قضايا ومشاكل الناس

علي إسماعيل الجاف

 

يعاني كثير من المواطنين منذ عقود طويلة من مشكلة ايصال اصواتهم الى اصحاب القرار وكأن الحل بأيدهم كما يتوقعون لان المؤسسات باتت تشكل حلا ترقيعيا ومؤقتا بفعل التأثيرات والتدخلات والعوامل الخارجية والداخلية الاخرى.

فقد يلجأ صاحب الطلب الى شخصيات سياسية او دينية او قيادية او ادارية او متنفذة في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لانه عجز عن تحقيق طلبه او الوصول الى نتيجة كأفراد تطالب بحقها، وتحاول السعي بجدية متواصلة في تقديم طلبات ومناشدات وتبذل جهودا جبارة وتصرف اموالا كثيرة من اجل تلبية حاجاتها وطلباتها، وقد تحقق تلك المساعي والمحاولات بفعل راي ماسح اكتاف او متطفل او معارض بدون حجة او عذر شرعي او قانوني.

ونشاهد اليوم عبر قنوات اذاعية ووسائل الصحافة والاعلام المرئية والمقروءة قيام المواطن بذكر اسماء محددة وكان الحل بيد ذلك الاسم...! او الشخص...! وينسى صاحب الطلب وطالب الحاجة وجود مؤسسات لانه يعلم جيدا انه لن يجد من يسعف طلبه او حاجته كونه حاول وبذل وسعي وضحى وقدم وتنازل وراجع... وغيرها دون حل يذكر.

 تقف وراء هذه الحالات عوامل منها:

1. قلة خبرة ومهارة وكفاءة اصحاب القرار في يومنا.

2. تعطيل المؤسسات الحكومية من اجل بروز شخوص على حساب المصلحة العامة.

3. تجاهل اصحاب القرار او المتنفذين لمعنى البناء المؤسساتي الحكومي.

4. تعمد حل القضايا الخاصة للمواطنين عبر نافذة الشخص الواحد وليس المؤسسات القائمة على اساس تنظيمي وهيكلي حكومي.

5. استخدام اليات في التعامل مع قضايا ومشاكل الناس تقليدية وتستغرق وقتا كبيرا وجهودا كثيرة في انجازها.

6. تجاهل التقنيات الحديثة في انجاز المعاملات والشكاوي والطلبات الخاصة بالمواطنين.

7. عدم تبني مشروع العلاقات العامة ويعني قطع العلاقات بين طالب الخدمة ومقدم الخدمة وتكون هناك الية في استلام وانجاز والتعامل مع قضايا الناس.

8. انتشار الفساد الاداري والمالي بصورة كبيرة مما يجعل عملية انجاز اعمال البسطاء والفقراء صعبا امام تلك التحديات...

9. المحسوبية والمنسوبية والوساطة المستشرية بصورة كبيرة داخل المؤسسات بفعل التأثيرات الخارجية او اصحاب القرار او النفوذ.

10. اهمال الكفاءات وتسلط ماسحي الاكتاف على العمل واصحاب القرار.

11. عدم وجود محاسبة ومتابعة ومراقبة متواصلة ودورية، وانما تتحرك الجهات بفعل الامر والحاجة لا المصلحة العامة.

12. تعطيل كثير من التعليمات والقرارات والضوابط عمدا.

13. لاتوجد مؤسسات معنية بالجودة وتحسين الاداء والاعتمادية الدولية اليوم واهمال واضح لمراكز التطوير والبحث والتنمية والتمكين والتدعيم المعرفي والعلمي التطبيقي.

14. المحاباة والتنظير والتسويق المؤقت في كثير من اعمالنا دون نوعية بل كمية.

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/aliismaeelaljaf.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/أيلول/2013 - 19/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م