مقترح استخدام البطاقة ذكية في تتبع السيارات المفخخة

د. علي عبد داود الزكي

 

ولعل من اصعب ما يواجه الامن في العراق اليوم هو السيارات المفخخة التي تتحرك في العاصمة والعديد من المدن العراقية ولا يوجد هناك منظومة امنية فعالة وكفوءة في السيطرة عليها ومسكها وكشفها والحد من تأثيراتها الكارثية. وكأن عملية الكشف عنها وتتبعها مستحيلة فقد فشلت انظمة السونار الحكومية جميعها في الحد منها او كشفها بفعالية.

 ان السيارات المفخخة اليوم لا يمكن كشفها بسهولة وتتحرك في اي مكان يريده الارهاب. نعجب فعلا لأجهزة السونار المستخدمة في نقاط التفتيش المختلفة في بغداد والمدن العراقية الاخرى ففي بعض الاحيان نمر في سيطرة يؤشر الجهاز فيها بينما حين نمر بنفس السيارة في سيطرة اخرى بعد دقائق معدودة لا يؤشر الجهاز فيها نهائيا على شيء!!. واحيانا كثيرة يؤشر الجهاز وعندما نذهب للتفتيش احيانا كثيرة يجري حوار مع المسؤول عن التفتيش وفي الغالب الحوار معه يولد لديه قناعة بان لا يقوم بالتفتيش وكانه واثق من المعلومات او ان الابتسامة بوجهه تجعله يخجل ولا يقوم بالتفتيش ويؤشر بيديه ويقول توكل الله معاك طبعا، هذا هو واقع الحال المستمر مع الكثير من السيارات التي يتم تفتيشها.

 كما ان وجود طفل او رجل مسن او نساء في السيارة سيسهل العمل بحيث لا يتم تفتيش السيارة وكان وجود هؤلاء يكفي لانها تكون خالية من اي سوء. كما ان التفتيش روتيني تقليدي لا يمكن ان يكشف شيء نهائيا. يعني لا يوجد جهاز كشف متطور وحساسات كفوءة لكي تفتش السيارة وانما يتم فتح الصندوق ويقوم الشرطي او الجندي بتقليب بعض ما في صندوق السيارة فقط.

 يعني هنا نسأل هل الارهاب غبي لهذه الدرجة بحيث يضع المتفجرات في الصندوق هكذا بشكل ممكن كشفه بسهولة من قبل من يقوم بالتفتيش؟!!. الارهاب ذكي وقادر على ان يقوم بتحشية الابواب وباطن السيارة والإطار الاحتياطي بالمتفجرات ويخفيها ولا يمكن ان يراها اي شرطي يقوم بالتفتيش. ولا نريد الخوض في هذا فالجاهز الامني والاستخباري المحلي اكيد لديهم معلومات كثيرة عن هكذا حالات.

 بسبب الفشل الامني الكبير في كشف السيارات المفخخة والذي جعل الجهاز الامني وكانه جهاز مشلول وعاجز عن حماية المواطن نقترح ان يتم تسجيل كل المعلومات عن كل سيارة (رقم السيارة، نوع السيارة، موديل السيارة، لون السيارة، اسم مالك السيارة، سكنه ، هوية الاحوال المدنية له) وتسجل هذه المعلومات رقميا على بطاقة ذكية (سم كارت) يقوم بتنصيبها في جهاز يثبت في السيارة من قبل الجهاز الامني الحكومي وان اي تلاعب او عبث بهذا الجهاز يقوم الجهاز نفسه بتسجيل وقت التلاعب فيه، ويقفل هذا الجهاز بحيث لا يمكن تغيير معلوماته ولا يمكن نصبه وتشغيله وتوحيد المعلومات فيه الا من قبل دائرة امنية متخصصة تمتلك اجهزة خاصة لذلك.

ان هذا الجهاز يمكن تصميمه بسهولة من قبل مهندسي الالكترونيك والاتصالات بسهولة وتصنيعه بأسعار رخيصة وفي حالة تم تصنيعه وتوفيره بأعداد تغطي كل السيارات في العراق يمكن نصبه في جميع السيارات واي سيارة لا تحتوي هكذا جهاز تحتجز. يصمم الجهاز بحيث يقوم هذا الجهاز بإرسال معلومات لمسافة 200م حول السيارة باستمرار فحينما تمر السيارة باي سيطرة تقوم منظومات الكترونية خاصة توضع في كل سيطرة بتسجيل المعلومات الكترونيا عن هذه السيارة وتخزن المعلومات عن السيارات التي تمر في هذه السيطرة وتوحد ويتم دراسة ذلك امنيا في تتبع السيارات والاشخاص المشكوك بامرهم.

وتكشف بنفس الوقت المعلومات ودقتها وممكن من خلال هذه المعلومات تتبع بعض السيارات بسهولة داخل المدن. وبهذا يمكن بسهولة تتبع السيارات ويمكن ايضا بسهولة التحقيق في اي حادث سيحصل وسيتم من خلال ذلك تتبع حركة السيارة التي انفجرت وكشف المواقع التي مرت بها ويسهل من عملية تتبع المالك والتحقيق معه او ملاحقته.

ان توفير هكذا منظومة ليس بالامر الصعب وممكن تسهيل عمل السيطرات بشكل اكثر فاعليه وتسهيل عملية مرور السيارات وتنقلها. وفي حالة حصول عبث بهذا الجهاز من قبل مالك السيارة فان معلومات التلاعب به تسجل داخليا ضمن البطاقة الذكية وعندما يمر باي سيطرة سيتم كشف ذلك بسهولة ليتم حجزه والتحقيق معه وتفتيش السيارة ولا يتم فك الحجز الا بعد التأكد من ان الامر ليس فيه اي خطر ارهابي.

قدمنا مقترحا نتمنى فيه خير امة العراق.. ونتمنى ان يكون هناك جدية في العمل من اجل عراق امن مستقر ينعم اهله بالامن والسلام والرفاه..

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 3/تشرين الثاني/2013 - 29/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م