طوزخورماتو تنادي من كربلاء... هل من ناصر ينصرنا؟

عدسة وتقرير: عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: "هل من ناصر ينصرنا" تحت هذا الشعار الحسيني الخالد شهدت منطقة ما بين الحرمين الشريفين في محافظة كربلاء المقدسة اعتصام المئات من اهالي قضاء طوز خورماتو الذي بات اليوم ضحية للمساومات السياسية والعمليات الارهابية التي تقوم بها العديد من الجماعات التكفيرية والسياسية ومن مختلف الجهات والقوميات، مطالبين المنظمات الانسانية والحقوقية العالمية بضرورة التدخل العاجل لحمايتهم ورفع صوتهم بعد ان عجزوا من المطالبات والمناشدات المستمرة التي قدمت الى الحكومة العراقية التي عجزت ولأسباب مجهولة عن توفير الامن وايقاف نزيف الدم والتهجير والقتل على الهوية الذي يستهدف الشيعة التركمان، وتشهد المناطق التي يقطنها التركمان الشيعة بين فترة وأخرى وقوع الكثير من الحوادث والخروقات الأمنية والتفجيرات الانتحارية التي اسفرت عن استشهاد وإصابة المئات منهم واسهمت بتهجير الكثير من العوائل هذا بالإضافة الى تدمير الكثير من الدور والمباني في هذه المدينة المنكوبة.

 هذا وقد ضم الاعتصام ايضا معرضا كبير لصور واسماء الشهداء والضحايا ولدمار الشامل في هذا المدينة المنكوبة التي تثبت مظلومية التركمان واستهدافهم بشكل خاص.

(شبكة النبأ) حضرت هذا الاعتصام والتقت بعض الاخوة المعتصمين لتتعرف على بعض آلامهم ومطالبهم الخاصة. لقائنا الاول كان مع الاخ ابو حسين الذي تحدث عن بعض التفاصيل المهمة التي يتعرض لها ابناء القضاء حيث قال: يجب ان نعرف البدايات الاساسية التي دعتنا لهذا الاعتصام وفي هذا المكان الشريف الذي يعتبر قبلة لكل احرار العالم، فكربلاء هي ثورة المظلوم على الظالم وصرخة الحقّ في وجه الباطل لذا نحن نعتصم اليوم بجوار الامام الحسين(ع) ليعرف العالم حجم معاناتنا وهمومنا التي غيبت عن الرأي العام وتجاهلها حتى اقرب لناس لنا ولأسباب مجهولة.

ويسترسل ابو حسين في بداية السقوط وبتحديد في عام 2003 شهدت طوز خورماتو اول تفجير ارهابي وقع في العراق وبالتحديد في مقام خاص للإمام علي(ع) بعد افتتاحه بساعات لكون هذا المقام قد تعرض لتخريب على يد طاغية العراق المقبور ولكن تم اعادة بناء هذا المقام بجهد خاص من ابناء التركمان باعتباره مقام مهم، لكن وفي يوم الافتتاح المصادف 21/8/2003 وبتحديد الليلة نفسها تم تفجير هذا المقام من قبل الجماعات التكفيرية، وفي صباح اليوم التالي قام الاهالي بالخروج بمظاهرة احتجاج سلمية لاستنكار هذا العمل الاجرامي وفي وقتها تعرضت لنا زمرة ارهابية(مشخصة)! واطلقت الرصاص الحي على الناس الابرياء في مشهد دموي مؤلم ادى الى سقوط ما يقارب من خمس شهداء وجرح الكثير من ابناء التركمان، وفي وقتها قمنا بمناشدة المسؤولين بضرورة التدخل وتوفير الحماية لكن من دون فائدة.

ويضيف ابو حسين (لشبكة النبأ المعلوماتية): بعد ذلك استمرت الاحداث الاجرامية وتفاقمت بشكل رهيب خصوصا بعد ان سعت الجماعات التكفيرية الى توسيع اعمالها الاجرامية ضد الشيعة التركمان وبدوافع طائفية حيث اتسعت اعمال القتل على الهوية والخطف وتهجير وقطع الطرق، خصوصا وان لدينا الكثير من الطلبة والموظفين يعملون ويدرسون في مدينة تكريت هذا بالضافة الى المواطنين والمراجعين كون اكثر ارتباطاتنا الرسمية بهذه المدينة وقد تم استهدافهم من قبل هذه المجاميع التي سعت الى قطع الطريق الرابط بين المدينتين، حيث قتل الكثير منهم وخطف العديد مقابل طلب فدية مالية ليقتل بعدها من خطف بدم بارد.

