تَدْمِيْرُ سُوْرِيّْا لِصَالِحِ مَنْ؟.

(الحَلَقَةُ الثَانِيَةُ)

مُحمّد جَواد سُنبه

 

فِي الحلَقَةِ الأُوْلَى مِنْ هَذا المَقَالِ، استَعرَضْتُ أَغلَبَ المَواقِفِ السِيَاسِيَةِ المُهِمَّةِ، حولَ موضوعِ استِخدَامِ السَّلاحِ الكيميَاوِيّ، فِي سُوْرِيّْا ضِدَّ المَدَنيّين. وكانَتْ الولايَاتُ المُتَّحِدَةُ الأمريكِيَّةُ، قَدّْ تزَعَّمَتْ نشَاطاً دُبلوماسِيّاً وسِياسّياً مِنْ أَجلِ تَوجِيهِ ضَربَةٍ عَسكَريَّةٍ لِسُوْرِيَّا. وهَذا التَّوَجُهُ حَمَلَ فِي طَيَّاتِهِ، إِخْلالاً فِي عَناصِرِ مُعَادَلَةِ، تَوازُنِ القِوَى الدُّوَلِيَّةِ فِي المَنطِقَة. وكَرَّسَ الرَّئيْسُ أَوْبَامَا ووَزيْرُ الخَارِجيَّةِ جون كيري، جُهداً ووَقتَاً كَبيرَينِ لِلقيامِ بِضَربِ سُوْرِيَّا، لكِنَّهُمَا اصطَدَما، بمُمَانعَةٍ مِنَ الشَّعبِ الأَمريكِيّ، إضافَةً إِلى مُعَارضَةِ رُوسْيَا وإِيْرانَ والصِّينِ، ودُوَلٍ أُخرَى لِهذا المَشْرُوعِ. هِذِهِ العَوامِلُ أَثنَتْ عَزْمَ الإِدارَةِ الأَمريكيَّةِ لِضَربِ سُوْرِيَّا، وأَجبَرَتْها عَلى تَبَنِي مَوقِفٍ آخَر.

فِي 4-9-2013 زارَ أَوْبَامَا ستوكهولم، وفِي مُؤتَمَرٍ صَحافي مُشتَرَكٍ، معَ رَئِيسِ وِزراءِ السِوِيْدْ. وَجَّهَ أَحَدُ الصُّحُفيينَ سُؤالاً إِلى الرَّئيسِ الأَمريكيّ، حَوّْلَ مَا إِذَا كانَ قَرارُهُ الطلبَ مِنَ الكونغرس، إِبْداءِ مُوافَقَتِهِ قَبْلَ تَنفِيذِ الضَّربَةِ العَسكَريَّةِ المُزمَعَةِ – وَهو أَمرٌ لا يُجبِرُهُ عليهِ الدِّستُورُ الأمريكيّ - قَدّْ وَضَعَ مِصدَاقِيَتَهُ عَلى المَحَكّ؟.

 قَالَ أَوْبَامَا : (ليسَتْ مِصداقِيَتي هِيَ الّتي عَلى المحَكِّ، بَلّْ مِصدَاقِيَةُ المجتَمَعِ الدُّوَليّ). وقالَ أَيضاً: (إِنَّ مِصداقِيَةَ الكونغرس ومِصداقِيَةَ أَمريكا عَلى المحَكِّ، لأَنَّنا نَتعامَلُ معَ هَذهِ المبَادئِ الدُّولِيَّةِ المُهمَّةِ باسْتِخفَاف). وجَديرٌ بالذِكْرِ أَنَّ الحِلفَ السَعودِيّ الخَليجِيّ الأَمريكِيّ، قَدّْ تَعهَدَ بتَغطِيَةِ نَفَقاتِ الضَربَةِ العَسكريَّةِ الأَمريكِيَّةِ لسُوْرِيّْا.

