بما تفكر؟

اعداد: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: يستنطقك الفيس بوك بعد دخولك اليه، قد لاتفكر بشيء للوهلة الأولى، وقد يثير تفكيرك ما... ستقرأه تباعا نزولا حتى اخر الصفحة، صور،لقطات فيديو، تعليقات، الى اخر مافكر فيه الاخرون وتركوا اثرا تفكر فيه الان..

بما تفكر؟

سؤال استفهامي، معلق على ملايين الصفحات تطالعه الاعين كل لحظة وبكل اللغات التي تعرفها او لاتعرفها..وهو سؤال يبحث عن اجابة تشكل بمجموعها ملايين الاجابات..

بما تفكر؟

سؤال واحد، لكن اجاباته متنوعة ومتعددة، ربما تتشابه كثرة وافرة منها، وربما تختلف عن بعضها، ووجوه التشابه والاختلاف يخضع لتشابه واختلاف الثقافات والشخصيات وطرق التفكير والتعبير عنه..

والسؤال عند اهل الاختصاص: (قد يتراوح معنى السؤال من الطلب و الاستعطاء، إلى موضوع الاختبار أو الامتحان و الفحص، و عند أهل التربية ما تجب الإجابة عنه، أما عند الفلاسفة فالسؤال مشكلة و إشكالية).

ولغة السؤال، حسب اهل الاختصاص:  هو الطلب أما في الاصطلاح فقد تعني الموضوع، كأن نقول سؤال البكالوريا أي موضوعها، أما لدى علماء التربية هو ما يستوجب أو يفترض و يتعين جوابا عنه. أما عند الفقهاء فيعني النازلة و ما يطرأ من الأمور الصعبة و المستعصية. و لدى الفلاسفة هو المشكلة أو الإشكالية.

والسؤال انواع منها:

أ ـ الأسئلة المبتذلة:  هي تلك التي لا تثير في نفس الشخص القلق و الدهشة، و الإجابة عنها تكون بحكم العادة تكون سهلة و دون جهد فكري. كأن نسأل عن:(1+2=؟)، عن اسمنا،…إلخ.

ب ـ أسئلة المكتسبات: هي التي تكون الإجابة عنها حسب الاكتساب العلمي و الخبرة المستفادة من الواقع المشترك.

ج ـ الوضعيات العملية: يكون فيها المخرج على قدر النجاح العملي. (حين يقع شخص في مأزق، فالمطلب هو كيفية الخروج الناجحة…)

د ـ الأسئلة الانفعالية: تولد معاناة نفسية و فكرية لدى الفرد بسبب تعقدها و تعلقها بأكثر من وضعية أو موضوع. ( في موضوع زرع الأعضاء يجد المسؤول نفسه أمام قضايا متشعبة لارتباط الموضوع بالطب، الدين، علم النفس….إلخ) لذلك تختلف مقاييس الإجابة من حالة إلى أخرى، كما قد تجتمع الأحكام المتضادة كالشر و الخير…

إذا كان التفكير لا يقوم دون وجود صور ذهنية أو مضمون عبارات تطرح أو ترد علينا من الخارج أو نحصلها في ذاتنا، و المقارنة بينها هي أساس التفكير لدى الإنسان.  و الدافع و الحافز إلى المقارنة لا يمكن أن يكون إلا بقدر الدهشة و القلق الذي تثيره و الذي بدوره يولد التساؤل . فالتساؤل هو مفتاح الاكتساب و التعلم، و النشاط الذهني.

والعلاقة بين السؤال و الجواب ليست طردا و لا عكسا فمن الأسئلة ما تبقى دون إجابة، لكن يسمى سؤالا إلا ما يثير القلق منها. فإذا كان روسو يرى أنه لا تفكير دون  أكثر من خبرة أولية، فالفيلسوف (جون ديويه) يؤكد أنه لا تفكير إلا حيث هناك مشكلة.

بما تفكر؟

يحتوي هذا السؤال على دالتين هما الفكر والتفكير.. كل شئ في الوجود بدأ بفكرة, ثم تبلورت الفكرة الى امكانية, ثم الى هدف, ثم ال الفعل ,حتى اصبحت حقيقية.

عندما يختار الانسان فكرة معينه سواء كانت الفكرة سلبية ام ايجابية فهو يضعها في ذهنه, وهنا يتعرف عليها العقل ويقوم بتحليلها من كافة الزوايا, ثم يعطي لها منطقا ومعنى مبنيا  على معلومات متواجدة في مخازن الذاكرة, ثم يقوم بالمقارنة بينها وبين الافكار الاخرى المشابهة, واخيرا يبحث العقل في كافة الملفات العقلية في اية معلومات تدعم الفكرة التي وضعها الشخص في ذهنه.

وبذلك اصبحت الفكرة لها معنى ومنطق وجاهزة للاستعمال, وايضا كلمة (الفكر) حين تطلق يراد بها واحد من معنيين:

أولهما: الفكر بمعنى الفكرة والأفكار، فنقول: يمتاز فلان بأن لديه فكراً راقياً –مثلاً- ونعني بذلك أن لديه أفكاراً راقية.

ثانيهما: الفكر (مصدراً) يقصد به عملية التفكير.

وتعرف ويكيبيديا، الفكر بانه مصطلح يتم استخدامه في الدراسات المتعلقة بالعقل البشري، ويشير إلى قدرة العقل على تصحيح الاستنتاجات بشأن ما هو حقيقي أو واقعي، وبشأن كيفية حل المشكلات.

