الاسنان... ضمان لقوة الذاكرة!

 

شبكة النبأ: الاهتمام بصحة الفم والاسنان امر ضروري له الكثير من الفوائد الصحية كما يقول بعض اصحاب الاختصاص، الذين اكدوا على أن سوء صحة الفم والأسنان قد يزيد من المشاكل الصحية التي يعرض لها الانسان وهو ما قد يؤثر بشكل سلبي على أعضاء أخرى من الجسم، وفي هذا الشأن فقد اكتشف علماء من السويد أن ذاكرتنا في أسناننا، مؤكدين أن فقدان الإنسان أسنانه يؤدي إلى خلل في ذاكرته، ومن دون أن يكون لذلك أي علاقة بالعمر. وتوصلت الدراسة إلى أن فقدان الأسنان يؤدي إلى خلل في ذاكرة الإنسان، دون أن يكون لذلك علاقة بالعمر، وأن الذاكرة الجيدة ترتبط بالأسنان الطبيعية الجيدة وليس الاصطناعية. وظهر في البحث، أنه عند فقدان السن فإن جزءا من شبكة الأعصاب تختفي، مما يؤثر سلبا على جزء من الدماغ المختص في الذاكرة.

وتابع الفريق الطبي المئات من المواطنين في كل من السويد والنرويج لمدة عشرين عاما، سجلت خلالها التطورات لكل شخص على صعيد العمر والذاكرة والهرم. ويعتقد الخبراء أنه مع فقدان الأسنان تضعف الإشارات الحسية، التي تبعث المعلومات إلى الدماغ، وهذا يؤثر سلبا في ذاكرة الإنسان. كما يعتقد العلماء أيضا أن الأمراض التي تصيب الإسنان لها علاقة أيضا بالذاكرة، حيث إن هذه الأمراض يمكن أن تسبب موت العصب وفقدان الذاكرة. لذا ينصح الأطباء بأنه إذا ما أراد المرء الحفاظ على ذاكرة جيدة في الكبر، أن يحافظ على أسنانه أثناء شبابه.

في السياق ذاته قال باحثون بريطانيون إن سوء نظافة الأسنان قد يساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن باحثين من جامعة وسط لانكاشاير أجروا فحوصاً لعينات من نسيج دماغي لمرضى متوفين كانوا مصابين بالخرف ولاحظوا أنها تحتوي على معدلات عالية من بكتيريا Porphyromonas gingivalis. وعلى رغم أن هذه البكتيريا تعيش في الفم، إلا أنها قد تدخل مجرى الدم من خلال أكل الطعام ومضغه وعدم تنظيف الأسنان وجراحة الأسنان. وقد يحفز وصولها إلى الدماغ على إنتاج مواد كيميائية تقتل الخلايا الدماغية، ما يسبب التغييرات التي تظهر في الدماغ عند الإصابة بالزهايمر وتؤدي إلى إصابة المريض بعوارض مثل فقدان الذاكرة والارتباك. بحسب يونايتد برس.

وقال الباحث سيم سينغارو الذي شارك في الدراسة نعمل على نظرية تفيد بأنه حين يتعرض الدماغ للبكتيريا في شكل متكرر أو إلى بقايا من اللثة، قد تؤدي ردة الفعل المناعية إلى موت الخلايا العصبية وربما فقدان الذاكرة، مشدداً على أهمية قصد الأطباء المتخصصين بصحة الأسنان في شكل روتيني. وفي الدراسة، قارن الباحثون بين 10 مرضى متوفين كانوا مصابين بالخرف مع عينات من 10 مرضى لم يصابوا به، وظهرت كمية ملحوظة من البكتيريا لدى المرضى الذين كانوا مصابين بالخرف مقارنة بالعينة الأخرى.

من جانب اخر أكدت الجمعية الألمانية لحماية الأسنان برودينت أن اللعاب يعد بمثابة إكسير الحياة للأسنان، إذ لا تقتصر أهميته على ترطيب الأطعمة داخل الفم وتسهيل عملية بلعها، بل يمثل الحاجز الأول بالفم للوقاية من مسببات الأمراض، وتستفيد منه الأسنان من خلال احتوائه على جميع الأملاح المعدنية التي تحمي مينا الأسنان من مهاجمة الأحماض. وأوضحت الجمعية التي تتخذ من مدينة كولونيا مقرا لها" أن البكتيريا الموجودة بالفم تقوم بتحليل السكر الذي يوجد في الأطعمة وتحوّله إلى أحماض تسبب تسوس الأسنان، إذ تهاجم الطبقة السطحية من مينا الأسنان وتسلبها المعادن الموجودة بداخلها".

