الامطار في العراق... تزيح الستار عن المشاريع الكاذبة

عصام حاكم

 

شبكة النبأ: (يامسعده بيتج على الشط منين ما ملتي غرقتي) و (يامسعده وبيتج على الشط كبال عينج يلعب البط)... بهذه السمفونية التي لا يعرفها ال العراقيين افتتحت الحاجه ام قيس علائق تندرها وتهكمها الذي جاء متاثرا بموسم الامطار الشتوية التي غطت مناطق واسعة من ربوع العراق، ولسان حالها يقول لم يعد هناك مسوغ ان نتمنى وان نتحسر نحن معاشر النساء العراقيات على نعمة الجلوس على الشط لاسيما وان العراقيون نساءا ورجالا اصبحوا كلهم ولله الحمد سعداء وهذا ما كان له ان يكون لولا وجود تلك القيادة المخلصة والامينة لتحقق لابناء هذا البلد رغباتهم المكنونة لاسيما وهي تمنحهم شرف الغوص في الماء وليس مجاورته.

الحقوقي قيصر البديري له وجهة نظر مغايره بعض الشيء وربما هي تعكر صفو الكثير من العراقيين الذين عانو الامرين من هول ما حل بهم هذه الايام خاصة اولئك الذين تضرروا من جراء الامطار فهناك من اتت الامطار على عفش بيته وعوائل اخرى انهار سقف البيت على رؤوس ساكنيه وهناك من بات الليل وهو هائم في العراء مع عياله وقسم اخر استنفذ كل اواني المطبخ من جراء حرصه على جمع قطرات الماء الساقطة من السقف ومناظر اخرى لا يسع لنا المقام لذكرها الان.

الا انه والحق يقال كانت لقيصر مبرراته المشروعة فهو من جهة يريد ان يكتم غضبه وتذمره من الحيف الذي لحق بابناء هذا البلد المظلوم اما من جهة ثانية كان يسعى الى معالجة الموضوع باسلوب ساخر ومتهكم كعادته حيث يقول ان القيادات السياسية والحكومات المحلية كانت على قدر عالي من المسؤولية حيث استشعرت واجب ان توفر للعراقيين دورة مجانية كي يتعملوا السباحة الى جانب ذلك هي عمدت وبطريقة غير مباشرة الى هد الابنية القديمة على رؤوس سكنيها عل وعسى ان يلتفت هولاء الناس وان ياخذوا العضة والعبرة من اجل ترميم المنشاءات السكنية على الدوام وهناك ثمة قضايا اخرى تمت معالجتها من خلال تلك الامطار الشتوية التي نزلت على ارض العراق فقد استفيد منها وباسلوب جهنمي من اجل تسوية بعض الثغرات المالية واحسبها كانت تروم تبذيرها ما تبقى من الاموال في مشاريع مشابه لتلك المشاريع التي تم تنفيذها في السابق تحت مسمى مد انابيب تصريف مياه الامطار والمياه الثقيلة وكل تلك الدروس هي عناوين مثمرة تعزز من دور الحكومة وجعلها مفسده من الالف الى التاء.

ابو جلال الكردي موظف في القطاع المختلط وهو ذو توجهات ديمقراطية ورومانسية حالمة حد النخاع حيث يصف موجة الامطار التي سقطة على العراق بانها لطف الاهي من اجل ان تنعم نسائنا بنعمة الجلوس على الانهار او (الشطوط) والخوض بها احياننا عل وعسى ان تدفع عنا اعباء سفرة سياحية لاحدى البلدان المطلة على البحر.

يضيف ابو جلال: فقد كنت في اوقات سابقة وقبل دخول الستلايت الى العراق كنت دائما ما اتحدث الى عائلتي عن مدينة البندقية الايطالية وكيف شيدوها على الماء فكان ظنهم انها مغمورة بمياه المجاري والامطار وامس والحمد لله شاهدوها بام اعينهم والفضل يعود بذلك الى المنسوب الذي وصل اليه الماء حيث اضطرت بعض العوائل العراقية الاستغناء عن الطابق الارضي والاستعانة بالقوارب والمشاحيف وبدن الثلاجات والمجمدات وعندها قلت لعائلتي وبكل ثقة الان تمتعوا بمشاهدة مدينة البندقية مجانا مع بعض الاختلافات طبعا.