 ويضيف في العام الماضي وبعد ان طفح الكيل قمنا بتنفيذ اعتصام اول في مدينة طوزخورماتو لإيصال صوت هذا الشعب المظلوم بعد ان دمرته يد التخريب والقتل الى السادة المسؤولين في الحكومة المركزية، وفي وقتها حضر وفد حكومي برئاسة حسين الشهرستاني الذي وعد بحماية التركمان وتنفيذ مطالبهم ولكن للأسف لم تنفذ هذه الوعود التي ذهبت مع الريح ولا نعرف ماهي الاسباب؟.

وعن بعض اجراءات الحماية الخاصة التي قام بها الاهالي لحماية انفسهم من بعض الهجمات الارهابية بعد عجزت الجهات المسؤولة عن حمايتهم قال ابو حسين: لقد قمنا ببعض الاجراءات الخاصة لحماية انفسنا، منها تشكيل لجان شعبية لحماية الاهالي تقوم بواجبات يومية وبجهد ذاتي كما تم قطع بعض الممرات والطرق الفرعية في بعض المناطق والاحياء لكن هذه الاجراءات محدودة ولا تضمن سلامة الجميع لكونها تفتقر لدعم والأجهزة الجهات الرسمية. ويضيف ابو حسين (لشبكة النبأ المعلوماتية): هناك تعتيم إعلامي ضد معاناة التركمان الشيعة حتى من اقرب الناس، نتمنى ان تشاركنا القنوات الشيعية في تعميم ونشر مظلوميتنا امام الراي العام فنحن نتعرض اليوم لإبادة جماعية من قبل اطراف وجهات متعددة.

مخطط اقليمي وعجز حكومي.

وقفتنا الأخرى كانت مع الاخ ابو احمد احد المتضررين في هذه المدينة المنكوبة والذي فقد احد افراد عائلته وتعرض للخطف ودمر منزله بسبب الاعمال الاجرامية المستمرة حيث قال: نحن في طوز خورماتو نتعرض لهجمة بشعة واستهداف مستمر ودمار الشامل بسب العمليات الإرهابية التي تستهدف اتباع اهل البيت(ع) بشكل مباشر، أنا احد ابناء القضاء حدثت امام داري (9 انفجارات ارهابية) تسببت بخراب داري واستشهاد احد ابنائي وبعدها تعرضت الى اختطاف من قبل بعض العناصر الارهابية حيث بقيت لفترة يصعب الحديث عنها واطلق سراحي بعد ذلك مقابل فدية.

ويضيف ابو احمد لشبكة النبأ: ان ما نمر به يمكن اعتباره مخطط ارهاب عالمي مقدم من بعض الدول العظمى ينفذ بواسطة اجندة سياسية وجماعات ارهابية مدعومة من قبل بعض الدول الاقليمية التي تسعى الى زعزعة الامن وخلق الفتن في سبيل الحصول على بعض المكاسب الخاصة، وباعتقادي ان المهندس لهذا المشروع الاجرامي هو رئيس الوزراء التركي الذي يسعى الى تدمير المنطقة واثارة الحروب، فطوزخورماتو هي اليوم ورقة ضغط سياسية ضد الحكومة لتقديم تنازلات مهمة سواء لبعض الجهات والاحزاب الاخرى او بعض الدول، فالحكومة المركزية ليس لها أي سيطرة على هذه المدينة بسبب بعض مواد المواد الدستورية الجديدة والتي تعتبر الغام خطيرة اسهمت بقتل الابرياء، لكون اغلب هذه المواد والتي صيغت بشكل توافقي واجتهاد شخصي لضمان المصالح الشخصية والحزبية ولم تهتم بالمصلحة العامة لأبناء الشعب العراقي الذي يدفع ثمن تلك القرارات غير المدروسة، فهذه المواد الدستورية لا تبقي أي سيطرة او اشراف للحكومة المركزية على العديد من المدن العراقية وخصوصا المدن المتنازع عليها، فنحن اليوم نعيش في دولة داخل دولة قراراتنا وارواحنا تتحكم بها المصالح والاهواء الشخصية لإصحاب الكراسي والمناصب، فالانتهاكات والقتل تقوم به جهات واحزاب سياسية تسعى الى الحصول على بعض المصالح الضيقة ومصير الطوز واهالي الطوز هو اليوم في يد السياسيين البعيدين عن أبناء الشعب وما يحل بهم.

