اسرائيل... إشاعة ثقافة القوة بإستراتجيات مكلفة

 

شبكة النبأ: تسعى إسرائيل دائما الى إشاعة ثقافة القوة، بأقنعة سياسية متجددة ومتعددة الأوجه داخليا وخارجيا كعمود أساسي لبقائها في منطقة الشرق الأوسط التي تعد أكثر المناطق سخونة في المجال العسكري حول العالم.

لذا فهي تعتمد على سياسة القوة العسكرية على حساب ميزان القوى الأخرى، لاسيما في عملية التسلح، وذلك بانتهاج سياسة عسكرة المجتمع من خلال نظام التجنيد وابرام الصفقات العسكرية من الداعم الأكبر لها أمريكا خاصةً والغرب عامةً، كما استخدمت إستراتجية الغموض لامتلاك ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية، إلا أن إسرائيل تلتزم الصمت حيال هذا الموضوع ولم يصدر عنها أي تأكيد أو نفي في هذا الصدد، وتتبع هذه الاستراتيجيات لكي تضمن ديمومة بقائها في المنطقة التي يحيط بها أعداؤها من كل جانب.

حيث ان تصاعد التحشيد العسكري واستمرار الجدل السياسي الحساس في المنطقة الشرق الاوسط، يصنع مؤشرات وبؤر الصراع في الكر والفر والعديد من علامات الاستفهام حول هذه الحرب الغامضة والمجهولة النتائج، وهذا يشعل لهيب الصراع الحربي في المجالات خلال الفترة المقلبة، ولهذا تستعد إسرائيل لاي حرب قد تكون مفاجئة.

فبينما تبدو البيئة المحيطة باسرائيل اقل عدائية اليوم بعد توقيع معاهدتي سلام مع مصر والاردن واتفاقات اوسلو مع الفلسطينيين، إلا أنها تبقى تحت هاجس الخطر في حال حدوث أي تغيير سياسي أو انقلاب عسكري لتلك الدول، قد يمهد لحرب مفاجئة ضدها، خصوصا في الاونة الأخيرة، وذلك نظرا لتصاعد العداء المباشر وغير المباشر بينها وبين ايران وحزب الله وسوريا، فقد ألمحت إسرائيل القيام بضربة عسكرية قريبة الأجل ضد خصومها، مما قد يذكي حربا جديدة في الشرق الاوسط، وهذا يعني أن نشوب حرب مفاجئة ربما يكون وشكيا على المدى القريب، نظرا للتحشيد العسكري المتزايد بشكل مضطرد حاليا ودوامة الأعمال الاستفزازية المتواصلة في المناطق الحدودية، ناهيك عن تصاعد حرب التصريحات ورسائل التحذير التي جسدتها المناورات العسكرية والتدريبات المكثفة في مناطق حساسة وحيوية مثل من منطقة جولان ومثلث الحدود الأردنية- السورية – اللبنانية، جل هذه الأمور تفصح عن حرب مفترضة بين إسرائيل ولبنان، لكنها في الوقت نفسه تبرز هدف مشترك وهو ترسيخ وإبراز خطر هذه المعركة التي قد يكون لها عواقب مدمرة على منطقة الشرق الأوسط وربما أوسع من ذلك.

في حين ما زالت آثار مخلفات الحروب السابقة واضحة حتى اللحظة الراهنة، لتشكل شبحا مصيريا يخيم على اسرائيل في المستقبل القريب.

فبعد مرور اربعين عاما على حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973، ما زال الاسرائيليون يتساءلون ان كان بالامكان مباغتة الدولة العبرية مرة اخرى بهجوم عسكري بينما تتزايد التوترات في المنطقة.

وكانت المفاجأة عندما قامت مصر وسوريا في السادس من تشرين الاول/اكتوبر 1973 في الساعة الثانية ظهرا في يوم الغفران اليهودي ببدء هجوم ضد الجيش الاسرائيلي المنتشر على طول قناة السويس وعلى خط وقف اطلاق النار في هضبة الجولان.

