القاعدة في سوريا... جرائم تحركها السياسات الطائفية

شبكة النبأ: منذ بداية الحرب في سوريا كان هدف بعض الدول الاقليمية والغربية المهتمة بالهيمنة والداعمة للجماعات الارهابية المسلحة مع  تنظيم القاعدة ابرز فصائل القتال في هذه الحرب، هو جعل البلاد السورية محور الصراع ومرتع الأزمات في الشرق الأوسط، واليوم تمزقت سوريا المرتبطة بكثير من الصراعات الإقليمية إلى خليط من الجيوب الإثنية والطائفية المتحاربة مما يبدل ميزان القوى في بعض دول الشرق الأوسط المجاورة.

إذ يرى بعض المحللين ان تنظيم القاعدة والجماعات المتحالفة ستشكل خطرا على المدى الطويل مع الظروف المواتية في الشرق الاوسط المضطرب قد تبعث أيضا الحياة في التنظيم من جديد، فقد تصبح القاعدة في سوريا بؤرة جديدة للإرهاب العالمي.

فقد أذكت القاعدة الحروب المذهبية ولم تعد تنطلي المزاعم الثورية التي يتخفى وراءها ما يجري في سوريا، بعد أن اتضحت أبعاد المؤامرة الكبرى على سوريا، فكلما طال أمد حرب سوريا زاد تشرذم وانقسام بين مكونات المعارضة المسلحة، التي منذ نشأتها استخدمت العنف والاسلاح للتحقيق اهدافها المشبوهة، فمنذ دخولها في الصراع السوري ارتكبت أبشع الجرائم الإجرامية بالقتل والعنف غير المبرر ونشر الموت والدمار ضد أبناء الشعب السوري، لتكشف هذه الجماعة الارهابية، الوجه الحقيقي لهذه الثورة المزعومة التي صنعة المؤامرة ضد الشعب السوري ونفذتها المجموعات الارهابية بتمويل خارجي، كما جذبت الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين مقاتلين من عدة دول اجنبية يحاربون الى جانب الفريقين في الصراع الذي اخذ منحى طائفيا بشكل متزايد، لتفتح بوابة الحرب الطائفية الشاملة في المنطقة.

فلا تزال المعارضة المتمردة الدموية الطائفية تواصل عملها على نطاق واسع من خلال ممارسة أبشع الجرائم الإجرامية بالقتل والعنف غير المبرر ونشر الموت والدمار وانتهاكات غير إنسانية متواصلة، وقد أوجز مشهد الوحشية الطائفية في شريط فيديو على موقع "يوتيوب" الالكتروني يظهر مسلحين يرتديان ملابس سوداء، يرفع احدهما رأسا مقطوعا لشخص ظنوا انه شيعي، كل هذه الانتهاكات الصارخة بحق الكرامة الإنسانية، وهو المشهد الذي لا يمكن أن يتعدى الـ 1 في المئة مما يجري على أرض الواقع فعلاً من حالات التعدّي على حقوق الإنسان في سوريا.

وفي ظل استمرار المعارك على طول الحدود الوعرة مع سوريا، يخشى العراق الذي يتخبط في اعمال عنف يومية مرتبطة بتنظيم القاعدة، من استيلاء الجهاديين على الممر الحدودي الطويل بين البلدين ما يسهل تدفق الاسلحة والمقاتلين بين البلدين، وفق خبراء، وبموازاة المعارك بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في سوريا، يتنازع مقاتلون اكراد سوريون واخرون من مجموعات جهادية موالية لتنظيم القاعدة منذ اشهر للسيطرة على اراض في شمل شرق سوريا غنية بالنفط وحقول القمح على الحدود مع العراق.

وحقق الاكراد تقدما مهما عبر سيطرتهم على معبر حدودي استولوا عليه بعدما كان خاضعا لسيطرة الجهاديين في الايام الماضية، الا ان السلطات العراقية لا تزال قلقة، وخلال الاشهر الاخيرة، عززت قوات الامن العراقية وجودها على طول الحدود، لمنع الجهاديين المشاركين في المعارك من الاحتماء في محافظة نينوى العراقية الحدودية.

