حركة حماس... قرارات ومواقف أضرت بالقضية الفلسطينية!

 

شبكة النبأ: تواجه حركة حماس الفلسطينية جملة من التحديات والمشاكل والاتهامات التي تفاقمت بشكل كبير في الفترة الاخيرة بسب التغيرات السياسية والاحداث المهمة التي شهدتها المنطقة والتي اثرت على قرارات ومواقف هذه الحركة بعد صعود بعض الحركات الاسلامية المتشددة الى الحكم في دول عربية، الامر الذي ادى الى حدوث انقسامات وخلافات بين قيادات حماس وخصوصا فيما يتعلق بأحداث سوريا ومصر، وبحسب بعض المراقبين فأن حركة حماس اصبحت اليوم في عزلة وحصار تام من قبل بعض حلفائها في المنطقة، بسبب قراراتها المتسرعة وتدخلاتها المباشرة في بعض القضايا والشؤون الخارجية التي اضرت بالقضية الفلسطينية، وفي هذا الشأن حذرت مصر من أنها قد ترد عسكريا إذا حاولت حركة حماس أو جماعات فلسطينية أخرى انتهاك الأمن القومي المصري الأمر الذي يزيد التوتر بسبب ما تقول مصر إنه دعم من غزة لمتشددين إسلاميين ينشطون في سيناء.

ويقول الجيش المصري إن متشددين من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس نفذوا هجمات مشتركة مع إسلاميين في شمال سيناء حيث كثفت الحكومة العمليات الأمنية بعد تصاعد العنف عقب عزل الجيش للرئيس محمد مرسي. وقال وزير الخارجية نبيل فهمي بلا شك هناك توتر حاليا في العلاقة مع حماس المنبثقة عن جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. ولمَح فهمي إلى أن حماس لا تتعاون بما فيه الكفاية لتأمين الحدود. وقال إذا أثبتت حماس بالأفعال وليس بالأقوال وللأسف هناك مؤشرات كثيرة سلبية إذا أثبتت بالأفعال حسن نواياها فإنها ستجد طرفا مصريا يضع الانتماء الفلسطيني في المقام الأول ويحمي الطرف الفلسطيني.

واضاف فهمي الوزير بالحكومة التي عينها الجيش بعد عزل مرسي إذا شعرنا بأن هناك أطرافا في حماس أو أطرافا أخرى تحاول المساس بالأمن القومي المصري فسيكون ردنا قاسيا وبكل صراحة لن نقبل المساس بالأمن القومي المصري أو بالسيادة المصرية. وردا على سؤال عما إذا كان أي رد سيتضمن إغلاق معبر رفح الحدودي مع القطاع قال فهمي ان مصر يمكن ان تلجأ الى خيارات عسكرية أمنية وليس خيارات تنتهي إلى معاناة للمواطن الفلسطيني. ولم يذكر تفاصيل بشأن نوع العمل العسكري الذي قد تقدم عليه مصر.

وقال فهمي هناك شوائب كثيرة جدا لعلاقة حماس بالنظام القديم وعلاقة حماس أو أطراف فلسطينية إسلامية أخرى بالعمل الإرهابي داخل سيناء. ويحاكم مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات واسعة على سياساته فيما يتصل باتهامات بالتآمر مع حماس عندما هرب من السجن.

في السياق ذاته قالت مصادر قضائية إن وزير الداخلية المصري الأسبق محمود وجدي شهد أمام محكمة بمدينة الإسماعيلية شرقي القاهرة بأن حركة حماس التي تدير قطاع غزة وجماعة الإخوان المسلمين تعاونتا لاقتحام سجون خلال الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.

وقال مصدر إن وجدي الذي شغل المنصب بعد أيام من اندلاع الانتفاضة أبلغ محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية بأن المخابرات العامة المصرية رصدت معلومات تفيد التواصل بين الإخوان وحركة حماس بشأن المشاركة في جمعة الغضب واقتحام السجون. ومن بين من أطلق سراحهم بعد اقتحام السجون آنذاك 34 عضوا قياديا في جماعة الإخوان المسلمين بينهم محمد مرسي الذي انتخب رئيسا لمصر كما أطلق سراح عدد من أعضاء حماس وحزب الله عادوا إلى قطاع غزة ولبنان.

وقال المصدر إن مسلحين مدربين هم من أطلقوا سراح هؤلاء المحتجزين. ويعتقد أن من أطلق سراحهم من أعضاء حركة حماس عادوا إلى القطاع من منفذ رفح البري الحدودي أو من أنفاق سرية تحت خط الحدود. وقال وجدي إن المسلحين دخلوا الأراضي المصرية من الأنفاق السرية. وتنشر الصحف التي تعارض جماعة الإخوان المسلمين تفاصيل القضية منذ أسابيع مما سبب حرجا للجماعة لكن عضوا قياديا في الجماعة تفاخر بتعاون الإخوان وحماس مشيرا إلى تعاون مصر في عهد عبد الناصر مع حركات التحرير الوطني في عدد من الدول العربية. وقتل ستة ضباط و32 مجندا في عمليات اقتحام السجون كما قتل وأصيب عدد من النزلاء.