وقبل خمس ساعات فقط من انطلاق العمليات، اعلن المسؤولون الاسرائيليون التعبئة العامة بعد ان اقتنعوا اخيرا بان الحرب باتت وشيكة، وهذا التأخير كلف اسرائيل كثيرا حيث ادى الى مقتل نحو 2500 جندي وقام بكسر اسطورة الجيش الذي لا يقهر الذي اكتسبت بعد حرب الايام الستة في حزيران/يونيو 1967.

والتهديد الذي يقلق المسؤولين الاسرائيليين والراي العام واولهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو هو الطموحات النووية لايران التي يمكن لصواريخها الوصول الى اسرائيل، وحلفائها حزب الله اللبناني وسوريا.

ومن المفارقات، ان اسرائيل حاولت قبل اربعين عاما استخدام ترسانتها النووية التي لم تعترف ابدا بوجودها، بحسب المذكرات الخاصة للجنرال حاييم بارليف الذي كان وزيرا وكلف لاحقا الجبهة الجنوبية.

وكان وزير الدفاع في حينه موشيه ديان اقترح على رئيسة الوزراء غولدا مائير استخدام "الاسلحة غير التقليدية" في حال انهيار الجبهات، ورفضت غولدا مائير هذا الاقتراح ولكن في فيلم وثائقي اسرائيلي سيتم بثه قريبا، يؤكد وزير الخارجية الاميركي في حينه هنري كيسينجر ان اسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة باي مشروع مماثل.

ويعزى الفشل الذريع في عام 1973 الى الاستخبارات العسكرية التي اعتقدت ان احتمال وقوع هجوم مصري-سوري كان "ضعيفا للغاية"، ويقول الكاتبان ماريوس شاتنر وفردريك شيلوه في كتابهما الذي صدر حديثا بعنوان "حرب الغفران لن تحدث" ان اسرائيل حصلت على معلوماتها بشكل مباشر من الجاسوس اشرف مروان زوج ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي كان جزءا من الاوساط المحيطة بالرئيس المصري انور السادات.

ويرى الكتاب مستندا على وثائق رفعت عنها السرية مؤخرا ان مروان قام بلعب دور مزدوج حيث حذر اسرائيل في وقت متأخر للغاية بعد عدة تنبيهات خاطئة.

ويبقى السؤال هو معرفة ان فشلت الجهود السياسية ايضا حيث رفضت غولدا مئير وقتها عروض السلام التي اقترحها السادات قبل الحرب ووصفتها "بالدعاية".

ويظهر نتانياهو اليوم نفس درجة التشكيك حول مقترحات الحوار حول البرنامج النووي الايراني التي اطلقها الرئيس الجديد حسن روحاني الذي وصفه "بالذئب في ثياب حمل".

وانتقدت صحيفة نيويورك تايمز خطاب نتانياهو وحثته على عدم "تخريب الدبلوماسية قبل وضع ايران امام الاختبار".

وكتب الوزير ايضا ان "ميادين المعارك الحالية والمقبلة مختلفة تماما عما شهدناه في الماضي"، ملتزما ابقاء استثمارات "مناسبة" في مجال "الذخائر واجهزة الاستخبارات والدفاع النشط والدفاع الالكتروني".

فيما تحاول اسرائيل ان تعيد ترشيد استثماراتها العسكرية حيث اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون ان اسرائيل ستعيد ترشيد نفقاتها العسكرية لضمان "تقدمها التكنولوجي" على جيوش المنطقة، وكتب يعالون على صفحته على فيسبوك "لدينا خطة ثورية لسنوات عدة سترون في ختامها، في غضون بضعة اعوام، جيشا اسرائيليا جديدا".

وللتعامل مع "التغييرات في المنطقة والقدرات التي طورها الجيش"، اعلن موشي يعالون "اصلاحا كبيرا" يتضمن "استثمارا في الترسانة والانظمة سيساعد الجيش في الاحتفاظ بتقدمه الكبير على المستوى التكنولوجي مقارنة بالدول والمنظمات التي تحيط بنا".