ومنذ زمن طويل، تبدي بغداد مخاوفها بشأن الدور المتنامي للقاعدة في النزاع في سوريا، ما يثير قلقا لديها من تمدد هذا النفوذ بشكل اكبر على اراضيها، هذا وتستمر اعمال العنف في العراق بحصد اعداد متزايدة من الضحايا. ففي تشرين الاول/اكتوبر، قتل 964 شخصا في هجمات، اي اكثر من الاعداد المسجلة خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام 2013، وبحسب خبراء ودبلوماسيين، فإن التصعيد في العراق مرتبط بالنزاع في سوريا الذي دفع بالمجموعات السنية المرتبطة بالقاعدة والمعارضة للحكومة العراقية ذي الغالبية الشيعية الى مزيد من التشدد.

من جهة أخرى شدد الاردن، الذي يقول انه يستضيف نحو 600 الف لاجئء سوري منذ اندلاع الازمة في آذار/مارس 2011، اجراءاته على حدوده مع سوريا واعتقل وسجن عشرات الجهاديين لمحاولتهم التسلل الى الاراضي السورية للقتال هناك، وكان مجلس الامن الدولي اضاف في 31 ايار/مايو الماضي جبهة النصرة الاسلامية السورية الى لائحة المنظمات التي يعتبرها "ارهابية" والتي تفرض عقوبات عليها لعلاقتها بتنظيم القاعدة.

وفي هذا السياق اقدم جهاديون من ما يسمى بـ "دولة الاسلام في العراق والشام" التي تقاتل في سوريا على قطع راس مقاتل ينتمي الى لواء مقاتل ضد النظام، بعدما ظنوا انه عراقي شيعي يقاتل الى جانب قوات النظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وكان المرصد بث شريط فيديو على موقع "يوتيوب" الالكتروني يظهر مسلحين يرتديان ملابس سوداء، يرفع احدهما رأسا مقطوعا لشخص ملتح، بينما تجمع بالقرب منهما عدد من الشبان قام بعضهم بتصوير المشهد.

وجاء في الشريط ان الرجل "مقاتل عراقي شيعي" يحمل السلاح الى جانب القوات النظامية، وكان اصيب بجروح في معارك وقعت في محيط اللواء 80 في حلب (شمال)، وتمت عملية قطع الراس في المستشفى، واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس انه "بعد دقائق من بث الفيديو، تم التعرف على الرجل على انه محمد مروش، مقاتل في لواء احرار الشام"، احد ابرز الالوية المقاتلة ضد النظام.

واشار المرصد الى ان ما يسمى دولة الاسلام في العراق والشام "اقرت في وقت لاحق ان المقاتل قتل عن طريق الخطأ، واقدمت على توقيف احد الرجلين اللذين نفذا العملية وهو تونسي. وأحالته الى المحكمة الشرعية". ولم يتم توقيف الرجل الآخر، وهو خليجي.

وجرح مروش في معركة في محيط اللواء 80 شرق حلب حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، والجيش السوري المدعوم من مقاتلين شيعة عراقيين ينتمون الى مجموعة "ابو الفضل العباس" ولبنانيين من حزب الله، واوضح عبد الرحمن ان مروش "تحت تأثير التخدير في احد مشافي حلب، كان يتلفظ بكلمات بينها: يا علي، ويا حسين، فاعتقد المقاتلان الجهاديان انه شيعي"، مضيفا "من الواضح انها من آخر الكلمات التي سمعها من المقاتلين الشيعة قبل ان يصاب في المعركة"، ووصف عبد الرحمن العملية بانها "جريمة حرب".

واكد رئيس الهيئة الشرعية في دولة الاسلام في العراق والشام عمر القحطاني على حسابه في تويتر بان المقاتل اعتقد، بعد ان تم اسعافه خلال المعركة، بانه وقع بايدي اعدائه واعترف كذبا بانه يتحدر من الطائفة الشيعية المصنفة من الد الاعداء من المتطرفين السنة في سوريا.

وكتب القحطاني "لما أخلوه المشفى خرج من كان معه يعرفه وأوكلوا به رجلاً منهم لا يعرفه فصادف دخوله عليه وهو ينادي: يا زينب يا حسين.. تقية منه غفر الله له فظنه أسيرا (مواليا للنظام) يعالج".

على صعيد ذو صلة اعلن مقاتلون جهاديون واسلاميون "النفير العام" في محافظة حلب في شمال سوريا، لمواجهة القوات النظامية التي حققت في الفترة الاخيرة تقدما في ريف المحافظة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، ودعا البيان الصادر "من لم يستطع النفير لعذر شرعي"، الى ان "يقدم كل ما يستطيع من مال وسلاح"، بحسب المرصد، واقرت الدولة الاسلامية في بيانها بـ "تقديم الكثير من الخسائر البشرية في الاشتباكات مع القوات النظامية في محيط اللواء 80 وبلدتي خناصر وتلعرن ومدينة السفيرة" وان القوات النظامية سيطرت على طريق خناصر ومدينة السفيرة وبلدة تل عرن.