ويضيف في طوز خورماتو شعب يذبح في كل يوم شعب مستهدف بطريقة مبرمجة، وبموجب المادة 5 من نضام روما الاساس اربعة جرائم من فان هذه الجرائم هي من اختصاص المحكمة الجنائية الدولية لكونها جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية، لذا نحن نطالب بضرورة لتدخل السريع من قبل منظمات حقوق الانسان العالمية لإنقاذ اهالي طوز خورماتو.

تضامن اخوي

هذا وقد شهدت منطقة ما بين الحرمين الشريفين ايضا توافد العديد من الشخصيات الدينية والعشائرية من مختلف المحافظات العراقية، الذين سارعوا لإظهار تضامنهم مع إخوتهم التركمان في طوز خورماتو والوقوف معهم في محنتهم، مستنكرين صمت الحكومة والاجهزة الامنية إزاء أعمال العنف والتفجيرات المستمرة التي تطال الأبرياء والمدنيين في قضاء مطالبين في الوقت ذاته باتخاذ موقف حازم و إيجاد حلول مناسبة في سبيل ايقاف تلك الاعمال الاجرامية، (شبكة النبأ المعلوماتية) التقت ايضا بعض الحاضرين في هذه الوقفة التضامنية الاخوية حيث التقت الاخ ابو مصطفى كريم علوان الرحيمي احد وجهاء ناحية الحيدرية والذي قال: باسم سادة وعشائر ناحية الحيدرية في محافظة النجف الشرف نستنكر الاعمال الاجرامية التي تطال اتباع اهل البيت في طوز خورماتو وفي نفس الوقت نحمل الحكومة المركزية والمحلية مسؤولية تلك الاعمال الاجرامية التي تحدث هناك. ونقول اذا كانت تلك الجهات عاجزة عن حمايتهم فنحن كعشائر عراقية اصيلها يشهد لها التاريخ قادرين على حماية اخوتنا والوقوف في وجه الارهاب والتكفير.

الاخ ضياء حسن من اهلي بابل قال: الذي يجري في طوز خورماتو امر مخجل جدا وغير مقبول خصوصا مع تجاهل الحكومة والجهات الرسمية لمعاناة أهالي هذا القضاء المظلوم البعيد عن اهتمام وحماية الحكومة المركزية والجهات المحلية التي وقفت عاجزة عن حماية ابنائها، لذا فنحن ومن هذا المكان الشريف نعلن تضامننا مع اخوتنا الاعزاء وندعو جميع الجهات الدينة والعشائرية ومنظمات المجتمع المدني في جميع المحافظات للخروج بمظاهرات حاشدة للمطالبة بتوفير الحماية للإخوة في طوزخورماتو وللضغط على الحكومة للقيام بواجبها الدستوري والانساني تجاه ابناء هذا القضاء المنكوب، والاسراع بتعويض العوائل المتضررة التي فقدت ابنائها والاسراع بإعادة العوائل المهجرة.

ارقام ومعلومات مهمة

ادناه بعض الارقام والحقائق المهمة التي حصلت عليها شبكة النبأ المعلوماتية والتي توثق بعض العمليات الارهابية في قضاء طوزخورماتو الذي يسكنه 50 الفا من الشيعة التركمان.

عدد العبوات الناسفة: (395)

عدد السيارات المفخخة: (45)

عدد الستوتات المفخخة: (4)

عدد الاحزمة الناسفة: (14)

عدد صواريخ الكاتيوشا: (8)

عدد البيوت المهدمة والمتضررة: (1100)

عدد المحال المتضررة: (200)

عدد الشهداء اكثر من: (445)

عدد الجرحى: (3450)

عدد المخطوفين: (156)

عدد العوائل المهجرة: (750)

عدد الحسينيات المتضررة: (8)

عدد السيارات المتضررة: (250).

ملاحظة بعض تلك الاعداد ارتفعت بسبب استمرار الاعمال الارهابية حيث اعلن عن سقوط بعض الشهداء والجرحى بعد اعداد هذه الوثيقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/كانون الأول/2013 - 4/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م