وهنا يأتي دور اللعاب في توفير حماية طبيعية للأسنان، فهو يعمل على تخفيف الأحماض ويفككها، كما يتولى عملية تسمى "إعادة تمعدن الأسنان" وفيها يعيد دمج المعادن الصلبة التي فككتها الأحماض معيدا إياها لمينا الأسنان من جديد، مما يعني الوقاية من التسوس. وأشارت الجمعية إلى "أن الغدد اللعابية بالفم تفرز يوميا نحو لتر من اللعاب، وأثناء حركة وتدفق هذه الكمية من اللعاب في الفم تتم مكافحة الجراثيم وتخزين المعادن المهمة واللازمة لبناء مينا الأسنان كالكالسيوم والفلورايد والفوسفات والمغنيسيوم". ولتحفيز سريان اللعاب بالفم، أوصت الجمعية بتناول كميات وفيرة من السوائل على مدار اليوم ومضغ العلكة الخالية من السكر.

الاصفرار و التسوس

في السياق ذاته يسعى كثيرون إلى استعادة الابتسامة الجميلة بأسنان ناصعة البياض، وذلك بعد اكتساب الأسنان اللون الأصفر، إلى هذا الحد أو ذاك، بسبب التقدم بالسن الذي تصاحبه عادات سيئة مساعدة في ذلك، بالإضافة إلى أن تناول أصناف محددة من الأطعمة تترك أثرها السلبي على صحة الأسنان ولونها. و في هذا الشأن ينصح الاستشاري المصري في تجميل الأسنان يوسف عبد الغفار بالامتناع قدر الإمكان عن تناول بعض الفواكه والخضروات، للحفاظ على أسنان بيضاء.

ومن هذه الفواكه البرقوق والعنب والرمان والتوت البري. بالإضافة إلى ما تقدم يلفت المختص الانتباه إلى ضرورة الحد من تناول مختلف أنواع الصلصات، مثل صلصلة الطماطم والمايونيز وغيرها. أما في ما يتعلق بالمشروبات فيذكر يوسف عبد الغفار تأثير القهوة أولا وثم الشاي في اكتساب الأسنان اللون الأصفر، منوها بأن الأمر يتعلق بالشاي الأسود فقط إذ أن الشاي الأخضر لا يترك هذا الأثر، كما حذر من تناول المشروبات الغازية بكافة أنواعها وألوانها.

وشدد الاستشاري على أنه يجب أن تكون العناية بالأسنان منذ الصغر، مشيرا إلى أن ولع الأطفال بتناول مختلف أنواع الحلويات والشوكولاتة والمصاصات، لا سيما تلك التي تحتوي على ملونات اصطناعية، وبطاطا التشيبس، وهي تشكل عاملا لإصابة الاسنان بالتسوس ومن ثم فقدانها، أو تغير لونها في أحسن الأحوال.

الى جانب ذلك كشفت دراسة بريطانية حديثة أصدرتها جمعية أطباء الأسنان في إنجلترا ، أن أكثر من ربع الأطفال في بريطانيا في عمر الخمس سنوات يعانون من أمراض تسوس الأسنان، ووجدت الدراسة أن 27.9% من أطفال إنجلترا بهذه الفئة العمرية عانوا من تسوس الأسنان، محذرة من أن هناك هوة من عدم المساواة تقسم صحة أسنان هؤلاء الأطفال. وقالت إن السنوات الأخيرة شهدت تحسنا طفيفا في صحة أسنان الأطفال بإنجلترا، لكن لا تزال هناك اختلافات هامة بين الأطفال بمناطق مختلفة من البلاد ومن خلفيات مختلفة.

وأوضحت الدراسة أن 21% من الأطفال في عمر خمس سنوات الذين يعيشون بمناطق جنوب شرق إنجلترا عانوا من تسوس الأسنان، بالمقارنة مع 35% من نظرائهم الأطفال بالمناطق الشمالية الغربية من البلاد. وأشارت إلى أن مدينة برايتون الساحلية امتلكت أقل نسبة من الأطفال الذين يعانون من تسوس الأسنان، وبلغت 12.5%، في حين استأثرت مدينة ليستر بأكبر نسبة وبلغت 53.2%. وأضافت الدراسة أن 27% من جميع أطفال إنجلترا في عمر خمس سنوات عانوا من تسوس الأسنان العام الماضي، بالمقارنة مع 30% عام 2008.