وحملت "الدولة الاسلامية" ما سمته "الجماعات المتخاذلة في حلب وريفها" مسؤولية خسارة هذه المواقع، واشار المرصد الى ان ستة مجموعات مقاتلة ابرزها "لواء التوحيد" و"جبهة النصرة" و"حركة احرار الشام"، اعلنت كذلك "النفير العام" لمواجهة القوات النظامية، واعلن الجيش السوري انه سيطر على المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي الواقع جنوب شرق المدينة، بعد ايام من استعادته اللواء 80 المكلف حماية المطار المتوقف عن العمل منذ كانون الثاني/يناير الماضي، وتمكنت القوات النظامية من التقدم في ريف حلب بعد سيطرتها على مدينة السفيرة الاستراتيجية، والتي بقيت لاكثر من عام تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

الى ذلك اوضح علي الحيدري الخبير المتخصص في الامن والمقيم في بغداد ان معبر اليعربية الحدودي هذا "مهم للقاعدة والاكراد على السواء"، مضيفا "بالنسبة للقاعدة، انه معبر للمتفجرات، المقاتلين والانتحاريين".

غير ان سيطرة الاكراد على معبر اليعربية لا تعني انتهاء المعارك، وتخشى بغداد من امكان سيطرة الجهاديين على ممر طويل بين شرق سوريا وغرب العراق ما يسهل حركتهم بين البلدين، ويتشارك العراق وسوريا حدودا بطول 600 كلم الا ان المعارك تتركز على شرق هذا الخط الفاصل بين البلدين.

وحذر نايف سيدو رئيس بلدية بلدة سنوني العراقية القريبة من الحدود السورية من انه في حال سقوط معبر اليعربية "بين ايدي جبهة النصرة، ستكون منطقتنا في خطر كبير"، واوضح ان القوات الامنية الفدرالية العراقية والسلطات الامنية في اقليم كردستان العراق، على رغم التوترات المتكررة بينهما، تلتقيان اسبوعيا لدرس الوضع.

ويحارب مقاتلو جبهة النصرة، شأنهم في ذلك شأن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الموالي ايضا للقاعدة، ضد الاكراد في محافظات الحسكة وحلب والرقة شمال سوريا، ويهدف هؤلاء الى السيطرة على المعابر الحدودية، اذ يرى الاسلاميون ان العراق وسوريا ارض معركة واحدة، واكد ايمن التميمي من مجموعة خبراء "منتدى الشرق الاوسط" ان هذا الامر "يتعلق بالعقيدة لديهم".

واشار الى ان الجناح العراقي للقاعدة الذي لا يزال يشن هجمات دامية في العراق، "يرى سوريا والعراق ارضا لمعركة واحدة. هذا ينضوي في اطار مشروع اوسع: اقامة دولة اسلامية في العراق وسوريا".

واوضح صفا حسين المستشار الوطني المساعد للامن ان تنظيم القاعدة في العراق "توصل الى اعادة تجميع قواه في بعض المناطق" العراقية، مضيفا "الان، لديهم الوسائل المطلوبة لاجتياز الحدود، وحلفاء اقوياء جدا في سوريا".

من جانب آخر غادر الشاب محمد الزعانين قطاع غزة لاداء العمرة في السعودية الا ان اسرته فجعت بنبأ مقتله بعد ثلاثة شهور اثر "عملية انتحارية" نفذها ضد قوات الرئيس السوري بشار الاسد في سوريا،

وتقول ام محمد الزعانين "سافر في 13 حزيران/يونيو الماضي دون ان يخبرنا، لكنه اتصل في اليوم التالي واخبرنا انه في السعودية لاداء العمرة وسيعود بعد عشرين يوما"، وتتابع "اتصل بنا من السعودية ثم انقطع الاتصال به فترة طويلة، ثم اتصل في الثاني من ايلول/سبتمبر وبعد اصرار اخبرني انه في سوريا للجهاد في سبيل الله"، ويظهر الزعانين بلحيته الكثيفة ولباسه السلفي وراية الجهاديين السوداء خلفه في تسجيل فيديو يتلو فيه وصيته نشر على مركز ابن تيمية للسلفيين وعلى موقع يوتيوب.

