عشق السلاح والعنف في أمريكا...

 

شبكة النبأ: انتشار العنف بمختلف أنواعه في المجتمع الأمريكي أصبح اليوم وبحسب بعض الخبراء، من اكبر واخطر المشاكل التي تهدد الامن والنظام حيث تشير التقديرات إلى تصاعد أعمال العنف وحوادث إطلاق النار وتزايد جرائم القتل في الولايات المتحدة الامريكية التي عجزت وبكل امكاناتها المادية والعسكرية عن تأمين الاستقرار والامن الداخلي، ولأسباب مختلفة منها انتشار السلاح تفشي الفقر وانتشار المخدرات والتمييز العنصري وغيرها من الامور الاخرى، وفيما يخص اخر تلك الحوادث فقد قالت ادارة الشرطة في نيويورك ان اما واولادها الاربعة الصغار قتلوا في منزلهم في بروكلين ووجهت لابن عم الاب تهمة قتلهم بساطور وعثرت الشرطة بعد استدعائها على صبيين وبنتين وامهم مصابين بجروح متعددة في منزلهم في حي سنسيت بارك في بروكلين.

وقال متحدث باسم الشرطة ان مينج دونج تشين ابن عم والد الاطفال والبالغ من العمر 25 عاما كان في المنزل وقامت الشرطة باحتجازه. ووجهت له اتهامات بقتل خمسة اشخاص والحيازة الجنائية لسلاح والتعدي على رجل شرطة. وعثر على ثلاثة من الاولاد قتلى في مسرح الجريمة. ولفظت الام واحد ابنائها انفاسهما الاخيرة في مستشفى قريب.

وقالت الشرطة ان القتلى هم وليام تشوه (عام) وكيفن تشوه(خمسة اعوام) وامي تشوه(سبعة اعوام) وليندا تشوه(تسعة اعوام) والام تشياو تشن لي (37 عاما). وقالت الشرطة ان الزوج عاد للمنزل بعد وصول الشرطة ولا يشتبه بتورطه في الجريمة. وامتنعت الشرطة عن مناقشة الدافع المحتمل وراء هذه الجريمة.

الى جانب ذلك قتل رجل اربعة من افراد عائلة تقطن بجواره بالإضافة الى كلبيهم ببندقية خرطوش قبل ان ينتحر في ولاية اريزونا الامريكية وقالت الشرطة انه ربما فعل ذلك بسبب غضبه من نباح الكلاب. ولكن الشرطة قالت ان السبب الذي دفع مايكل جوزو (56 عاما) في فينكس لارتكاب هذه الجريمة ربما لا يعرف ابدا بشكل مؤكد لأنه هو وضحاياه الذين تراوحت اعمارهم بين 17 عاما و66 عاما كانوا قد ماتوا قبل وصول الشرطة.

وقال السارجنت تومي تومسون المتحدث باسم شرطة فينكس يبدو انه كان متضايقا من نباح الكلاب اذا صح ذلك فهذا لا يبرر قتل اربعة اشخاص. وقال تومسون ان الشرطة عثرت على الضحايا مقتولين بعد الرد على بلاغ بسماع اصوات اطلاق نار في مجمع سكني بوسط المدينة.

وقالت الشرطة انها وصلت الى الفناء الخلفي لمنزل لتكتشف جثتي رجلين مقتولين بطلقات خرطوش وهما بروس مور (66 عاما) وقريبه مايكل مور(42 عاما) وبالداخل عثرت الشرطة على رينيه (36 عاما) زوجة مايكل مور وابنها شانون (17 عاما) مقتولين بطلقات خرطوش. وكان كلبا العائلة مقتولين ايضا بالداخل. وقال تومسون ان الشرطة دخلت بعد ذلك المنزل المجاور الذي كان يعيش فيه جوزو وعثروا عليه ميتا بعد اطلاق النار على نفسه وبجواره بندقية خرطوس يعتقد انها السلاح الذي استخدم في الجريمة.

من جهة اخرى قالت السلطات في ولاية اريجون الامريكية ان رجل شرطة تعرض لإطلاق نار واصيب يوم اثناء استجابته لبلاغ عن وجود رجل يشهر مسدسا في منزل اشتعلت فيه النار. وقال مكتب رئيس شرطة مقاطعة كلاكاماس في بيان ان ضابط الشرطة الجريح نقل جوا الى مستشفى. ولم يكشف النقاب عن حالته واضاف البيان ان المسلح المزعوم قتل بعد ان اطلقت الشرطة عليه وابلا من النيران. بحسب رويترز.