الأجبان والشاي

على صعيد متصل فتسوس الأسنان مرض يصيب الأسنان بعد بزوغها في الفم حيث تتغذى البكتيريا على السكريات المتبقية على الأسنان وتنتج أحماض تعمل على إذابة الجزء الملاصق لها من الميناء وذلك بنزع العناصر الهامة المكونة للسن مثل الكالسيوم ثم يتم تحلل المواد العضوية فتتحول الأنسجة الصلبة في السن إلى نسيج رخو وتتكون بالميناء فجوة صغيرة وإذا لم تعالج هذه الفجوة ازداد تجمع البكتيريا والفضلات بها وتزداد كمية الحامض حتى يصل النخر إلى العاج وقد يستمر تقدم النخر حتى يصل إلى لب السن.

واستهلاك منتجات الألبان أمر مهم للحفاظ على صحة عامة جيدة، وأنه مهم بشكل خاص لصحة العظام. ولكن كان هناك القليل من الأبحاث حول تأثير منتجات الألبان على صحة الفم والأسنان على وجه الخصوص. ومع ذلك، وفقا لدراسة جديدة، أن الاجبان المستهلكة وغيرها من منتجات الألبان قد تساعد على حماية الأسنان ضد التسوس.

وقام الباحثون بدراسة عينات لـ68 شخص تتراوح أعمارهم من 12 إلى 15، ونظروا في درجة حموضة لوحة الأسنان في أفواههم قبل وبعد تناول الجبن، والحليب، أو اللبن الخالي من السكر. اذا كان مستوى الرقم الهيدروجيني أقل من 5.5 يضع الشخص في خطر لتآكل الأسنان. المجموعة الأولى تناولت جبن الشيدر، المجموعة الثانية شربت الحليب، والمجموعة الثالثة تناولت اللبن الخالي من السكر. كل مجموعة تستهلك منتجاتها لمدة ثلاث دقائق. وقام الباحثون بقياس مستوى الحموضة في الفم لكل شخص بعد 10، 20، 30 دقيقة من الاستهلاك.

والمجموعات الذين تناولوا الحليب واللبن الخالي من السكر لم يعانوا من تغيرات في مستويات الحموضة في أفواههم. الاشخاص الذين يأكلون الجبن، كان هناك زيادة سريعة في مستويات الحموضة في كل فترة زمنية، مما يوحي بأن الجبن لديه خصائص مضادة للتجويف. وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع مستويات الحموضة من أكل الجبن قد حدثت نتيجة لزيادة إنتاج اللعاب والتي يمكن أن تسببها عملية مضغ. فمنتجات الالبان ليست فقط بديل صحي للوجبات المليئة بالكربوهيدرات أو السكر، كما أنها يمكن أن تعتبر كإجراء وقائي ضد تسوس الأسنان.

من جانبها أكدت الجمعية الألمانية لحماية الأسنان على أن تناول الشاي الأسود أو الأخضر يفيد الأسنان بشكل كبير، اذ يعمل تناول الشاي الأسود مثلا بانتظام على التقليل من الترسيبات الجيرية على الأسنان، المعروفة باسم طبقات البلاك، ويقيها من التسوس. وتستند الجمعية في ذلك إلى ما اكتشفه علماء كلية طب الأسنان في جامعة إلينوي الأميركية. وعزت الجمعية، التي تتخذ من مدينة كولونيا مقرا لها، ذلك التأثير الوقائي للشاي الأسود إلى احتوائه على مادة البوليفينول ومركبات الفلافونويد، اذ تعمل هذه المواد على الحيلولة دون تحول النشا إلى سكر الغلوكوز، الذي يتحول إلى أحماض مضرة بالأسنان بفعل البكتيريا الموجودة بالفم، ويؤدي إلى تكوّن طبقات البلاك فيما بعد.

فضلا عن ذلك، يعمل الشاي الأسود على تعطيل إفراز الإنزيم الناقل للغلوكوزيل، الذي يسهم في تحول السكر إلى مواد لزجة تتسبب في التصاق طبقات البلاك بالأسنان. وأضافت الجمعية الألمانية لحماية الأسنان أن فوائد الشاي الأسود لا تقتصر على ذلك فحسب، فهو يحتوي أيضا على مادة الكاتيكين، التي تهاجم عملية التمثيل الغذائي لبكتيريا (ستربتوكوكس موتانس) المسببة لتسوس الأسنان وتؤدي إلى موتها.

وتستكمل الجمعية الألمانية لحماية الأسنان فوائد الشاي الأسود بأنه يحتوي على كمية كبيرة من مادة الفلورايد، التي تعمل على تقوية مينا الأسنان وتحميها من التسوس، حيث يمكن من خلال تناول لتر من الشاي الأسود إمداد الجسم بنحو 2 ميليغرام من الفلورايد، تلك الكمية التي تمثل 50 في المئة تقريبا من احتياج الشخص البالغ لهذه المادة.