وعَلى هَامِشِ اجتماعاتِ دُوَلِ العِشْرِينَ، فِي مدينَةِ بُطرُس بَيْرغ الرُّوسِيَّةِ، استَطاعَتْ الدُبلُومَاسِيَّةُ الرُوسِيَّةُ، مِنْ تَغيّيرِ بَوصَلَةِ سَيّرِ الأَحدَاثِ، رأساً على عَقِب. مِنْ خِلالِ تَقدِيْمِ مُقْترَحِهَا، فِي التَّخَلُصِ مِنْ الأَسلِحَةِ الكِيميَاوِيَّةِ السُورِيَّةِ، عَنْ طَريْقِ فَريْقٍ دُوَلِيٍّ مُختَص. وفِي يَومِ الخَميْس 12/9/2013، وَقَّعَتْ سُوْرِيّْا عَلى مُعَاهَدَةِ مَنعِ اسْتِخدامِ الأَسلِحَةِ الكِيمياويَّة. الّذي جَاءَ، وِفْقَ الإِقترَاحِ الرُوْسِيّ.

وإِنْ كانَتْ هذِهِ الدُبلومَاسِيَّةُ، قَدّْ حَقَّقَتْ إِبعَادَ أَحَدِ الضَرَرَيّْنِ عَنْ سُوْرِيّْا، وهُو الضَرَرُ الأَكبَرُ (الضَربَةُ العَسكَرِيَّةُ)، لَكِنْ هَذا الضَرَرَ، وإِنْ قّيَّمنَاهُ بِأَقَلِّ الضَرَرَيِنِ، لَكِنَّهُ ضَرَرٌ فَادِحٌ، عَلى المُسْتَوى الاسْتِراتِيْجي للمَنطِقَةِ العَربِيَّةِ، وتَوَازُنِ القِوَى فِيها مَعَ الكِيَانِ الصَّهيُونِيّ.

الاسْتِنْتَاجَاتُ:-

1. إنَّ تَنظيْمَ القَاعِدَةِ الإِرهَابيّ، هُو ذِرَاعٌ فَاعِلٌ بِيَدِ أَمْرِيكَا(وهيَ التي صَنَعَتهُ). وتُحَركُهُ المُخَابرَاتُ المَركَزِيَّةُ الأمْريكِيَّةُ، بِكفَاءَةٍ عَالِيَةٍ، لتَنفِيذِ مُخَطَّطاتِ السِّياسَةِ الأَمريكِيَّةِ فِي المَنطِقَةِ، وفِي العَالَمِ (حَالياً ومُستَقبَلاً). ومَا استِخدَامُ السِلاحِ الكِيميَاوِيّ فِي سُوْرِيّْا، إِلاّ فَصلٌ جَديْدٌ مِن فُصُولِ مَسرَحِيَّةِ، تَدمِيْرِ بُرجَي التِّجارَةِ الأَمريكِيَّةِ فِي 11 سبتمبر 2001، مِنْ قِبَلِ تَنظِيمِ القَاعِدَة.

2. يَبْدُو أَنَّ الإِدارَةَ الأَمريكِيَّةَ، وَقَتَتْ مَوْضُوعَ اسْتِخدَامِ الأَسْلِحَةِ الكيميَاوِيَّةِ فِي سُوْرِيّْا، لِيَكُنْ مُتزامِناً مَعَ ذِكرى إِحيَاءِ حَادثَةِ 11 سبتمبر 2001. مِنْ أَجْلِ كَسبِ تَأْيّيدِ الْرَأْي العَامِّ الأَمْريكِي، لمِسَانَدَةِ الحُكومَةِ، فِي خُطوَةٍ استبَاقِيَّةٍ، لمَعرِفَةِ رُدُودِ فِعلِ الدَّاخِلِ الأَمريكي، وقِيَاسِ مِقدَارِ تَفاعُلِهِ، مَعَ تَوَجُّهاتِ السِّياسَةِ الخَارجيَّةِ الأَمريكيَّةِ. الّتي تَنوِي مُستقبَلاً الاصْطِدَامِ مَعَ إِيرَانَ، لامتِلاكِهَا التَكنُولوجيَا النَوَوِّيَةِ، وقُربِ اسْتلامِ إِيرَانَ، لمفاعِلِ بُوشهرٍ النَوَوِّي، مِنَ الخُبرَاءِ الرُّوْسِ، خِلالِ شَهرِ أَيلولِ 2013.