ويقدر ابو عبد الله المقدسي القيادي البارز في المجموعات السلفية في قطاع غزة عدد المقاتلين الذين خرجوا من غزة الى سوريا ب"نحو 27 مجاهدا منهم من عاد ومنهم من استشهد ومنهم من أصيب ولا زال هناك يتلقى العلاج أو غادر من سوريا الى بلاد أخرى".

وحول سبب خروجهم للقتال في سوريا يقول "حالة الخلط القائمة في غزة ما بين هدنة وركود للعمل المقاوم وخاصة ملاحقة كل من يحاول القيام بعمل جهادي واتهامه بالخيانة ومحاولة إفشال التهدئة لصالح أهداف مشبوهة كما يدعون، أحدثت لدى إخواننا حالة من السخط والغضب الكبير دفع بهم إلى البحث عن خيارات أخرى من بينها الذهاب للقتال في سوريا", ويضيف القيادي السلفي ان "سفر المجاهدين لسوريا جاء بشكل فردي، بناء على طلبهم وبمالهم الشخصي ولم يكن هناك أي أوامر عليا لإرسال المقاتلين"، واكد اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس التي تسيطر على غزة عدم تدخل حركته بالاحداث الجارية في سوريا.

محمد قنيطة (32 عاما) مقاتل اخر غادر غزة في ايلول/سبتمبر من العام الماضي وقتل في مدينة حلب السورية في 28 كانون الاول/ديسمبر 2012 حسب شقيقه بكر، ورغم ان شقيقه يقول "كان لاخي بصمة جهادية قوية في غزة، فهو من ابرز قادة كتائب القسام في الشاطئ التي انتسب اليها في العام 2004"، الا انه يؤكد ان ذهابه لسوريا "ليس له اي انتماء تنظيمي فقد خرج بشكل فردي"، ويضيف " كان يدرب على الحدود السورية التركية في انطاكيا وقد خرج الكثير من الدورات حسب ما اخبرنا اصدقاؤه".

وتنتشر على موقع يوتيوب فيديوهات مسجلة يظهر فيها قنيطة وهو يدرب مجموعة من الشبان على استخدام السلاح واقتحام المباني، وتلقت العائلة نبأ مقتل ابنها من خلال اصدقائه في سوريا بحسب شقيقه الذي يقول ايضا" تاكدنا تماما بعد رؤية صوره وفيديو جنازته".

وفي غزة نعت حركة حماس وكتائب القسام قنيطة حينها كما تكفلت باقامة بيت العزاء له في منزله غرب مدينة غزة بحسب نفس المصدر، لكن في فيديو اعده مركز ابن تيمية عن سيرته ياتي فيه ان قنيطة "ترك القسام (..) وتاثر بالمنهج السلفي الجهادي ثم اثبت صدق انتمائه في العمل"، مشيرا الى انه"اعتقل من قبل جهاز الامن الداخلي البغيض" التابع لحماس.

اما الشاب فهد الهباش (28 عاما) المتزوج والاب لطفلتين لم ير اصغرهما والذي كان يعمل في جهاز حفظ النظام والتدخل في شرطة حماس ، فقد قتل هو الاخر في سوريا في 19 تموز/يوليو الماضي، ويقول والده نزار "اخبرنا انه يريد السفر الى السويد للهجرة ولهذا سافر الى تركيا في الخامس من ايار/مايو الماضي"، وتقول والدته "لقد كان مقتله اكبر صدمة تلقيتها في حياتي فلم يكن ينتمي لاي فصيل"، لكن ابنهما الملقب ب "ابو مصعب المقدسي".

في حين قالت جماعة مقاتلين أكراد سوريين إنها استولت على مزيد من الأراضي من ايدي متمردين إسلاميين في شمال شرق سوريا لتحكم قبضتها على منطقة تعمل على إقامة حكم ذاتي فيها، وقال الأكراد إنهم طردوا خصومهم اثر معارك استمرت ثلاثة أيام بينما تحدثت مصادر من الإسلاميين عن تراجع تكتيكي.

وقال المتحدث باسم الجناح العسكري لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ريدور خليل إن الميليشيات الكردية سيطرت على مدينة رأس العين في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا على الحدود مع كل من العراق وتركيا. ويشكل الأكراد 70 في المئة من سكان المحافظة بينما يمثل العرب 30 بالمئة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأكراد يسيطرون على ما لا يقل عن 19 بالمئة من البلدات في المنطقة.