ونقل المصدر القضائي عن وجدي قوله إن الشرطة ألقت القبض على الأعضاء القياديين في جماعة الإخوان المسلمين بعد أن رصدت مشاركة أعضاء في الجماعة في الانتفاضة في أيامها الأولى خلافا لاتفاق أبرمه جهاز مباحث أمن الدولة السابق مع قيادة الجماعة. وأضاف المصدر أن وجدي أبلغ المحكمة بأن عناصر من حماس وذراعها العسكرية كتائب عز الدين القسام شاركت في الانتفاضة منذ بدايتها.

وتابع أن وجدى قال للمحكمة إن السلطات لم تلق القبض من جديد على الأعضاء القياديين في جماعة الإخوان المسلمين نتيجة مواءمة من الدولة وتفاديا لتعريض البلاد للمخاطر. وقال المصدر إن وجدي قال للمحكمة إن مصر رصدت وجود عشرات من سيارات الشرطة وسيارات تابعة لجهات حكومية عليها لوحات معدنية مصرية في قطاع غزة الذي هربت إليه بعد جمعة الغضب.

من جانب اخر سعت حركة حماس في قطاع غزة إلى تخفيف التوتر مع مصر بأن امرت خطباء المساجد بتجنب انتقاد الحكومة المصرية على ما يصفه بعضهم بحربها على الاسلام. وقال اسماعيل رضوان وزير الاوقاف في حكومة حماس في غزة الخطباء عليهم أن يتجنبوا الخوض في الشؤون المصرية الداخلية والتركيز على قضايانا الفلسطينية الوطنية ونضالنا من أجل تحرير الارض والأسرى. وقال انه اوصل هذه الرسالة في اجتماعات مع عشرات الخطباء في المساجد في جنوب قطاع غزة وانه يعتزم مقابلة مزيد من رجال الدين في اجزاء اخرى من القطاع.

واتهم بعض خطباء مساجد غزة في خطب نارية قائد الجيش المصري الفريق اول عبد الفتاح السيسي بشن حرب على الاسلام. ويقول مسؤولو الجيش المصري ان حماس تتدخل في الشؤون المصرية الداخلية واشاروا الى ان الفلسطينيين يساعدون الاسلاميين المتشددين في سيناء. وتنفي حماس مثل هذه المزاعم وقال رضوان انها تعتبر ان مصر داعم وعمق استراتيجي للقضية الفلسطينية.

وغضبت مصر ايضا من مظاهرات في شوارع غزة رفع خلالها مقاتلون من حماس ايديهم مشيرين بأربعة اصابع تعبيرا عن تأييدهم لمرسي وانصاره. واعتبر عزل مرسي انتكاسة لحماس خصوصا مع تعثر علاقاتها مع ايران وجماعة حزب الله اللبنانية بسبب انحيازها للمعارضة في سوريا.

وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية مصرية عبر موسى ابو مرزوق وهو مسؤول كبير في حماس يعيش في القاهرة عن تقديره للجيش المصري ووصف اشارة مقاتلي حماس في المظاهرات بأنها خطأ. لكن لا تبدو اي علامة على تخفيف حملة اغلاق الانفاق التي سببت نقصا في الوقود اجبر سائقي السيارات في قطاع غزة على شراء الوقود المستورد من اسرائيل بضعفي السعر المصري.

وفرضت السلطات المصرية ايضا قيودا مشددة في معبر رفح وهو المنفذ الرئيسي لقطاع غزة الى العالم الخارجي ولا تسمح بمرور ما يزيد على 250 شخصا في اليوم مقارنة مع زهاء 1200 قبل عزل مرسي.

وأغلقت مصر المعبر بعد تفجير سيارتين ملغومتين في مبنى امني مجاور للمنطقة الحدودية مما ادى الى مقتل ستة جنود. وتقول حماس ان حوالي خمسة آلاف شخص تعطل سفرهم في غزة وينتظرون التصريح لهم بالمرور وبينهم طلاب يدرسون بالقاهرة والخارج ومرضى يطلبون العلاج في مصر.

