الحكومات المحلية والفشل المتكرر

م. قاسم الزبيدي

 

لقد ابتلي الشعب العراقي عن سائر شعوب المنطقة بحجم المعاناة ونوعيتها عبر مراحل التاريخ التي مر بها ويبدو ان قدر هذا الشعب ان ينتقل من مشكلة الى اخرى بدل الانتقال من واقع الى واقع افضل واليوم بعد مرحلة التغيير وما حملة من فضاء الحرية وفسحة للتعبير الا انه احيط الشعب بمشاكل كبيرة وتحديات مختلفة، وانا هنا لست في معرض ايجاد مقارنة بقدر ما اريد ان اسجل مقاربات في ظروف استثنائية وواقع خدمي متردي حيث انني اكتب هذه السطور واكثر من نصف ابناء شعبي يطفو على برك من الماء اختلط بعضها بالمياه الاسنة بالرغم من وجود حكومات محلية صدعت رؤوسنا ببرامجها الانتخابية ومشاريعها الخدمية التي بفضل نعمة السماء انكشفت حقيقتها ومستوى اداءها مع معاناة المواطن الذي اصبح وامسى يطل الى السماء في حالة ترقب لحركة الغيم التي قد تنذر بهطول امطار جديدة ربما تدفع به وعائلته للمبيت في اسطح المنزل ان وجد! وفي الوقت الذي تمارس فيه المؤسسات الخدمة دور الرقيب والمتفرج لما يجري ولا ادري اين هي محافظة بغداد واين هم اعضاء مجلسها واين هي امانة بغداد ودوائرها والذي يبدو ان هذه التشكيلات لم تعد جزء من الحل وانما هي جزء من المشكلة واليوم بيتنا ازاء مشكلة بنيوية مركبة بين سوء الخدمات وسوء المسؤولين.!

وانا شخصيا لا اتقبل كل الطروحات التي يتحد ث بها البعض عبر وسائل الاعلام لمعالجة المشاكل او من خلال الصور والاعلام حتى اصبح البعض من السياسيين يظهر اكثر من الاعلامي نفسه في القنوات الفضائية التي يبدو انها اصبحت للبعض منهم (محطات للارتزاق) وكثيرا ما اسمع احدهم يتحدث عن الفشل وهو احد الفاشلين او يتحدث عن الفساد وهو جزء منه وقد اوقفتني حالة الفياضانات التي اجتاحت مدن العراق على جملة من المعطيات:

1- انعدام الخطط الاستباقية المتخذة من الحكومات المحلية في مواجهة الظواهر المتكرر في بعدها (الاني – الاستراتيجي).

2- فقدان الشجاعة لبعض المسؤولين في تحمل المسؤولية حيث برزت عملية ترحيل المشكلة واحالتها الى الاخر ودخلت الازمة ضمن الصراعات السياسية وكثرت لغة التسقيط بين مجالس المحافظات والدوائر البلدية ودوائر المجاري والشركات المنفذة.

3- تأكيد لظاهرة الفساد المستشري في العراق لاسيما في المؤسسات الخدمة التي رصدت لها مبالغ ضخمة وحسب ما اكده رئيس الوزراء في اجتماعه الاخير مع المحافظين والذي بين من خلاله الدعم المفتوح لامانة بغداد ومحافظتها ومع ذلك غرقت بغداد بين غياب الخطط والتقاطعات بين الامانة والمحافظة والتلكؤ في خطوط تصريف المياه كخط الخنساء والزبلن. اذن اليس من حق المواطن ان يعرف ماهي المبالغ الحقيقية التي رصدت للمحافظات ومحافظة بغداد وامانتها واين ذهبت هذه الاموال والى اي مشروع رصدت وما هي نسبة الانجاز وما هي اسباب التلكؤ ومن المقصر في ذلك باختصار نريد مقارنة بين (نسبة الانجاز وحجم الانفاق).

4- اثبتت عجز بعض المسؤولين في اشغال هذه المواقع المهمة والتي بتماس مع حاجات المواطن اليومية فلا يعقل ان يشغل الجاهل والامي وغير المتخصص تحت لواء المحاصصة موقع مهم وهو لا يحسن ادارة المنزل فضلا عن ادارة مؤسسة من مؤسسات الدولة.

يجب علي الحكومة وهيئة النزاهة والقضاء ان تأخذ دورها وتحاسب المقصرين والمتورطين بهدر المال العام وكل من يثبت له يد في الفساد او الفشل او عدم تحمل المسؤولية وتنفيذ ما كلف به واقصاء الشركات والمقاولين الذين لم يوفوا بالتزاماتهم، وكشف المقصرين لأنني لا استبعد ان تكون احدى الاسباب التي تقف وراء العجز الحاصل هي اجندات سياسية لإضعاف الخصوم كجزء من الدعاية الانتخابية المبكرة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23/تشرين الثاني/2013 - 19/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م