المحامي ضياء الكعبي كان مستفزا في طرحه وتناول الموضوع باللهجة العراقية الدارجة حيث قال: احتارت اوياكم الدوله....؟ موزين وفرت الكم مبالغ وصرفيات مواسم الأصطياف التي تنفق لترفيه عوائلكم...وجابتلكم البحر للباب شسويلكم اكثر من هاي الخدمة.

الاستاذ صلاح الغزالي تدريسي خصنا بقوله: سبحان الله هذه نعمه لاكن عدم اتقان عمل المسؤولين والمقاولين الله يحفظهم جعلوا من هذه النعمة دمار للشعب العراقي. وهو بطبيعة الحال ارهاب من نوع اخر ولا يقل شائنا عن التصفية الجسدية التي تمارس الزمر الارهابية ضد ابناء هذا الشعب المذبوح والمسروق.

يضيف الغزالي: وعلى هذا الاساس يجب ان تقدم الحكومات المحلية والشركات المنفذة للمحاكمة وان تنال الجزاء العادل فكل مشاريع المجاري التي نفذت فاشله وبدليل شاهدنا بعد الامطار التي استمرت ليوم واحد فقط جميع المحافظات قد غرقت اذن كل الاموال التي خصصت ذهبت هباء منثورا والتقصير واضح ابتداءا من الحكومة وانتهاءا بالمقاولين الافاضل.

المهندس عقيل الموسوي قال لنا يعجز الكلام عن التعبير وعن الوصف , فنحن في حقيقة الامر لا نملك سياسين لكننا نملك مراهقين سياسة وتعريف المراهق هو ذلك الشخص الذي يعيش حالة الارهاق والتعب من تفسير المتغيرات (الفسيولوجيا) من أنه بلغ وأصبح رجلاً أم أنه مازال صبياً ووفق تلك الظروف ترى تلك الشخصية متخبطة وعشوائية.

يضيف الموسوي: وهذا هو الواقع السياسي العراقي بصريح العبارة حيث نجده مربك وغير مستقر فما ان ننتهي من ازمة حتى تاتيك ازمة جديدة وهكذا دواليك على طول الفترة المنصرمة التي اعقبت دخول القوات الاجنبية الى العراق والى الان ونحن اشبه ما يكون ندور بحلقة مفرغة ل فاذا ما ارها اول وليس لها اخر او حد نقف عنده.

يكمل المهندس عقيل: فادا ما اردنا ان نرصد سجل الاخفاقات والانتكاسات المتكررة نكاد ان لا نفرغ من عدها حتى الصباح الباكر فالخروقات الامنية تكاد تكون شبه يوميه اما بالنسبة للكهرباء فرغم كل تلك التخصيصات المالية الضخمة الا انها غير مستقرة ومستمرة ورغم كل العهود والوعود التي قطعتها الحكومي للمواطن الواقع الخدمي هو الاخر لا زال هش ويفتقر لابسط المقومات وزارة التجارة هي ايضا غير قادرة على توفير الحصة التموينية حتى هذه اللحظة السجون العراقية تحولت الى ممرات امنة للمجرمين والقتلة ففي كل يوم ترد الينا انباء عن هروب السجناء القرارات والقوانين الحكومية معطلة احكام الاعدام لا تنفذ بحق قتلة الشعب العراقي الموازنة المالية تعيش ازمة التوافق وهناك ازمات وازمات اخرى لا يسعفنا الوقت لحصرها الان.

يستدرك قائلا: الا اننا بطبيعة الحال لابد ان نعرج على موضوعة الامطار الشتوية التي اصابة مناطق واسعة من ربوع وطننا الحبيب وان جوهر تلك القضية لا يستوعبه اي عاقل واي منصف مهما كان فبمجرد هطول الامطار ليوم واحد فقط غرقة المدن العراقية فما بالك لو استمر المطر لايام واسابيع وهنا يحق لنا نتساءل اين ذهبت انابيب تصريف مياه الامطار ومن هي الشركات المنفذة وما هي القدرة الاستيعابية لتلك المشاريع وما هي كمية الاموال التي خصصت لهذه المشاريع وماذا سيكون حال العراقيين لو استمر المطر ليومين او ثلاثة ايام.

وللاجابة عن تلك التساؤلات وغيرها سوف نترك الباب مفتوح لكل المسئولين شريطة ان يكون الرد مدعم بمناحي تطبيقية وليس على اسس تنظيرية او بلاغية او خطب رنانة وانفعالية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/تشرين الثاني/2013 - 23/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م