وتطرقت الصحافة الاسرائيلية الى خفض عدد الدبابات والسفن والطائرات العسكرية وكذلك تسريح الاف العسكريين في السلك في العام المقبل، ولفت موشي يعالون الى "الضغوط المالية في موازنة 2013-2014" التي دفعت بالجيش الاسرائيلي الى تقليص التدريب والخدمات للاحتياطيين، وفي ايار/مايو، صوتت الحكومة الاسرائيلية على اقتطاع ثلاثة مليارات شيكل (648 مليون يورو) من موازنة الدفاع التي تبقى، مع 56 مليار شيكل (12 مليار يورو) اكبر بند انفاقي عام في اسرائيل.

بينما شكك بعض خبراء أمنيين في مدى صمود اسرائيل في مواجهة الضغوط المالية وصعوبة إعادة التوازن العسكري حتى على المدى البعيد.

وفي الاطار ذاته نفذت اسرائيل ما وصفته بانه تجربة مقررة على نظام لاطلاق الصواريخ في قاعدة عسكرية على ساحل المتوسط، ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن محللين ان التجربة نفذت على نسخة من صاروخ اريحا البالستي بمدى 5000 كلم على الاقل وهو قادر بسهولة على ضرب ايران.

وفي كانون الاول/يناير 2008 اجرت اسرائيل تجربة ناجحة لاطلاق صاروخ بالستي طويل المدى بعد ايام على تحذيرها ان "جميع الخيارات" مفتوحة لمنع ايران من الحصول على سلاح ذري، ويعتقد ان صاروخ اريحا ارض-ارض الاسرائيلي قادر على حمل رأس نووي او كيميائي او جرثومي، واجرت اسرائيل آخر تجربة على نظام الاطلاق لديها في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، وتعتبر اسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط ولو انها لا تعترف رسميا بذلك، وتقدر ترسانتها بـ200 رأس نووي.

كما اطلقت اسرائيل تدريبات تهدف الى تحضير سكانها لمواجهة سيل يومي من مئات الصواريخ في وقت يتصاعد فيه التوتر في المنطقة مع المخاوف من توسع رقعة النزاع السوري، وتجري تجربة اجراءات اجلاء وانقاذ ضحايا من بين انقاض المباني في حال وقوع هجمات لا سيما باسلحة كيميائية، وخلال هذه التدريبات سيدعى الاولاد في المدارس او اشخاص في اماكن عملهم او منازلهم الى النزول الى الملاجىء الاقرب في حال الانذار.

ومنذ بدء الحرب في سوريا (اذار/مارس 2011) توتر الوضع في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل منها حوالى 1200 كلم مربع منذ 1967 فيما هناك 510 كلم مربع تحت سيطرة سوريا، وفي 21 ايار/مايو تبنى الجيش السوري لاول مرة اطلاق نار اصاب آلية عسكرية اسرائيلية كانت تسير في القسم المحتل من الجولان.

وتصاعدت حدة التوتر مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد فجأة اثر شن غارتين اسرائيليتين في مطلع هذا الشهر قرب دمشق. وهذه الهجمات كان هدفها بحسب المسؤولين الاسرائيليين منع نقل اسلحة لحزب الله اللبناني، وردت سوريا عبر التحذير من انها سترد "فورا" وبطريقة "مؤلمة" على اي هجوم اسرائيلي جديد على اراضيها.

وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فان التدريبات الجارية تعتبر محاكاة لوضع يمكن ان يسود في اليوم الخامس عشر لنزاع يطلق فيه حوالى الف صاروخ يوميا على اسرائيل انطلاقا من لبنان وسوريا وقطاع غزة، وفي ظل هذا السيناريو فان بطاريات اعتراض الصواريخ ضمن نظام "القبة الحديدية" لن تكون كافية لحماية اراضي اسرائيل.

وخلال الهجوم الاسرائيلي على حزب الله صيف 2006 الذي استمر اكثر من شهر، اطلق هذا الحزب الشيعي اللبناني الاف القذائف والصواريخ على شمال اسرائيل ما ارغم مليون اسرائيلي على الفرار الى جنوب البلاد او البقاء في الملاجئ. وقتل 41 اسرائيليا واصيب 583 بجروح بحسب مصادر رسمية اسرائيلية.

