مشكلة الأفكار: من الفكرة الى التفكير

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: سقطت تفاحة ناضجة في حضن نيوتن فاكتشف قانون الجاذبية..

من المؤكد ان التفاح قد سقط في أحضان الاخرين رجالا ونساء على مر تاريخ شجرة التفاح وثمره، وقانون الجاذبية موجود في الكون منذ الخلق الأول..

غطس ارخميدس في حوض الاستحمام، وتناثر خارج الحوض كثير من الماء، واطلق صيحته الشهيرة وجدتها.. وسميت تلك الصيحة الفرحة باسم (مبدأ ارخميدس) وترجمتها في علوم الفيزياء: قوة الدفع المؤثرة في جسم داخل مائع تساوي وزن المائع الذي يزيحه هذا الجسم.

وأيضا من المؤكد ان الاستحمام والماء والاجساد الغاطسة فيه ممارسة مستمرة من قبل الاخرين رجالا ونساءا.. والمبدأ موجود في الطبيعة منذ خلق الكون وحتى لحظة استحمام ارخميدس..

المثلان السابقان وغيرها من امثلة كثيرة تدور حول الفكرة المجردة والتي تأتي نتيجة لعفو الخاطر او اعماله، لكنها تبقى مجرد فكرة تأتي وتذهب اذا لم يتدخل عنصر اخر فيها وهو التفكير، الذي يمسك بالفكرة والتي من مواصفاتها عدم القرار في مكان واحد ثابت، وأيضا من مواصفاتها انها تكون حية لمدة زمنية معينة، والتفكير هو الذي يعطيها الديمومة والاستمرار.

التفاحة الساقطة في حضن نيوتن حادثة، والماء المنزاح من حوض استحمام ارخميدس أيضا حادثة، وكل حادثة يمكن تلمس فكرة ما خلفها، والانتقال من هذه الحادثة والفكرة الى قانون الجاذبية ومبدأ ارخميدس هو التفكير..

الفكرة حسب تعبير موسوعة ويكيبيديا، (هي كل ما يخطر في العقل البشري من أشياء أو حلول أو اقتراحات مستحدثة أو تحليلات للوقائع والأحداث).

لاتقف الفكرة عند حد ولادة الخاطر، بارتجاله وحلمه وخياله، بل تصبح بعد الممارسة المستمرة لاعمال الفكر، قابلة للولادة من خلال التفكير، والذي هو ابعد مرحلة من ولادة الأفكار، انه هنا يقوم بإنتاج الأفكار وتصنيعها..

حتى في التعريف للفكر فانه يشير الى ارتباطه بقدرة البشر على معرفة الأشياء، أي معرفة ماهو داخل هذه الفكرة او تلك، في تفاحة نيوتن وفي ماء ارخميدس..

والأفكار في تعريفها تحتاج الى عوامل يكتسبها الانسان في حياته، من خلال هذا المعيش المستمر فيها حتى لحظة مماته.. والانسان حسب تصور مدارس الفلسفة المتعددة، (ما هو إلا مجموعة من سلسلة أفكار تتحول لسلوك إنساني ومنها تتبلور شخصية الإنسان، فعن طريق بلورته لتلك الأفكار تتبلور شخصيته).

يمكن حسب التعريف السابق معرفة كيف جذبنا نيوتن وغطسنا مع ارخميدس، عبر اعتمادهما على (تلك المولدات التي يقوم بها العقل عند استقبال حدث ما، حيث يتم بلورة الحدث في اللاشعور إلى فكرة طريحة يتم إهمالها في العقل الباطن إلى أن تتولد فكرة جديدة أو حدث معين يظهرها في ثوبها الجديد)

في كتاب (قوة التفكير) للدكتور ابراهيم الفقي يذكر (إن كل شيء يحدث أولا في التفكير). وهذه القوة لها تأثير أحاسيس وسلوك الانسان وبالتالي لها تأثير على حياته..

وهو في كتابه يصنف اربعة أنواع من الطاقة البشرية يستخدمها الإنسان عندما يفكر في شيء ما:

 طاقة مرتفعة إيجابية/طاقة مرتفعة سلبية/طاقة منخفضة سلبية/طاقة منخفضة إيجابية

الكثير من الأفكار موجودة في حياتنا، واتحدث عن الإيجابية منها، يمكن استغلالها وتطويرها لأجل مصلحتنا ومصالح الاخرين..

يذكر الدكتور إبراهيم الفقي سبعة مبادئ للتفكير الإيجابي:

المشاكل والمعاناة تتواجد فقط في الإدراك

لن تتركك المشكلة في المكان الذي وجدتك فيه ستأخذك لأسوأ أو لأفضل

لا تصبح المشكلة عصية على الحل الا بتوسيع المسافة بينك وبينها.

تعلم من الماضي... عش في الوقت الحاضر... وخطط للمستقبل

هناك حل روحاني لكل المشاكل

تغيير الأفكار بطريقة الاستبدال يغير الواقع و الفكر الجديد يصنع واقعا جديدا

لايغلق الله سبحانه بابا إلا ليفتح بابا أفضل منه

هناك عشر وصايا للتفكير الإيجابي هي:

الرغبة المشتعلة/القرار القاطع/تحمل المسئولية كاملة /الإدراك الواعي/تحديد الأهداف الوقت الإيجابي/التأكيدات المتضامنة/التنمية الذاتية/السكون و التأمل اليومي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/كانون الأول/2013 - 8/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م