تساؤلات وطنية مثيرة!!

علي ال غراش

 

المواطنون في اليوم الوطني يطرحون الكثير من القضايا والتساؤلات التي بحاجة إلى إجابة، كما ان المتابعين والمهتمين يشاركون المواطنين في ذلك، ونحن نطرحها من باب وطني ومحبة للوطن، ومن باب انه حان الوقت للنقاش في كافة القضايا ومنها الحساسة والمثيرة الممنوعة من ضمن لائحات الممنوعات الطويلة، التي تهم الوطن وتساهم في تطوره ونهضته، وينبغي ان تتسع الصدور لذلك، فنحن في زمن حرية التعبير والمطالبة بالمشاركة في بناء واعمار الوطن:

الوطن في أزمة، وتساؤلات مثيرة!!

٢٣ سبتمبر هو يوم العيد الوطني للسعودية، وفي هذا العام تمر الذكرى الـ 83 للتأسيس، والوطن والمنطقة في وضع مختلف، فهناك تحديات داخلية وخارجية، ومتغيرات كبيرة في دول المنطقة، والشعب في حالة ترقب وتطلع للتغيير والإصلاح الشامل. فالأمور في السعودية حاليا تختلف عما كان عليه قبل سنوات قليلة حيث كانت الحكومة تسيطر على كل شيء؛ اما الآن - زمن الشعوب والثورات والمطالبة بحق المشاركة الحقيقية في بناء الوطن- ليس هناك ما هو ممنوع ومقدس للأنظمة، فالوطن ملك للشعب وليس للنظام والعائلة الحاكمة - وأصبح الشعب أكثر معرفة بحقوقه الوطنية ونصيبه من الثروة الوطنية بالارقام، وأكثر قوة وجرأة على التعبير عن الرأي، والمطالبة بحقه كالمشاركة في الوطن ومحاسبة الفادسين والمقصرين.

أين حقي؟.

الشعب اليوم غير، بعدما كسر حاجز الخوف وحالة الصنمية والتقديس للنظام وجهازه الأمني، وتحلى بالوعي والجرأة، وبمناسبة العيد الوطني، فهو اليوم يطالب أن يكون الوطن للجميع بشكل صحيح وعملي، تحت دستور منبثق من الشعب مباشرة عبر صناديق الانتخابات، وان تسود العدالة والمساواة والحرية والتعددية واحترام الرأي والرأي الأخر، وأن يشارك كافة المواطنين في تحمل المسؤولية عبر اعطائهم الحق في ذلك، والتوزيع العادل للثروة، فالمواطن في هذا اليوم هو الغائب المغيبة حقوقه يتساءل بصوت عالي: أين حقي الوطني؟.

الحق الذي ينبغي ان يتحقق للمواطن لانه حقه، بدون استجداء وعطف من أحد أو بأسم مكرمة، و محاسبة من يحرمه ويجرده من حقوقه، ومن يسرقها ويسرق الوطن ويستغل المنصب!.

الوطن في أزمة!!

السعودية تواجه أزمات وطنية كبرى متفاقمة، رغم مرور السنين 83 عام على تأسيس الدولة، بدون معالجتها ضمن الدولة الحديثة القائمة على دستور منبثق من الشعب، وعقد وطني (اتفاق) يحدد حقوق وصلاحيات الحاكم والمحكوم، في إطار المواطنة الحقيقية من عدالة وحرية وتعددية ومساواة بين كافة المواطنين بدون تمييز لأفراد العائلة الحاكمة، منها ازمة الهوية الوطنية والحقوق.

وقد حان الوقت للسلطة التي تحاول أن تربط الشعب بالنظام من خلال رفع الاعلام في اليوم الوطني، ان يتم رفع الظلم والقهر عن المواطنين، واعطاء المواطنين حقوقهم أولا. ومعالجة القضايا والازمات قبل ان تنفجر، فالوطن بحاجة لمعالجة ليست سهلة بل تحتاج الى قرارات كبيرة ومصيرية، وان ما تقوم بها الحكومة من تلميع وتمجيد في أيام اليوم الوطني، هو في الحقيقة مناسبة لفتح الجراح من جديد، وتجديد لطرح تلك الازمات والمشاكل التي تبحث عن علاج!؟.

تساؤلات وطنية مثيرة

 المواطنون في هذا اليوم الوطني يطرحون الكثير من القضايا والتساؤلات التي بحاجة إلى إجابة، كما ان المتابعين والمهتمين يشاركون المواطنين في ذلك، , ونحن نطرحها من باب وطني ومحبة للوطن، ومن باب انه حان الوقت للنقاش في كافة القضايا ومنها الحساسة والمثيرة الممنوعة من ضمن لائحات الممنوعات الطويلة، التي تهم الوطن وتساهم في تطوره ونهضته، وينبغي ان تتسع الصدور لذلك، فنحن في زمن حرية التعبير والمطالبة بالمشاركة في بناء واعمار الوطن: ومن تلك القضايا:

لماذا الاحتفال باليوم الوطني، والمواطن لا يعرف حقوقه؟!. وأين حقوق المواطنين المنهوبة، واين حق المواطن المقهور الذي يعيش الكبت والحرمان، والاعتقال والتنكيل لمن يرفع صوته بالمطالبة بحقوقه ؟!.