وبحسب خبراء عسكريين تحدثوا لوسائل اعلام فان حزب الله وسوريا وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وايران التي تعتبرها اسرائيل ابرز تهديد لامنها، يملكون ترسانة من 200 الف صاروخ وقذيفة، وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتانياهو ان "اسرائيل اكثر منطقة مهددة في العالم. هي تقع تحت خطر الصواريخ. ونحن مستعدون لاي سيناريو".

ويرى العديد من المراقبين ان الحرب اسرائيل القادمة المفترضة ستكون مكلفة جدا للاقتصاد الاسرائيلي، فالرغم من لامتلاكها ترسانة ضخمة من الاسلحة النووية، واعتبرها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، وكذلك قيامها  بتطوير الأنظمة الدفاعية كنظام اعتراض الصواريخ، والقبة الحديدة والتسليح من الغرب عامةً، الا ان هناك دليل يوضح خطورة الخسائر في حال وقعها بالحرب، وهذا الدليل هو حرب لبنان عام 2006، وقد تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة في حرب مفترضة قد لا تتمنى إسرائيل حتى في المستقبل البعيد.

من جهة أخرى يجري صراع في اسرائيل حول ميزانية الجيش والدفاع وسط اجراءات التقشف، إذ يناقش كبار الوزراء في الحكومة الاسرائيلية مع رئيس اركان الجيش اقتطاعات محتملة في ميزانية الجيش المحظور الاقتراب منها، بينما يتزايد الجدل حول اجراءات التقشف المقبلة في اسرائيل.

وتوصي وزارة المالية بتخفيض نفقات الدفاع باربعة مليارات شيكل (860 مليون يورو) في سياق الجهود الرامية الى خفض العجز في الميزانية الى 4,65% من الناتج المحلي الاجمالي هذا العام وبنسبة 3% للعام 2014.

وتظاهر الاف من الاسرائيليين في تل ابيب وغيرها من المدن للتنديد باقتراحات لابيد، ما ذكر بموجة الاضطرابات الاجتماعية غير المسبوقة التي هزت اسرائيل في صيف عام 2011.

ومنذ عام 2006، حصل الجيش على زيادات في الميزانية وفي عام 2012 بلغت النفقات الاولية المتوقعة في قانون المالية 55,5 مليار شيكل (12 مليار يورو)-بما في ذلك ثلاثة مليارات دولار من المساعدات العسكرية الاميركية السنوية--وفاقت في نهاية المطاف مبلغ 60 مليار شيكل (13 مليار يورو)، ويبدو قادة الجيش مستعدين مرة اخرى لافشال مشروع وزارة المالية في عامي 2013-2014، وبحسب وسائل الاعلام، فان الجيش يطالب بزيادة اضافية مقدارها مئات ملايين اليورو لتمويل برنامجه لمعدات "اوز" والذي يمتد لخمسة اعوام (2014-2019) بالاضافة الى التعامل مع المخاطر المتزايدة في الشرق الاوسط، ونقلت الاذاعة العسكرية عن ضباط كبار تحذيرهم بانه "في حال الحرب، لو قاموا بقطع في نفقات الدفاع فانه يتوجب على السياسيين تحمل مسؤولياتهم".

ومن بين "المخاطر" المذكورة تصاعد التوتر بشكل مفاجىء مع سوريا وحزب الله الشيعي اللبناني بالاضافة الى الاضطرابات في شبه جزيرة سيناء المصرية التي اطلقت منها الجماعات الجهادية الصواريخ على اسرائيل، بالاضافة الى ذلك، ما زال نتانياهو يؤكد انه لا يستبعد اي "خيار" بما في ذلك العسكري لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي.

الى ذلك افادت وثائق تتعلق بميزانية وزارة الدفاع الاميركية، ان الولايات المتحدة تنوي تمويل منظومة القبة الحديدية الدفاعية المضادة للصواريخ ب 220 مليون دولار للسنة المالية 2014 بعد الاقتطاعات في الميزانية.