3. سَجَّلَتْ الأَزمَةُ السُوريَّةُ، مكسَباً استراتِيجيَّاً للكيانِ الصِّهيوني. فَسيَتِمُّ تَدميرُ الأسْلِحَةِ الكيميَاويّةِ السُوريَّةِ، وهِي تُشَكّلُ المُعَادِلَ التَّعبَويّ، للأَسلِحَةِ النَوَوْيَّةِ الإسرائيلية، وقُوَّةُ الرَدعِ المُقابِلَةِ لَها. وبِذلكَ سَتشْهَدُ المؤسَسَةُ العَسْكَريَّةُ الصُهيونيَّةُ، تَفوقَاً كبِيراً فِي قُدُرَاتِها العَسْكرِيَّةِ، على حسَابِ القُدُرَاتِ العَسْكرِيَّةِ العَرَبيَّة.

4. الأحداثُ كَشَفَتْ، أَنَّ رأسَ المالِ السَعُودِيّ والخَليجِيّ، هُو كُتلَةٌ نَقدِيّةٌ هائِلَةٌ، مَوضُوعَةٌ تَحتَ تَصَرُّفِ الإِدارَةِ الأَمريكيَّةِ، لِتفعَلَ بِها مَا تَشَاءُ مُقابلَ دَعمِ أَمريكا لِحُكّامِ الخَليج.

5. لقَدّْ أَدارَتْ الدُبلوماسِيَّةُ الرُّوسيَّةُ، أَزمَةَ الأَسلِحَةِ الكيميَاويَّةِ السُوْرِيَّةِ، بكفَاءَةٍ عَاليَةٍ. أَدّتْ أَوَّلاً؛ إِلى انتِزاعِ مَوقِفٍ مُناسِبٍ لِصَالِحِها مِنْ أَمريكا. لأَنَّ سُوْريَّا تُشَكِلُ عُمقَاً اسْتِراتِيجِيَّاً لِرُوسْيَا فِي المَنطِقَة. وثَانِيَاً؛ حَصَلَتْ رُوسْيَا عَلى مَوْقِفٍ مُخَلِّصٍ لِحليفَتِها سُوْريَّا، مِنْ ضَربَةٍ عَسْكرِيَّةٍ أَمريكيَّة.

6. مِنَ النَّاحِيةِ الإِعلاميَّةِ، يُعتًبرُ المَوقِفُ السِّياسِيّ الرُّوسِيّ، قَدّْ حَقَّقَ نَجَاحَاً عَلى حِسَابِ المَوقِفِ السِّياسِيّ الأَمريكِيّ، الّذي كانَ شُبْهَ مُتَوَرِّطٍ، فِي تَهديْدِهِ لسُوْرِيّْا، واصْطِدامِهِ بمُمانَعةٍ شَعبيَّةٍ أَمريكيَّةٍ، إِضَافَةً إِلى عَدَمِ مُرونَةِ الكُونكرس الأَمريكيّ، فِي التَّعاطِي مَعَ مَوْقِفِ الرَئِيسِ الأمريكيّ، وسِياسَتِهِ الخَارجِيَّة. وفِي ذَلكَ بُعدٌ مَعنَويٌّ تُدرِكَهُ القِوَى الدُّولِيَّةُ والإِقْليمِيَّة. فَالموقِفُ الرُّوسِيُّ، كَانَ أَشْبَهُ بِمَنْ أَلقَى طَوّْقَ النَّجاةِ، لإِنقَاذِ السِياسَةِ الخَارجِيَّةِ الأَمريكيَّةِ، ولا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِهَذا المَوْقِفِ ثَمَنٌ مُعَيَّنٌ.