وقال مكتب رئيس الشرطة ان الحادث بدأ عندما استجابت شرطة مدينة اوريجون على بلاغ عن حريق بمنزل ورجل في الموقع يشهر مسدسا. وتوجه رجال الاطفاء ايضا لمكان الحادث ولكنهم ظلوا على مسافة امنة في الوقت الذي كانت الشرطة تبحث فيه عن المسلح. وقال البيان ان سبب مقتل المسلح والاحداث التي ادت الى الحريق واطلاق النار مازالت قيد التحقيق.

قتل بلا هوادة

في السياق ذاته أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي) ان الشاب الذي اطلق النار في مطار لوس انجليس مما اسفر عن مقتل عنصر امني واصابة سبعة اشخاص آخرين بجروح كان يعتزم قتل "العديد" من عناصر الامن. وقال رئيس فرع ال"أف بي اي" في لوس انجليس ديفيد بوديتش ان المحققين عثروا داخل الحقيبة التي اخفى فيها مطلق النار بندقيته الرشاشة على ورقة كتب فيها الشاب بخط يده انه قرر عن سابق اصرار قتل العديد من موظفي ادارة امن النقل، الوكالة الفدرالية المكلفة امن وسائل النقل في الولايات المتحدة والتي يعمل فيها العنصر الامني الذي قتل في الهجوم.

واضاف بوديتش ان الورقة التي كتبها المتهم بيده تتضمن تصريحا بانه قرر عن سابق اصرار قتل العديد من موظفي ادارة امن النقل في مكان ما من النص يأتي المتهم على ذكرهم ويقول انه يريد زرع الخوف في عقولهم الخائنة. ووجه الادعاء العام الى الشاب البالغ من العمر 23 عاما ويدعى بول انتوني سيانسيا تهمتين تصل عقوبتهما الى الاعدام وهما قتل موظف امني فدرالي وارتكاب عمل عنف داخل مطار دولي. وسيانسيا مواطن اميركي كان يقيم في نيوجيرزي قبل ان ينتقل للسكن في لوس انجليس وقد اصيب بجروح خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الامن. بحسب فرانس برس.

وبحسب الاتهام فان سيانسيا اطلق النار في محطة الركاب رقم 3 في المطار بواسطة بندقية رشاشة فقتل الموظف في وكالة امن النقل جيراردو هيرنانديز الذي اصبح اول عنصر في وكالة امن النقل يقتل اثناء الخدمة منذ تأسست هذه الهيئة الفدرالية بعد هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001. واصيب في الهجوم ايضا سبعة اشخاص اخرين بجروح.

مطاردة المجرمين

الى جانب ذلك افادت وسائل اعلام اميركية ان السلطات فرضت طوقا امنيا حول متجر في مدينة باراموس بولاية نيوجيرسي في ضواحي نيويورك بعد رصد مسلح بداخله، ونقلت عن شهود عيان انهم سمعوا اطلاق اعيرة نارية. ولم يبلغ في الحال عن سقوط اي قتيل او جريح في اطلاق النار بحسب شبكة سي ان ان، بينما اكدت شبكة "ان بي سي" ان الشرطة تطارد مسلحا يرتدي ملابس سوداء. واوضحت وسائل الاعلام ان افادات الشهود تضاربت بشأن عدد الاعيرة النارية التي قالوا انهم سمعوها.

وسارع العديد من اصحاب المحال في المركز التجاري الى اغلاق متاجرهم في الوقت الذي اكد فيه مسؤولو مقاطعة بيرغن حيث تقع مدينة باراموس ان المتهم كان لا يزال طليقا بعد مرور اكثر من ساعة على حصول اطلاق النار وادى اطلاق النار الى اصابة عدد من الموظفين والمتسوقين بحال من الهلع جعلتهم يفرون الى خارج المركز التجاري لا سيما وان الحادث قد يكون اعاد الى اذهانهم ما شهده مركز مماثل في نيروبي في وقت سابق حين قتل 67 شخصا على الاقل برصاص مسلحين ينتمون الى حركة الشباب الصومالية الاسلامية المتطرفة.