الى جانب ذلك اغلقت حركة حماس مكتب قناة العربية الاخبارية ومكتب وكالة معا المحلية للأنباء، بحسب ما اعلن مصدر مسؤول في الحركة. وقال بيان ان النائب العام الفلسطيني المستشار اسماعيل جبر اصدر قرارا يقضي بإغلاق مكتب ما يسمى بقناة العربية ومكتب وكالة معا الاخبارية المستقلة الخاصة في قطاع غزة، موضحا ان سبب الاغلاق ناتج عن تلفيقهما الاخبار ونشر الشائعات المفبركة وبث معلومات ليس لها رصيد على ارض الواقع ولا تستند الى مصدر الحقيقة وتهدد السلم الاهلي وتضر بالشعب الفلسطيني ومقاومته.

وأضاف البيان ان النائب العام اصدر تعليماته ايضا بإغلاق شركة لينس شركة انتاج تلفزيوني خاصة في غزة بناء على قرار مجلس الوزراء بغزة والذي يحظر التعامل مع الوكالات الاعلامية التي تتعاون مع الاحتلال. وقال البيان ان هذه الشركة تعاملت مع فضائية اي نيوز 24 العبرية.

من ناحيتها قالت وزارة الداخلية في حكومة حماس في بيان انها تستهجن قيام وكالة معا بنشر الاكاذيب حول هروب عدد من قادة الاخوان المسلمين من مصر لغزة. بحسب فرانس برس.

وفي وقت سابق قال مصدر مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه قرر النائب العام اغلاق مكتب قناة العربية ومكتب شبكة معا الاخبارية في قطاع غزة بسبب نشرهما لأخبار كاذبة تتعلق بحملة التشويه ضد حكومة حماس وغزة فيما يتعلق بالأوضاع في مصر. من جهته، اوضح مسؤول في وكالة معا طلب عدم الكشف عن اسمه تسلمنا القرار الذي ينص على اغلاق المكتب موقتا بقرار من النائب العام والتحفظ على محتوياته، مشيرا الى ان حماس تقول ان القرار اتى بسبب نشر اخبار كاذبة. وكان مكتب الاعلام الحكومي التابع لحركة حماس قام باستدعاء مدير مكتب وكالة معا في غزة عماد عيد لمساءلته حول خبر نشرته الوكالة يتعلق بهرب بعض قادة حركة الاخوان المسلمين في مصر الى قطاع غزة.

حماس وايران

على صعيد متصل صرح قيادي في حركة المقاومة الاسلامية حماس ان لقاءات هامة عقدت بين قيادة حماس والمسؤلين الايرانيين وحزب الله اللبناني بهدف تسوية الخلافات التي نشات اثر الموقف من الاوضاع في سوريا واعادة العلاقات لسابق عهدها، من دون تحديد الموعد الدقيق لهذه اللقاءات.

وقال احمد يوسف القيادي في حماس ان لقاء هاما عقد بين قياديين اثنين بارزين في حماس والمسؤوليين الايرانيين وبمشاركة قادة من حزب الله تم خلالها بحث العلاقات المشتركة الاستراتيجية بين الحركة وايران. واضاف يوسف ان الجانبين شددا على حرصهما ورغبتهما بمواصلة العلاقة الطيبة والتنسيق المشترك وتم التأكيد ان حماس شريك استراتيجي لإيران وان العدو المشترك هو الاحتلال الاسرائيلي.

وقال تم التفاهم ان كل طرف يتفهم مواقف الطرف الاخر في القضايا الخلافية خصوصا ما يتعلق بالموقف من الاوضاع في سوريا وكل طرف ابدى حرصه على التعاون والتنسيق في كافة القضايا وتابع تم التفاهم ان تتواصل هذه اللقاءات واتوقع قريبا عودة العلاقات وربما اقوى مما كانت عليه في السابق، واستقرار الاوضاع في سوريا سيساهم في ذلك.

وقال يوسف ان عضوين في المكتب السياسي للحركة من قيادة حماس في الخارج هما اللذان عقدا اللقاء مع المسؤولين في ايران وحزب الله، دون مزيد من التفاصيل. وقال القضية الفلسطينية قضية مشتركة وهي قضية الامة العربية والاسلامية ونحن حريصون على الاجماع بشأنها، مشيرا الى ان حماس لم تقطع اصلا العلاقات مع ايران رغم انها تأثرت بسبب الموقف من الوضع في سوريا وموقف حماس انها مع حق الشعب السوري في التعبير عن رايه وهو موقف مبدئي واخلاقي. بحسب فرانس برس.

واكد يوسف ان عودة العلاقة بين حركته وايران لا يرتبط بتطورات الاحداث في مصر. وتوقع القيادي في حماس عودة الدعم الايراني قريبا على كل المستويات بما فيها الدعم المالي. وكان مسؤولون في حماس اكدوا ان الدعم الايراني تقلص بسبب موقف الحركة من الاحداث في سوريا، حيث تعتبر ايران من اكبر الداعمين لحماس وحكومتها في قطاع غزة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/تشرين الاول/2013 - 29/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م