7. فِي هَذِهِ الأَزمَةِ نَجَحَتْ رُوسْيَا، لَيسَ بالتَمسُكِ بمَواقِعِها العَسكريَّةِ، فِي سُوْريّا فَحَسبْ، وإنَّما عَزَزَتْ مِنْ بَقائِها فِي تِلكَ المَواقِعِ أَيْضاً، وتَحتَ أَنظارِ القُوَّةِ العَسكريَّةِ الأَمريكيَّة. (قال بريجنسكي: (لَقدّْ أَقدَمنَا عَلى ارتِكابِ أَخطَاءٍ، وإِجرَاءِ حِسَابَاتٍ غَيْرِ دَقِيقَةٍ، وأَظِنُّ أَنَّنَا لَنْ نَتَمكَّنَ مِنَ الَّلجُوءِ إِلى القُوَّةِ ضِدَّ سُوْرِيَّا، إِلاّ إِذا كَانَ الأَسَدُ غَبِيَّاً، بِمَا فِيهِ الكِفَايَةُ، لإِعَادَةِ استخدامِ السِّلاحِ الكيماوِيّ، وهُو أَمرٌ أَشُكُّ فِي إِمكانِيَةِ حُصُولِه.)(مَوقِعُ سي أَنْ أَنْ)

8. إِنَّ العرَبَ والمُسلِمينَ، خَسِرُوا فِي هَذِهِ المُواجَهَةِ، جَبْهَةً قتالِيَّةً تُواجِهُ العَدُو الصِّهيوني. ومِنْ أَبْسَطِ مُقَوماتِها، أَنَّها تُعتَبرُ حَسْبَ المُصطلحَاتِ التَّعبَويَّةِ العَسكريَّةِ، (جبهةُ تثبيْتٍ) للقوّْاتِ الصِّهيونيَّةِ المُعادِيَة. بمَعنى لا يَستطيعُ العَدُو، بِأَيِّ حالٍ مِنَ الأَحوالِ، إِخلاءُ هذهِ الجَبهَةِ مِنْ قُوَّاتِه، وهَذا يُؤَثِّرُ عَلى مُرونَةِ المُناوَرَةِ، بقُوَّاتِهِ القِتاليَّةِ العامَّةِ بشَكلٍ مُبَاشِر.

9. مِنْ أَجْلِ إعادة تَوازُنِ القِوَى فِي المَنطِقَةِ، أَعلَنتْ رُوسْيَا أَنَّها مُستَعدَّةٌ لتَزويْدِ إِيْرانَ بِصفْقَةِ الصَّواريخِ الرُوسِيَّةِ (أس 300 )، الّتي اشتَرَتها إِيْرانُ منْ رُوسْيَا ولَمْ تَستَلِمها مِنْها، إِذا مَا قَامَتْ إِيْرانُ، بالتَنازُلِ عَنْ الدَّعوَى القَضَائِيَّةِ، المُقامَةُ ضِدَّ رُوسْيا. لإِخلالِ رُوسْيَا بتَسلِيمِ تلكَ الصِّفْقةِ إِلى إِيران.

خِتَامَاً: مِنَ المُؤَكَّدِ أَنَّ تَفَكُكَ المَوقِفِ العَرَبِي، أَتَاحَ فُرصَةً ذَهَبيَّةً أَمَامَ الهَيّْمَنةِ الأَمريكيَّةِ والصَّهيونِيَّةِ، لِفَرضِ إِرادَتِها السِياسِيَّةِ فِي المَنطِقَةِ، بِالرَغمِ مِنْ امْتِلاكِ العَرَبِ، لِلبِترُولِ الّذي يُعتبَرُ عَصَبَ الحَيَاةِ، لَيْسَ لأَمريكا وإِنَّمَا لِلعَالَمِ أَجمَع.