في السياق ذاته نقل السناتور عن ولاية فيرجينيا الأميركية، كريغ ديدز، إلى المستشفى بعدما أقدم ابنه على طعنه مرات عدة، قبل أن يقدم على الانتحار ونقلت وسائل إعلام أميركية عن الشرطة في فيرجينيا، قولها إن أحد أقارب ديدز، عثر عليه وهو يمشي على طريق مجاور لمنزله، حيث كان ينزف من جروح عدة في رأسه وصدره. وأشارت إلى أن الرجل نقل السناتور إلى مزرعة مجاورة واتصل بالشرطة التي هرعت إلى المكان الواقع غرب مدينة ريتشموند، وعثرت على ابن السناتور أوستن ديدز (24 عاما) مصاباً بطلق ناري، وتعذر إنقاذه. بحسب رويترز.

وأوضحت الشرطة أن السناتور نقل في مروحية إلى مستشفى في شارلوتشفيل، حيث يعاني من عدة طعنات، ويتردد أن وضعه تحسن قليلاً بعدما كان خطيراً في البداية ولفتت إلى أنها تتعامل مع القضية على أنها محاولة قتل وانتحار ولم يتضح سبب الحادث، وإنما وصفت الشرطة ما حصل بأنه شجار بين الأب وابنه يشار إلى أن ديدز (55 عاما) معروف في الدوائر السياسية بفيرجينيا، وهو ديمقراطي، وقد ترشح لمنصب حاكم الولاية بالعام 2009.

على صعيد متصل قال النائب العام لولاية كونيتيكت الأمريكية في تقرير إن التحقيقات في حادث إطلاق النار الذي وقع العام الماضي في مدرسة ابتدائية ببلدة نيوتاون بالولاية اغلقت وإن الأسئلة التي تحيط بدوافع المسلح قد لا تجد إجابة أبدا. وفي 14 ديسمبر كانون الأول 2012 شق آدم لانزا (20 عاما) طريقه إلى مدرسة ساندي هوك الابتدائية التي كان تلميذا فيها ذات يوم وأطلق النار فقتل 20 طفلا وستة بالغين قبل ان يقتل نفسه. وهز الحادث البلدة التي يقطنها 27 ألف شخص وفتح الباب امام نقاش عام حول العنف في المدارس وحيازة الأسلحة النارية وكشف التقرير أن لانزا تصرف منفردا واستبعد أي محاكمة جنائية.

جرائم بشعة

من جانب اخر صدر حكم بسجن فني سابق في مستشفى بولاية نيوهامبشير الأمريكية 39 عاما لتسببه في إصابة عشرات المرضى بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي عندما حقن نفسه بمسكنات للألم واستخدمت المحاقن بعد ذلك مع مرضى آخرين وكان ديفيد كفايتكوفسكي (34 عاما) قد اعترف بسرقة المسكنات وترك المحاقن التي استخدمها ليستخدمها المستشفى مرة اخرى طوال سنوات رغم معرفته بأنه مصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي.

وحكم القاضي جوزيف لابلانتي بمدينة كونكورد في نيوهامبشير على كفايتوفسكي بعدما أقر المتهم بالاستيلاء على مواد المستشفى والتلاعب بمنتج استهلاكي. وقال القاضي إن فعلته تصل الى حد "الوحشية" وعمل كفايتوفسكي كفني طبي متنقل في ثماني ولايات على الاقل قرابة عشر سنوات قبل أن يعتقل العام الماضي بعد اكتشاف عدد كبير من حالات الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي التي لا تفسير لها في مستشفى اكسيتير في نيوهامبشير. بحسب رويترز.

وقال كفايتوفسكي للسلطات إنه استخدم المحاقن للحصول على جرعة من مسكن الألم فنتانيل الذي سرقه من مواد المستشفى فتلوثت بدمه المصاب بالفيروس وأضاف أنه كان يملأ الحقن بمحلول ملحي حتى تبدو وكأنها لم تستعمل من قبل. وقال ممثلو إدعاء إن إصابة 45 شخصا حتى الان بالمرض تأكدت بينهم 32 في نيوهامبشير وست حالات في ولاية كانساس وسبعة في ماريلاند. واعترف كفايتوفسكي باستخدامه الحقن للحصول على جرعات فنتانيل 20 مرة على الأقل في كانساس و30 مرة في جورجيا ونحو 50 مرة في مستشفى اكسيتير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/كانون الأول/2013 - 11/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م