واشتبك المتشددون الإسلاميون مع الجماعات الأكثر اعتدالا في المناطق التي يسيطر مقاتلو المعارضة على معظمها في شمال سوريا وخاضوا معارك مع الأكراد على مدى شهور في المناطق الحدودية في شمال شرق سوريا، وقال خليل إن التقدم الكردي الأحدث جاء بعد قتال عنيف استمر ثلاثة أيام.

وقال لرويترز في اتصال هاتفي "لم يكن هذا تراجعا.. هزموا" في إشارة إلى الإسلاميين. وتابع قائلا "، فعلنا هذا لأنهم كانوا يشكلون تهديدا للمناطق الكردية. كانت هناك هجمات يومية من جانبهم وقال مصدر مرتبط بجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة إن الإسلاميين انسحبوا دون قتال مشيرين إلى مشكلات في إقناع وحدات المقاتلين بالبقاء في جبهة القتال.

ويعود الإسلاميون إلى بلدة تل الأبيض وهي بلدة شمالية أخرى على الحدود مع تركيا وأشارت مصادر أخرى من المعارضة المسلحة إلى وقوع اشتباكات مع الأكراد في تلك المنطقة أيضا، وقال خليل إن المقاتلين الأكراد سيواصلون تقدمهم نحو تل الأبيض، وأضاف "ماداموا هناك فإنهم ما زالوا يهددون مناطقنا. سنستعيد كل المناطق بين تل الأبيض ورأس العين"، ويقول مسؤولون أتراك عقدوا اجتماعات مع جماعات كردية سورية مبدين استعدادهم للعمل معهم إذا ظلوا معارضين للرئيس السوري بشار الأسد ووعدوا بعدم السعي للاستقلال من خلال العنف أو قبل حل الصراع الأكبر في سوريا وألا يشكلوا تهديدا لأمن تركيا.

الى ذلك اصدرت محكمة امن الدولة الاردنية حكما بالسجن بحق اثنين من الجهاديين الاردنيين بتهمة محاولة التسلل الى سوريا للانضمام الى جبهة النصرة التي تقاتل النظام السوري، على ما افاد مصدر قضائي اردني لوكالة فرانس برس.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان "محكمة أمن الدولة اصدرت في جلستها حكما بالسجن لمدة عامين ونصف بحق اثنين من عناصر التيار السلفي الجهادي بعد ادانتهما بمحاولة التسلل الى داخل الاراضي للالتحاق بمقاتلي جبهة النصرة ضد الجيش النظامي"، واضاف ان "المحكمة وجهت للمتهمين تهمة القيام باعمال لم تجزها الحكومة من شانها تعكير صفو العلاقات والقيام باعمال عدائية او انتقامية ضد المواطنين وممتلكاتهم"، واوضح ان "المحكمة خفضت الحكم من خمسة اعوام الى عامين ونصف بعدما اخذت بالاسباب المخففة التقديرية لعدم اجتيازهما الحدود الاردنية السورية بطريقة غير مشروعة".

وبحسب المصدر فان المتهمان اللذان يبلغان من العمر 28 عاما و39 عاما موقوفان على ذمة القضية منذ الخامس من كانون الثاني/يناير الماضي، وبحسب لائحة الاتهام فان المتهمين اتفقا مع احد المهربين على ادخالهما الاراضي السورية باتجاه محافظة درعا، وعند وصولهما الى منطقة وادي الصريح المحاذية للحدود السورية اشتبه سكان المنطقة بهما وابلغوا الاجهزة الامنية التي القت القبض عليهما واحالتهما على القضاء.

واصدرت المحكمة حكمين بالسجن بحق جهادي وطبيب اردنيين تسللا الى سوريا لدعم مقاتلي المعارضة، كما اصدرت المحكمة ذاتها في 23 ايلول/سبتمبر الماضي حكما بالسجن خمسة اعوام بحق خمسة جهاديين اردنيين حاولوا التسلل الى سوريا العام الماضي للانضمام الى جبهة النصرة التي تقاتل النظام السوري.

وبلغ عدد من صدرت بحقهم احكام بالسجن في ايلول/سبتمبر الماضي على خلفية التسلل الى سوريا والالتحاق بمقاتلي المعارضة 12 سجينا، وبحسب قياديي التيار السلفي في الاردن فان المئات من انصار التيار يقاتلون ضمن صفوف جبهة النصرة في سوريا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/تشرين الثاني/2013 - 17/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م