وجاء في الميزانية التي قدمت للسنة المالية 2014 التي تبدأ في الاول من تشرين الاول/اوكتوبر 2013، ان وزارة الدفاع الاميركية تنوي انفاق 220,3 مليون دولار للقبة الحديدية، كما تفيد وثائق وكالة الدفاع الصاروخي التابعة لوزارة الدفاع الاميركية.

ووزارة الدفاع الاميركية التي انفقت 204 ملايين دولار في 2011 و70 مليونا في 2012، تريد ايضا تخصيص ميزانية تبلغ 167 مليون دولار لمنظومة القبة الحديدية في 2015. بحسب فرانس برس.

وكان وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل وعد في الخامس من اذار/مارس وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ايهود باراك بأن تستمر واشنطن في تمويل المنظومات الاسرائيلية المضادة للصواريخ ومنها القبة الحديدية، على رغم قيود الموازنة في الولايات المتحدة، من جانبه، اقر مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون، في ايار/مايو 2012، اقتراح قانون لتمويل برنامج القبة الحديدية ب 680 مليون دولار.

وتبلغ المساعدة العسكرية الاميركية لاسرائيل ثلاثة مليارات دولار في السنة، وتهدف لان تؤمن لاسرائيل "تفوقا عسكريا نوعيا" على البلدان الاخرى في المنطقة، كما ينص على ذلك القانون الاميركي.

وتتضمن كل بطارية رادارا لكشف الطائرات وتعقبها ومنظومة تحكم في الاطلاق وثلاث قاذفات مزودة كل منها ب 20 صاروخا اعتراضيا، وتتيح المنظومة اسقاط صواريخ يبلغ مداها من 4 الى 70 كلم لدى اطلاقها. وقد ثبتت فعاليتها في الهجوم الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، بحسب صحيفة اميركية.

وقد اطلق حوالى 1500 صاروخ من قطاع غزة. وصواريخ القبة الحديدية التي لا تطلق إلا عندما تهدد الصواريخ المناطق المأهولة، اسقطت 421 صاروخا واخطأت 58، اي ما يعد نجاحا بنسبة 84%، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

فعلى الرغم من أن الدول الغربية تدرك بأن إسرائيل لا تعترف علناً بوجود أسلحة نووية لديها، وترفض التوقيع على معاهدة حضر انتشار الأسلحة النووية، وهي التي تهدد بشن الحروب على الدول العربية ودول المنطقة، إلا أنها قامت بتزويد إسرائيل بالأسلحة الأكثر تطوراً في العالم، كالأنظمة الدفاعية مثل درع القبة الحديدية ونظام اعتراض الصواريخ، والأسلحة القادرة على حمل رؤوس نووية، مما يثر جدلا حول آفاق وأجندات الذرائع الغربية من خلال تسليح إسرائيل، فضلا عن التمويل الكبير الذي يصل الى ملايين الدولارات، والذي يفصح عن تجذر العلاقات الإسرائيلية والغربية المستدامة من خلال المصالح المتبادلة والأبعاد السياسية الجوهرية وخاصة أمريكا والجمهوريين تحديدا.

ففي ظل الدعم الدولي المتواصل سياسيا واقتصاديا لاسرائيل، وغياب المسؤولية في ردع تسليح إسرائيل من لدن بلدان العالم، واستخدام سلوك الاستثناء الذي يقود إلى الاستثناء من قرارات الامم المتحدة بشأن التسليح والاحتلال والانتهاكات الحقوقية، فإن هذه كلها أجندات مختلفة المقاصد ومتعددة الأشكال، إذ تستعرض ادوارا مختلفة من التنشئة والتجنيد وفق سياسة تعتمد التكتيك التدريجي المرن، حيث تسعى من خلال ذلك الى ترسيخ وتنمية الأجندة السياسية التي اتبعتها لإبقاء القوة العسكرية سلاحها الأوحد. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/تشرين الاول/2013 - 2/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م