طلبة العراق... اللجوء الى المدارس الاهلية

سيف حسين ألأسدي

شبكة النبأ: اصبحت المدارس ألأهلية تشكل هاجسا بين عوائل الطلبة وذويهم وخصوصا بين الفقراء منهم، الذين تميز أقرانهم عنهم بوجودهم في مدارس خاصة، حتى تحولت إلى ظاهرة للتباهي بين الطلاب وأولياء أمورهم،فانتشار ظاهرة المدارس الأهلية وبجميع المراحل من الروضة إلى الثانوية وتفاوتت الأسعار من ستمائة إلف دينار  إلى مليونين دينار  وحسب موقع المدرسة  والخدمات التي توفرها للطلبة ،وإن السبب الرئيس وراء انتشار هذه الظاهرة هو انخفاض المستوى الدراسي في المدارس الحكومية، وزحام الطلاب في الصف يؤدي إلى تشتت المعلومات، إذ يبلغ عددهم في كثير من الأحيان أكثر من خمسين طالبا، الأمر الذي يصعب على المدرس إيصال مادة الدرس إلى أذهان الطلاب، مما يؤدي إلى عدم استيعابهم للمادة، وبالنتيجة تدني مستواهم العلمي. في حين لا يتجاوز عددهم خمسة وعشرين طالبا في المدارس الأهلية، مما يتيح للمدرس أو المعلم  إيصال مادة الدرس إلى ذهن الطالب بكل سهولة ويسر.وهناك سبب آخر وهو انعدام المستلزمات التعليمية ووسائل الإيضاح والمختبرات، وافتقار معظم المدارس الحكومية إلى برادات المياه الصالحة للشرب، وتدني مستوى نظافة المرافق الصحية، خاصة في المدارس التي تقع ضمن جغرافية المناطق الشعبية او المدارس البعيدة عن مركز المدينة، وكذلك استمرار التيار الكهربائي في المدارس الأهلية لتوفر المولدات الكهربائية، التي  ينعدم وجودها في المدارس الحكومية

ارتياح ورغبة

ابو زهير (موظف)، أن السبب الرئيسي من إدخال أولادي في مدارس أهلية يعود إلى تدني المستوى التعليمي التدريسي وضعف الكفاءة التدريسية بنحو ملحوظ مما ينعكس سلبا على المستوى ألتحصيلي للطلبة الأمر الذي يشكل عائقا أمام طموح الطلاب المتميزين وذويهم، فيترجح خيار المدارس الأهلية بدلا عن اللجوء إلى التدريس الخصوصي المتفشي حتى في السنوات الأولى من الدراسة الابتدائية، وتكاد أجور التدريس الخصوصي توازي الأجور المدفوعة في المدارس الأهلية، فضلا عن أن البيئة المدرسية الصحية والسليمة في المدارس الأهلية إذا ما قيست بتردي البيئة المدرسية في المدارس الحكومية، أما بالنسبة لذوي الدخول المحدودة وموظفي الدولة وذوي المهن الحرة ذات الدخل البسيط تبدو مرتفعة وغير ميسورة، وعلى الرغم ما تتيحه بعض هذه المدارس من مستوى تدريس جيد وناجح وبيئة مدرسية سليمة فإنها لا يمكن أن تشكل بديلا عن التعليم الحكومي الرسمي ، فينبغي معرفة الاسباب من أقبال الطلاب نحو المدارس الأهلية وتشخيص مواطن الضعف في المدارس الحكومية من قبل المعنيين بوزارة التربية بغية معالجة المعوقات الموجودة .

محمد حسن (مدرس) في مدرسة اهلية :إن المناهج الدراسية في المدارس الأهلية كما هي في المدارس الرسمية ولا اختلاف فيها واعتماد نفس الخطط السنوية واليومية المتبعة في المدارس الحكومية لأن هذه المدارس خاضعة لرقابة وزارة التربية، واضاف، بأن تجربة المدارس الأهلية وانفتاح التنافس في تقديم الخدمات التعليمية مؤشر ايجابي على الاهتمام بالتعليم الابتدائي والثانوي من قبل ذوي الطلبة من جهة ومؤسسي المدارس الأهلية من جهة أخرى. وعلى الرغم من كون مشروع المدارس الأهلية يراه البعض بأنه ربحي بحت ويحمل رائحة  التجارة الرابحة إلا أن البعض الآخر يراه مشروع يقدم خدمة للتعليم ويولد التنافس بين الطلبة والبحث عن السمعة التدريسية.

