسبة إلى كريستوف ستورم الخبير في السيارات لدى مجموعة آي إتش إس في معرفة من سيجني الأرباح من هذه السيارات.

البيئة والاقتصاد

الى جانب ذلك أعلن مصنع السيارات الياباني هوندا إطلاق سيارة جديدة في العام 2015 تعمل بطاريتها بالهيدروجين. وقد كشفت المجموعة الثالثة في القطاع بعد تويوتا ونيسان عن هذه المعلومة خلال معرض السيارات في طوكيو الذي تم فيه التركيز على التكنولوجيات المراعية للبيئة، من السيارات الكهربائية إلى تلك الهجينة (العاملة بالوقود والكهرباء في الوقت عينه) مرورا بتلك العاملة بالهيدروجين. وقال تاكانوبو إتو المدير التنفيذي ل "هوندا" ان الهيدروجين يوفر طاقة جد فعالة ومراعية للبيئة.

وتعمل هذه السيارة بغاز الهيدروجين الذي يوفر الكهرباء للسيارة إثر عملية تنتج عنها المياه وليس غاز ثاني أكسيد الكربون وتسمح بقطع مسافة 500 كيلومتر. وستسوق هذه السيارة في العام 2015 في الأسواق اليابانية والاميركية بداية، ثم في الأسواق الأوروبية. ويركز مصنعو السيارات، من قبيل "هوندا" و"تويوتا"، جهودهم على السيارات العاملة بالهيدروجين، لكنهم يعانون نقصا في البنى التحتية الخاصة بشحن البطاريات. وقد تعاونت "هوندا" مع مجموعتي "توشيبا" و"سيكيزوي هاوس" لتطوير نظام يسمح على المدى الطويل لأصحاب السيارات العاملة بالهيدروجين بشحن بطاريات السيارات في منازلهم.

على صعيد متصل وافق حكام كاليفورنيا ونيويورك وست ولايات أمريكية أخرى على تسيير 3.3 مليون سيارة لا تصدر عنها أي انبعاثات ملوثة للبيئة خلال 12 عاما وهو ما يقولون إنه سيساعد البيئة ويدعم الاقتصاد. وأفاد اتفاق اعلن عنه في سكرامنتو ان الولايات ستبدأ توحيد قواعد انتاج السيارات لتسهيل انتاج سيارات كهربائية ومحطات تزويد بالكهرباء وستدرس تقديم حوافز مالية لتشجيع انتشار السيارات غير الملوثة للبيئة.

وستدرس الولايات كذلك طرح اسعار مواتية للكهرباء لنظم الشحن المنزلي وشراء سيارات كهربائية لاستخدامات حكومة الولاية وتطوير معايير موحدة لإشارات المرور وشبكات الشحن. وتشمل السيارات التي لا تصدر عنها أي انبعاثات ملوثة السيارات التي تعمل بالبطارية الكهربائية والسيارات الهجين والسيارات الكهربائية التي تعمل بوقود الهيدروجين.

وهناك الآن نحو 165 الف سيارة في شوارع الولايات المتحدة منها 50 الف سيارة في كاليفورنيا التي تتطلب قوانينها من منتجي السيارات انتاج نسبة معينة من السيارات غير الملوثة أو شراء نقاط دين من مصانع انتجت نسبا أكبر من المطلوبة من هذه السيارات. ووقع على الاتفاقية حكام ولايات كونيتيكت وماريلاند وماساشوسيتس واوريجون ورود ايلند وفيرمونت. بحسب رويترز.

وقال حكام الولايات إن انتشار السيارات الكهربية سيوفر للسائقين في تكاليف الوقود بمرور الوقت فتكلفة الكهرباء أقل بنحو الثلثين من تكلفة البنزين للميل الواحد. وبحلول 2025 سيوفر سائق السيارة الكهربائية نحو ستة آلاف دولار من تكلفة الوقود خلال عمر سيارته.

تايلاند اكبر مصنع

من جانب اخر وفي مصنع فريد من نوعه في تايلاند، حيث تشهد صناعة السيارات اكبر نمو في العالم، تزدحم المساحات بالعمال والروبوتات، يضعون اللمسات الاخيرة على مئات السيارات التي تخرج من المصنع يوميا. ويمكن للمرء ان يحسب نفسه في مشغل لشركة فورد الاميركية في ديترويت، او المدينة الصناعية التابعة لمجموعة تويوتا في اليابان، لكن هذا المصنع التابع لشركة هوندا موجود في تايلاند، التي يرتبط اسمها عادة بالشواطئ الخلابة والمطبخ الشهي.