في الفلسفة، لا سيما في الفلسفة الكلاسيكية وفلسفة القرون الوسطى يعتبر الفكر موضوعا مهما مرتبطا بمسألة مدى قدرة البشر على معرفة الأشياء. وخلال العصور القديمة المتأخرة والعصور الوسطى تحديدا، كان الفكر يقترح في كثير من الأحيان كمفهوم يمكنه التوفيق بين المفاهيم الفلسفية والعلمية للطبيعة وبين المفاهيم الدينية التوحيدية، وذلك عن طريق جعل الفكر رابطا بين كل روح بشرية والفكر الإلهي (أو المفكرين) الخاص بالكون نفسه.

اما التفكير فهو مجمل الأشكال والعمليات الذهنية التي يؤديها عقل الإنسان، والتي تمكنه من نمذجة العالم الذي يعيش فيه، وبالتالي تمكنه من التعامل معه بفعالية أكبر لتحقيق أهدافه وخططه ورغباته وغاياته. التفكير هو إعمال العقل في مشكلة للتوصل إلى حلها.

هناك العديد من المصطلحات المرتبطة بمفهوم التفكير: أهمها الإدراك، الوعي، شدة الإحساس، الفكر، الخيال.

عملية التفكير تتضمن أيضا التعامل مع المعلومات، كما في حالة صياغتنا للمصطلحات، والإسهام في عملية حل المشكلات، والاستنتاج واتخاذ القرارات. يعتبر التفكير أعلى الوظائف الإدراكية التي يندرج تحليلها وتحليل العمليات التي تسهم في التفكير ضمن إطار علم النفس الإدراكي.

والتفكير يحدث لاغراض متعددة منها:

الفهم والاستيعاب

اتخاذ القرار

التخطيط، أو حل المشكلات

الحكم على الأشياء

الإحساس بالبهجة والاستمتاع

التخيل

الانغماس في أحلام اليقظة.

والتفكير هو عملية واعية يقوم بها الفرد عن وعي وإدراك، ولا تتم بمعزل عن البيئة المحيطة، أي أن عملية التفكير تتأثر بالسياق الاجتماعي والسياق الثقافي الذي تتم فيه.

اما أنماط التفكيرفيمكن تقسيمها الى:

التفكير المستنير

هو أعلى درجات التفكير وأعظمها، فهو الفكر الأرقى، وهو الفكر المؤدي إلى النهضة الحقيقية، وهو الفكر الذي يجلي غوامض الأمور، ولم يكتف بمعرفة أصول الأشياء وفروعها، أو الوقائع ومسبباتها أو النصوص ومعانيها كما هي الحال في الفكر العميق إلا أنه يتعدى ذلك لمعرفة ما يحيط بهذه الأشياء وما حولها وما يتعلق بها.

التفكير البديهي

وأحيانا يطلق عليه التفكير الطبيعي، المبدئي، الأولي، الخام، حيث لا توجد مسارات صناعية للتدخل في أنماط التفكير الأولية.

التفكير العاطفي

وأحيانا يطلق عليه التفكير الوجداني أو الهوائي، ويقصد به فهم أو تفسير الأمور أو اتخاذ القرارات وفقا لما يفضله الفرد أو يرتاح إليه أو يرغبه أو يألفه.

التفكير المنطقي

يمثل التحسن الذي طرأ على طريقة التفكير الطبيعي من خلال المحاولة الجادة للسيطرة على تجاوزات التفكير الطبيعي أو الفطري. والصفة الأساسية للتفكير المنطقي أنه يعتمد علي التعليل لفهم واستيعاب الأشياء. والتعليل يعد خطوة علي طريق ” القياس“. ويلاحظ أن وجود علة أو سبب لفهم الأمور لا يعني عن أن السبب وجيه أو مقبول.

التفكير الرياضي

ويشمل استخدام المعادلات السابقة الإعداد والاعتماد على القواعد والرموز والنظريات والبراهين، حيث تمثل إطارا فكريا يحكم العلاقات بين الأشياء. وعلى العكس من طريق التفكير الطبيعي والمنطقي فإن نقطة البداية تكمن في المعادلة أو الرمز حتى قبل توفر بيانات أن هذه القنوات السابقة (المعادلات، الرموز) ستسهل من مرور المعلومات بها وفق نسق رياضي سابق التحديد.

التفكير الناقد

هو قدرة الفرد على إبداء الرأي المؤيد أو المعارض في المواقف المختلفة، مع إبداء الأسباب المقنعة لكل رأي. والتفكير الناقد تفكير تأملي يهدف إلي إصدار حكم أو إبداء رأي. ويكفي هنا أن يكون الفرد صاحب رأي في القضايا المطروحة، وأن يدلل على رأيه ببينة مقنعة حتى يكون من الذين يفكرون تفكيرا ناقدا. ويتم ذلك بإخضاع المعلومات والبيانات لاختبارات عقلية ومنطقية وذلك لإقامة الأدلة أو الشواهد والتعرف على القرائن. ويتم فيه معالجة هذه المعلومات والبيانات لاختبارات عقلية ومنطقية وذلك لإقامة الأدلة أو الشواهد والتعرف على القرائن.

التفكير العلمي

هو العملية العقلية التي يتم بموجبها حل المشكلات أو اتخاذ القرارات بطريقة علمية من خلال التفكير المنظم المنهجي.

التفكير الإبداعي

الإبداع هو النظر للمألوف بطريقة أو من زاوية غير مألوفة، ثم تطوير هذا النظر ليتحول إلى فكرة، ثم إلى تصميم ثم إلى إبداع قابل للتطبيق والاستعمال.

بما تفكر؟

سؤال الفيس بوك يحتاج الى جواب بمستوى العقل الذي ابتكر فكرته او ابتكر الافكار الاخرى وجعلتنا نعيش هذا العالم المترامي من المعارف والعلوم..

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 3/تشرين الثاني/2013 - 29/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م