(زهراء موسى) طالبة في مدرسة اهلية: لقد احسست بفرق كبير جدا عند دخولي المدرسة الاهلية فعندما كنت في مدرسة حكومية لم تكن هناك جدية في الدراسة بينما الان في هذه المدرسة ادرس اشياء اضافية غير التي كنت ادرسها منها اللغة الفرنسية  والأنكليزية واستخدام الحاسوب والسفرات الترفيهية والعلمية اضافة الى التعامل الجيد من قبل المدرسين للطلبة فأنا مرتاحة في هذه المدرسة.

قبول ومعارضة

مصطفى كريم 17 سنة : أنا طالب بمرحلة السادس العلمي واحتاج إلى مدرسين كفوئين ومدرسة منضبطة تحقق أعلى نسب نجاح وخاصة بأن مرحلة السادس العلمي تحتاج الى جهود مكثفة  فلم أجد هذه الجهود في المدارس الحكومية التابعة للوزارة ولكني وجدت بعض الاهتمام بالطالب والأستاذ في المدارس الأهلية، لذلك بادرت بالتسجيل بمدرسة أهلية استثمارا للوقت والجهد.

نعمة الموسوي (معلم متقاعد 65 عاما): ان انتشار المدارس الاهلية بهذا الشكل يشير وبشكل واضح الى تدني التدريس الحكومي مما يدفع ذوي الطلبة الى تحمل نفقات باهظة لمساعدة ابنائهم على تجاوز هذا التدني الذي اصبح واضحا للجميع.

وهذا لا يعني الوقوف بوجه التعليم الاهلي الذي لعب دورا مكملا في العراق منذ 2003 الى يومنا هذا ولكن الان يتخذ طابعا تجاريا واضحا من خلال الاجور الباهظة التي تفرض على الطالب مقابل خدمات تعليمية وادارية لا تتناسب مع هذه الاجور. موضحا ان معظم البنايات التي تستخدم كمدارس هي عبارة عن بيوت مؤجرة اصلا معدة للسكن وليس للدراسة ولا توجد فيها قاعات او ساحة واسعة او مرافق مساعدة للعملية التعليمية كالمكتبة المدرسية وان بعض المدارس الاهلية لا تخضع للشروط والضوابط التي وضعتها الوزارة وهذا يعني ان المدارس الاهلية اجازة صريحة للدروس الخصوصية التي انتشرت مؤخرا بسبب تدني التعليم في العراق.

تنافس علمي

كاظم عباس موظف في وزارة التربية قال: ان للتعليم الاهلي مزايا وظواهر مهمة أولها هو الجانب الحضاري والمتطور في البلد والذي يعكس مدى تطور جانب التعليم في العراق وانفتاحه على العالم والوصول به الى احدث المناهج وطرق التدريس الحديثة وتطبيقها في العراق. وبما ان وزارة التربية كما يبدو في ازمة حقيقية لانها لا تستطيع تبني الكثير من المدارس وايضا لا تستطيع توفير عمل لجميع المعلمين والمدرسين في مدارسها ومع وجود الكثافة الطلابية في الصفوف ومشاكل اخرى عديدة فان التعليم الاهلي لا يكلف الوزارة البحث عن توفير بنايات فالمدرسة الاهلية هي التي تؤمن لنفسها بناية سواء كانت ايجار او شراء وايضا تعمل المدارس الاهلية على تخليص الوزارة من البطالة الموجودة بين المعلمين والمدرسين وكما تقلل من الازدواجية والدوام الثلاثي الموجود في الصفوف الحكومية حيث يصل العدد في بعض المدارس الحكومية الى اكثر من 50 – 60 طالبا في الصف الواحد. فكما هو معروف ان الصف النموذجي يحتوي على 25 طالبا وهناك مسألة مهمة في المدارس الاهلية هي التنافس بين المدارس الاهلية وان هذا التنافس بالتأكيد يرفع من مستوى التعليم في المدارس الاهلية حيث ان صاحب المدرسة حتى وان لم يكن رساليا او اسلاميا لنقل انه استثماريا او كما تعبر عنه وزارة التربية بانه قطاع خاص.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/تشرين الاول/2013 - 26/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م