وأثبت باحثون يابانيون قبل ذلك أن الشاي الأخضر أيضا يتميز بالكثير من الفوائد الصحية للأسنان، لأن أوراق الشاي الأخضر لا تتعرض لقدر كبير من الأكسدة عند صناعتها، على عكس ما يحدث مع أوراق الشاي الأسود، لذا يزيد معدل احتوائها على مادة البوليفينول. وأضافت الجمعية الألمانية أن فوائد مادة البوليفينول لا تقتصر فقط على حماية الأسنان من التسوس، إنما تعمل أيضا على ربط الجذور الحرة في الجسم، ما يُعيق إفراز الشوارد الأكسجينية الحرة الضارة بالجسم، لافتة إلى أن الشاي الأخضر يتمتع أيضا بتأثير مضاد للبكتيريا ويضعف من نشاط البكتيريا الموجودة في الفم والمسببة لانبعاث الرائحة الكريهة منه.

مستشعر فموي و أسنان بشرية

في السياق ذاته تشهد ما يطلق عليها البعض "التكنولوجيا القابلة للارتداء" انتشارا لا يمكن وقفه، ما يطمس الخطوط الفاصلة بين الخيال العلمي والواقع، وآخر الأمثلة على ذلك مستشعر سني يمكنه أن يخبر صاحبه عندما يأكل كثيرا. وطور هذا المستشعر فريق من العلماء التايوانيين، الذين يقولون إن المستشعر الجديد يتعرف على الأنشطة الفموية مثل المضغ والشرب والكلام والسعال. وأهم جزء في جهاز الاستشعار هذا هو أداة لقياس التسارع، وهي نفس الأداة الموجودة في الهاتف الذكي والتي تخبرك ما إذا كان واقفا أو موضوعا على جانبه. وتستطيع هذه الأداة في المستشعر السني التفريق بين أنماط الحركة التي يمارسها الفم.

ويقول الباحثون إن المستشعر الجديد يشكل تقدما كبيرا مقارنة مع سابقيه، والتي كانت تسجل فقط الأنشطة الفموية. وهم يرجعون سبب تفوق مستشعرهم الجديد إلى مكان وضعه في الفم. إذ يعطيه هذا ميزة القرب للمكان الحقيقي الذي تجري فيه الأنشطة ما يمكنه من تحديد ما يجري في الفم بدقة تصل نسبتها إلى 94 في المئة. وبعد أن يحدد المستشعر طبيعة الأطعمة التي تأكلها طوال اليوم، كالأغذية الدهنية الطرية أو الألياف الصلبة، يتم تحويلها إلى معلومات تستخدم لإعطائك نصائح عن نمط الحياة الصحي.

وما زال المستشعر في طور النموذج الأولي، ولكن الباحثين يأملون في المستقبل تجهيزه بأداة "بلوتوثط حتى ينقل بيانات الاستشعار إلى الهاتف الذكي القريب، كما يرجون أن يتمكنوا من تقليص حجم الجهاز بحيث يمكن وضعه في تجويف السن. ويقول العلماء إنه نظرا لكون الفم بوابة صحة الإنسان، فإن جهاز الاستشعار هذا يمتلك القدرة على دعم تطبيقات مراقبة الصحة عن طريق الفم، مثل متابعة الحمية الغذائية.

من جانب اخر استطاع علماء صينيون تكوين هيكل شبيه بسن صغير، لكن من أغرب مصدر، وهو البول البشري. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن الباحثين في معاهد غوانغجو للطب الحيوي والصحة استخدموا البول كنقطة بداية لتكوين هيكل شبيه بسن البشر. وتوصل العلماء إلى نتيجة بأنه بالإمكان استخدام البول كمصدر للخلايا الجذعية التي بدورها يمكن أن تنمو إلى هياكل شبيهة بالأسنان الصغيرة.

ويأمل الباحثون بأن تصبح تقنيّتهم طريقة لاستبدال الأسنان المتساقطة، وعملوا على زرع الخلايا من البول في المختبر لتصبح خلايا جذعية. وبعدها عمل العلماء على زرع مزيج من هذه الخلايا ومواد أخرى أخذت من فأرة، داخل فئران أخرى، وبعد 3 أسابيع بدأت مجموعة الخلايا تصبح شبيهة بسن لكنه غير قاس كالسن الطبيعي. وقال العالم في الخلايا الجذعية في جامعة لندن كريس ماسون إن البول قد يكون أسوأ مصدر، محذراً من خطر التلوث.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/تشرين الثاني/2013 - 12/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م