ما هو الوطن، وكيف يتم بناء وطن يمثل إرادة كافة المواطنين، بحيث يشعر المواطن بالانتماء والكرامة؟.

أليس غياب العدالة الاجتماعية والمساواة والتعددية وحرية التعبير وحق المشاركة في ادارة الدولة، وغياب مؤسسات المجتمع المدني، وسيطرة افراد العائلة الحاكمة على الوزارات السيادية وادارة المناطق من أهم اسباب حالة الغضب الشعبي؟؟.

الم يحن الوقت بعد أكثر من ثمانية عقود من الزمن للنقاش في أهم الامور في الوطن بدون حساسية، ومنها مسمى الدولة الذي له انعكاسات على المواطنين ومنها الهوية الوطنية والشعور بأنه ينتمي لوطن وليس لعائلة؟.

لماذا الإصرار على فرض أسم العائلة المالكة (السعودية)على الشعب إلى غاية اليوم، - فالسعودية وهي الدولة الوحيدة في العالم خلال العصر الحديث أسمها يمثل اسم العائلة الحاكمة !!- حيث الدول في هذا العصر ملك للشعب، وتخضع الدولة لدستور يمثل إرادة الشعب في تحديد نظام الحكم، وشعوب المنطقة تشهد حراكا وثورات شعبية لإقامة دول تمثل الإرادة الشعبية؟.

لماذا لا يتم تغيير مسمى الوطن من اسم عائلة حاكمة الى أسم يمثل الشعب وتاريخ المنطقة، فهذه المنطقة ليست بحاجة لأسماء جديدة فهي غنية بالأسماء التاريخية المشرفة؟.

كيف تأسست هذه الدولة الحديثة بالاسم الجديد السعودية، على حساب دول وأقاليم كانت موجودة منذ مئات السنين وأسماء خالدة في التاريخ كالحجاز ونجران ونجد والأحساء وعسير وغيرها من اسماء لها مكانتها؟؟!!.

ما مدى أهمية هذا الاسم الجديد السعودية الذي هو لقب عائلة حاكمة، على تاريخ الأرض التي تشكل الوطن، وتحتضن أهم مقدسات العالم الإسلامي بوجود بيت الله الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي وقبر الرسول الاعظم سيدنا محمد المصطفى (ص) في المدينة المنورة، فمنطقة الحجاز تعتبر إقليما له مكانته وقدسيته وتاريخه لدى كل مسلم، بالإضافة إلى مكانة الاقاليم الأخرى التي لها تاريخ ومكانة تاريخية تمتد لآلاف السنين؟.

هل من الصحيح إنهاء والقضاء على هذا التاريخ العريق لتلك الاقاليم (التي تشكل الوطن ارض الجزيرة العربية) التي ظلت صامدة محافظة على اسمائها طوال التاريخ، رغم مرور وسيطرة دول عديدة عليها و إلى غاية تأسيس الدولة السعودية الحديثة، التي قامت بمسح كل التاريخ السابق وجعله باسمها فقط السعودي، بحيث تحول أصل الرسول (ص) إلى سعودي ويتم التفاخر بذلك في الإعلام المحلي ؟؟!!.

تاريخ العرب العريق ما قبل الرسول (ص) الغني بالأحداث والثقافات والشخصيات وكبار شعراء المعلقات...، وتاريخ أهل نجران وأصحاب الأخدود المذكورة في القران، وتاريخ العمالقة والفنيقيين ومجان وعبد القيس في ساحل البحرين الذي يمثل الاحساء (هجر) والقطيف (الخط) وجزيرة البحرين (اوال).. كيف تحولت هذه الاقاليم وتاريخها وتراثها واثارها إلى تاريخ سعودي يرتبط بعائلة ودولة حديثة!!!؟؟.

هل الطريقة التي تم بها تأسيس الدولة تمت بموافقة أهالي تلك الاقليم، أم انها تمت عبر فرض أمر واقع عبر القوة، وأين أهل هذه المناطق من المشاركة في الوطن الكبير، وادارة مناطق الوطن، التي مازالت منذ تأسيس الدولة تدار من قبل افراد العائلة المالكة فقط، مما يرى البعض ان في ذلك عدم ثقة بالمواطنين واستهانة واحتقار بهم ؟.

الم يحن الوقت بعد أكثر من ثمانية عقود من الزمن للتأسيس المملكة العربية السعودية، للاستماع للمواطنين بأنهم شركاء في الوطن، ومعالجة كافة المشاكل بشكل وطني، قبل ان تتفاقم الامور، وبعد عدم قدرة السلطة بعد طوال تلك العقود من تأسيس دولة حديثة لوطن يمثل ارادة المواطنين كافة، وذلك قبل ان تتفاقم المشاكل والازمات، واهمها أزمة الهوية الوطنية، نقول ذلك من باب الحرص ومحبة الوطن الغالي، وللمساهمة في بناء دولة عادلة تمثل الإرادة الشعبية؟؟!!.

ونواصل الحديث... مع مقال جديد نعم للدولة العادلة التي تمثل إرادة الشعب.

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/alialgarash.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/أيلول/2013 - 23/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م