ففي ظل الازمة العالمية التي تعصف بكبرى شركات تصنيع السيارات في العالم، شكلت تايلاند في السنوات الاخيرة استثناء بكونها اصبحت اهم مركز لتجميع السيارات في جنوب شرق آسيا. ويعد قطاع انتاج السيارات في هذا البلد واحدا من اهم عشر قطاعات في العالم متقدما على فرنسا مثلا. في العام 2012، حقق قطاع انتاج السيارات قفزة بنسبة 70% مقارنة بالعام 2011، ووصل عدد السيارات المصنعة الى 2,48 مليون سيارة، بحسب ارقام المنظمة الدولية لمصنعي السيارات ومقرها في باريس.

ورغم الازمة الاقتصادية، سجلت تايلاند في الاشهر الستة الاولى من السنة الجارية افضل مبيعات في تاريخ قطاع السيارات فيها. ويعود جزء كبير من هذه النمو الى نقل اليابان جزءا من مصانعها الى تايلاند، وكذلك فعلت مجموعة فورد الاميركية. ويساهم السوق المحلي بجزء مهم من هذا النمو، اذ ان السلطات توفر الدعم لكل اسرة تشتري سيارتها الاولى.

وقد صبت استثمارات بقيمة مئات الملايين من الدولار في هذا القطاع الذي يبدو انه ما زال حتى الآن مفلتا من فلك الازمة الاقتصادية التي تصيب سائر القطاعات في البلد. ويقول اولي كايزر من مجموعة فوكس لصناعة السيارات الغيوم والمصاعب قد تظهر، لكن بشكل عام، هذا القطاع قائم على رغبة المستهلكين بامتلاك سيارة، لا اعتقد ان الرغبة في شراء سيارات في تايلاند ستتوقف.

وفي الوقت الذي تشتد فيه حمى المنافسة للسيطرة على السوق، تستثمر شركات السيارات وخصوصا اليابانية في المصانع الجديدة في تايلاند بهدف الوصول الى السوق الداخلي التايلاندي واسواق جنوب شرق اسيا. وتطمح شركة هوندا اليابانية الى انتاج 420 الف سيارة سنويا في تايلاند بحلول العام 2015، مع افتتاح مصنع جديد في ضاحية بانكوك بلغت تكاليف انشائه 644 مليون دولار.

ويبدو ان الاقبال على العمل والصناعة يشكل نوعا من التعويض عما اصاب البلاد في العام 2011 حين اجبرت الفيضانات مؤسسات ومصانع عدة من بينها هوندا على الاقفال مؤقتا. ويقول نائب مدير مصنع هوندا في تايلاند خلال الفيضانات، اضطررنا الى الاقفال على مدى ستة اشهر، وتأجيل كل مشاريعنا. ويضيف اما اليوم، فان تايلاند تشكل اكبر قاعدة لإنتاج سيارات هوندا في المنطقة. بحسب فرانس برس.

وفي وقت سابق بدأت تويوتا بتشغيل مصنعها للتجميع في تايلاند، وقد بلغت تكاليف انشائه 340 مليون دولار. ويقول مدير مصنع تويوتا في تايلاند لدينا ملء الثقة باننا قادرون على تطوير صناعتنا في تايلاند، ويمكننا ان نغطي 35 الى 40% من السوق المحلي هنا. ويتفاءل المحللون الاقتصاديون بمستقبل مزدهر لصناعة السيارات في تايلاند، متوقعين نموا سنويا بنسبة 10%. على ذلك، ولحسن ظن مصنعي السيارات وسوء حظ المواطنين الراغبين بالمشي في شوارع هادئة، باتت بانكوك تسجل اكتظاظا متزايدا في شوارعها بشكل يومي مع ازدياد الاقبال على شراء السيارات.

فولكسفاغن و نيسان

على صعيد متصل وبعد ايام قليلة سيتوقف نهائيا انتاج الحافلة الصغيرة "فولكسفاغن ترانسبورتر" التي كانت وسيلة النقل المفضلة لدى الهيبيز ورمزا للحرية الا ان طابعها المميز لن يتوقف. فمع توقف انتاجها في البرازيل حيث كانت لا تزال تجمع بنسخة العام 1967، فان هذه الحافلة الصغيرة القديمة الطراز التي عرفت شعبية كبيرة في الستينات والسبعينات ستغيب كليا من الاسواق.

واعلن القرار من قبل الشركة المصنعة لها. وفي وداع هذا الطراز الذي يحمل الرقم القياسي العالمي في الاستمرارية، ستطلق نسخة خاصة. وامام الاهتمام الكبير بهذه النسخة، قررت الشركة الالمانية مضاعفة اعداد هذه الحافلة الصغيرة من هذه المجموعة المحدودة الى 1200 وحدة وهي مخصصة حصرا للسوق البرازيلية على ما قال ناطق باسمها وستخرج الحافلة الصغيرة الاخيرة من مصنع ساول برناردو دو كامبو الذي صنع اكثر من 1,6 مليون وحدة منها منذ العام 1957.