والعَرَبُ بِسِيَاسَتِهِمْ المَحكُومَةِ بِإِرادَةِ أَمريكا، وَقَعُوا عَلى الفَصْلِ الأَخِيْرِ لإِنْهاءِ وُجُودِ أَنظِمَتِهِمْ المُتَرهِلَةِ. فَالتَّحَالِفُ الرُوْسِيُّ الإِيْرانِيُّ المُتَنَامِي، والمُتَزامِنُ مَعَ نُمُو مُنَظَمَةِ شَانْغَهايْ لِلتَّعاونِ (منظمةٌ دوليّةٌ تأَسَّستْ فِي عَام 1996، تَضُمُّ كلاً مِنَ (الصِّينِ، رُوسْيَا، كازاخِسْتَانَ، قِرقيزيَا، أُوزبَاكسْتَانَ، طاجيكِسْتَانَ، إِيرَانَ). لا بَلّْ أَكثَرُ مِنْ ذَلك، فإِنَّ هُناكَ وِحدَةً جِيُوسِيَاسِيَّةً، تَجمَعُ هَذهِ الدُّوَلُ، فِي إِطَارٍ إِقلِيمِيّ جُغرَافِيّ، لا يَفْصِلُ بَيْنَها مَوَانِعٌ طَبيْعِيَّةٌ، وهَذا مَا يُضِيْفُ بُعداً حَيَويّاً لَهَذا التَّحَالُفِ، الّذي سَيَفرِضُ إِرادَتَهُ، عَلى الشَرقِ الأَوسَطِ لا مَحالَةَ، وإِنْ كانَ بَعدَ حِينٍ مِنَ الزَمن.

فَهذِهِ الدُّوَلُ سَتُشَكِّلُ مِحوَراً، يُعَادِلُ فِي قُوَتِهِ حِلْفَ النَاتَو. إِضَافَةً إِلى تَنَامِي إِقتِصَادِيَاتِها واسْتِقْرَارِهَا السِيَاسِيّ. وإِذا مَا أَضِفنَا إِليّها مجموعتين من الدول؛ الأولى:- دُوَلُ الـ (بريكس BRICS)، وهِي: (البرازيل، روسيا الإِتحاديَّة، الهند، وجمهورية الصّين الشعبيّة، وجنوب أَفريقيا). هذهِ الدُوَلُ صَاحِبَةُ أَسرَعِ نُمُو إِقتصَادِيّ فِي العَالَم.

والثَانِيَةُ:- الحِلْفُ الإسْتراتِيْجِيّ الوَلِيْدُ، فِي غَربِ المُتَوَسِطِ. المُتَمثِّلُ فِي مُحوَرِ إِيرانَ وسُوْرِيّْا والمُقَاوَمَةِ فِي لُبنَانَ. ولا يُستبَعدُ أَنْ يَنضَمَّ العراقُ إٍليّهِ، إِذا مَا بَقَتْ تُركِيا والسَعوديَةُ وقَطَرُ ودُوَلٌ خِليجِيَةٌ أُخرى، تَضغَطُ بِشَكّلٍ سَلبِي عَلى العِرَاق، مُلبِيَةً بذلكَ التَّطلُعاتِ الإِسرَائِيلِيَّةِ لإِضعَافِ المَوقِفَيّنِ العَرَبيّ والإِسلامِيّ.

* كاتِبٌ وبَاحِثٌ عِراقِيّ

[email protected]

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/mohamedjoaad.htm

.......................................

للاطلاع على الحَلَقَةُ الأُوْلى:

http://annabaa.org/nbanews/2013/09/255.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/أيلول/2013 - 21/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م