وهذه الشاحنة او الحافلة الصغيرة التي تتمتع بمحرك خلفي تسمى كومبي في البرزايل و"بوللي" في المانيا وقد اتت بسبب نفاذ بصيرة مستورد هولندي يدعى بن بون. فخلال زيارة له الى مقر فولكسفاغن في فلوسبورغ (شمال) في العام 1947 ، لاحظ الية اضفى عليها العاملون اشياء جديدة وكانوا يستخدمونها لنقل المعدات.

وقد اعجبته كثيرا وقام برسمها واقنع في نهاية المطاف شركة فولكسفاغن بضرورة انتاجها الامر الذي حصل في اذار/مارس 1950 لتكون التصميم الثاني في تاريخ المجموعة بعد سيارة "بيتل" الصغيرة. والحافلة الصغيرة تعتمد كثيرا على سيارة "بيتل" وهي تستعير منها المحرك الخلفي والمحاور.

ويقول فرديناد دوبينهوفر الخبير في السيارات ان ازدهار هذه السيارة يندرج في اطار المعجزة الاقتصادية الالمانية في الخمسينات. فالحرفيون والتجار كانوا بحاجة الى وسيلة نقل في شركاتهم تكون غير مكلفة. ومن نقل البضائع انتقلت سريعا الى وسيلة لنقل الافراد لتتحول الى حافلة صغيرة اعتبارا من العام 1951.

مع تصميم العام 1967 المعروف باسم "تي 2" عرفت هذه الالية نجاحا عالميا واصبحت رمزا لحركة الهيبي والحرية التي تطالب بها، كما انها اصبحت ايضا المفضلة لدى راكبي الامواج والعائلات خصوصا وانها قابلة للتغير ويمكن مثلا تحويلها الى منزل نقال خلال العطل. وكانت هذه الالية متينة وسعرها غير مرتفع واصلاحها بسيط مما جعل مستخدموها يتعلقون بها رغم انها غير مريحة جدا وبطيئة نسبيا.

ومع اعتماد معايير سلامة جديدة حلت "تي 5" مكان "تي 2" كشاحنة نقل صغيرة تستخدمها الشركات الا انها بات بعيدة عن التصميم الاساسي. وقد توقف انتاجها في المانيا العام 1979 ومن ثم في جنوب افريقيا والمكسيك وبقي فقط في البرازيل التي كانت تصدر الى كل اميركا اللاتينية. الا ان معايير الانبعاثات الملوثة والسلامة تغيرت هنا ايضا وستدخل حيز التنفيذ في العام 2014 مما سيؤدي الى القضاء على هذه السيارة المخضرمة.

الا ان اسطورة هذه الحافلة الصغيرة لن تموت. فهي راسخة في الذاكرة الجماعية بفضل ظهورها في مسلسلات وافلام ممثل "ليتل ميس صن شاين" ولديها معجبون كثر يتبادلون النصائح والتجارب حول ترميمها وتصليحها مع منتديات حول رحلات على متنها فضلا عن منتجات مشتقة عنها من علاقة مفاتيح الى الخيام. وتباع النسخة الاخيرة منها وهي باللونين الازرق والابيض ب85 الف ريال برازيلي (27 الف يورو تقريبا) وهي تلعب على الحنين الذي يترافق دائما مع هذه السيارة لكن مع اعتماد التكنولوجيا الحديثة ايضا.. مع قارئ موسيقي "ام بي 3".

الى جانب ذلك تعتزم شركة نيسان موتورز اليابانية البدء بتصنيع سيارات صغيرة وشاحنات صغيرة في بورما بالتعاون مع شريكتها الماليزية قبل نهاية هذه السنة، على ما ذكرت الصحافة اليابانية. وسوف تصنع نيسان وشريكتها الماليزية تان شونغ موتور هولدينغز بي ايتش دي آلاف السيارات السياحية الصغيرة والشاحنات كل سنة في هذا البلد الواقع جنوب شرق آسيا والذي يشهد موجة اصلاحات منذ ثلاث سنوات تقريبا، بحسب صحيفة "نيكي" اليومية المتخصصة في الأعمال.

ومن المتوقع أن يبني فرع ل"تان شونغ" مصنعا يتم فيه جمع السيارات من خلال قطع منفصلة مصدرها مصانع ل"نيسان" في جنوب شرق آسيا وفي مناطق أخرى، بحسب "نيكي". ومنذ بدء الانتقال الى الديمقراطية في مطلع العام 2011، ازداد الطلب على السيارات في بورما بشكل ملحوظ، خصوصا السيارات اليابانية. بحسب فرانس برس.

وقد أعلنت شركة "سوزوكي" استئناف إنتاجها في بورما، وستتفتح "فورد" الأميركية صالة عرض لها في البلاد. لكن "نيسان" ستكون على الارجح شركة السيارات الأكبر حجما في بورما، بحسب "نيكي" التي تقدر عدد السيارات بحوالى 2,36 مليونا في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 63 مليون نسمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/كانون الأول/2013 - 22/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م